أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - ذكاء هنا.. وأخطاء هناك















المزيد.....

ذكاء هنا.. وأخطاء هناك


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 17:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مع انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات، لا يسعنا إلا أن نسعد بأولى الثمار السياسية لثورة 25 يناير. فلولا هذه الثورة لكنا نعيش هذه الأيام مسرحية انتخابية لتمديد حكم المخلوع، أو توريث المحروس. ورغم كافة الانتهاكات والخروقات، يكفي أن مصر شهدت للمرة الأولى منذ 60 عاما، انتخابات برلمانية لا يوجهها حزب الحاكم ـ وليس الحزب الحاكم ـ ولا تشهد تزويرا بإشراف وزارة الداخلية وبلطجيتها، ولا يحشد الإعلام الرسمي للدعاية لحزب الحاكم الفرد، ولا توجه موارد الدولة بالكامل ومؤسساتها لتزوير إرادة الشعب لصالح أتباع الطغمة الحاكمة.
ويفخر أي منصف بحرص المصريين على الوقوف في طوابير لساعات طويلة للأدلاء بأصواتهم. وهي تجربة تكشف أن إحساس المصري بقيمة صوته سوف يدفعه للحفاظ عليه وتحري من يستحقه، حتى لو جانبه التوفيق هذه المرة.
وعلينا جميعًأ احترام نتيجة هذه الانتخابات، فهي تعبر بدرجة كبيرة عن اختيار الناخبين، بصرف النظر عن أي انتهاكات أو تحايلات، فمن الواضح أن الأصوات التي وضعت في الصناديق ـ إلى حد كبير بالفعل ـ أصوات أصحابها، واختياراتهم النابعة من "فهمهم" لمصالحهم.
و لا أعتقد أن تفوق تيارات الإسلام السياسي كان مفاجئا للكثيرين..فكافة الإرهاصات كانت تنبئ بحصولها على نحو ثلث مقاعد البرلمان. ولا يستطيع منصف أن يتجاهل خبرة ثمانين عاما من التمرس على العمل السياسي، وقوة التنظيم، مع مجتمع متدين بطبيعته، تميل أغلبيته إلى أصحاب الخطاب الديني.. لكن المؤشرات الأولية توضح أن الإخوان المسلمين، والسلفيين، سوف يفوزون بعدد من المقاعد يزيد عن النسبة التي أعلنوا قبل الانتخابات أنهم ينافسون عليها.. وهو ما يرجع إلى عدة عناصر مهمة:
فإلى جانب التعاطف الشعبي مع جماعة تتحدث باسم دين الأغلبية، اكتسبت الجماعة تعاطفا نتيجة تعرض أفرادها للملاحقة والاعتقالات، لا يرى فيه كثيرون اضطهادًا من حكومات قمعية لمعارضين سياسيين، وإنما يترجمونه إلى عنت يلقاه من يتمسكون بالشرع في مواجهة نظم كافرة.
أضف إلى ذلك، أن حملات تقديم خدمات للبسطاء في مختلف الدوائر الانتخابية ـ وصلت إلى حد توزيع سلع غذائية في أكياس مطبوع عليها شعار حزب الحرية والعدالة ورمزه الانتخابي ـ تؤتي ثمارها في صندوق الاقتراع.
ونظرًا لتمرسهم على خوض الانتخابات، وخبراتهم الطويلة والعميقة في عقد التحالفات الانتخابية، نجح الإخوان المسلمين في إقناع أحد عشر حزبا من اتجاهات علمانية: ناصريين وقوميين وليبراليين، بخوض الانتخابات على قائمة حزب الحرية والعدالة. وهو نجاح آخر يحسب لذكاء الإخوان. فعلى خلاف التكتلات التي حملت أسماء مغايرة لأسماء الأحزاب المكونة لها.. خاض أحزاب مثل الكرامة الناصري ـ بزعامة حمدين صباحي بما يمثله من قيمة لآلاف الناصريين والقوميين ـ وغد الثورة الليبرالي بزعامة أيمن نور ـ بجماهيره التي تنتمي للفكر الليبرالي، والكثيرين من المتعاطفين مع رئيس الحزب شخصيا باعتباره من ضحايا نظام المخلوع ـ وحزب الأحرار الليبرالي أيضا، وغيرها، الانتخابات تحت اسم "الحرية والعدالة" الذراع السياسي الأبرز لجماعة الإخوان المسلمين!
ولا شك أن جماهير كثيرة من الناصريين والقوميين والليبراليين، منحت أصواتها لقائمة "الحرية والعدالة" مناصرة لأسماء ذات وزن في تيارات لم تكن يوما على أرضية الإخوان المسلمين؛ فحسبت هذه الأصوات على قوة الإخوان. وهي براعة تحسب للإخوان ولا يحق لهذه الأحزاب الناصرية والليبرالية أن تشكو من أن قوتها الانتخابية حسبت لصالح الإخوان. على الرغم من أنه ليس من المتوقع أن يتحدث النائب ـ مثلا ـ أمين اسكندر ـ القطب الناصري والقومي المعروف، باسم الإخوان في البرلمان، ومثله النقابي الناصري الأبرز كمال أبو عيطة، أو الناشط الناصري المعروف سعد عبود، وغيرهم كثيرون، لن يكونوا بالطبع صوت الإخوان في البرلمان، لكن قوتهم الانتخابية أضيفت إلى قوة الإخوان الحقيقية.
