أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - المغرب بين التحديث و التحريم














المزيد.....

المغرب بين التحديث و التحريم


خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)


الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 20:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أن هذا العنوان معروف لدى جميع المغاربة دون استثناء فهم يعيشون فصول نصوصه يوما عن يوم معترفين مفتخرين بمزايا هذه الإزدواجية حتى أنه أُنشئ حزب " الأصالة و المعاصرة " مُفصَّلا على قياس الشعب تأكيدا على صلاحية هذه النظرية وعلى تشبّت المغاربة بها معتبرين أنفسهم روادا في هذا المجال. فهل يمكننا اعتبار"الأصالة و المعاصرة " نظرية سياسية اقتصادية حقيقية أم أنها مجرّد أعراض لمرض عضال إسمه "ازدواجية الشخصية "؟
نعم ، لقد تورّط المغرب بعد الإستقلال في منظومة جديدة لم تكن على الحسبان ، إذ وجد المغرب قدميه غارقتين في وحل العصْرنة ولم يكن له الخيار سوى التوجّه باتجاه التقدم الذي لا رجعة فيه ، ومع السنين و نظرا لاعتبارات داخلية و أخرى خارجية كان من الصّعب تحديث المجتمع بشكل مفاجئ حتى يتمكن الإستفادة بشكل صحّي من الإنجاز الحضاري للقرن العشرين ومواكبة متطلّبات القرن الواحد و العشرين .
ثم و مع الطفرة الإقتصادية بالخليج والإنفتاح بالدول العربية تعرّض المغرب لتفجير إعلامي خطير وفتح بابه على مصراعيه تجاه الشرق ليتناسى في ظرف تاريخي حسّاس جدّا الغرب و صخرة طارق التي لا تبعد عنه بأكثر من أربعة عشر كيلومترا و فضّل هذا الأخير المغامرة و المقامرة بمستقبل بات غامضا لا ملامح له .
تمكّن المغرب عبر عقد الستينات و السبعينات و تحدّي الثمانينات و التسعينات و الألفيات من قمع أحاسيسه و ثوراته و احتجاجاته و تطلّعاته و اكتفى النظام المغربي بالنظر إلى الخلف آملا في حلّ مشاكل الأمام (المستقبل)، معتمدا على نظرية السّلف الصالح بغضّ النظر عن مدى صلاحية هذا المنتوج( السّلف الصّالح )غير القابل للإستهلاك في هذا الأوان ،و طُمِست معالم التفكير بالنّهوض بالمجتمع الخارج من صدمة "الحماية !" على أمل أن أن تُفَكَّ عقدة الشرق (فلسطين) و باتت هذه العقدة شرطا ضروريا في لا وعي المغاربة الذين أجّلوا حلّ جميع مشاكلهم المتراكمة يوما عن يوم ، و نجح النظام ـ و لا يزال ـ في الجمع بين معضلتَيْ الدين و السياسة معا ومعها دخل المجتمع في ثنائية غير قابلة للتّقدّم ، لا بل تدفع المجتمع إلى المزيد من التأخر بسبب الإرتباك النفسي و معضلة الذات و البحث عن الهوية الحقيقية و التساؤلات عن الماضي الجميل و الحاضر القبيح و التناقضات التي رُفِض النظر فيها و فُرض على المجتمع قبول فكرة التطور المشروط بقلّة الشرف واندثار الأخلاق ، و اخترع النظام قانونين و شريعتين و نظامين سياسيين و اقتصاديين و ارتفعت وثيرة التفرقة في المجتمع الواحد و كبرت رقعة التباعد بين الجمهورين ،و بات ظاهرا للعيان أن للطبقة الحاكمة بحاشيتها قانون و قانون آخرلا علاقة له بالأول سائر المفعول على الطبقة المتدنّية شيئا فشيئا .
و رغم التساؤلات و المونولوغات المتكرّرة إلا أنه كان من الأضمن للنظام أن يعيش على هواه خارقا لكل أنواع الطابوهات كممارسة الجنس بحرية خارج الزواج والإفطارالعلني في رمضان و تناول الكحول في الأماكن العامة إلخ .. في الوقت الذي يزجر القانون فاتحا فاه أمام كل من سوّلت له نفسه القيام بنفس العمل من الفقراء و بذلك يحقّق النظام تجارة مربحة و اقتصادا وفيرا تذرُّه تجارة المحرّمات و استفاد رجال الأمن كبيرهم و صغيرهم من هذا الإقتصاد الموازي فتزايدت عيادات الإجهاض و اغتنى الأطبّاء بالأسعارالمهولة المفروضة على الضّحية الراغبة بأيّ شكل من الأشكال التخلّص من الجنين إثرالضغوط الإجتماعية الممارَسَة على المرأة و تكاثرت محلاّت الخمور لكن القانون المطبّق على المساكين يفرض عقوبة السجن على من ضُبط حاملا للقنّينة في حين يغضّ الطرف عن ممارسة الأغنياء و تمّ تشجيع السياحة الجنسية بلا هوادة دون تقنينها ـ باعتبارها فعلٌٌ حرام ـ و خُصّصت الملاهي الباهضة الثمن لأغراض من هذا النوع لترتفع حملات الشرطة مداهِمةً بين الحينة والأخرى لهذه الأماكن التي لا تُقاضي المجرم بل تسلب الضّحية كل مالها و تدفع بالضحايا إلى المحاكم ثم السجون على أساس مستند قانوني ـ ديني يُحَمِّلُ ( كما هي العادة ) الفقراء ضريبة فقرهم تحت شعار ـ الدعارة فعلٌ حرام ـ .
و بسبب هذا الجزء المهم و الخطير يعيش المغاربة رعبهم اليومي بين الرغبة في تحقيق ذواتهم و بين الخوف الذي تستعمله السلطة تحت ذريعة الدّين للمزيد من تحقيق اقتصاد النخاسة .
بهذا يعيش المغاربة شخصيتين مزدوجتين شخصية داخلية تقوم بكلّ شئ في الخفاء و شخصية متديّنة للغاية لا رحمة لديها تعاقب بدورها لتنقضّ على كل أخ فقير سوّلت له نفسه لمس الممنوعات و الخروج عن الصّفّ .



#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)       Khadija_Ait_Ammi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
- الجسم السليم في العقل السليم


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خديجة آيت عمي - المغرب بين التحديث و التحريم