أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جديد














المزيد.....

مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جديد


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 17:37
المحور: القضية الفلسطينية
    



دون القفز عن حقيقة وجود استقلال موضوعي للوضع القومي الفلسطيني ومع الاقرار انه لا يتمتع بحالة مباشرة من الاستقلال الجيوسياسي, مما يجعل من هذه اللا استقلالية, شرطا من الشروط التي ترهن اجندته الداخلية لعلاقتها بالاجندة الخارجية, حيث كان تاريخيا وما يزال حتى الان يرتهن الى هذه الحقيقة, مما غيب ثقافة الاستقلال ورسخ ثقافة الا متداد العضوي لوهم عمق اقليمي مفترض. اخذت صورة رؤية عرقية متخلفة تتحرك بموجب هذا الوهم الفكري.
ان القضية الفلسطينية ليست قضية العرب ولا قضية الاديان المركزية, لان مقولة العروبة بذاتها لا مركزية لها اصلا سوى المركزية الدينية, ولان القضية الفلسطينية قضية عابرة للتاريخ في الصراع العالمي وذلك بحكم مركزية موقعها الجغرافي في حركة الاتصال العالمية وحركة الصراع الامبراطوري العابر للقارات في التاريخ,
ان قضية الاستقلال بالوضع الفلسطيني عن انعكاسات الصراع العالمي عليه اصتقلالا قومي ناجزا, لا قضية استعادة النسب العرقي والنسب الثقافي الديني, هي جوهر القضية الفلسطينية, وهي المسالة الفكرية التي بسقوطها من ثقافتنا الوطنية عجز جهد المجتمع الفلسطيني تاريخيا وليس الان فقط, عن تحرير ذاته ووطنه في صورة دولة تاريخية تحصنه من تقاطع الصراعات العالمية عليه في صورة احتلال متواصل,وبقينا وطنا ومجتمعا تحت حالة احتلال متصلة تاريخيا وان تعددت الاصول العرقية والثقافية والجغرافية لحالة الاحتلال هذه, حيث فشلت كل محاولات تلافي العجز عن التحرر في ظل استمرار غياب الوعي بالخصوصية القومية الفلسطينية واستقلاليتها, واستبداله بثقافة انكار الذات والتزام منهجية ثقافة صلة النسب العرقي والديني محله, الامر الذي غيب عن القدرة الفلسطينية حل مطلب ( البديل الثوري لمنهجية القيادة السياسية لعملية التحرر ) وجعل منها مسالة موازية في ديمومة بقائها لتاريخ مسار كفاح التحرر الفلسطيني,
ان ما يدعوني لطرح هذا الموضوع هو مراقبتي ومتابعتي الدائمة, للحوار الداخلي الفلسطيني حول هذه المسالة, ومعايشتي للمحاولات الفلسطينية التي بذلت للبحث عن البديل, ولكنها كانت دائما خارج التعامل مع هذه الحقيقة واسقاطها, حيث طرح الحوار الفصائلي المريض بنفس المرض عوضا عن ذلك تفسيرا للعجز يتعلق دائما بالشفافية الاخلاقية للرموز القيادية او بوجود تنافر بين البرنامج الفصائلي سببه اغتراب البرنامج الفصائلي عن الاصالة العرقية لا لموضوعية للواقع الفلسطيني, وفي اطار خلل المعالجة هذا جاءت الانشقاقات الفصائلية وولادة فصائل جديدة زادت عددها وعمقت انقساميتها وانشقاقيتها ولم يخرج عن هذا المصير حتى الاتجاه الاجتماعي المستقل سياسيا عن غضوية تنظيم التشكيل السياسي الفلسطيني, حيث اصبحوا هم بذاتهم فصيلا يضاف الى هذه التعددية غير الطبيعية,
ان تنوع التشكيل الثقافي والمنهجي للفصائل الفلسطينية لا يلغي حقيقة انها تجتمع على اساس فكري عرقي عروبي اسلامي واحد جامع لها, والذي يلغي وينفي وجود تباين جوهري بين اتجاهات المحافظين والليبراليين وبين اتجاهات اليمين واليسار الفلسطيني, وهو الذي يهبط بالوعي الشعبي الى مستوى العجز عن الرقابة على النهج السياسي الفصائلي, ويعجزه بذاته عن المبادرة الى طرح البديل السليم حيث يغرق ايضا في الحوار الشتائمي المتسيد على حوار الاطر والفصائل والاتجاهات السياسية الفلسطينية, ويبقيه اسير نهج شخصنة الصراع ويرده الى مبرر تدني وهبوط الشفافية الاخلاقية للاخر,
ان سقوط المقولة الوطنية واستبدالها بالمقولة الاقليمية من التجسد العرقي هو الملمح الجامع لاطياف الثقافة الفلسطينية بغض النظر ان كان شكل تجليه الاعلى في الادب السياسي الفصائلي او في منهجية المناورة السياسية اثناء الصراع مع الاجندة الاجنبية ( التي تصبح هنا غير العروبية فحسب), فالتعددية لا تعني بالضرورة تميزا فكريا ومنهجيا جوهريا, لذلك لم يكن غريبا ان يتجه الحسم في تاريخ الحراك السياسي الداخلي الفلسطيني لصالح الفصيل الفلسطيني الاكثر جذرية في يمينيته _حركة حماس_ على حساب الفصيل اليميني الليبرالي _حركة فتح_, حيث لم يبقى من عامل تقييم ياخذه الشعب في اعتبار حسابات محاكمته الخاصة لهما سوى الشفافية الاخلاقية, وهل هناك من يجيد الاحتكام لهذا العامل اكثر من رجال حركة حماس الذين تظللهم المقولة الدينية؟ خاصة وان المكتب السياسي لحركة حماس لا تزال له الشخصية الفكرية واسناد البنية الحزبية التي تفتقدها حركة فتح, فلا شخصية فكرية للجنة فتح المركزية ولا بنية حزبية تسندها بل شللية تسعم في توجيه الطعنات الاخلاقية لذاتها؟
ان المخرج من مازق البحث عن البديل الثوري الفلسطيني, يعبر مطلب تحديث الاساس الفكري للثقافة المرشدة للنضال الفلسطيني, هذا التحديث الذي يشترط اولا استكشاف وتحديد حجم الاغتراب الثقافي عن الواقع الفلسطيني في موضوعية مسار تطوره تاريخيا كمسار تطور حضاري مستقل موضوعيا عن بيئته الاقليمية وفي خصوصية تقاطعه مع الحالة التاريخية للصراع العالمي, اما العودة لتكرار خطوة اضافة فصيل جديد للكم الفصائلي المتحقق فهو قفز في التجربة من نفس لمنطلقات والشروط والمنهجية القديمة, وهو ياخذ المجتمع الفلسطيني في حركة منحنى دائري نحو نقطة الانطلاق التي هي _ سلامة النوايا_.
ان محاولتنا الخروج من هذا المازق لا يجب ان تصب في خدمة الاجندات الاجنبية الحريصة على زيادة تعددية الفصائل الفلسطينية, لتدفع بها نحو الخروج عن حالة الانضباط الوطني وولوج فوضى الحراك الديموقراطي الذي لا تنظمه ثقافة وطنية سليمة, والذي نغرق في مستنقعه الان, فزيادة عدد الفصائل لا يممل على تجفيف هذا المستنقع بل يصب عليه الماء فحسب
ان التشكيل السياسي المطلوب فلسطينيا هو التشكيل الذي يحمل هذه الحداثة الفكرية ولنتذكر جميعا المقولة المسيحية في الدعاء الى الله ( لا توقعنا في التجربة)



