أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - المخزن المغربي والرأسمالية الطفيلية وصيرورة التأسيس والتطور















المزيد.....

المخزن المغربي والرأسمالية الطفيلية وصيرورة التأسيس والتطور


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما استقل المغرب سنة 1956 ورث بنية اقتصادية _ اجتماعية ثقافية وسياسية كانت تحمل كل مؤشرات التخلف . اقتصاد متوجه خارجيا يلبى حاجيات فرنسا من الفوسفاط والأسماك والمنتوجات الفلاحية التي ما لبثت تشكل نسبة مهمة من عائد الصادرات ، وسيطرة فرنسا على التجارة الخارجية للمغرب ، هذا إضافة لتصدير الفائض الاقتصادي اللازم لتنمية البلاد للخارج ، وكانت الصناعة تشكل أقل من 7 % من إجمالي الناتج الوطني ، كما أجهض المستعمر أي محاولة من جانب الرأسمالية المغربية الناشئة لاقامة صناعة وطنية وذلك لان المستعمر كان يريد المغرب سوقا لتصريف منتجاته الصناعية ، وكانت الصناعة تستوعب فقط 4 % من القوى العاملة في البلاد .وكان القطاع التقليدي يساهم بأكثر من 60 % من إجمالي الناتج الوطني ، كما كان حوالي 92 % من ساكنة المغرب مرتبطين بقطاعات الزراعة وتربية المواشي والصناعة التقليدية ..... وكانت نسبة الأمية تفوت 90 % ، كما كان هدف التعليم هو تلبية احتياجات المستعمر لتحريك دولاب الدولة من موظفين وأطر وتقنيين وعمال .هذا إضافة لنمط التنمية الاستعماري غير المتوازن بين أقاليم المغرب المختلفة حيث ظهر هناك مغربان في تلك المقولة الاستعمارية ، المغرب النافع والمغرب غير النافع ، وهو ما يعني داك التفاوت في التطور الاقتصادي والاجتماعي والنفسي بين أقاليم المغرب المختلفة . كما كانت ظروف القمع التي كان يعيشها مجاهدو جيش التحرير والمناضلون الثوريون المقاومين بجميع أصنافهم لم تساعد في بناء حياة حزبية ديمقراطية معافاة ، وحركة ثقافية تفجر مكنون الموروث الثقافي المحلى الأصيل وتتفاعل أخذا وعطاءا مع الثقافة العالمية .

لقد كانت هده القوى الأصيلة تطرح بوضوح تام شعارات جلاء المستعمر ، وبدون أية شروط ، وحق تقرير المصير للشعب المغربي ، كما طرحت ضرورة تجديد البلاد بإنجاز النهضة الوطنية الديموقراطية بتبني الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي التام والكامل وبدون أية تبعية ، وفي سبيل دلك أسهمت في نشر الوعي في صفوف الشعب ما استطاعت إلى دلك سبيلا ، بخلاف ما يسمى بالحركة الوطنية التي فضلت الدخول في ما يسمى بالنضال السلمي الدي على إثره أقامت مفاوضات مباشرة وأخرى غير مباشرة مع المسنعمر ، مما جعل هدا الأخير يفسح لها المجال في تأسيس اتحادات الطلاب والنساء والشباب والدخول في العمل السياسي عبر تكوين الأحزاب وبناء حركة نقابية .

بعد القضاء على جيش التحرير في الجنوب وإخماد الثورات والانتفاضات المسلحة في كل من الريف والأطلس والمغرب الشرقي سيطرالنظام المخزني على الحكم ، وفى هذه الفترة هيمنت الفئات الغنية من عناصر المخزن وعملاء الاستعمار والكثير من العائلات الفاسية والتطوانية والرباطية التقليدية الخائنة لقضايا الشعب كآل الفاسي وبنهيمة وبنكيران وبنسودة وبناني وغيرهم على مفاتيح الاقتصاد الوطني عن طريق البنوك وشركات التأمين والاستثمار وشركات التصدير والاستيراد والتوزيع ، والمنظمات الاخرى الكثيرة التي تلتحف ثوب الأعمال الخيرية والإنمائية ، كما توسعوا في ميدان العمل التجاري والاستثماري والفلاحي .. الخ وتطوروا بعد دلك في أحضان الرأسمالية الطفيلية التي قامت على نهب القطاع العام وتجمعت لديهم ثروات ضخمة فأصبحت أحد روافد الرأسمالية المغربية التي تطورت خلال سنوات وعقود .

