أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كوسلا ابشن - المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (2 )















المزيد.....

المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (2 )


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 20:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اكذوبة الظهير البربري يداية الخطاب العرقي المعاصر

كانت ولا زالت اسطورة الظهير البربري مرجعية للخطاب العرقي العروبي لمواجهة الحركات الامازيغية المناضلة المتشبثة بحقها المستقل في الوجود , فما هو الظهير البربري ؟
تاريخيا لم يعرف اي ظهير ولا قانون بهذا الاسم , و الاسم الصحيح للظهير هو ّ الظهير المنظم لسير العدالة بالقبائل ذات الاعراف الامازيغية ّ الصادر في 16 ماي 1930 ,و ما اضافته الحماية الفرنسية على الاعراف الامازيغية هو الصبغة القانونية للقضاء العرفي , فالمعروف ان القانون العرفي هو المنظم للشؤون العامة في القبائل الامازيغية المستقلة عن المخزن الاستعماري قبل استقدام الاستعمار الفرنسي بقرون ولم تأتي سلطات الحماية الفرنسية بشيء جديد , والظهير حدد المجال الترابي المستقل عن السلطة المخزنية ولم يحدد العرق الامازيغي وحتى اذا افترضنا ما قيل على هذا الظهير , فما ذنب الامازيغ في وضع الظهائر الاستعمارية , ولماذا لم يحاسب السلطان المخزني من ختم الظهير بالختام السلطاني والذي كان من اوائل منتقدي مبدعي اكذوبة ّ الظهير البربري ّ, وذلك في رسالة موجه الى ائمة المساجد قرأت اثناء صلاة الجمعة في 11 . 08 . 1930 اتى فيها ما يلي ّ وهكذا استمرت ممارسة هذه الاعراف عبر القرون واخر من اعترف بها للقبائل الامازيغية ابونا المعظم والممجد الذي لم يحدو في ذلك سوى حدو اسلافه ... وقد قررنا بانفسنا مثل هذه التدابير يظهيرنا الشريف , غير ان شبابا دون مستوى التمييز وغير واعين بخطورة اعمالهم النافية للقانون يحاولون ايهام الناس بان التدابير التي قررناها لا تهدف سوى الى تنصير الامازيغ وقاموا لذلك بمغالطة الجمهور وحثوا الناس على التجمع بالمساجد وقراءة اللطيف ... ّ ,واذا كانت الحركة العرقية العروبية حريسة على الدين و الوحدة والوطن , فلماذا غاب غوغاءها على اكبر جريمة في حق الفلاحين الصغار وهو اصدار قانون المنظم لتفويت الاراضي للمستوطنين الاوروبين ظهير 15 يونيو 1922 , وسبقه ظهير 12 شتنبر 1913م المنظم لاختصاصات المحاكم الفرنسية في كامل البلاد المحتلة ولم تحرك الحركة العرقية العروبية ساكنا رغم ان تفويت الاراضي للمعمرين الجدد اخطر من الصياغة القانونية للعرف الامازيغي ,واذا كانت حريسة على الدين فلماذا لم تمنع التبشير في المناطق المخزنية التي تخرج منها الاب يوحنا محمد ع. الجليل اخ عمر ع. الجليل احد مؤسس حزب الاستقال العنصري , اذا التنصير استهدف المناطق المخزنية قبل المناطق الامازيغية التي كانت حريسة على الاسلام اكثر من المنافقين اهل اللطيف , من ضخم الظهير لتجاوز الحدود الجغرافية , ليطال التنديد به في المجمع العروبي -الاسلاموي , خوفا من اوهام خروج الامازيغ عن ملة الاسلام-العربي , من دون التنديد للوجود الفعلي للامبريالية الفرنسيةفي البلد ولا للمجازر الوحشية التي استهدفت ّ اخوانهم ّ الامازيغ .
