أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اقريش رشيد - الشارع معادلة صعبة أمام العدالة والتنمية...















المزيد.....

الشارع معادلة صعبة أمام العدالة والتنمية...


اقريش رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 17:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشارع معادلة صعبة أمام العدالة والتنمية...

العدالة إذا اتجهت إلى التقشف، فل تعلن على نهايتها كبقية الأحزاب التقليدية.


صحيح، أن العدالة والتنمية فازت في انتخابات 25 من شهر نونبر من سنة 2011. صحيح أيضا، أنها غطت ما يناهز 81 في المائة من الدوائر، صحيح أنها هيئة منظمة هيكليا ومؤسساتيا، وصحيح أيضا أنها تاست على مشروعية حزب " الخطيب " الذي مهد لها الطريق وعبده لكي تلج الحقل السياسي، صحيح أنها انطلقت من حركة اسلامية " التجديد والاصلاح " وحاولت تأسيس حزب سياسي الوحدة والتنمية، لكن تطور الأحداث التي دارت بينها وبين المخزن، آنذاك، لم تكن تسمح لهم بالبروز في المشهد السياسي، لان الاعتبارات التي كان يراها " المحزن" ، لم تسعفه على ذلك. دون أن نغفل، الحراك الاخواني الإسلامي بالعالم العربي، أو ما يسمى ب "المشروعية البديلة" أو الأصولية الجديدة " التي تطالب بالرجوع إلى روح السلف العقدي والمذهبي.
الأنظمة لعربية لم تكن يوما راضيا على هذا التحول أو إحداث تغييرات سياسية داخلها، خاصة وأنها كانت حديثة العهد بالاستقلال وبزوغ الحرية و..و. ورغم المشاكل البنيوية والهيكلية التي كانت تعاني منها الأنظمة السياسية العربية، نتيجة اقتصاد الريع، والفساد الإداري والمالي و...و...، لم تكن التيارات الإسلامية الوحيدة المحظورة بل كان الطبقة المثقفة، هي أيضا مقموعة.
إن ما وصلت إليه الأنظمة إلى اليوم، ليس إلا نتيجة حتمية لفعل سياسي مطبوع بنكهة " تقليد " أو إنزال أو إسقاط مفاهيم ديمقراطية بعيدة عن واقع عربي أو إسلامي أو أمازيغي...كان نتيجتها تكريس إواليات لشرعيات سياسية أي ل " نخب سياسية " محافظة" لتسير الشأن العام...لقد لاحظ الجميع، ان التعددية السياسية أو نموذج الحزب الوحيد، في العلم العربي لم تكن السبل أو الآليات الحقيقية للخروج من أزمة التدبير السياسي. لم تكن أيضا مناهج التدبير وفق منهجية التقليد أو الإسقاط بدائل وحلول لأزمة الأنظمة السياسية.
لقد كانت هناك مؤشرات نظرية مستمدة من الواقع تشير إلى أن الفعل السياسي في الوطن العربي، يسير ويؤول إلى " النقطة الميتة"، نقطة الانحباس الحراري السياسي للأنظمة السياسية العربية والإسلامية..كان منتظرا بالنظر إلى مؤشر التنمية داخل هاته الأنظمة، أن يزداد الوعي السياسي الفردي والجماعي رغم آليات القمع المادي والمعنوي...إلى تحريك " القطب الجامد في المجتمع" ، إلى تحريك العناصر الفقيرة والمهمشة والمثقف والمقصية في التدبير السياسي إلى شارع.
لقد نزل الشارع بدون جدولة زمنية، وبدون قيادات أو زعامات، وبدون برنامج حقيقي، كل ما في الأمر، أن " السكين وصل إلى العظم" ، ولم يعد هناك مجالا لإنتظار التغيير أو الإصلاح، إلا بالخروج في وجه السلطة السياسية...
شارع بدون " برنامج " مقابل برامج عقيمة لمؤسسات بدون " شارع"..هذا تصير الأمور، لتصير ما لم تكن أبدا، إنها الوجودية السياسية التي لا يؤمن بها الفاعل السياسي، والتطور التاريخي الذي لا يشعر به المدبر للشأن العام...
فوز العدالة، كان نتيجة الموت الإكلينيكي للأحزاب التقليدية، كان أيضا، نتيجة ضياع الوقت في الصراعات السياسية الواهية، وحب المصالح الآنية والذاتية، كان نتيجة التذمر الشعبي من تلك الهيئات.
إذا كان نسلم بان الشعب عاقب الأحزاب بالعدالة، فبالمقابل، يضع نظرية المخزن التقليدانية أمام " محك " جديد. أمام تيار متنامي عالميا، أمام حركة إسلامية متعددة المشارب...فالإخوان في مصر لا يشبهون بتاتا العدالة والتنمية التركي، والتركي لا يشبه أطلاقا العدالة والتنمية المغربي.
حزب العدالة والتنمية التركي، علماني سياسيا، ذو مرجعية أخلاقية إسلامية. فهو لا يطلب تطبيق فعلي للشريعة، بل يطلق وفق الشريعة " الحرية الدينية" في مجتمع مؤسس على العلمانية كتوجه سياسي أعطى نتائجه في الاقتصاد والسياسة التركية.
إن التشابه في الأسماء، لا يعني بالبثة، التشابه في إرهاصات التنشئة و المولد، فكل واحد موقعه و موضعه..
العدالة والتنمية المغربي، حزب معتدل في الصورة، في الخفاء، يؤمن أفكار " حركة التجديد والإصلاح". ولكن ممارسته للسياسة تتجه للعلمانية الإسلاموية.
لا يعني فوز العدالة والتنمية إن المغرب فاز فعلا بالمسار الديمقراطي، لقد خبرنا تجربة التناوب السياسي مع حكومة اليوسفي التي عقدت عليها مختلف الشرائح الاجتماعية المغربية، آمالا عريضة بحكم أنها كانت في المعارضة لسنوات، وبحكم شعارات الشعبية الرنانة، وبحكم تصوراتها العقلية لمنطلق الفعل السياسي. ولمن بمجرد ولوج " صرح الحكم" تبين للمحللين، إن " دخول الحمام ما شي بحال خرجو".
العدالة والتنمية، ستجد صعوبة في التحالف، وستعمل جل الفرقاء على تسخين " الطرح "، على أساس تبيان الممانعة القبلية التي تجعل العدالة والتنمية في حيرة، والحزب الذي يمتاز ب " خفة الرجل " غير وراد في أجندة العدالة والتنمية. لأنها ترى مغرب آخر، مغرب يتغير فعلا، من حيث اللاعبين السياسيين، من اشتراكيين وليبراليين ومحافظين، إلى نخبة ملتحية، لها برنامج ستدافع عنه بكل قوة، كما قال أمينهم العام.. ولكن كيف ستتعامل العدالة مع ملفات الفساد الكبرى التي أثارتها الصحافة (...). هل ستأتي غالى الشعب لتقول مقولة اليوسفي، لقد وجدنا إرثا ضخما.
هل ستبدأ من حيث انتهت الحكومة السابقة أم أنها ستبدأ من " التحضير ".
لا اعتقد، أن التحالفات التي تريدها العدالة ستكون مريحة، ولا اعتقد، أن سيطرتها بالأغلبية ستمكنها من التحكم في آليات الفعل السياسي، ذلك أن أمامها معارضة كبيرة، من أحزاب هم بمنطق السياسي " أعداء ".
إذا كانت وعدت بالسعادة للمغاربة، فذلك جاء في غياب تفسير إكرهات المغرب الاقتصادية والاجتماعية جراء ألازمة العالمية، في غياب أي تفسير، للمعادلة العصبة التي تنتظرها مع صندوق المقاصة، والعجز التجاري المرتفع، ومع الدين العمومي المرتفع، والدين الخارجي المرتفع أيضا.
كيف ستعامل مع جيش فيل من المعطلين المعتصمين بالشوارع المغربية، كيف ستعامل مع ملف " أراضي الفلاحة التي تنتهك حرمتها..
كيف ستتعامل مع رخص الصيد البحري في أعالي البحار، هل بمقدورها، الكشف عن أسماء أصحابها؟
هل العدالة والتنمية، قادرة على حل أزمات الطبقة الشيغلة المحرومة من حقوقها الاجتماعية و..أمام ضراوة " الباطرونة".
العدالة إذا اتجهت إلى التقشف، فل تعلن على نهايتها كبقية الأحزاب التقليدية.
2011/11/30