وكان بروز التيار السلفي في المعركة الانتخابية ملحوظًا أيضا، وكما استفاد هذا التيار من أرضية التدين الفطري لدى المصريين، ونزوع البسطاء لتأييد من يرفعون شعارات دينية؛ ضموا إلى قوتهم أصوات كثيرين، يؤمنون بفكرة "تطبيق شرع الله" على إطلاقها من دون تفكير في التفاصيل، غير أنهم لأسباب عديدة، صدموا في ممارسات إخوانية، وقرروا عدم منح صوتهم للإخوان، فعلقوا آمالهم على بديل يرون أنه "إسلامي" أيضًأ.
ولن نتوقف كثيرا عند سلوكيات ـ صارت معروفة للجميع ـ من استغلال فقر البسطاء، وشراء أصواتهم، إما بالمال أو بالسلع الغذائية؛ أو استغلال جهل الأميين، وبعض من ذهبوا للتصويت تفاديا للغرامة، وتوجيههم عبر ما سمي باللجان الشعبية لاختيار مرشحي الإسلاميين، أملاً في دخول الجنة! إلى الحد الذي وصل بالبعض إلى الافتاء بأن من يمنح صوته لغير الإسلامين يكون كافرا! ناهيك عن محاولات تشويه المنافسين، والطعن في دينهم، وادعاء أنهم يعملون ضمن مخطط "تنصيري" ـ وهذا بالتحديد مضمون بيان وصلني شخصيا على إيميلي من جهة تسمى المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير. وعلى الرغم من أن هذه الأساليب ـ بالإضافة إلى استخدام الشعارات الدينية لأغراض انتخابيةـ المرفوضة أخلاقيًا، والمجرمة قانونيا، نجحت إلى حد ما في حشد أصوات البسطاء، إلا أن الكثيرين سوف يتعلمون من هذه التجربة، ويتلاشى جدواها في التجارب المقبلة.
أَضف إلى ذلك أخطاء ـ أو ربما خطايا ـ سقطت فيها قوى الدولة المدنية، فساهمت في زيادة مساحة فوز منافسيهم. أولها خوض عدد من الأحزاب الناصرية والليبرالية الانتخابات على قائمة قوى تناهض مشروع الدولة المدنية. وثاني هذه الأخطاء، انشقاق أحزاب محسوبة على قوة الدعوة للدولة المدنية عن تكتل مدني، بسبب خلاف غير مبدأي على ترتيب أسماء ممثليهم على القوائم. والأسوأ من ذلك، أن يبرر هؤلاء المنشقون انشقاقهم عبر التشهير برفاقهم، والتحجج بأن قوائم "الآخرين" تحوي عناصر من الفلول، وهو تبرير ثبت عدم صحته، بعدما تبين أن عناصر من فلول "الصف الثاني" تسللت إلى قوائم الجميع بلا استثناء، وثبت كذبة "نحن الوحيدون الذين لا تضم قوائمنا فلولاً". فقد اتضح إن "الهم طايلني وطايلك"، والمزايدة في هذا المجال غير مبدأية ولا أخلاقية، وتسيء للجميع. وثالث هذه الأخطاء ـ أو ثالث الأثافي ـ مقاطعة بعض القوى المدنية للانتخابات، بدعوى أنها ستمنح شرعية للمجلس العسكري. وعلى الرغم من أن الداعين إلى المقاطعة، من الرموز الوطنية المخلصة، ولا يجرؤ أحد على المزايدة على تاريخهم وتضحياتهم، إلا أن دعوتهم للمقاطعة ، التي وصلت أحيانا إلى التشهير بالمشاركين في الانتخابات، ووصمهم ببيع دماء الشهداء؛ ساهمت في دعم القوى المناهضة للدولة المدنية، بحجب أصوات كان المفترض أنها سوف تصب في خانة الداعين لمشروع دولة المواطنة القائمة على المساواة.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدع يا باشا!
- إلا شباب الثورة!
- مشاركة القوى اليسارية في الربيع العربي
- أي علاء!.. وأي أم علاء!
- ضابط ابن ناس
- للصبر حدود
- احذروا غضب الشعوب
- متى ترتوون من دمائنا؟
- غضب آخر سوف يجيء!
- علموا أبناءنا في إيطاليا!
- الدبة.. وصاحبها!
- بوادر جولة ثانية
- عصام وحسن ..ورأب الصدع
- حتى الرمق الأخير
- شعب واحد
- خطاب مفتوح إلى السيد المشير
- ثورة عالمية في الأفق
- وانهمرت دموعي
- رمضان .. وهدى
- عجلة الإنتاج .. وسنينها!


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - ذكاء هنا.. وأخطاء هناك