أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 5/5















المزيد.....

نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 5/5


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عزيزى القارئ : كنت ساكتب عن انتهازية الاخوان المسلمين والتيارات الدينية الاخرى وتحالفهم مع المجلس العسكرى من اجل اقتسام ثمار الثورة فيما بينهم ، وكيف ان الاخوان بالذات تغير مواقفها من النقيض الى النقيض حسب معطيات الواقع على الارض ، فهم آخر من شارك فى الثورة ، واول من باع التحرير والثوار بعد تفاهماته مع المجلس العسكرى ، واول من جنى ثمار الثورة متمثلا فى حصولهم على الشرعية بالاضافة الى قيام حزبهم على مرجعية دينية ، واول .. واول ..... من جنى ثمار الثورة .
ولكنى رأيت استكمال الدراسة التى اكتبها عن نقد الفكر الدينى وخصوصا هذا الفاصل بعنوان العلاقة الجدلية بين النص والواقع ، لانها تبين بجلاء كيف كانت آيات القرآن ايضا تعبيرا عن الظرف الموضوعى من خلال الوقائع على الارض مما ادى الى تغير وتبدل الاحكام واحيانا من النقيض الى النقض حسب هذه الظروف ...
اذن فالاخوان المسلمين " ولهم فى رسول الله اسوة حسنة " لم يبتدعوا جديدا .. ولكنهم يتنقلون بين فترات الاستضعاف ثم التمكين ثم النصر ، ولديهم رصيدا كبيرا من هذه التناقضات التى املاها الظرف الموضوعى من قبل على قائل الوحى .
والى الحلقة الخامسة والاخيرة من هذا الجزء
ـــــــــــــــــــ
وكما كانت الهجرة الى يثرب لحظة مفصلية فى التاريخ الاسلامى ، فقد كان انتصار بدر البداية الاولى لدولة النبى ، والتى لم يعكر صفوها سوى وجود اليهود داخل يثرب وعلى اطرافها تدور بينهم وبين النبى سجالات طويله منكرين عليه اهمها وهى نسخ الآيات بآيات اخرى ، ونسخ الآيات لبعضها البعض لتصل الى حد التعارض ، ( ويتردد صوت زعيمهم حييى بن الاخطب قائلا : الا ترون ان محمدا يأتى اصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه ، ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا ، كيف ناتمر بأمره وقد تشابه علينا امره ....!!! ) الكلام لابن هشام والعجب من عندنا
وردا على ذلك يقرأ عليهم النبى : ( ماننسخ من آية او ننسها نأتى بخير منها او مثلها ) 106 سورة البقرة ، ويقرأ عليهم ( واذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم يماينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لايعلمون ) 101 سورة النحل .
ويجادل اليهود مرة اخرى ويتسائلون : كيف يبدل الله كلماته وهو القائل : (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَـا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيـلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس/64 . (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَـابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا) الكهف/27 .
وامام هذا العناد اليهودى تتبدل الآيات التى ذكرناها فى الجزء 3/5 والتى كانت تشيد بأهل الكتاب من اليهود والمسيحيين ، لنقرأ ايات اخرى مضادة تقول : (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ) 49 سورة النساء ، ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه ) 75 سورة البقرة ، ( كفر الذين قالوا الله ثالث ثلاثة ) 112 سورة المائدة .
وبعد انتصار بدر يتبدل الموقف ايضا من اهل مكة ومن باقى قبائل الجزيرة ، فبدلا من آيات حرية العقيدة فى مكة والتى ذكرناها أيضا فى الجزء 3/5 وهى فى حقيقتها ليست سوى تعبيرا عن فترة الاستضعاف والتى تعبر عنها ابلغ تعبير الآية 68 من سورة الانعام تعبيرا صادقا حيث تقول: َ ( وإ ِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ... ) نجد الموقف يتغير تماما بآيات اخرى مضادة افرزها الظرف الموضوعى والواقع الارضى فنقرأ : ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ) 83 سورة آل عمران ، ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ) 29 سورة التوبة ، ( وأقتلوهم حيث ثقفتموهم ) 91 سورة النساء ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ، حتي إذا اثخنتوهم فشدوا الوثاق ) 4 سورة محمد ، ( فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ) 86 سورة النساء ، ( فاضربوهم فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) 12 سورة الانفال ( قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) 39 سورة الانعام .
