أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - سحر الحواس - مقال سيكولوجي















المزيد.....



سحر الحواس - مقال سيكولوجي


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 08:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحقيقة الجميلة التي عشتها منذ أول يومٍ قرأت فيه أول كتابٍ في علم النفس، وكنت يومها في سنٍ لا يتجاوز السابعة عشر، إنني معرضٌ وبقوة لإشباع تساؤلات الناس واحتياجاتهم عن تفاصيلٍ تدخل في صلب حياتهم ولا يجدوا لها الإجابة المقنعة، هم يريدون بالتأكيد أن يتعلموا، أن يضبطوا إيقاع حياتهم على أساسٍ علميٍ، بودهم لو يقرأون ولا يسألون، ولكن إشكالية القراءة السيكولوجية عندنا في الشرق، هو إنها أكتست بفضل الأشياخ (لا بارك الله فيهم) وبتأثير ثقافة القطيع عندنا، أكتست رداءاً غير بهي (تماماً كما هو ردائها إبان سيطرة الكنيسة في أوربا في العصور الوسطى)، أي إنها رُبطت بالسحر وأعمال الشيطان (ومن منّا اليوم من ليس في داخله شيطانٌ معرفيٌ جميل يود أن ينهض).

والأمر الثاني في حاجتنا إلى علم النفس وعجزنا عن أن نشبعها ذاتياً، هو صعوبة هذا العلم من جهة وغياب التسويق السهل المريح لمفرداته بحيث يفرز الأكاديمي البحت عن التطبيقي العملي المبسط.
أذكر أني كلما ألتقيت واحداً من أصدقائي الأطباء، تجدد فضولي الفسيولوجي وحاولت أن أتذكر خللاً وظيفياً في جسمي لأسأله عنه (ونادراً ما أجد شيئاً جدياً)، ولكنها العادة أو ربما إيحاء الطبيب لك بالمرض بمجرد حضوره حتى ولو في عرسٍ أو جلسة سمر، كذلك النفساني حالما تلتقيه أو تقرأ له، تجدك تود لو تلقي بكل همومك في حضرته، وبالنتيجة أما أن يستجيب لك فيضع أولوياتك قبل أولوياته، فيكسب ثقتك ومحبتك وينال بدوره الرضا والإنسجام وراحة الضمير، أو يخذلك فتظل ضحيةً لتلك القوارص والفيروسات اللامرئية التي تلتهم روحك وتدمر قواك وأعضائك وأدوات الحس والفكر لديك.
حسناً.. موضوع هذا التقديم الطويل الذي آمل أن لا يكون مملاً على الأحبة القرّاء، هو ما وصلني من رسائل شكوى من أخوةٍ يعانون من الضعف في بعض الوظائف الفسيو- بيولوجية، على الرغم من إنهم في سنٍ لم تزل تعد من سني الشباب (مع تحفظي على هذه المصطلحات السلبية- الشباب والشيخوخة)، أي في سني الأربعين.

لأجل هؤلاء الأعزاء كتبت هذا المقال الطويل الذي أظن أن طوله لا يمنع من الإستمتاع والإنتفاع به ولو على وجبات.
_______________________________________________________________


مفاهيمٌ من قبيل العجز والشيخوخة ترتبط عزيزي القارئ بقوة بعاملين أساسيين حاسمين هما، الفرد ذاته ، أولاً:
1- رؤيته لنفسه، منظومة تصوراته، نمط سلوكه، مفاهيمه عن الحياة والموت وجميع هذا يمثل البنية العقلية للمرء.
2- ينبثق من العامل الأول، عاملٌ فرعيٌ مهمٌ وهو الإستخدام الأمثل للفسيولوجيا، أي الحواس والعضلات.
الثاني: المجتمع، ثقافته (الدينية ـ السياسية، نمط العلاقات والتركيبة الإجتماعية، نظرته للفرد خاصة وللحياة والموت بشكل عام) . أقفز إلى العامل الثاني فأستعير ما ورد في دفتر ملاحظات السيد
Alexander Leaf الباحث في جامعة هافارد في الولايات المتحدة، وهي مذكرات تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وقد سجلها عقب جولةٍ حول العالم لإستقصاء سرّ بلوغ بعض الناس وبإعداد كبيرة في بعض الشعوب أعماراً متقدمة مع الإحتفاظ بالكفاءات الفسيولوجية نشطة إلى حد كبير، لنستمع لما يقوله:
" قمت بزيارة قبائل وشعوب معزولة عن المدنية في الباكستان وجبال الإنديز في الإكوادور وأنا أحمل في ذهني ما سلف إن سمعته من أساطير عن حيوية بيولوجية وفسيولوجية لإناسٍ بلغوا الثمانين أو التسعين، ولدهشتي وجدت أن ما حملته من معلوماتٍ مشكوكٍ بها، كان صحيحاً إلى حدٍ كبير، أما السر وراء ذلك فكان غريباً جداً، إنه الرأي العام في تلك القبائل وموقفهم العجيب من أولئك الشيوخ والعجائز....!

