أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسن حسين يوسف - رسالة من مريدي الى احفاده في شارع مريدي














المزيد.....

رسالة من مريدي الى احفاده في شارع مريدي


عبد الحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 22:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



يا احفادي الاعزاء 0منذ عشرات السنيين عندما تركت ارضى هربا من ظلم الاقطاع وجبروته وخسته لم اتصور يوماان اسمي سيكون معروفا على مستوى العراق كله بل تجاوزه الى المناطق العربيه القريبه0كنت اتصور انى ذلك الشخص المسحوق سا كون نسيا منسيا ولكن للاسف الشديد ولسوء حظي اني سكنت فى مدينة اغلب سكانها هم ايضا هاربين من ظلم الاقطاع هي مدينه الثوره ولغرابة اسمي سميى الشارع الذي اعمل فيه بكشك سكائر باسمي (شارع مريدي) وبعضهم بدء يتندر فاسماه شارع مرديان لتشابه اسمه مع فندق مرديان الذي بني حديثا0 ولو كنت اعلم يا احفادي ان شارعى سيتحول الى شارع الموت لكم لما تركت مدينتي ولتحملت ظلم الاقطاع0لقد كانت ثورة 14 تموز 1958 الثوره التى اعادت لنا كرامتنا واقتصت من الاقطاع وحماتهم عن كل جرائمهم بحقنا وقد كانت بحق ربيع حياتنا ولكن لم يمهلها الاستعمار طويلا فحرك احتياطه المضموم حزب البعث المجرم ليجهز على هذه الثوره الجباره وزعيمها عبد الكريم قاسم فوجهوا بنادقهم لصدور كل العراقيين وكانت مدينتى لها حصة الاسد من جرائمهم لكونها مدينة الكادحيين الذين ذاقو الامرين من ظلم الاقطاع وزبانيته 0كانت جريمة 8 شباط 1963 بدايه لجرائم كبرى استمرت فى زمنى ولم تنتهى لحد الان0وانا فى قبري اشهد انتفاضتكم السلميه في 1990 بعد ان مللتم من حروب صدام العبثيه لقد عامل جلاوزة البعث هذه الانتفاضه التى لم تطلق فيها طلقه واحده منكم بكافة اسلحتهم فقتلوا منكم المئات وتحول شارعي الى مجزره حقيقيه صال فيها مجرمو العوجه واذيالهم وجالو ليأخذوا بثار هزيمتهم المذله امام الامريكان منكم وتم حرق شا رعي وكنت انضر بعيني كيف ان احد الشبان حاول انقاذ احد المحترقيين ولكن يد المحترق هي فقط التي انفصلت من جثته اما الباقي فقد التهمتها النيران بقيت بعدها اياما وانا احسب عضام جسدي وانا في قبري خشيت ان ابناء العوجه اخذو احدها0
سقط الطاغيه وكانت امنيتي ان تختفي كل الاسما ل الباليه والاجهزه القديمه التي تباع في شارعي ويعم الخير ربوع بلادي ويتحول شارعي الى شارع نضيف ومدينتي (الثوره) الى مدينه نموذجيه تعويضا عن حرمانها عشرات السنيين من كل الخدمات ولكن للاسف الشديد كان الجدد اسوء خلف لاسوء سلف والطا مة الكبرى ان شارعي تحول الى شارعا للموت وجعلت بقايا البعت وقطعان القاعده تنصب مفخخاتها في كل زاويه من شارعي ومارست بحصادكم بنفس الطريقه الصداميه بل واكثر همجيه وكل ما ترفعون جثث مفخخه تنفجر بعد اياما اخرى كنت ارى بعينى وانا في قبري كيف ذهب احدهم مع اولاده الصغار الذين يحبون الطيور الى شارعي وعندما انفجرت مفخخة الانذال مات الاولاد ووالدهم وقد وجد بلبل ميت في يد احدهم لقد وصلت همجيت هذه القطعان انهم يقتلون البلابل ايضا 0 الام المسكينه في كل مره تزور قبور اولادها الثلاث تاخذ بلبلا تطلقه فوق قبورهم قربانا لهم لينعم بحريته بعيدا عن قطعان القاعده وابناء العوجه0
يا احفادي الاعزاء اني اسمع بين فتره واخرى ان اصواتا تطالب بعدم اعدام هاؤلاء القتله تحت ذريعة حقوق الانسان وان من بيده التوقيع على اعدامهم يرفض التوقيع انى اسئلهم هل الذي يضع مفخخه في الشارع العام هو انسان له حقوق اين حقوق الضحايا000 اين حقوق الامهات اين حقوق البلبل الذي مات بيد الطفل اين 000اين 0000لا اعرف هاؤلاء التقدميين الذين يهمهم حقوق الانسان 00يا احفادي لقد ملئت عظامي قيحا وانا في قبري فمتى يتحرك المطالبين بحقوق الانسان ارجاع حقوق الضحايا0000متى 00متى 000متى
احفادي الاعزاء0اني اطلب منكم حتى انام مرتاحا في قبري ان تغيرو اسم هذا الشارع وتسموه شارع صدام اوشارع الزرقاوي لان افعالهم في هذا الشارع يجعله يحمل اسمائهم بامتياز لا اسمي انا الكدح الهارب من ظلم الاقطاع
احفادي0رغم الماسى التى تمر فى هذا الشارع وكل شوارع العراق لكني مقتنعا ان الزمن يتقدم وان الاحسن لابد قادم فقد كنت مثلكم اضن ان الاقطاع وجوده ازلي ولا يمكن اسقاطه ولهذا تركت قريتى واعزائى وذكريات طفولتى لارحل الى بغداد هاربا من ظلمه لكن ثورة 14 تموز غيرت كل شىء وهرب الاقطاع حاملا معه جرائمه وانى مقتنع الان ان الارهاب وحماته وجنوده وكل سارقي قوتكم سيولون الادبار على شرط ان توحدوا جهودكم 0
اعذروني يا اعزائى لاني استعملت مفردات جيلكم هذا لاني تعلمتها منكم والا لو تكلمت بمفردات زماني لقلتم ان جدنا يرطن باالغه السومريه او اليابانيه00000000000000000جدكم الذي لا ينساكم مريدي



#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية
- اخي محمد الرديني
- رواية(الهجرة الى السعدون) هجرة الى العمق العراقي
- العراق العربي متى يحارب ايران ثانية
- الى المعلم الكبير حسقيل قوجمان مع التحية
- الى الدكتور الفاضل عبد العالي الحراك مع التحية
- أصدقاء السوء والشعب العراقي
- عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل
- الاسطبل الذي حوله البعثيون الى معتقل
- الســــــــقــوط


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الحسن حسين يوسف - رسالة من مريدي الى احفاده في شارع مريدي