وباتجاه قبائل الجزيرة ، وبعد قطع طريق التجارة على مكة ، بدأ مسلسل الغزوات ضد القبائل المحيطه ، فكانت غزوة بنى فزاره بقيادة زيد بن حارسه ، قتل فيها من قبل واسر من اسر ، وعادوا بالغنائم . والى اليهود كانت غزوة بنى القينقاع ، لقتل او اجلاء هذه القبيلة اليهودية الوحيدة المقيمة بالمدينة والمعروفة بكثرة ثرواتها وعتادها لتصفو له تماما ، بدأت بالحصار ثم عرض التسليم يليه الامر بقتلهم جميعا (وتستصرخ بنى قينقاع حلفاء الامس من الخزرج ويذهب كبيرهم عبدالله قائلا للنبى : يامحمد احسن الى فى موالى ، ولما اصر النبى على قتلهم استصرخ عبدالله قائلا : اربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع قد منعوا منى الاحمر والاسود تحصدهم فى غداه واحدة ؟؟ انى والله امرؤ اخشى الدوائر . ويتم قبول رحيلهم بعد تخليهم عن كل مايملكون من مال وذهب وسلاح ) سيرة بن هشام . وبعدما اصبحت يثرب تحت قيادة سيدها الوحيد بلا منازع ، واطلق عليها بعد ذلك اسم مدينة محمد بدلا من يثرب ، ثم تصبح اختصارا ( المدينة ) ، يمتد النظر بعدها الى تدعيم سلطته الى ماجاورها من قبائل باصدار اوامره فتخرج فرق الاغتيالات :
ـ قتل كعب بن الاشرف سيد قبيلة النضير الذى( جزع لمقتل اكباد افلاذ مكة فى بدر فقال شعرا " قتلت سراة الناس حول حياضهم ... لاتبعدوا أن الملوك لتصرع " فيقول محمد : من لى بكعب بن الاشرف ؟؟ ليجيبه محمد بن سلمه : انا لها يارسول الله .وراح يعاونه ثلاثة من الاتباع ويوقل لهم النبى : انطلقوا على اسم الله – اللهم اعنهم ) الواقدى وابن هشام . ويعينهم الله على قتله .
ـ قتل سلام بن ابى الحقيق سيد خيبر ، حيث هوت عليه السيوف وهو نائم ليلا .
وفيهم يقول حسان بن ثابت " شاعر الرسول ": لله در عصابة لاقيتهم .. يابن الحقيق وانت يابن الاشرف -- يسرون بالبيض الخفاف اليكم .. مرحا كأسد فى عرين مغرف – حتى اتوكم فى محل بلادكم ... فسقوكم حتفا ببيض ذنف )
بقتل سيدى بنى النضير وخيبر ، انكمشت رؤوس القبائل المحيطة ، ووصلت الرسالة الى قريش " ان طريق التجاره المار بالمدينة وماحولها من قبائل اصبح تحت سيطرة محمد " ، فاختارت الطريق الصعب من مكه عبر صحراء نجد الى العراق ثم الشام ، طريق محفوف بالمخاطر لم يطؤه احد من قبل ، ولكن ما الحيلة وقد سد محمد عليهم طريق القوافل الاسهل والايسر ، ولكن عيون محمد التى بثها فى كل مكان ابغته بقرار قريش وببدء اولى الرحلات التجارية عبر هذا الطريق فجعل رجاله يترصدونها حتى لاقوها فى مكان ( القردة – من مياه نجد ) وما ان رأى حراس القافله رجال محمد حتى لاذوا بالقرار وتركوا تجارتهم ، وغنمها النبى ورجاله كاملة .
