أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!















المزيد.....

رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انطلقت الثورة السورية كغيرها من الثورات العربية ، التي سبقتها بشكل عفوي متأثرة ومكتسبة القدرة والشجاعة على كسر حاجز الخوف من سابقاتها " التونسية ، المصرية ، الليبية، اليمنية..الخ"، وجميعها انطلق دون أدنى شك عفوياً بعيداً عن الأدلجة ودون أي رابط وطيد بالأحزاب التقليدية القائمة على الساحة، وإن التحق بها البعض فيما بعد وساهم إلى حد ما في تعبئتها ــ كي لايفوته القطار ــ كما حدث في تونس ومصرـ، يتشابه الحال السوري مع الثورات العربية ولا يشذ عنه من ناحية العفوية المنبثقة من حاجة المواطن للحرية ، للديمقراطية، للكرامة، للحقوق الوطنية..باعتبارها سلاحه الأول بوجه الاستبداد، وليس كما يحاول النظام الأسدي أن يصوره وكما حاول نظام القذافي وعلي عبدالله صالح أن يحيكه حتى لحظاتهم الأخيرة، بأنه مؤامرة خارجية تعمل على تقويض الأنظمة " المقاومة ، الممانعة، أو الديمقراطية المعادية للسلفية"!!.
شعوب المنطقة المشرقية والمغربية برمتها، عانت ولا يزال بعضها يعاني من أنظمة لاتعرف الديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلا اسماً وحبراً على ورق، بعض محاولات بدأت هنا وأخذت مسوحات هناك تجنباً وحذراً من السقوط بما لايحمد عقباه، أو من نتائج جعلتها تعتبر وتلحق ركب الاصلاحات الدستورية ، أو تنفتح أنظمتها بعد انغلاق على شعب هُمِّش وأبعد عن الشأن العام والعمل السياسي، ناهيك عن وضعه الاقتصادي المتردي ونسبة العطالة عن العمل والأمية ، التي تعتبر من أهم الآفات الإجتماعية التي تعصف ببلادنا..بالاضافة إلى المناهج التربوية، التي لايمكننا اعتبارها إلا محواً للأمية أكثر منها مناهج تعليمية حديثة ، همها الأول تخريج جيوش معمدة بقدسية الأنظمة القائمة..هنا نتوقف قليلاً أمام ما خرجت علينا به جامعة الدول العربية ، صفقنا لها وهللنا..ثم أتت التتمة على يد منظمة التعاون الإسلامي، مع مباركة من الدول الأوربية والأمريكية، لكن الدم السوري مازال يسيل بغزارة..وينظر إليه بخفة..رغم القرارات الأكثر حدة والأقل وقعاً على الأرض..فباب نبيل العربي مازال مفتوحاً لاستقبال ضيفه العزيز الضخم" المعلم" وزير الخارجية السوري متأبطاً ذراع صديقه وحليفه البعبع الإيراني.
سيقول أحدكم...ماذا تريدين؟ فلأول مرة تقف جامعة " الأنظمة العربية" موقفاً مشابهاً من عضو من أعضائها كما وقفت اليوم ضد النظام السوري..أقسم أن هذا صحيحاً، كقرارات ورقية ونصوص مكتوبة ُ وقُرأت على الملأ وصفق لها وهلل ..من الجميع..ونحن كذلك تعلقنا بحبال الوهم..لأننا أيضاً ومازلنا لانريد خراب سوريا...ولا نريد يداً غريبة تدمرنا...مع أن عدونا الإسرائيلي لم يقتل منا خلال حربين رسميتين" 1967، 1973" بالاضافة لحربه ضد لبنان في عام " 2006" كلها مجتمعة لم تصل ضحاياها لما وصلت إليه اليوم في سوريا على يد( ابن البلد)!!..بشار الأسد..وأبيه حافظ...