في تلك الشعوب ينظرون لمن بلغ الثمانين على إنه ليس حكيماً فحسب بل وأنه الأقوى بيولوجياً وفسيولوجياً، وكلما جاوز المرء هذه السن أرتفعت مكانته الإجتماعية وصار جذاباً بشكل أكبر بحيث أن الأجمل والأقوى هو من بلغ المائة ....!
تخيل...!!
إذا كانت تلك نظرة الناس إلى العجائز، فكيف لا يستجيب الدماغ والحواس لهذه الإرادة الإيجابية فينفحان صاحبهما القوة والحيوية والمزيد من الكفاءات المتجددة.

قارن عزيزي القارئ هنا بين نظرتنا نحن لأنفسنا وأعمارنا ونظرة هؤلاء البدائيين الجميلة الرائعة...!
أذكر أن أمي وإذ بلغت أربعينيّ، أنها بدأت تلح عليّ في مسألة الحج والصلاة.
لماذا يا أمي...؟
لقد بلغت الأربعين يا ولدي...!
والمعنى مفهومٌ طبعاً... يجب أن تشرع منذ دخولك الأربعين بإعداد عدة الرحيل للقاء ميكائيل وإسرافيل وعمهما الجليل عزرائيل، وطي صفحة الود مع باخوس إله الخمر والمتعة عند الإغريق...!!

حسناً.. لنترك المجتمع على حاله فتغيير أنماط تفكير الشعوب ومفردات ثقافتها عملية معقدة للغاية، ويكفي في تصوري مبدئياً أن ينشغل الفرد الملهم ذاته في تغيير تفسه، وبالتأكيد كلما أزداد عديد الطامحين للتغيير ورأيناهم يتألقون بيننا أمكن لهم أن يجتذبوا إلى صفّهم المزيد والمزيد، وهذا هو منطق الأشياء ...!

حسناً.. خذ على سبيل المثال عبقري العصور الخالد دافينشي، ألم يكن الناس في فلورنسا يقفون في الشوارع والأزقة لينظروه بانبهارٍ وهو متوجةً صوب ورشة عمله أو صوب الغابات حاملاً قفصاً صغيراً لبضع طيورٍ ملونةٍ إشتراها ليطلقها في فضاء الرب الرحيم...؟!
لماذا...؟
لأنه حتى وهو في سنٍ متقدمة من العمر كان يُنظر إليه وكأنه إله الجاذبية والجمال والجنس.
كان الرجل نموذجاً للتوازن بين العقل والحس...!
كان فيه كلاً من كازانوفا والحكيم ديوجينيس بذات الأن.

ماذا يقول دافينشي عن الحواس، لنستمع:
" العاديون من البشر (وهم الأغلبية) يرأون ولا يرأون، يصغون ولا يسمعون، يلمسون ولا يحسون، يأكلون ولا يتذوقون، يتحركون ولا يعون حركتهم، يستنشقون ولا يعون الروائح والعطور، يتكلمون ولا يفكرون "....!
يا الله.. كم هي مفزعةٌ حقيقتنا نحن البشر...!
بلى، إننا نفعل جميع هذا، دون وعيٍ منا، نعيش الحياة بحواسٍ تشتغل بأدنى كفاءاتها، فكيف إذن نتوقع أن نكون أصحاء وكفؤون فسيولوجياً وبيولوجياً وسيكولوجياً وذهنياً بعد الأربعين أو الخمسين؟! وحيث تبلغ ضغوط الواقع أقصائها من تراكم الأبناء وتشابك العلائق واضطراب الوضع الاقتصادي الفردي أو الأسري مضافاً إلى ضغوط الخارج (الوعاظ الأخرويون وشيوخ القبائل ورجال السياسة المترهلون)...!

في تصوري المتواضع أن الخلل يكمن في عاملٍ ذهنيٍ بسيطٍ للغاية، ولا يحتمل تنظيراً أو تمريناً لممارسته، الإنتباه.. لننتبه رجاءاً...

…………Attention Please…………..

الإنتباه لحواسنا، التعرف عليها ووعي عملها، التحبب لها، مغازلتها،إطرائها... أيُ جنونٍ هذا الذي سيقول الكثيرون...؟! لا بل هو منتهى العقل...!