ان الغلظة التى اتسمت بها سياسه محمد الحربية بثت الرعب فى قلوب الجميع ، حتى تم التفرقة فيما بعد بين الغنائم والفيئ ، فالغنيمة هى التى يحص عليها الجيش المحارب من المهزوم وتكون حصة النبى فيها هى الخمس ، اما الفبئ فهو ما أفاء الله به على رسوله من الغنائم التى تتم بدون حروب بسبب بث حالة من الرعب نتيجة الغلظة التى نقرأها فى آيتين : و (جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) 73 التوبة ، ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ...... ) 123 التوبة . فالغلظة التى بثها الجيش وفرق الاغتيالات النبوية كانت سببا مباشرا لهذا الخوف ، فما الداعى لاستئثاره بها وحده ..؟؟
وهنا ادركت قريش انه لابد من لقاء قتالى آخر حتى تصحح موازين القوى التى اختلت بعد هزيمتها فى بدر، واغلاق طرق التجارة امامهم وهى المصدر الرئيسى لمعيشتهم ، ثم ثأرا لهيبتهم بين البقبائل بصفتهم اهل الله واهل البيت . ومن اجل ذلك تنادوا لجمع اكبر عدد من الاموال لشراء السلاح والخيل والعتاد ، فيخاطبهم النبى من المدينة قائلا : ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ) 36 الانفال ، واستمرت قريش فى الحشد دون ان تعبأ بالهزيمة التى بشرهم بها النبى فى الآية ، فتأتيهم اشارة اخرى تقول : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين ) الانفال . ولكن لتصر قريش لتأكيد ان سنه الاولين لم تنتهى ، ويبدو ان قريش لم تفهم رسالة السلام نظير التراجع .
وامام الحشد القرشى ( ثلاثة آلاف مقاتل ) فزع اتباع النبى محمد فى المدينة ( سبعمائة مقاتل ) ، ولكن النبى مارس التعبئه المعنوية لرفع الروح القتاليه بينهم مذكرا اياهم : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)آ عمران ، فكان وعدا بثلاثة آلاف من الملائكة : ( اذ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِين ) 124 آل عمران ، ولكن يبدو ان هذا العدد لم يطمئن الاتباع فكان : (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) .
اطمأن الاتباع الى الوعد الآلهى ، وفى العام الثالث من الهجرة ، وبعد عام واحد على معركة بدر يلتقى الجمعان بجبل احد على مشارف المدينة .وتنتصر خطة خالد بن الوليد ضد الجيش المحمدى والتى عرفناها فيما بعد فى حروبه مع دولة الرسول بعد ان اشهر اسلامه ، والتى تعرف الآن كاحد فخاخ القتال ، ان ينكشف جزء من الجيش ، فيسارع المهاجمون فى حمية الحرب بالانهماك فى جمع الغنائم فيتم الالتفاف عليهم من المنسحبين والاطباق عليهم من كافة النواحى .
انتصر خالد بن الوليد بخطته الذكية على خمسة آلاف من الملائكة وعلى الوعد الالهى بالنصر ، وكان التبرير الذى ساقه لنا الاخباريون العرب فيما بعد ان رماة السهام على الجبل ما ان شاهدوا انهزام جيش مكة حتى سارعو الى النزول لجمع الغنائم وهو مانهاهم عنه الرسول قبل المعركة ، ولكن يبدوا ان لعابهم سال مع غنائم الهاربين فنزلوا من الجبل ، وهذا بالضبط ما اراده خالد بن الوليد .
