أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - فوز الإسلاميين ومُختبر التحديات.














المزيد.....

فوز الإسلاميين ومُختبر التحديات.


رائد الدبس

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتوالى النجاحات الانتخابية للحركات الإسلامية في العالم العربي، محققةً فوزاً انتخابياً تلو آخر في البلدان التي جرت فيها انتخابات حرة حتى تاريخ كتابة هذه السطور، وهي تونس والمغرب، ومصر التي أنجزت المرحلة الأولى من انتخاباتها النيابية بفوز كبير للإخوان المسلمين والسلفيين، بلغ ما يزيد عن ستين بالمائة من أصوات الناخبين المصريين. وتشير معظم التوقعات أن هذا المشهد سوف يتكرر بشكل أو بآخر، في بلدان أخرى يمكن أن تحدث فيها لاحقاً انتخابات مثل ليبيا واليمن وغيرهما. في هذه الأثناء، ووسط أجواء الاعتراف بنزاهة الانتخابات، يتركز الحديث عن تنامي ظاهرة الإسلام السياسي، عبر مواقف وتصريحات متباينة.
فمن مواقف وتصريحات تعبّر عن الشعور بنشوة الفوز الكبير، بوصفه استحقاقاً تاريخياً انتظرتهُ الحركات الإسلامية منذ عقود، وخصوصاً حركة الإخوان المسلمين، إلى مواقف تعبّر عن الشعور بالخسارة التي وصلت حدّ الصدمة والحيرة والخوف من المستقبل، وخصوصاً لدى التيارات العلمانية والليبرالية واليسارية والقومية، وكذلك الأمر لدى الأقليات الإثنية والدينية، ومؤسسات المرأة والحقوق المدنية.

المعلوم والواضح تماماً في هذه الظاهرة، أنها برزت ونمت في مجتمعاتنا العربية التي لم تعرف الديمقراطية من قبل، ولم تجرب الانتخابات الحرة بشكلها الإجرائي الحديث إلا في هذه المرحلة. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ العربي الحديث، التي يحدث فيها أن يصطفّ ملايين الناخبين في طوابير هائلة، لأجل الإدلاء بأصواتهم، مدفوعين بقوة اقتناعهم بالأهمية القصوى لذلك، كتعبير عن الرغبة بالمشاركة في الحياة السياسية، وهو إنجاز تاريخي بكل ما للكلمة من معنى. والمعلوم أيضاً، أن الحركات الإسلامية عانت مثل غيرها من الاستبداد خلال العقود الماضية، وأنها بقيت الأكثر تنظيماً وتماسكاً بالمقارنة مع كل التيارات الأخرى، وأنها توظف الدين في خطابها السياسي وحملاتها الانتخابية بشكل حاسم، وأنها تطرح من الشعارات أكثر مما تمتلك من البرامج الاجتماعية والاقتصادية إذا ما قورنت مع غيرها من الأحزاب والتيارات الفكرية والسياسية، غير أن النتائج الانتخابية تتجاوز حدود هذه التفسيرات المتداولة والمحقّة غالباً، إلى ما هو أبعد من ذلك.

الأمر اللافت للانتباه، هو الاهتمام المتزايد منذ عقدين من الزمن، لدى مراكز البحث الغربية بدراسة ظاهرة الاسلام السياسي في عالمنا العربي. حيث يجري الاهتمام بدراسة أدقّ تفاصيل هذه الظاهرة، ضمن منهج يغلب عليه النمط الاستشراقي الغربي الحديث وما بعد الحديث، وضمن رؤية تبحث عن أفضل السبل لتحقيق المصالح الغربية. في مقابل ذلك نجد القليل من الدراسات والأبحاث العربية والإسلامية الجادة في هذا المجال. وبسبب هذا النقص البحثي والمعرفيّ، تنتج لدينا فجوة معرفية متزايدة ومتبادلة، بين التيارات الإسلامية وباقي التيارات السياسية في عالمنا العربي من جهة، وبين كل هذه التيارات السياسية مجتمعةً، وبين الغرب وأهدافه الاستراتيجية من جهة أخرى. وفي المحصلة، لا يبدو واضحاً تماماً لدى قطاعات واسعة من الناس، ومن ضمنهم تيارات الإسلام السياسي : لماذا تحوّل موقف الغرب من الإسلاميين على هذا النحو، وماذا يريد الغرب منهم على وجه التحديد؟ ولماذا الآن؟