ومع مرور الوقت ، وبعد أن كان المخزن المافيوي يسبح بحمد حكم الفرد الذي صادر الحريات والديمقراطية لعقود من الزمن ، تحول في شعاراته طبقا لظروف كل مرحلة وبهدف التأقلم السياسي ( فقه الضرورة ) ( الانتخابات ، شراء الأصوات ، الإرهاب ، الابتزاز ، صحافة الإثارة ، …. الخ ). وكانت مؤسساته وراء تزوير كل الانتخابات من أولها إلى آخرها التي شاهدناها قبل أيام عن طريق الفساد والرشوة والتزوير والتهديد وشراء الدمم واستغلال فقر الناس .

يمكن تحديد ابرز سمات المخزن وخصائصه في كونه فئة رأسمالية طفيلية لها جذور عميقة في التربه المغربية تعود إلى أكثر من أربعة قرون ، وفي كونه لم يسهم في تطوير الاقتصاد المغربي بل توسعت في ظله كل أنواع الفساد والاستغلال والنهب وهو ما يفسر لنا ضيقه بالديمقراطية وعدم ثقته بنفسه وتكوينه لمؤسسات حزبية ونيابية ونقابية بالتعيين والتزوير وقمع وتعذيب المعارضين السياسيين ، وخرق العهود والمواثيق الدولية ... .

_ إنه يمثل فئة راكمت ثرواتها بالنهب اقتصاديا والقمع سياسيا وتكثيف جباية الضرائب على أغلب المواطنين حتى فاقوا حكام العهد التركي في ما يحكيه المصريون عن ذلك . ويتحدث الناس في مجالسهم عن فساد هذه الفئة ، وحياة الترف والبذخ التي تعيش فيها سواء من حيث السكن أو الأثاث المستوردة أو السيارات الفارهة أو ما يصرف أثناء الأفراح والأتراح أو في سفرياتهم وسفريات الأولاد والأزواج ..... إلى غير دلك ، بينما تعيش الأغلبية العظمى من فئات الشعب تحت حزام الفقر مما جعل الشباب يموتون في قوارب الموت ، و البطالة تستفحل بشكل خطير جدا ، و الدعارة تنتشر بشكل مفجع .....

هدا و يمكن تحديد بعض مصادر تراكم الرأسمالية الطفيلية للمخزن في نهب القطاع العام عن طريق البيع آو الإيجار أو المنح بأسعار بخسة لرجال المخزن والمقربين منه من سياسيين وكومبرادور وإقطاع وبرجوازيين ، وفي تقديم التسهيلات لمنح الرخص التجارية وغير التجارية والإعفاء من الضرائب ، وفي نهب المال العام والعديد من المؤسسات الاقتصادية ، وفي إعطاء المرتبات العالية وامتيازات مالية أخرى لكوادر المخزن وموظفيه الكبار على حساب أغلبية فئات الشعب المفقرة ، وفي تكثيف جباية الضرائب والفساد ونهب موارد الدولة المالية والعائد من الضرائب حتى اصبح ذلك حديث الصحافة والناس و منظمات الحفاظ على المال العام والأحزاب وغيرهم ، والاتجار في العملة والسوق السوداء والمخدرات واحتكارالمواد والسلع الاستراتيجية ، والاستيلاء على شركات التوزيع الأساسية ، و الاستثمار في العقارات والمضاربة على الأراضي ، ومشاريع الزراعة الآلية والثروة المعدنية والبحرية والتوسع فيها .

إنه المخزن المغربي لمن لا يعرف ...

وعلى أساس محاربة هدا المخزن الفاسد والناهب لخيرات الشعب خرجت حركة 20 فبراير إلى الشارع رفقة كل القوى الحرة السياسية والحقوقية والثقافية والنسائية مطالبة برحيله بل ومحاسبته على كل الجرائم التي اقترفها في حق الشعب ، ولتعلن للنظام المغربي التخلص منه قريبا قبل أن تأتي نيران الثورة فتحصد الجميع .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع السياسي الدي قد تتجاوزه الظروف في حال ممانعة المخزن
- شعوبنا والحاجة لعزة النفس
- طوفان نوح والتفسير العلمي
- معيرة الطبقات الاجتماعية
- الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء
- ما بعد = الربيع العربي - هل هو مشروع سياسي أسوأ ؟
- الماركسية والشيوعية بين الحق والباطل
- العلمانية والحداثة
- الانتخابات البرلمانية الفاسدة ومشروع حكومة أفسد
- العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - المخزن المغربي والرأسمالية الطفيلية وصيرورة التأسيس والتطور