أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد محمد - حكاوي بنكهة أمي وميدان التحرير!















المزيد.....

حكاوي بنكهة أمي وميدان التحرير!


عبدالواحد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3566 - 2011 / 12 / 4 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكاوي بنكهة أمي وميدان التحرير!
............................................
كما هي مدينتنا لم تتغير بل ظلت آسيرة زمن بعيد فيه صورتها القديمة تزين معالمها كأنها حلي نفيسة وثياب عروس بكر تتنهد غزلا بالشعر الحائر بين عامية بيرم التونسي وحداثة محمود درويش لتستوقفني في رحلة الذهاب إلي دار أمي العتيقة وأنا لا أري غيرها دارا تستحق الثناء رغم رحيل كل الأحباب لتبقي هي الحقيقة التي دونتها في مذكراتي يا طالعة من بيت أبوها وكم المشاهد التي عبرت عن الملايين في قلب ميدان التحرير لمدة شهور طويلة يقسمون بإستعادة زمن لا يعرف غير لغة الضاد عنوانا لمستقبلنا الذي ترمل كثيرا علي أيدي المآجورين والخونة من العملاء والحكام الذين باعوا بدراهم بخسة ضمائرهم لكي تمنحهم شقراء الهوان آمن مفقود
ووطن مستباح لكل زبانية عهد وكتاب؟ لكن كان لهم (ميدان التحرير) الرمز وثواره يوم 25 يناير بالمرصاد في تحدي النخوة الظامئة للحرية والعدالة الاجتماعية أمام هرواتهم وجهلهم الذي جعل منهم أضحوكة زمن وأزمان لن تمحي من التاريخ ليكتبوا بحروف الشهداء ثورة لها نكهة خاصة للعالم أجمع !

وهنا تكمن الحكاية كيف نفارق الزمن ويفارقنا دون معطيات وكشف حساب يكفل لنا حوارا مفتوحا مع عقل نستوضح منه حقيقة المدينة الكبيرة والتي لم تعد تمنحك سوي البكاء فقد ترملت النساء وأستبدلت المنازل بالخيام وجفت الحدائق وعلق النهر لافته بالبنط العريض عفوا لا يوجد ماء؟

أدركت كم كان شاعرنا محمود درويش حدائيا يلبي نداء الوطن رغم كل الأقنعة التي حاولت أن تمنحه شمسا وهواءا وبحرا أصطناعيا ؟ لكنه لم يأبي غير رؤية المدينة العتيقة بعين شاعر لم يفقد بعد عقله وبصره وأحتفظ بمشاعره النبيلة تجاه قضية كل الشرفاء يعاني من قهر الأسماء المركبة والأناشيد البائسة والحلي الزائفة والتماثيل الشاحبة والأصوات المنفرة وغير ذلك تكالب الحواة على أحيائها يروضون الثعابين ويحيون الموتي ويدجلون على المارة بما يشبه زواج العانس من أمير أعالي البحار ؟
وللشاعر محمود درويش هذه الكلمات الحبلي بطعم المدينة الكبيرة والوطن الذي لم يفارق من أحبه رغم كل الثياب الممزقة والأوجاع المزمنة وهو ينقل لنا مشاعره:
وطني يعلمني حديد سلاسلي
عنف النسور ورقة المتفائل
ماكنت أعرف ان تحت جلودنا
ميلاد عاصفة .. وعرس جداول
سدوا علي النور في زنزانتي
فتوهجت في القلب شمس مشاعل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
وغرزت في شعر الشموس أناملي
وحكاوينا هي حكاوي مدينتنا القديمة والتي توجهت إليها بعد طول غياب عسي أن أجد صوت أمي من بين الأطلال المنسية في دارنا العتيقه ؟ لكي تعيد إلي الرشد في معترك الحكاية والحكو والحكواتي الذي رحل هو الآخر دون مقدمات !