القرارات العربية ومبادرة الجامعة ، بالاضافة لمنظمة التضامن الإسلامي..كلها قرارات غير مُلزِّمة.."من شاء منكم فليلتزم ومن شاء فليكفر"، ثم إنها قرارات رسمية ..حكومية، وهناك جمعيات ومؤسسات وشركات أهليه خاصة يحق لها ألا تلتزم وألا تنصاع...كل هذا وذاك لايهم بمقدار مايهمنا أن الباب لم يقفل أمام بشار الأسد وموفده وليد المعلم ..وبيان اليوم الصادر عن نبيل العربي يقول: أنه مايزال ينتظر وسننتظر وسينتظر إلى أن توقع سوريا على البروتوكول وتقبل باللجنة العربية للمراقبة!، في الوقت نفسه يقول المعلم في مؤتمره الصحفي الأخير بدمشق ــ باعتباره الناطق الرسمي بدلاً من رئيسه بالتوجه للشعب والعالم ـ " يريد الجانب العربي حواراً في القاهرة، وحكومة وحدة وطنية، ومرحلة انتقالية، وهذا مرفوض!!!، أما في حالة حصول حوار يشترك فيه الجميع( مَن هذا الجميع الذي يقصده؟! علمه عند علام الغيوب)......ثم يضيف لاحقاً..." ....قد يحصل... إتفاق على حكومة وحدة وطنية،ولكن.....بعد الحوار"!!!!.
من( الدلف لتحت المزراب)، بعض الدول العربية بدأت بتنفيذ بعض القرارات بشكل فردي كوقف الرحلات الجوية بين دمشق والدوحة والإمارات، مع أن وزير خارجية الإمارات ، الشيخ عبدالله بن زايد:"
أبدى أسفه لاضطرار بلاده لاتخاذ هذه القرارات الصعبة آملاً أن توقع سوريا على البروتوكول"، السؤال الذي يطرح نفسه:ــ هل توقيع سوريا على بروتوكول الجامعة العربية من سيوقف حمام الدم؟ وهل دخول لجنة المراقبة العربية أو الإسلامية ستخرج الزير من البير ، وتطلق سراح المعتقلين وتعيد العسكر والدبابات الملونة بالأزرق " كقوة لحفظ النظام"إلى ثكناتهم الحقيقية ورجال الأمن لمراكزهم؟...هل سيتوقف قتل المتظاهرين السلميين؟..ومالذي سيحصل للقطاعات المنشقة عن الجيش؟..والتي يرفض النظام الاعتراف بأنها حدثت بل يسميها " عصابات إرهابية"!!
في الوقت نفسه يصرح وزير الخارجة الفرنسي " آلان جوبيه" لفرانس أنفو" أن أيام نظام الأسد معدودة"!ــ على أي أساس معدودة؟ ..لا أدري ..هل هناك اتفاق تركي فرنسي .أو تركي غربي، على منطقة عازلة كما تتداول هذه الشائعات بعض الصحف العربية والغربية" القدس العربي، اللوموند؟!.
مخاوفنا تنبع من إطالة عمر النظام ، من فسح المجال أمامه ليعيش أكثر ويوغل بالدم السوري أكثر تحت العديد من الذرائع الواهية، بينما يحاول النظام جاهداً زج البلاد في أتون حرب طائفية، فيرسل شبيحته المجهزة بكل أنواع السلاح والعتاد والقذارة لانتهاك الأعراض والحرمات ودفع الشعب لردود أفعال وحمل السلاح للذود عن أعراضه وبيوته الآمنة، فكيف نأمل الدعم والعون من دول تحكمها نظم تعتمد العائلة كإمارة أو ملكية؟...وتوظف البترول من أجل أهداف ونفوذ مناطقي، ناهيك عن التجاذب القائم بين تركيا وإيران، وصعود النجم التركي أكثر كطرف في النزاع العربي الثوري ضد الأنظمة القمعية وانحياز تركيا للثورات، بينما تدعم إيران النظام السوري وتقف بمواجهة الغرب من خلال تجاربها النووية، ومواقفها الأخيرة من بريطانيا تحديداً ، وبهذا يتشابه النظامان الحليفان في الممارسات التشبيحية ، سوريا بعدوان نظامها وشبيحتها على السفارات العربية والأجنبية " الداعمة للثورة"، وإيران في هجوم شبيحة الباسيج على سفارة بريطانيا وسحب بعض السفراء الغربيين من طهران، هذا إن لم يكن العمل الإيراني بمثابة محاولة لفت الأنظار نحو إيران وإبعاد النارعن قرص النظام السوري حماية له، وإنذاراً لدول يمكن لدورها أن يقوض النظام الحليف..ويهدد نفوذ إيران في الحوض العربي ، خاصة في "سوريا ولبنان".