وتترك لنا هزيمة بدر ارثا اسلاميا من الآيات التى حاولت التخفيف على المهزومين وان كل ّ باذن الله لتصبح هذه الآيات فيما بعد - ولأنه صالح لكل زمان ومكان – قيودا تكبل الارادة البشرية امام الارادة الآلهية من امثال بعض الايات المختارة وليس كلها بالطبع :( ماكان لنفس ان تموت الا بأذن الله )، ( اينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم فى بيوت مشيدة ) ، ( مااصابكم يوم الجمعان فاذن الله ..) ( .. قل كلّ من عند الله ) ..... وغيرها الكثير
عاد محمد الى المدينة يشعر بمرارة الهزيمة رغم كل ماتلى عليهم من الايات الجبرية الالهية ، وتقول لنا كتب السيرة انه ( اطل النفاق فى المدينة ) لنسأل :
اولا : لماذا اطل النفاق فى المدينة بعد انهزام المسلمين فى احد حتى ان هناك سورة كاملة باسم ( المنافقين ) .. ؟
ـ النفاق معناه اللغوى ( ان تظهر غير ماتبطن) ومن الجلى الواضح ان من اظهروا الخضوع لمحمد فى المدينة خوفا منه ورغما عنهم ومن الواضح انهم ليسوا بالفئة القليلة ، فقد خصتهم سورة كاملة ، وتحدثت كتب السيرة بوضوح عن ( اطل النفاق فى المدينة ) ، هؤلاء الذين اظهروا الموافقة والخضوع من غير المسلمين من اهل المدينة ، وبعض الذين اعلنوا اسلامهم اما خوفا واما طمعا فى الغنائم التى تكاثروات منذ وطأت قدم محمد ميدنتهم ، بمجرد ان انهزم النبى محمد زال عنهم الخوف والرهبة وبدؤا يتكلمون ويعلنون الخروج عليه .
ثانيا : كيف استطاع النبى محمد ان يقضى على جذور هذه المعارضه ( بلغة عصرنا هذا ) .
ـ وللمرة الثانية تاتى فرق الاغتيالات لرؤس المعارضة لتسكت كل المعارضين : ابى عفك الشاعر الذى تخطى عمره المائة عام لانى ارسل شعرا يرثى احد المغتالين وهو الحرث بن سويد بن الصامت ، عصماء بنت مروان ، فاطمة بنت ربيعة ، سفيان بن نبيح الهذلى ...... الخ .
سكنت رؤس المعارضة ، ولكن نار الهزيمة لابد لها منت نصر للتعويض النفسى والمادى ، فكان حصار بنى النضير ، ثم التفاوض ثم الاستسلام وترك كافة الاموال والسلاح مثلما حدث من قبل مع بنى قينقاع ، فكانت كلها للنبى فلم يتم فيها قتالا ولم تهاجمه خيل ولاركاب حسب الآية التى اختص بها النبى نفسة بهذا الفئ ( ما افء الله على رسوله منهم فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) الانفال
وتتسارع الغزوات ، وعلى الجانب الآخر قريش ترقب وتلاحط ولاتستطيع ان تجلس بدون تجارة – وهى لاتحترف سواها - فتأكل اموالها ، ثم ماهو مصير الحج للكعبة الذى يشكل لهم موردا سنويا لايقل عن ارباح التجارة بل يزيد اذا آمنت معظم القبائل بمحمد او وادعته على الاقل نظير دفع الجزية . فكانت الجموع الثانية لقريش بكل ماتملك من مال ورجال ومناصرين فغيما عرف بغزوة الخندق ، التى رأينا فيها النبى يحفر الخندق بمشورة سليمان ( الفارسى .... !! ) بخندق لم تعرف مثله العرب وتعتبره جبنا عن القتال ، والحيلة الثانية التى كانت عاملا فاصلا فى المعركة هى الخدعة ..... نعم الخدعة ............ !!! والتى لم تعرفها ايضا عادات القبائل العربية الموسومة بالجاهلية ، تحالفت بنى قريظة على اسوار المدينة مع المحاصرين للمدينة من احزاب قريش ومعهم ابناء عمومتهم من يهود بنى النضير الذ1ين اجلاهم محمد من المدينة بعد هزيمة احد ، فيأتى النبى بنعيم بن مسعود ويشرح له الخطة قائلا : " خذل عنا .... ان الحرب خدعة "
ويفرق بن مسعود بين بنى قريظة وبين المحاصرين ن ويطول بهم الحصار ،وياتى الشتاء مع ملل الاحزاب ( ومن كلمة الاحزاب نعلم انهم كانوا عدة قبائل ولم تكن لهم قيادة موحدة ) فينسحبون واحدا وراء الآخر ، وفور انسحابهم يهرع النبى لحصار بنى قريظة ، ولكن هذه المرة ليس الجلاء ، ولكنه القتل ، قتل البالغين والرجال ، وسبى النساء ، وغنيمة الاموال .