لأن كل خليةٍ إنسانية تملك عقلها الفردي وخارطة تكوينها وتاريخها وقائمة وظائفها، أما كلمة السرّ لدخول هذا العالم العجيب المصغر فهي: (الحب).. ح، ب! الحب المشفوع بالإمتنان والإنتباه أو الإنتباه المحمول على أجنحة الحب والإمتنان والفهم...! إذا كان هذا يصح مع كل خليةٍ مفردة، فكيف الحال بملايين خلايا اللمس والرؤية والتذوق التي تشكل ما نسميه أعضاء الحس...؟

حينما حار علماء الفيزياء في غرابة سلوك الإلكترون، إذ كان يسلك برهةً سلوك جسيمٍ ذريٍ وأخرى سلوك موجة أو إنه يظهر هنا وهناك بذات الآن، قالوا إنه وعي المراقب أو الراصد هو من يغير سلوك الإلكترون.

إذن جوهر كل شيء هو الوعي، وعيك عزيزي القارئ لجواهرك المادية، هو ما يجعلها تخدمك بكفاءة أو تخذلك ليلة الزفاف أو في الحرب أو عند المرض...!
أذكر هنا قولاً جميلاً للإنجليزي الخالد شكسبير: "الشجاعة هي الإحساس بالشجاعة" هذا القول أثر فيّ بقوة فعمدت إلى استنساخه وتطبيقه على جل القيم الأخرى، كالجمال والنبل والطيبة وغيرها...! فالجمال هو الإحساس بالجمال، كما والوضاعة (كوضاعة البعثيين سابقاً في العراق)، هي أحاسيس أو مشاعر أو وعي يسبق الفعل أو الآداء...!

وأستدركُ ثانيةٍ هنا فاعذروني: لي عزيزاً، وإذ كنا بعدُ في مرحلة الشد والجذب والإختبار، كنت حين أقرأ ما يكتبه لي أو أستمع لما يود إشراكي فيه من الشعر والغناء، أقرأ ما بين السطورفأرى نبلاً غريباً فأقول في نفسي، هذه رفعةٌ وعراقةٌُ في النسب ولا شك، وحين عرفت لاحقاً من لسانه الحيي ذلك لم أنبهر ولم يخذلني حدسي (وإذ أقول العراقة والإصالة فأنا لا أعني الجانب العنصري فيها، بل أعني عمق وعيها للتميز وذلك هو الإيجابي في الأعراق الكريمة...! وإذا كنا نلعن في الإسلام ضيق أفقه فإن فيه من الإبهار الكثير ولمحمدٍ من الأقوال جميلها مما يستحق أن يكتب بماء الذهب كقوله فيما معناه: اختاروا من النساء ذوات النسب فإن العرق دساسّ...!!

وعيك عزيزي القارئ لقيمتك ينعكس في سلوكك حتى دون أن تعِ هذا السلوك، ووعيك للإلكترون يؤدي إلى تغييره لسلوكه والإنتباه المحب لأعضائنا الحسية يوقظ فيها كفاءات أستثنائية يمكن أن تستمر إلى ما شاء الله كما في مثال الأحبة شيوخ الإنديز أو الباكستان...! ووعي الوضيع لوضاعته (حاشاكم الله من الوضاعة) يجعله ينظّر لها ويستحليها ويتذوقها ويبدع فيها (كما أبدع الفاشست في العراق في ذبحنا)...!

يقسم النفساني الأمريكي المبدع ( توني بوزان ) في كتابه الرائع HEAD FIRST، الإبداع إلى عشرة صنوفاً بينها الإبداع الحسي، ويضرب بوالت ديزني المثل كنموذج لأشهر المبدعين الحسيين:
حيث نشأ ديزني في أسرةٍ ريفيةٍ، أكمل الثانوية في ذات الريف، أكتشف ووعى عشقه وشغفه بالطبيعة في وقتٍ باكرٍ فعزز هذا العشق بمزيدٍ من الوعي ومزيد من التوحد مع المعشوق (الطبيعة)، كان يستمع ويتذوق ويتحسس عناصر الطبيعة في نشاطها وسكونها بمنتهى الإنتباه فيسجل في عقله الباطن تلك الإنطباعات، التي سرعان ما تفجرت حين وجد نفسه يشيح ببصره عن الدراسة الجامعية ليلتفت صوب السينما الناشئة حديثاً تقريباً في ذلك الحين. ودخل السينما برؤيةٍ شبه متكاملة عن ما يريد له أن يكون، وهو تمجيد الطبيعة وعكس أقصى قدر من حيويتها ولو على حساب الإنسان (بطل أسطورة الخلق الأول).

