أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قُبَّعة الخواجة














المزيد.....

قُبَّعة الخواجة


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3564 - 2011 / 12 / 2 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


قصيدة لخليل فاضل ـ 27 نوفمبر 2011
(إلى شهداء التحرير ومحمد محمود، إلى أمل دنقل الذي علّمنا كيف نصوغ الحرف)


خَرجَ الخواجة من المتحفِ المصريِّ منتشياً
رافعاً القـُبّعة
لم يدرِ، إن كان يرفعها للمومياءات المُمدّدة
أم لمن دَهَسَ الفَتى بالمُدرّعة
أم للراسمين في الميدانِ
أماكن الثوار، وحدود الأمكنة
لذهنيةِ التحرير المُضَمَّخة
بالدّمِ والأعلامِ المرفرفة

أم أنه الخواجة
قد رفعَ القـُبّعة
في واشنطن
وإتحادِّه الأوروبي
وقمـُة الثمانية
أم أنه أدركَ المسْألة
فظلَّ رافعاً القـُبّعة
للمجلس العسْكريِّ
ومجلس الوزراء
النائم في الأورقة
أم للقادم المجهول
"الذي لا يحتاج إلى هندسة"
هكذا قال الجرافيتي
على جدرانِ البستان
ومحمد محمود
ونوافذ البيوت المحطمة

صورة صائدِ العيون
القميء اللقيط
ابن الليل الدنسِ
ذا النفس الممزقة

صرخ الضابطُ المتمّرسُ على القتلِ
والسحلِ والغطرسَة
يفِّحُّ بعجزِ ليلته المدَّنسة
"ليتني ما كنتُ أنا"

الضابطُ المتوّرمُ الأنا والخدّين
والمِقعدة
تنتفخ معدتـُه القميئة
على تطاير الجماجمِ كالحمائمِ
ورائحة الجُثث المُبعثرة
فوق قارعة الطريق
يلقيها الجُندُ في المزبلة
آه لو يدرون ما الجُثةَّ
وما المزبلة
الضابطُ والعسكريُّ
وكلابُ الحيِّ في المنطقة
تطارد الثوار
خلف الدخان
والسماوات السبع
وسدرة المُنتهى
تتكون للرجال أجنحة
كما للطيور في الفضاءِ أجنحة
يسحبون بها الغاز والقـُنبلة
يطيرون بها للهِ في الأعالي
يحملون بين جنباتهم
بأسَ النهار
وهدأة الكرى

يقولون فيما مَضى
الوليُّ ليس مسئولاً
عمَّن يزوره في الاضرحة

رفع الخواجة القُبَّعة
أحْكمَ الجنديّ المركزيّ الخوذةَ
واستأسد في الموقعة

المجلس ليس ممثلاً للقوات المسلحة
والتحرير رمزٌ لأطياف النجوع والقرى
ومن تزوجت عرفياً
لا يتم طلاقها في المحكمة
أفلست خزائنكم..لستم شركاءنا
ولا حماة ثورتنا
لأن رفقة السلاح لا تنكر الجميل
ولا تذبح البقرة الضاحكة

اللعبةُ تفشخُ ضبَّتها
تطارد الفاسد اللعنة
في قبره وحياته طولَ المدى
سئمناكم وسط المدينة
تكشفون عذراواتنا الطاهرات
وتتركون العاهرات السائرات نياماً
تحت رؤوس الجسور المُعلقة

الثعلب فات
وستُّ البنات
جاءت
وجاءتها ذات الرداءِ الأحمرْ
بشالٍ أخضرْ
وجمجمة
قالت لها اشربي دمَ أخيك
فأبَت
وشربتهُ مذيعةُ التلفاز
ليظهر على الشاشة بين أسنانها
نجوماً على الكتفِ مُرصّعة

سئمنا حيلَكم
وألعابكم النارية المُفبركة
طائراتكم ومخابراتكم
مؤتمراتكم وتصريحاتكم
وعنجهيتكم المفزعة