الحملة الظاهرية لاهل اللطيف لم تكن تستهدف الظهير الفرنسي بقدر ما كانت تستهدف الامازيغ وحدهم , فالاحساس الخاطئ للحركة العرقية العروبية , من خوف خسارة مواقعها في الادارة الفرنسية وتخلي دولة الحماية عن عمالتهم وتغيير توجهها الى المناطق الامازيغية , استنادا على خطة بناء بعض المدارس الفرنسية و تعليم الامازيغية لابناء امازيغن ( وهذا الاخير يعد مكسب والشعب تحت الاحتلال )والذي رفضته الحركة اللطيفية من موقفها العرقي ازاء الامازيغ وثقافتهم ولغتهم , اما نشر الثقافة الفرنسية والذي شمل كذلك مناطق المخزن العروبي فهي سياسة استلابية استعمارية عانت من تبعاتها كل الشعوب المستعمرة ( فتح الميم ) ولم تسلم منها المناطق الامازيغية الغير معربة.الخوف من تغيير المواقع والموقف العرقي من الثقافة الامازيغية , وراء مبادرة النخبة الخيانية وعلى رأسها عبد اللطيف الصبيحي موظف الاقامة العامة الفرنسية لاستغلال الحدث الوهمي لبناء الارضية السياسية للحركة العرقية العروبية المنطلقة من المساجد بقرأة اللطيف لاضفاء الرمزية الدينية على ادانة البداءيين الامازيغ المتنصرين والانفصاليين , وللتاريخ فلحظة اصدار الظهير كانت المقاومة الامازيغية ولوحدها من يحارب الاستعمار الاوروبي بالسلاح من 1909 الى 1934 ( نخبة البندقية وعلى رأسها محمد امزيان ومحمد ع. الكريم الخطابي وموحا الزياني وع. السلام عسو واخرين ) ولم تهدأ البندقية الامازيغية رغم القوة العسكرية الاستعمارية طيلة هذه المدة وهذه هي النخة الوحيدة ممثل الامازيغ ورافضة المؤامرة الخيانية للحركة العرقية العروبية , من لعبت مهمة الوسيط بين عامة الحواضر والاستعمار , وللتاريخ فالمناطق الامازيغية وحدها من كانت تقصف بكل انواع الاسلحة وبشكل همجي , فهذه هي السياسة ّ البربرية ّ الحقيقية للامبريالية الفرنسية , والتي طمستها اقزام الحركة العرقية العروبية التي كانت عميلة للاستعمار وكانت تندد بالكفاح المسلح الذي خاضته المقاومة الامازيغية , مدعية ان هذا الشكل الكفاحي بدائي ومتوحش ويجب وقفه وبداية العمل الحضاري ( النضال السياسي ) وبهذ الشكل المتحضر يجب التعامل مع فرنسا , وهذا ما كانت تسعى اليه فرنسا , الدعاية في وسط الجماهير لادانة المقاومة المسلحة الامازيغية والقاء السلاح والنزول الى الحواضر للعيش كمتحضرين خدام الامبريالية الفرنسية وعبيد النظام المخزني و افساح المجال للعروبي للتعامل المتحضر مع الفرنسيين وهذا ما تحقق للخونة , بانهزام المقاومة المسلحة الامازيغية , ورفع اللثام على المقصد الحقيقي لاهل اللطيف من خلق اكذوبة ّ الظهير البربري ّ وهو القضاء على المقاومة الامازيغية من جهة ومن جهة ثانية اظهار لفرنسا ان الحركة العرقية العروبية هي القوة الوحيدة الممكن الاعتماد عليها والتعامل معها , وفي نفس تاريخ ( 1934 ) القضاء على المقاومة الامازيغية , رفعت الحركة العرقية العروبية لائحة مطالب للسلطات الاستعمارية , تبدأ بتهنئة فرنسا على انتصارها على البربر البدائيين والاعتراف بالسلطة الاستعمارية في البلاد وياليها مطلب عنصري , وقف تدريس اللغة الامازيغية والغاء المحاكم العرفية ( محاكم الجماعة ) ,وزيادة توظيف ابناء اعيان المدن في الادارة الفرنسية , وتأتي هذه المطالب في لحظة تاريخية تبين حقارة الحركة العرقية العروبية وعنصريتها واحتقارها للانسان الامازيغي قدمت