عجيبة أمر هذه الدار التي كانت تستقبل كل الأفندية والبكاواتية والمأموراتية والباشواتية أين هم الآن رحلوا كما رحلت أمي ولم يبق منها غير الصوت الذي أبحث عنه ليل نهار في لعبة السلم والثعبان ؟ نعم كنت أجيدها في الأيام الخوالي من طفولتي السعيدة والتي ربطتني بعالم الحقيقة وجعلتني منشدا ومتيما بكل المبدعين من أمثال طه حسين ..العقاد .. لطفي السيد .. شيكيب أرسلان .. بشارة خوري .. محمد حسين هيكل.. محمد مهدي الجواهري ..الرصافي ..نازك الملائكة .. بدر شاكر السياب ..علي محمود طه ..إبراهيم ناجي .. قاسم أمين .. نجيب محفوظ .. توفيق الحكيم .. أنيس منصور..عبدالوهاب مطاوع ..نزار قباني ..محمود حسن إسماعيل شاعر الكوخ العظيم الخ مرورا بأمير دولة الشعر محمود درويش .
الذي جعلني علي مقربة من دارنا العتيقة رغم صعوبة الوصول إليها نهارا وما أدراك ما الليل في رحلة الأهوال التي تجعلك تفكر مرارا وتكرارا في الأقدام علي مغبة هذه المغامرة من أقصي الشرق إلي أقصي الجنوب ؟
فتذكرت قصيدة محمود درويش الرائعة والتي تترجم كثير من معاني لم تفقد بعد
أحن إلي خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما علي صدر أمي
وأعشق عمري لأني إذا مت
أخجل من دمع أمي
خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك
وغطي عظامي بعشب .. تعمد من طهر كعبك
ولا يكتب تاريخنا سوي صفحات يتيمة من محنة مدينة لعلها مفارقة تستوجب ألف سؤال ومعها الصوت الذي يخرجك من دوامة كل السجناء ؟
وعندما نبحث عن ما فهرسانه في لوح يقال أنه محفوظ نجدنا نستعد لرحلة قد لا تنتهي من كل الأقاويل والحواديت التي تنم عن جدل في جدل عقيم !
علامات استفهام يضعها الحكواتي في مدينة حكاوينا التي جف فيها النهر وعلقت لا فته هنا ماء وزرع ووجه حسن لتبقي دارنا عنوان لزمن رغم كل التعاويذ ومعها صدي الصوت العبقي لأمي التي جالستها وجالستني لكي تعرف ما الذي أتي بي إلي هنا رغم قسوة الظروف وفداحة المغامرة لتشهد أنني رجل لا يعرف غير أداء رسالته وقيمتها مهما تغيرت كل الأزمان ليبقي صوتها محفورا في ذاكرتي وقصائد درويشنا عميقة تظلل صحراءها وتروي أشجارها وتمنحنا الأمل في حكاية قادمة ليس من العالم الآخرفقط بل من ومضات ميدان التحرير الذي كتب العديد من الرسائل لعالمنا الكبير نحن لا نتعرف بغير تلك المدينة عاصمة سحرية لكل نداءات الباحثين والأدباء والكتاب والشباب والعامة الذين فجروا ثورة ينبوعها كيفية استرداد دار أمي العتيقة التي مازالت تجذبني بعد 25 يناير من عالم الحكاية ومعها صوتها الرخيم يدعو لي ولأوطاننا العربية كيف ننتصر بالعلم ولا نلهث وراء الموتي؟!
اغلقت الموبايل في عجالة واعتكفت لتدوين بعض من حكاوي ميدان التحرير علي اللاب توب ومعها صور لأبطال وشهداء وشيوخ وقسس وشباب وقضاة ومبدعين واطفال ونساء وفتيات في عمر الزهور جسدوا بوعيهم رحلة من نوع آخر تطل من نافذة مفتوحة علي العالم بدون خطاب أعد سابقا لمن كان في السابق يظن نفسه حاكما بدون شعب استطاع خلعه بعد العديد من الرسائل التي وضعها في سلة المهملات متعمدا وبكل سخرية من هؤلاء الذين كانوا في نظره عبيد وأخرها ( خالد سعيد) .. (وكنيسة القديسيين) وساقته الأقدار علي نقالة لا يقوي علي المواجهة أمامهم والعالم في مشهد سيظل علامة فارقة في التاريخ المصري المعاصر أن المدعو (فرعون ) لن يعود إلي العالم مرة أخري ونظامه البائد بنكهة أسمها ميدان التحريرولن يأتي نظام آخر مستقبلا يستطيع ممارسة هذه السياسات المريضة لأن 90 مليون مصري قادرون علي التصدي والثورة متي شاءوا اليوم وغدا ومستقبلا !
وارتشفت بكل تواضع إنساني من فنجان قهوتي بضع رشفات ورغبة عارمة تجذبني لزيارة بيتها ومدينتنا العتيقة مرة ومرات وأنا أترحم علي زمن أمي وكيف كانت تقص علي حكاويها الخالدة بفطرة ظلت هي الأقرب إلي كل ثوار ميدان التحرير؟


بقلم عبدالواحد محمد
كاتب وصحفي مصري

[email protected]



#عبدالواحد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلامنا هل يدرك طبيعة العصر؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالواحد محمد - حكاوي بنكهة أمي وميدان التحرير!