لم يرفع الخواجة القبعة
لكل فئران طرة
مشاهداً حسني يتمشّى
دون سريرٍ طبيَ
أو طائرة
يملأ المكان قهقهة
يهمس بفحيح أفعى
آمراً زمر البلطجية
يضحك ضحكة رقيعة
يتثنى لها إسرائيليٌ في رفح وغزة
رام الله والقدس العتيقة
وترقص لها في تل أبيب
امرأة
تدفأت في زمن العُهر
بغازنا
وعظامِ أولادنا
وقوداً في المدفأة

رفع الخواجة القبعة
مهيمناً على كل الأجهزة
ورغم كل الأحاجي والصناديق المُغلقة
ظهرت بشائرنا تلوح في الشرفات
على السطوح
وحبال الغسيل
وطوابير الخبز والملح المُجهدة

يجتمع دمُ الحيضِ والولادة
دم الطهورِ والدخلة
نزيف المصاب والشهيد
يقطع الحبل السريَّ المريض
ويقتل الأجنة المشوهة

رفع الخواجة القبعة
احتضنت اللحية وجه القسِّ والشيخ
والعذراء .. ووجه المحجبة
ارتفع الآذان مجلجلاً في المئذنة
تدق أجراس القداس
تحيّي مينا وخالد
الثكلي والمكلومة والأرملة
وكلُّ من رصعت أجسادهم
صدر الوطن
والمشرحة

يا وتراً في القلب
يعزف عليه الوطن
هنا ... في الميادين، في التحرير
تحدد البوصلة
إتجاهها نحو البلد

آه يا قيثارةَ الزمن البطيئ
يا عصب الذاكرة
أنظري عبر الميدان
انظري لجرحاه وأطبائه الملائكة

الناس ينتظمون
كعقد اللؤلؤ
كحبّات المسبحة

تفتح الأرض مسامّها
تتلقحُ من جديد
بمخاضِ ولادة متعسِّرة
لن تكون قيصرية
الوليد عنيد
توضأ بالدم والتحف بالمشيمةِ المُضمدَّة
وهللَّ خارجاً من الرحم
من الخاصرة..
محيياً السويس
والقائد ابراهيم
المحلة الكبرى
والقاهرة

هنا القاهرة
مجدُ الماضي والحاضر
مستقبل الأمة الآسرة
هنا القاهرة
مجدُ الأشياء
الباطنة والظاهرة
وتبقى عند انبلاج الفجر
تلك الرائحة
زكيةٌ كالفاكهة
كصدرِ عذراء
وقلب شهيد
بإماراته الساحرة

يرفع الخواجة القبعة
فلا يَرى ولا يُرى
ينسدلُ الستار
ويبدأ النهار

الإتجاه هنا
السير هنا
والأرض هنا

أمرُ السلاح والضبط والربط
في أرض الوغي والمعركة
غيره في البيت والغيط
هنا تختلف المسألة
مهمتكم حدودنا
حُكمنا صنعتُنا وكارنا
وليس بمعضلة

ما بيننا وبينكم
خطُّ الثكنة
ودولة المؤسسة
لنا الحقل والمصنع
المعمل والمدرسة

رفع الخواجة القبعة
مضي في ظلمة الليل
وصحونا كلنا في الضُحى

نجمع الجمرات والزنابق
في أكفنا الدامية
نتنشق عطر الرصاصِ
والاختلاف
ونتذوق طعم السنبلة

خليل فاضل
27-11-2011



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها
- شادي عبد الموجود
- عمياء تمشط شعر مجنونة
- البغل والعربجي والعربة الكارو
- رقبة عبد الفتاح المائلة
- كائنــات خاليـــة من الضــــــوء
- سيكولوجية المنافق، الضلالي.. والبلطجي


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - قُبَّعة الخواجة