في هذا الخضم المتلاطم المصالح والنفوذ، كيف يمكننا ايجاد صيغة لتقاطع مصالح ثورتنا مع مصالح هذه الدول عربية كانت أم غير عربية، دون أن نصبح أسرى لإملاءات سياسية مغرضة؟..هنا نضع كل البيض السياسي في سلة " المجلس الوطني السوري"، ليثبت قدرته على المناورة وحماية الثورة وتجنيبها المنزلقات الخطرة والمسالك الوعرة، وإنجاح ثورتنا ووصولها لأهدافها التي قامت من أجلها، فمن جهة أثق في قدرة المجلس على استيعاب كل هذه الزوايا والمنعطفات أو المطبات، لكن بالمقابل، عليه أن يمتن من ترابط أعضائه سياسياً ويركز على مدنية الثورة السورية وديمقراطيتها..كي تجمع تحت مظلتها كل ألوان التركيبة السكانية للمجتمع السوري، وألا يسقط أعضاء المجلس على اختلاف مشاربهم السياسية والأيديولوجية أسرى لونهم السياسي وتجاذبهم على المواقع ، بل تغليبهم المصلحة الوطنية الشاملة على المصلحة الحزبية الضيقة، وعدم انكفائهم نحو وحدة اللون السياسي مذهبي الطابع وحيد الفكر ، تحت اسم الأكثرية ..أوتحت مسميات مقيتة ضيقة قرأناها ولمسنا نوعاً منها في البرنامج السياسي المطروح، والذي نرى أنه يتطلب توضيحاً أكثر وتعميقاً وشمولاً وتفصيلاً أوسع، مثل:" أقليات ، طائفية..الخ"، لأن تركيبة السكان في سوريا تختلف عنها في كل البلدان العربية التي سبقتنا في الثورة...وما انطبق عليها أو بطريقه ليصبح حقيقة واقعة لا أرجوه لسوريا التي نحلم فيها..ورغم كل مايمكنه أن يقال..وكخلاصة لماسبق...يظل أملنا في الخلاص من نظام العائلة الأسدي هو همنا الأول..ومهما كان القادم صعباً ومُرَّاً ومعقداً ومخيفاً، فلن يكون أبداً أسوأ بأي حال من الأحوال مما نحن عليه منذ أربعين عاماً ونيف، فمايهمني بالدرجة الأولى أن ننهي حكم الأسد..وبعدها لن تقوم قائمة لأي نظام يمكنه أن يستبد ولو لفترة وجيزة فما علمتنا إياه هذه الثورة خلال فترة التسعة أشهر الماضية لهو دروس وعظات ستبقى تدرس في معاهد التاريخ على مدى طويل من الزمن.
ــ باريس 01/12/2011
.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المنفى إلى أحمد
- نظام يأكل الوطن، وشعب يتآكل، ومعارضة تحبل بخلافاتها!
- بابا عمرو
- رسالة موجهة للمجلس الوطني السوري!
- الطرق القديمة ملغمة، والحديثة تواجه احتمالات خطيرة ( أخص الم ...
- سوريا، الشعب، العالم العربي، والكون
- -الموت ولا المذلة-
- لن أتخلص من غربتي إلا حين تخرج المعارضة من شرنقتها!
- حوار في حقيقة حلم مع أمي
- بيرق الأسد!
- مخاطر لابد من الإشارة إليها، قبل الخراب!
- أغار منهم-...-وماقتلوه ولكن شبه لهم-
- ملاحظات من صلب مرحلة الفرز السياسي في سوريا
- وصية شهيدة درعاوية : ( من وحي الثورة السورية)
- من - عصابات مسلحة- في درعا، إلى - مخربين- في حماة!
- سباق محموم نحو مؤتمرات تحاور أو لاتحاور- بين النظام والمعارض ...
- المحتمل الآتي في خرائط النظام السوري
- ماهو نوع المعايير والمقاييس التي يستخدمها الطغاة في فهم - مح ...
- لماذا يدفع الشعب السوري اليوم ، ضريبة رعب الأنظمة العربية من ...
- أحلامنا الشائكة


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - رياح الثورة، رياح النفط، والإسلام السياسي!