الفصول الأولى من المشهد السياسي في العالم العربي قد حُسمَتْ لصالح فوز تيارات الإسلام السياسي بانتخابات حرة وانتقالهم بالجُمْلة إلى سدة الحكم، في ظل مباركة أمريكية وغربية صريحة ومُعلَنة. لكن الوصول إلى سدة الحكم، سوف يضع هذه التيارات أمام تحدي اختبارات سياسية بالغة التعقيد والصعوبة، لن تنفع فيها المناكفات السجالية والمغالطات التاريخية من قبيل:"لقد جرّبت الشعوب العربية حكم العلمانيين الفاشل، وقد جاء دور الإسلاميين الآن". فتلك مغالطات يمكن أن يروّجها السلفيون بأسلوبهم البدائي الجاهل، تماماً كما يحلو لهم وصف أدب نجيب محفوظ بأنه أدب دعارة.!! لكن الواقع يشير إلى عكس ذلك تماماً. أي أن الشعوب العربية جربت حكم الإسلاميين في أكثر من بلد مثل السودان والصومال وغزة، ولم تكن تلك التجارب ناجحة مهما تذرع القائمون عليها بالتدخلات الخارجية. كما لن تنفع شعارات من قبيل "الإسلام هو الحل"، أو أن "الحكم بالشريعة كفيل بحل كافة القضايا"، ولن تنفع الادعاءات اليقينية الجازمة بأن الإسلاميين سيقدمون النموذج الأفضل في الحكم، مثلما لن تنفع أيضاً، الادعاءات الأخرى الجازمة بصورة مسبقة، أن الإسلاميين سيكونون فاشلين تماماً في الحكم.

إذا ما نظرنا إلى مصر على سبيل المثال، فإن الذين سييجدون أنفسهم في سدة حكمها، سيواجهون مختبراً من التحديات يعجّ بأمهات القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لا يمكن حلها بالشعارات والمواعظ . ومن أبسط تلك القضايا والأسئلة التي سيبدأ الناس بطرحها : أسئلة عن معاهدة كامب ديفيد، وعن مكافحة الفقر والبطالة والمديونيّة والأمّية والفساد والشحن الطائفي، وعن ضمان الحقوق والحريات، وعن الموقف الفعلي من الدولة المدنيّة التي تضمن حقوق المواطَنَة للجميع. ولن تأتي الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها، إلا عبر الممارسة السياسية والإنجازات الواقعية.. إنه مسار صعب وطويل لا تشبه الانتخابات الحقيقية الأولى فيه سوى الخطوات الأولى التي يخطوها الطفل في حياته.. وربما تُظهر سنوات التجربة السياسية القادمة، بعد المرور بمختبر التحديات الذي يعجّ بأمهات القضايا، أن الخاسرين في هذه الانتخابات قد ربحوا الكثير، وأن الرابحين قد خسروا أكثر..!!



#رائد_الدبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مفارقات استحقاق أيلول
- في حضرة الغياب - حلقات ضمن مسلسل العنف الرمزي./ رائد الدبس.
- السلفيّون العرب وتحدّي الدولة المدنية الحديثة.
- حول تركيا – أردوغان وعمقها الإستراتيجي
- الجاليات الفلسطينية - الحضور خارج المكان.
- كلمة حق لأجل تونس.
- أرض الأحلام وحُماة الديار./ رائد الدبس.
- هكذا تكلم أوباما، وسوف نتحدّاه.. فلسطين أوّلاً. !
- في انتظار غودو
- الثورات العربية بعيون فلسطينية
- نماذج استبداد بذهنيّة الحرب الباردة.
- ضحايا الاستبداد.
- فلسطين، ما بين ثورتين وأدنى وأبعد.
- جمعة مصر العظيمة.
- سقوط هيبة وفكرة النظام.
- بصرف النظر، لا لطبائع الاستبداد !!
- تونس تكسر النمط
- تونس وأثر الفراشة.
- جوليان أسانج : الرسالة والصفقة.
- أوّلُ الغيث : هدف برازيلي في مرمى الشرعية الدولية


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الدبس - فوز الإسلاميين ومُختبر التحديات.