#اقريش_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر في التحالفات السياسية القبلية بالمغرب
- إشكالية المجتمع المدني والشبيبات الحزبية في العقد السياسي
- الإعلام العمومي وحدود علاقته بالعملية الإنتخابية وفق الدستور ...
- - مادوزش بلا بيا - التحالف من أجل النهوض بالإعاقة يطالب بمشر ...
- إضاءات في عتبات المسرحية الفردية -ضجيج الصمت - للكاتب كمال ا ...
- فعاليات شبابية ومدنية تستنكر تأخر إفتتاح دار الشباب بسلا الج ...
- أهمية البراعم والشباب في المشروع الرياضي
- على إسبانيا الإعتراف بالصحراء المغربية جهرا
- صراع السلطة والسلطة الرابعة
- لنغير سلوكنا جميعا دون تمييز من أجل الوطن
- هل تستغل الدبلوماسية المغربية انزعاج الجزائر من توسعات ألقذا ...
- دافعوا الضرائب والإدارة المنتخبة الحلقة المفقودة_سلا تحتضر م ...
- الفرق بيننا وبين العالم الاول
- مدينة - الرازي - تتوسل لأضرحتها لكشف غمتها
- الإعلام والرأي العام جزئية مهمة في المسلسل الديموقراطي
- الإعلام التلفزي المغربي بين رغبة المواطن وإكراهات المرحلة
- متغيرات الفعل السياسي المغربي
- المغرب بين المتغيرات السياسية واستقرار الأمن السياسي
- كيف نساهم في بناء صرح تكنولوجي فعال ؟
- الأنترنت السليم في خدمة القيم الكونية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اقريش رشيد - الشارع معادلة صعبة أمام العدالة والتنمية...