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك محاولة لتفجير الداخل الفلسطيني:
- ماذا يعني لقاء المجلس الانتقالي السوري وجيش سوريا الحر في تر ...
- هيصة النضال الوطني الفلسطيني:
- الربيع الفلسطيني:
- لا خروج على ثابت وطني_ ردا على الاستاذ نقولا ناصر
- النظام السوري بين الضربة العسكرية وحصار الخنق:
- المصالحة خطوة على طريق تعبئة عوامل النصر الفلسطيني
- خربشة خالد عبد القادر وتنميق ابن الجنوب
- اهمية زيارة ملك الاردن عبد الله الثاني الى فلسطين:
- هل تنجح مصر في التخلص من اللوبي الامريكي بعد ان تخلصت من الل ...
- اجابة على سؤال طرحه البرنامج الفلسطيني مساحة حرة:
- اللعب بامن مصر.... لماذا؟
- الازمة السورية وصراع مرجعيات المنطقة:
- امام عباس ومشعل :موجه بوصلتنا الوطنية:
- من لم يكن فلسطينيا لن يفهم فلسطين: حول المصالحة الفلسطينية
- اي مصالحة نريد؟
- كيف يتفق عزام الاحمد مع شخصنة حماس للخلاف حول المصالحة:
- الاشقر: الوجه حماس واللسان ليبرمان:
- سوريا الى اين في ظل قرار جامعة الدول العربية:
- ضرب ايران عسكريا بين المبرر السياسي والمبرر التقني:


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جديد