لائحة المطالب والجيش الاستعماري يقود حملة تنكيلية وحشية ضد قبائل تمو وقباج في الاطلس المتوسط , فقد اظهر التعاون الفرنسي-العروبي مغزى استقدام الامبريالية الفرنسية الى البلاد , والذي عبر عليه الليوطي المقيم العام الفرنسي ومشيد اعمدة عروبة البلاد في خطاب استقبال محمد الخامس حيث قال ّ يمكن لي اليوم وانا اودي التحية لجلالتكم ان اتحدث بكامل الثقة والاخلاص عن مصير مملكتكم السعيدة التي تعتبر جلالتكم ... رئيسها السياسي والديني ولا يمكن لسلطتكم ان تمد اليها سوء وهي مبسوطة على المغرب كله ... ّ ( عن مؤرخ القصر ع. الهادي بوطالب ) وهذا التعاون سيتوج لاحقا باهداء فرنسا البلاد كاملة للحركة العرقية العروبية بعد انهاء استقلالية القبائل الاملزيغية لتبدأ السياسة الكولونيالية العروبية بالتطهير العرقي , والتي سيعبر عنها احد القادة السلفيين في الحركة العرقية العروبية المسمى علال الفاسي في خطابا له ّ ان مشكلتنا ايها الاخوة ليست مع الاستعمار كيف جلاؤه بل مشكلتنا مع البربر كيف جلاؤهم ّ , كانت البداية باغتيالات رموز المقاومة الامازيغية وعلى رأسها عباس لمساعدي (1956 ) , حرب الابادة على الاطلس والجنوب الشرقي (1957 ) , جنوسيد امازيغ بالريف ( 1958-1959 ) , السياسة التمييز العنصري المنتهجة حتى اليوم , هذه هي السياسة البربرية الحقيقية التى يواصل ابناء الليوطي نهجها ضد طموح الشعب الامازيغي في الانعتاق والحرية .
باعتبار ّ الظهير البربري ّ ارضية النشوء والتبلورللحركة العرقية العروبية , فيبقى مرجعية مطلقة في الصراع ضد الاخر البدائي ّالبربري ّ كلما حاول اثبات ذاته .
استطاعت الحركة العرقية العروبية تمرير اختلاقاتها واكاذيبها وخطابها الاحادي عبر وسائلها السلطوية القهرية لفترة من الزمن لكنها عجزت عن مقاومة الحقيقة ( النسبية ) التي حمل لوائها احرار الامازيغ مفكك اسطورة ّ الظهير البربري ّ ورافع مشعل الحرية والتعدد واحترام الاخر وقبول الاختلاف وقيم التسامح , مفاهيم جديدة حقوقية لم تكن متداولة باعتبارها من محرمات القاموس العرقي العروبي .

لمن يريد الاطلاع على تفاصيل اكذوبة ّ الظهير البربري ّ فعليه الاطلاع على مؤلف ذ. محمد مونيب ّ الظهير البربري اكبر اكذوبة في المغرب المعاصر ّ , وكذا كتاب الباحث ع. المطلب الزيزاوي ّ اوهام الظهير البربري السياق والتداعيات ّ



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (1 )
- انتخابات ام بيعة الكولونيالية
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة 2
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة
- زغردي ايتها الام من ارضعتي ابنائك حليب الحرية
- اصلاح ام ثورة
- التسيير الذاتي لامازيغن
- انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي
- اكذوبة الاصل العربي لامازيغن
- نفوسا الصامدة في وجه الة التغريب
- اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري
- القوانين الكولونيالية لا تخدم الا مصالح السلطة الكولونيالية
- حراس الهيكل المقدس
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه
- تحية للمرأة الامازيغية في يومها الاممي
- اقترب يوم الحساب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كوسلا ابشن - المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (2 )