اصبحت مكة قاب قوسين او ادنى ، واصبح دخولها مجرد تحصيل حاصل ،وتم الفتح واعلان مكة العاصمة الدينية للرسالة المحمدية ، وتتابعت الوفود لتبايع وكان النبى كريما وبذخا معهم ، فاعاطاهم واجذل العطايا وجعل لهم سهما فى توزيع الغنائم ( المؤلفة قلوبهم ) حيث : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) 26 التوبة ، واستعان بألاستقراطية القرشية فى بقية غزواته مثل خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن ابى جهل .. وغيرهم من شباب مكه الواعد .
وتأكيدا على ارتباط الوحى حتى بحالة النبى الصحية ورغباته الجنسية ، نجد انه وبعد ان ابيح له الزواج على الاطلاق بدون حد اقصى دونا عن كل المسلمين من اتباعه من الزوجات وملك اليمين تتضارب فيهم الاقوال مابين تسعة الى خمسة وعشرون ، ولانه اصبح سيد معظم اجزاء شبه الجزيرة احل له ايضا ان ينكح من تهب نفسها اليه دون حرج فهذا باذن وموافقة الهية ايضا دون سائر الاتباع (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ فِي أَزْواجِهِمْ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) 50 الاحزاب ،مما دعى السيدة عائشة تغضب وتثور وتقول قولتها المشهورة : ان الله يسارع لك فى هواك ( اسباب النزول للسيوطى ) وبعد ان فترت الرغبات الجنسية نقرأ : ( تُرجِي من تشاءُ منهنّ وتؤوي إليك من تشاء، ومَن ابتغيتَ ممن عزلت، فلا جُناح عليك. ذلك أدنى أن تَقَرَّ أعينُهنّ ولا يحزنّ ويرضَيْن بما آتيتهنّ كلهنّ ) 51 الاحزاب
ولكنه مافتأ ان اصابته شيخوخة مابعد الستين واعراض الشاه المسمومه التى نقلتها لنا الكتب الاخبارية ( وان كنت لا اعتقد ان السم يستمر فى الجسد من عام الى عامين – حسب الروايات – ) وان النبى مات بالحمى التى علمنا اعراضها من المصادر الاسلامية ايضا ، فمع امراض الشيخوخة العامة واضح ان الحالة الجنسية لديه تضائلت وقلت كفاءتها الى الحد الادنى فنقرأ ذلك فى الآية : ( لا يحِلُّ لَك النِّساءُ مِن بَعْدُ وَ لا أَن تَبَدَّلَ بهِنَّ مِنْ أَزْوَج وَ لَوْ أَعْجَبَك حُسنهُنَّ إِلا مَا مَلَكَت يَمِينُك وَ كانَ اللَّهُ عَلى كلِّ شىْء رَّقِيباً ) 52 الاحزاب .
من كل ماسبق نستطيع ان نرى بجلاء ووضوح تام ان النص القرآنى تحرك لاغيا وناسخا ومثبتا واحيانا متضاربا ، كل هذا لمواكبة الظرف الموضوعى على الارض . وفى الفصل الاخير من هذه الدراسة سنوضح كيف استطاع الفقهاء استخراج احكام فقهية من خلال هذه النصوص المتداخلة والمتشابكة والمتعارضة ، وماهى الاليات التى استخدموها لاستخراج تلك الاحكام الشرعية ،وكيفية الخروج من هذا المأزق .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5
- نقد الفكر الدينى (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 3/5
- السعودية : الشقيقة الكبرى لمصر ....!!
- احداث ماسبيرو .. وتحديد الولاءات
- من البكباشى عبدالناصر الى اللواء الفنجرى - ياقلب ماتحزن - .. ...
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5
- الى المجلس العسكرى : دستور ياسيادنا ..!!
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 1/5
- الى المجلس العسكرى : سقوط هيبة الدولة والقانون باعلان امارة ...
- سيادة المشير طنطاوى : السلفيين يختطفون ثورة مصر
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 4/4
- حبس الرئيس مبارك بالقانون الذى رفضه ..!!
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 2/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 1/4
- بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟
- ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
- الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
- عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
- الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 5/5