أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - رسالة إلى اليسار العربي














المزيد.....

رسالة إلى اليسار العربي


محمد نور الدين جباب

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 23:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


العرب يطرقون الآن أبواب مرحلة تاريخية جديدة. تأجلت كثيرا، وتأخرت كثيرا بسبب شعارات رددها العرب، جيل وراء جيل حتى وصلت إلى جيلي. رددناها ونحن طلبة في الجامعة في منتصف السبعينيات. شعارات كانت كبيرة و واسعة وحالمة على رأسها شعار، حرق المراحل ،الذي حفظناه عن ظهر قلب وكأنه أنشودة وطنية .
كنا نعتقد أننا سوف ننتقل، بقفزة واحدة، ومرة واحدة ووحيدة، و إلى الأبد، من مجتمعات نصف رعوية ونصف زراعية، مجتمعات مستنفدة تاريخيا تعشش في ذهنها ثقافة سلفية إقطاعية يعلوها الصدأ من جميع جوانبها، إلى مجتمعات حديثة و عصرية ومتقدمة . هكذا كانت تقول "فلسفة " حرق المراحل
كنا نعتقد أننا سوف ننتقل بهذا الركام التاريخي ونقفز به إلى مصاف المجتمعات المصنعة. هكذا بقفزة تاريخية، لم نكن نعلم أننا ركبنا المجهول و قفزنا في المجهول. كانت نتيجتها مأزقا تاريخيا كاد أن يعصف بنا دولا ومجتمعات و لايزال الخطر يجابهنا
لقد حلمنا حلما جميلا لكن التاريخ له قوانينه الموضوعية الصارمة و لا تسيره الأوهام وأضغاث الأحلام .
إن اليسار العربي وكل قوى التقدم العربي مطالبة اليوم بنقد ذاتي و التعامل مع قوانين التاريخ الصارمة التي لا مرد لها.
الإسلاميون اليوم حقيقة تاريخية كبرى، ويجب التعامل معهم بوصفهم كذلك ، حتى إذا كنا مقتنعين أنهم لن يضيفوا للتاريخ أي جديد ،حتى إذا كنا مقتنعين أن وجودهم على الركح السياسي هو تعبير عن أزمة وليس علامة على وضع صحي، حتى إذا كنا مقتنعين إنهم عطالة تاريخية .لكنها مرحلة لابد منها للانتقال إلى أخري أفضل منها .
إن جميع التحولات التاريخية الكبرى التي عرفها التاريخي العالمي كان لها ثمنا وفي الكثير من الأحيان كان الثمن عاليا جدا ومكلفا جدا .لأن التاريخ لا يتقدم و لا يرتقي بدون مقابل
وإذا كان هناك خوف فإني أراه قادم ليس من الإسلاميين لأنهم لا يملكون مشروعا وطنيا أو قوميا. ومن لا يملك مشروعا لا مستقبل له . لكن قد تطول مرحلتهم ليس بسبب قدرتم وقوتهم الذاتية، إنما بسبب ضعف اليسار العربي مثلما كان صعودهم بسبب ضعف وتشتت قوى التقدم العربي
إن الخوف الحقيقي نابع من اليسار العربي وجميع قوى التقدم التي لا زالت تردد عبارات فارغة ولازالت غارقة داخل أطروحات قديمة استهلكها التاريخ و فضحتها التجارب الفاشلة .
إن ما يلوح في الأفق يؤكد ذلك ، بدأنا نسمع ونشاهد ،هنا وهناك ، تعابير سياسية متشنجة وتحركات تكشف عن إعادة إنتاج خطاب وممارسات عفا عنها الزمن .
إن مجابهة الحركات الأصولية ليس بالشتم و التصيد و التهكم ، ولا بالأصوات العالية للأمهات العازبات و الزج بهن أمام الفضائيات الأجنبية كما نشاهد هذه الأيام ، هذا تسطح ،هذا عجز فكري هذا ضعف الوعي التاريخي والأيديولوجي. .
إن المهمة الأولى التي يحب أن يضعها اليسار العربي وجميع قوى التقدم ، على رأس جدول أعمالهم ، هي صياغة وبلورة خطاب فكري عقلاني تنويري ينطلق من الخصوصيات التاريخية المحلية و القيم التي كفلت الاستمرارية التاريخية و التي لازالت قادرة على إنجاز الجديد إذا أحسنا توظيفها واستثمارها
هذه المهمة التاريخية لن تتحقق ولن يكتب لها النجاح وستفشل كما فشلت التجارب السابقة ، إذا لم تتوصل إلى بلورة صيغة مبدعة، بإيجاد المعادلة الصحيحة الجامعة، بين الكفاح العقلاني و التنويري، و بين الإيمان ، هذا إذا أردنا أن نبتعد عن ثقافة الصالونان و النخبوية و التعالي و احتقار الجماهير وازدراء ثقافتها القديمة التي لازالت في جانب كبير مننها ملوثة بالتصورات الغيبية.
إن ما يجب أن يضعه اليسار العربي في الحسبان عند صياغة المشروع التي يرسم آفاق المستقبل ،
أن الجماهير العربية وهي صاحبة المصلحة الحقيقية في التحول والتقدم الاجتماعي و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، لازلت في معظمها متدينة . وستظل حينا من الدهر، بحكم التأخر التاريخي، تعبر عن تطلعاتها في الحرية و السيادة والكرامة و العدالة الاجتماعية في إطار هذا الفكر التقليدي.
لكن ذلك يجب ألا يفهم منه أنه تملق للجماهير و غض الطرف عن نقاط ضعفها . إنما هي محاولة لتأسيس العلاقة المفقودة تاريخيا ، التي لعبت عليها القوى الأصولية ، بين قوى التقدم العربي من جهة و جماهير متدينة من جهة ثانية ،بين الأيديولجيا المعاصرة و بين جماهير متدينة.
.



#محمد_نور_الدين_جباب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزمي بشارة ومكر التاريخ
- شاهدت علياء عارية
- محمد أركون: من إسلام الفقهاء إلى إسلام العلماء
- إطلالة على مصر من شرفة الحاج مدبولي
- العلمانية التي أثمرت خير النساء
- الفكر العربي من قيادة حركة التحرر إلى الصراعات المصيرية الكب ...
- الإسلام السياسي نحو مأزق آخر
- أزمة الثقافة الإسلامية أم الدعوة إلى إلحاد أرستقراطي
- الفكر العربي يودّع الماركسية


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد نور الدين جباب - رسالة إلى اليسار العربي