وبرز إعتناء ديزني بالطبيعة في أفلامه التي توالت وأثارات من الدهشة والإبهار ما لم يثره أي فيلم أو سلسلة أفلام من قبل، ولأن الطبيعة تتميز كما الطفولة بالطهر والبراءة، فقد توجهت أفلامه صوب الطفل، عاشق الطبيعة التقليدي. وأضاف الرجل إلى إبداعاته الفنية إدخال الصوت إلى السينما، ومنح الأشجار والأنهار وكائنات الطبيعة غير المرئية أصواتاً، أو جعل أصواتها أكثر دفئاً وكثافةً وبهاءاً وحفول بالمعنى. ثم أنتج مخلوقاته الخيالية الطيبة الجميلة الذكية كالفأر ميكي وغيره. ولا أظن أن فينا من لم يحب شخوص ديزني ولم يتأثر بمدرسة ديزني في إعادة خلق الطفولة على أرق وأجمل المقاييس الإنسانية .

يكتب دافينشي مرّة في العين نصاً جميلاً طويلاً نكتفي منه بفقرةٍ قصيرة:" أما ترى أيها الإنسان كم أنت ثرياً مفرطاً في الثراء إذ لديك هذين العينين يحملان كل جمال العالم، أية أيتها العين، أنت أجمل ما خلق الله على الإطلاق..."

وكما العين كذلك بقية أعضاء الحس الأخرى، إنها جميعاً أدوات تذوقتا للجمال.. للفن.. للخير.. لللذة، إنها نوافذ العقل وبواباته نحو الخارج ولولاها لكان العقل أعمى لا يميز بين قبح أو جمال، ثم هي أدوات تغذية الغرائز باحتياجاتها من الصور والإنعكاسات العذبة الموقظة للكفاءات، التي نتباكى على ضياعها الباكر بعد أن نكون قد اشباعناها هواناً بتجاهلنا لها واحتقارنا لدورها.

بلى عزيزي القاريء، لقد منحنا أدوات راقية جداً ولا يمكن أن تقدر بثمنٍ، أدوات في غاية التعقيد ومع ذلك لم تكلفنا ولا يمكن أن تكلفنا ثمناً كبيراً للحفاظ عليها، اللهم إلا بالقليل من الحب والتغذية الحسية والوعي. أندهش بل وأتألم حين أرى الناس يتداولون أفكاراً وتصورات سلبية مفجعة ما أنزل الله بها من سلطان، وكأنها حقائق لا يمكن للشك أن ينتهك حجبها من قبيل منتصف العمر وأرذل العمر، وشيخوخة وربيع وخريف...! جميع هذه أوهام تعودنا على تداولها بمازوشية غريبة وكأننا نكره أنفسنا ونسعى للإنتقام منها. والأمر حقاً كذلك...!

لقد أفسد العقل الجمعي والثقافة الفأرانية القبلية المتوترة كتوتر الفئران في جحورها في بيوت الناس، أفسد علينا لذة الاستمتاع بالعمر بلا حساب للسنين والأيام، فما تلك إلا حركة أفلاك في مجراتها ولا يفترض أن تؤثر على حركة الوعي الفردي الجميل في فلكه الذاتي فينا وحولنا..! لقد أكد العلماء قبل فترة ليست بالبعيدة أن سن الخمسين لدى الرجل أو المرأة الذين يحسنان الرعاية الفسيولوجية والسيكولوجية لأجسامهم، يعادل بالضبط سن الثلاثين في كافة الكفاءات كما وفي المظهر الخارجي...!

بمعنى أنك تربح عزيزي القارئ وبالجهد الاعتيادي فقط ما لا يقل عن عشرون عاماً، فكيف لو أنك عملت جهداً مضاعفاً ولذيذاً للغاية من قبيل أن تعيد برمجة تصوراتك ومنظومتك الإيمانية كما سنشير له في أدناه.
بالتاكيد ستربح من العمر أكثر.. بل أكثر بكثير...!

بالمناسبة، ليس فينا كما أظن من لم يسمع بتلك البشارة التي أطلقها العلماء في الغرب في منتصف تسعينيات القرن الفائت، إذ قالوا أنهم أكتشفوا سرّ نمو وموت الخلايا، وإنهم يتوقعون أن ينجحوا بتأخير الشيخوخة بشكل دراماتيكي في بحر أعوام من البحث اللاحق، بل وأضافوا أنهم يتوقعون أن يبلغوا بعمر الإنسان إلى ما يفوق المائة بكثير. وننتظر ونرى...!

لا بل بمقدورنا أن لا ننتظر، إنما نفعل ما علينا تجاه أنفسنا فنأخذ حصتنا من العيش السليم كاملة غير منقوصة..!
الحقيقة، لدي في باب الرعاية الذاتية للكفاءات آراءاً أظنها جديرة بأن تؤخذ بعين الإعتبار:

1- تخلص من هيمنة الفيزياء الكلاسيكية المنطقية السهلة الفهم والتداول، لأنها لم تعد قادرة على أن تفسر أي شيء، بلى هي منحتنا قوة مادية وسيطرة على حركة الطاقة ومنحتنا الكهرباء والقاطرات وناطحات السحاب، ولكنها قتلت فينا الإنسان إذ أحالته إلى إنسان آلي يعيش بحساب ويموت بحساب.. لا غموض.. لا براءة.. لا فطرة... وعوضاً عنها، تعرف على فيزياء الكم التي أعادت للإنسان إنسانيته إذ منحت الوعي دوراً خلاقاً أفتقده لمئات السنين.

طبعاً لا أدعي أني ضليعاً بهذه الفيزياء، ولكن من قراءاتي عرفت أنها تقول:

1- ليس هناك شيءٌ ثابت على الإطلاق بل كل الأشياء نسبية ومتحولة ومتغيرة...! بمعنى جسمك وعمرك وكفاءاتك ليست ثوابت تسير على مسارٍ واحد يبدأ بالولادة وينتهي بالموت، بل هنالك الكثير والكثير جداً في الطريق بين الولادة والموت، وهذا الكثير يتحكم فيه وعيك وإرادتك وحبك لذاتك.

2- عالم الكم يؤكد (كما أكد الهندوس قبل آلاف السنين) على وحدة الوجود...!! لا انفصال بين أي شيء وآخر في هذا الكون، لأنه كون ذريّ، كل ما فيه هو في جوهره ذرات، وكل الذرات هي في جوهرها طاقة، وتلك الطاقة تنبعُ في خاتمة المطاف من بحيرة الطاقات ومركز السيطرة الرئيسي الأوحد الأعظم، الوعي الأسمى.. الأقدس..!
وعيك الفردي صديقي القارئ، إذا ما نجح في الإفلات من العقل الإجتماعي الذي دجنته الحضارة (التي هي مزيج من القبيلة والإسلام السياسي مضافاً لها بهارات من فيزياء نيوتن) ، فإن بمقدوره أن يتواصل مع الوعي الإقدس الذي هو كما قلنا منبع كل وعي.
وبالتالي، تخيل ما يحمل لك هذا التواصل من ثراء عجيب يمكن أن يحيل حياتك إلى مهرجان من الألوان التي لم ترها عين من قبل.
العمر نسبيٌ عزيزي القارئ، وأنت لست منفصلاً أبداً عن أي شيء في هذا العالم...! كن معافى نفسياً وجسمانياً ترى الكون كله جميل، أما إن كنت مريضاً.. مرض في عينك الكون كلّه...!

3- أجمل ما في فيزياء الكمّ مبدأ الإحتمالية: وهذا المبدأ يشبه إلى حد كبير ذلك الذي سلف، مضافاً إلى أنه يمنح الوعي الفردي حرية كبيرة جداً من خلال أنه يقول أن هنالك هامش واسع جداً لكل الإحتمالات، وهذه هي الحرية التي نحتاجها نحن البشر بما نملك من وعيٍ فريدٍ من نوعه، وما يحمله الكون من ثراءٍ عريضٍ لا يحد بالممكنات التي يخبئها المجهول الجميل. لو طبقنا وضع الإلكترون السابح في مداراته والذي ترى النظرية الكمية إنه يمكن أن يكون جسيم ذريٌ ساعة وطاقةٌ تبدو عشوائية في ساعة أخرى، لو طبقنا هذا على أجسامنا والتقادم العمري الذي يصيبها وقلنا أن وعينا قادر على تغيير كامل الجسم بملياراته التي لا تعد من الإلكترونات وملايين الملايين من الخلايا والأعضاء من خلال إعتناق هذه النظرية الجميلة والإيمان بقدرتنا على التلاعب بحرية كبيرة في الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية، والإيمان بغنى وسعة عالم الإحتمالات وثراء المجهول بما لا يعد من الفرص والثروات الروحية كما المادية، لو فعلنا فسنشرق بالتأكيد ويغدو العمر سياحةٍ جميلة في بحورٍ من القيمة والمتعة والقوة وفعاليات تأكيد الذات والتي هي أزمة إنساننا في هذا العصر.

4- من قوانين الفيزياء الكمية الرائعة ، قانون القفزة الكمّية ، أي الإنتقال من مكانٍ إلى آخر دون أن يحصل ذلك عبر الزمان والمكان، بمعنى أن يتواجد الإلكترون هنا ثم تراه هناك دون أي تغير زمني أو حدوث إنتقاله عبر نقاط معينة على الطريق. لو آمنا بإمكانية هذا وطبقناه على مسألة العمر البيولوجي، فهذا يعني أن بمقدورنا أن نحقق قفزة عمرية من سن إلى أخرى دون أن نمر بالضرورة بكل الأعمار، بمعنى أنت لا تحتاج عزيزي القارئ أن تمر بالأربعين في مشوار عودتك من الخمسين إلى الثلاثين، كما ولا تحتاج للمرور بالخمسين في إنتقالك من الثلاثين إلى السبعين، بل يمكن أن تحقق القفزة الإيجابية أو السلبية مباشرةٍ من خلال تغيير قناعاتك ومبادئك وأفكارك وتصوراتك عن نفسك وعن الحياة والموت والوجود عامة.

هنا أود أن أستذكر حالتين عشتهما أنا شخصياً:
الأولى حين كنت في سن الخامسة عشرة وكان لدينا جاراً، كان يبادئني بالسلام كل ما رآني، وكنتُ أردّ عليه بلطف قائلاً: وعليكم السلام يا عمّ. مرّةً تقدم نحوي بتردد وإذ مد يده هتف بي:
- كم عمرك يا ولدي؟ فأجبت: خمسة عشرة...!
- وكم تظن عمري؟ ترددت برهة ثم أجبت بخجل: والله ما أعرف بالضبط...؟
- عمري يفوق عمرك بعشرة فقط وأظن أن من الظلم أن تدعوني بعمك!
تخيل ماذا فعل مثل هذا الشاب بنفسه بحيث دعانا أنا والكثير من أصدقائي للتفضل عليه بلقب العم أو الحاج..!

أما النموذج الثاني والمبهر للغاية فهو عزيزاً لي يعيش كل الأعمار والعصور في إنسجامٍ غريبٍ، بحيث تراها في الخمسين أو السبعين بذات الآن، وهي لما تزل لم تتجاوز العشرون إلا بثلاث. الطفولة في الوجه والصوت والخيال والفخامة والحكمة والصبر والتواضع في العقل. تقول لي كم من الزمن أحتاج لأعيش خمسينك كله بكل أفراحه وخيباته، أجيبها لحظات من التخيل الخصب على إيقاع الألفا وتعيشين كل عصور التاريخ لا عصري المتواضع غير البهي...! وعذراً على الاستدراك وعوداً على بدء..!

5 - القانون الخامس من قوانين فيزياء الكم يقول: لا فعل يحصل إلا بوجود راصد أو مراقب، أي أن الحركة بدون راصد تعد شيء متخيل، لو طبقنا عزيزي القارئ هذا القانون على العمر البيولوجي، فأنت فيك كل الأعمار بذات الآن وحيث تكون أنت وحدك الراصد الأزلي الحقيقي الوحيد لتكوينك الجسماني وعمرك، فإن لديك وحدك القدرة على اختيار أي عمر تشاء، وحيث تعي هذا العمر وترصده وتؤمن به، فإن هذا الرصد والإيمان يسقط على الدماغ وبقية الأعضاء والخلايا فتتصرف على هديه لتمنحك العمر الذي قررته.


مهرجان الحواس :
في الحقيقة كان موضوعنا قد بدء مع الحواس، ولكنه تشعب فدخل في النظريات والمذاهب، وليس لنا إلى أن نلجمه فنعيده صوب الحواس. حواسنا عزيزي القارئ هي أدواتنا الأساسية في خلق الإنطباعات التي تغذي الدماغ بالمعلومات والخبرات، إنها تخلق إنطباعات تسجل في المخ فلا تبارحه أبداً، إنطباعات سارة... محزنة... إلخ. فإما تلك السارة ففيها العافية والقوة والجمال الذي لا ينضب، وأما المحزنة فإنها تظل واخزةٍ تهدم الخلايا وتعجل بالرحيل إلى عالم عزرائيل وإسرافيل...!

لا بل إنها تنعكس على الدماغ ذاته وهو جهاز السيطرة والتحكم وتدوين الإنطباعات الحسية، فأما تلك الإيجابية فأنها تجدد حيوية خلايا الدماغ، وأما تلك المفجعة فإن الدماغ يستهلك نفسه وهو يتعامل معها مجبراً، ولو كان بيده لما تعامل إلا مع الإيجابية فحسب، لأنها تغذيه بمزيدٍ من الأوكسجين والدم. الإنطباع الإيحابي يدون في الدماغ بسلاسة ثم تصدر الأوامر إلى بقية الأعضاء التي تقع تحت أمرة الدماغ، وكأنها برقيات فرحٍ أو بالونات ملونة تؤدي إلى خلق مهرجان فرحٍ وتدفق الإيجابي من الهرمونات والدم إلى الأماكن والأعضاء، التي صدر لها الأمر لتخزين نسخةٌ من الأوامر ولتنفيذ مهمات تناسب الأمر أو الإنطباع .

جميع هذا الذي أنشغل به الدماغ والخلايا هو في واقع الحال صحي وهو وحده الطبيعي المتوافق مع جوهر الحياة وقوانين الطبيعة، وليس فيه ضررٌ من أي نوع، لكن الكارثة في الإنطباع السلبي، إذ أن كل نتائجه سلبية وعلى كل الأعضاء، إنه تدفق لتيارات من الطاقة السلبية والإفرازات السلبية التي تستهلك العمر ومخزون الطاقة، وتغلق منافذ التواصل مع الطاقة الكونية المتنوعة.

أما تلاحظ أنك حين تكون كئيباً أو مهموماً تضيق بك الحياة حتى تغدو أضيق من خرم الأبرة...!
بلى، إنه توقف امدادات الطاقة الكونية وازدحام القنوات الداخلية في الجسم بالأدرنالين وبقية الهرمونات وبكميات فائقة لغرض أشباع حاجتك إلى الكآبة والحزن التي تدفقت عليك في غياب السيطرة على الدماغ وعدم ضبط الحواس.

تخيل عزيزي القارئ لو إننا فقدنا حاسة اللمس في أصابع كفّ واحدة لا أكثر، كيف يمكن أن تكون الحياة ساعتها ؟
كئيبة بالتأكيد، فكيف بالعين أوالأنف أو الأذن...؟!
مرعبة ولا شك ..!
لا أنفعالات عاطفية.. لا توتر عضلي لذيذ.. لا هرمونات إيجابية تتدفق.. لا تجديد في مخزون الطاقة.. ولا سعادة.. ولا صحة ولا عمر مديد...!!!

حسناً، ماذا لو أنها سليمة بالكامل ومع ذلك فأن ما تنقله من إنطباعات يكون ضعيف الأشارة غائم الصورة، وكأنه بثاً راديوياً أو تلفازياً آت من محطة إرسال قصية جداً، أو إنها محطة هواة إلكترونيك...؟
هنا نقع في الفخ الذي تحدث عنه الرائع دافينشي حين قال :
" أغلب الناس، يرأون ولا يبصرون، يصغون ولا يسمعون، يلمسون فلا يحسون، يأكلون ولا يتذوقون، يتحركون بلى وعيٍ لتلك الحركة الفيزيقية، يتنفسون ولا يستنشقون ما يملء الكون من عطورٍ وروائح، ثم.. يتكلمون ولا يفكرون بما يقولون...!"

يا الله..! أو نحن حقاً هكذا؟ أظن ذلك...! طيب ماذا نفعل؟
استمع لاقتراحات أساتذة العلم والحكمة أستعيرها لك منهم فأزاوجها بما تفتق عنه دماغي:


1- اعط لكل حاسة من الحواس فرصة العمل الحرّ تحت مظلة الإنتباه اليقظ من قبلك، بمعنى دعها تعمل بحرية (على هواها)، بينما يكون دماغك مسترخٍ بالكامل (في حالة التأمل اليقظ)، سجل في ذهنك الإنطباعات المتلقاة مثلاً قل: هذه رائحة (النسرين)، هذه رائحة بخور، هذا اللون أرجواني، ماء هذا النهر أزرق مخضر، هذه الغيمة بيضاء.. الخ.

2- تعلم الرسم لمجرد التسلية لا أكثر، مارس ال(شخبطة) الحرّة، ألعب بالألوان، الكلمات، الطين الصيني المخصص للعب في رياض الأطفال، أستمع للموسيقى والغناء (موسيقى الشعوب المختلفة)، حتى وأن كنت لا تفهم اللغة فأنت لست بحاجة إلى أن تفهم كل شيء. وهكذا مع كل الحواس.

3- اخلق تنويع واسع في مفردات كلماتك، جرب أن تستعمل كلمات جديدة، ستلاحظ أنت ذاتك حين تتلفظها، تلاحظ أن بؤبؤ العين سيتسع بشكل كبير، هذا دليل على الإستثارة والإنتباه، والإستعداد لاغتراف المزيد من الإنطباعات من الخارج، وهذا شيء جميل وصحي للغاية. بمناسبة الحديث عن الحدقات المتسعة، أما تلاحظ عزيزي القارئ أن أصحاب محلات اللهو الليلي يعمدون إلى وضع إضاءة خفيفة أو يضيئون الشموع للساهرين...؟ بل وسهرات العشاق لا تحلو إلا تحت ضوء القمر أو الشموع، لماذا...؟ لأن العين تتسع فتستطيع أن تغترف من المتعة قدرها الأكبر، وبالتالي يستثار الدماغ بقوة فيصدر أوامره العاجلة إلى الأعضاء لتشارك بالإفراز للإيجابي من الهرمونات...!

4- من إبداعات دافينشي ألتقط هذا التمرين:
ضع جسماً معيناً على مسافةٍ ما على طاولة أو في ركن الغرفة وانظره بتمعن، ثم اغلق عينيك وانظره بعين خيالك، أعد التمرين مرات عدة حتى تصل إلى تطابق تام مع الخيال، غير المسافة واستبدل الجسم أكثر من مرة. هذا التمرين مهم للغاية، أولاً لتنشيط الخيال، وثانياً للعين إذ يعوّدها على التمعن في النظر، وبالتالي كلما تحسن تركيزنا على المرئيات أكتشفنا كنوزاً خبيئة في كل ما نرى...!

وكلما رهفت الحواس وزادت كفاءتها وحساسيتها للتلقي، كلما أمكن لنا أن نكون ناشطين إلى زمن أبعد من هذا الذي أفترضه لنا قسراً أشياخ الفضيلة ودعاة الإنتحار من أجل حور العين...!! تطابق بين الخيال والواقع مما يوسع من فرص ذات التمرين، بمقدورك عزيزي القارئ، أن تبدع فيه مع بقية الحواس، لأنه يصلح معها جميعاً.

بالمناسبة، لو نستعير من الظلاميين (وفيهم المفيد مما يستعار)، إلا وهو إسلوبهم في تثقيف الحواس على الهرب من المرئيات الربانية الجميلة، لأمكن لنا أن نهذب حواسنا:

هم يقولون للأتباع والمريدين من صغار المراهقين، إذا صدف ورأيت في الطريق امرأة ردد في داخلك " اللهم أجعلها في عيني بقرة "...! أما السمع فيدسون في الأذن غالباً رأس الميكروفون متصلاً بجهاز تسجيل صغيرٍ لا يكف عن ترجيع بكائيات الأشياخ وهم يرسمون بالكلمات والعبرات الحرى صورة نار الرّب الرحيم...!

طيب، ما أحرانا إذن أن نتعظ من هؤلاء بأن نمرن الحواس على أن ترى الجمال فتشكر وتسبح وتتملى وتتعظ وتعشق الحياة كما يعشق هؤلاء الموت...!
وبالتالي فلنا في أبا تراب ، الجميل حد الإبهار ، عبرةٍ وعظة ، لنستمع له في هذا القول الرائع العذب " عش لدنياك وكأنك تعيش أبداً ، وعش لآخرتك وكأنك تموت غداً "

لا أشك في أن من يتبع هذا يفوز ورب عليٍ بدنيا غايةُ في الجمال ، وله من الآخرة ( كيف تكون ) النصيب الأكبر، ودونما خراب وأوجاع ودمار...!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟
- التلباثي ---وجيزٌ عمليٌ تطبيقي
- عباءاتهم وفضاء العراق ـ شعر
- ان كنت حبيبي ـ شعر
- ثانيةٍ على عتبات ميرا ـ شعر
- الشيوعيون وحدهم ـ الجزء الثاني - شعر
- الحوار المتمدن – واحةٌ ظليلةٌ للغرباء والسائرون عكس التيار
- ببغاء – قصة قصيرة
- الشيوعيون....وحدهمُ ــ شعر
- تهدجات على عتبات ميرا – شعر
- سحر ميرا - شعر
- أقولُ لكْ….شعر
- يتولاني - شعر
- شباك ميرا - شعر
- هلّ…ليْ - شعر
- تقنيات التنويم المغناطيسي الذاتي – Selv - Hypnosis
- وفي البدء كانت الكلمة – مقال سيكولوجي
- لأني أحبك - شعر
- برنامج التصور الذهني الإيجابيPhsyco Feedback Program
- إعادة برمجة المخ من أجل حياةٍ أرقى وأجمل


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - سحر الحواس - مقال سيكولوجي