أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان















المزيد.....



الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 17:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل تشعر بالقلق حينما تتواجد في غرفة صفراء أو حمراء ؟ وهل هناك ألوان تجعلك تشعر بالهدوء والاسترخاء ؟
لماذا الألوان تمثل هذه القوة الحيوية في حياتنا ؟ هل يمكن أن يكون لها آثار على أجسادنا وعقولنا ونفوسنا ؟
لماذا الكثير من الأزواج يرغبون بان تكون غرف المنام مفروشاتها من اللون الأبيض أو الوردي أو الأزرق أو الأصفر ؟
هل تتذكر يوم أعجبت بالجنس الآخر ليس لجماله، وإنما لمظهره ولون ملابسه أو شعره أو لون عينيه أو لون بشرته ؟
الناس أشبه بفسيفساء جميلة، حينما يكونوا، أفراداً مختلفين، أفكاراً مختلفة، معتقدات مختلفة، رغبات مختلفة، رؤى مختلفة، أحلام مختلفة، آمال مختلفة. التنوع والاختلاف هي توابل الحياة، التي تعطيها نكهة لم يتذوقها أي إنسان، بالرغم من إنها متاحة للجميع. ولكن، حين يعيش الفرد في مجتمع ثابت لا حراك به أشبه بالميت ذو لون وطعم واحد، ذات الأفكار وذات العواطف، وكأنها بصمة واحدة متكررة، لا إبداع فيه، لان الإبداع يحفزه الاختلاف. فالحياة تكمن في التنوع وليس في الرتابة. الاختلاف ليس حول كيفية ولماذا هذا التنوع الذي نعيش به، أنما هو كيف لنا أن نحتضن كل هذا التنوع والاختلاف من اجل حياة أفضل لنا جميعا.
كل إنسان هو فريد من نوعه في هذا العالم هو بصمة لا يمكن أن تتكرر. فحينما ننظر لهؤلاء الناس المحيطين بنا، فإننا نلاحظ هناك الإنسان الطويل والآخر قصير، والشخص السمين ويقابله الضعيف، والهادئ ويقابله الشخص الصاخب، الشخص المريض والذي يتمتع بالصحة الجيدة، الأبيض والذي له بشرة سمراء، الأنثى والذكر، وهكذا دواليك. ولكن العلماء اتفقوا على بعض المصطلحات والتي من خلالها يمكن لنا من وصف الناس وتميزهم في ضوءها. وفي موضوعنا السابق أشرنا إلى أنه تم وصف الناس في بادئ الأمر وفق العناصر الموجودة في الطبيعة وهي: الماء والهواء والنار والتراب. ثم جاء أبقراط ووضع أوصافا للناس في ضوء أمزجة الجسم أو سوائله والتي هي أربعة أيضا. ولجعل الأمر أكثر سهولة توصل بعض العلماء إلى استخدام العديد من الصفات لوصف الشخصيات الإنسانية مثل: الأشكال الهندسية، والحيوانات، والألوان، إلى جانب الصفات العقلية(عقلاني، منطقي) والنفسية(منبسط أو منطوي)، وحتى وفق الأشخاص كما جاء في العهد القديم.
ولكن من أين يأتي المزاج ؟ في ضوء معرفتنا بأننا ولدنا ونحن نحمل مزاجنا الخاص، فنحن لم نختره، وإنما هو كان هناك. ولكن ألم يكن للبيئة تأثير علينا ؟ نعم، البيئة لها دورها الفاعل في تنمية هذا المزاج وتطويره وكشفه واستخدامه لتتميز والتفريق به شخصياتنا. فالطفل المستقل والفضولي يمكن أن يصبح شخص منطوي ومنعزل وخائف لو تربى في عائلة صارمة جداً. لذا نحن أشخاص فريدين ومختلفين بعدد لا نهائي من المتغيرات والسمات أو الخصائص أو الصفات.
أن كل شخص يمتلك تلك المزاجات الأربعة أو التي هي أكثر من ذلك باعتقادي الشخصي وليس العلمي. ولكن الاختلافات الموجودة بين الأفراد، هي، أن بعض الأفراد يستخدم مزاج واحد بعينة في حين هناك أشخاص قادرين على استخدام أي من الأمزجة الأربعة، بالرغم من انه يتميز بنوع واحد ولكن لدية أنواع أخرى من الأمزجة متاحة له، يستخدمها عندما يكون بحاجة لها. هذا الشخص الذي لديه أربعة اتجاهات يستطيع التحرك بها وفي آن واحد. وبالرغم من أن هناك مزاج واحد هو المهيمن والذي يظهر تلقائيا على سلوكه وتصرفاته، ولكن المزاجات أخرى متاحة له عند الحاجة، فالتحول من مزاج إلى آخر يعطي لشخصية الفرد المرونة في التصرف أكثر من تلك الشخصية الثابتة على نمط واحد من السلوك.
إن العالم الشخصي لكل منا يشبه حفلة تنكرية كبيرة حيث كل الناس يرتدون أقنعة يخفون بها شخصياتهم الحقيقية. إغراءاتهم تبدو جذابة وهم شخصيات جذابة من الخارج. وغالبا ما نقع في علاقة مع هؤلاء الناس الذين يبدون رائعين أول وهلة. ولكن حينما تزاح تلك الأقنعة عن وجوههم نراهم على حقيقتهم، نكتشف أنها تتنافى تماما مع ما كنا نعتقد ونتصور. ولكن الوقت قد فات ونحن قد وقعنا في حبهم أو في علاقة ما معهم. والآن علينا مواجهة خياراتنا، وتحمل الحزن وخيبة الأمل، ورغم ذلك نحن ندرك ولكن بعد فوات الأوان بأننا كلنا مخطئون والسبب أقنعتنا وشخصياتنا المزيفة.
المزاج بشكل رئيسي يتعلق بالسلوك والحافز الكامن وراء السلوك. لذا فجميع النظريات تهتم بالديناميكية العقلية والنفسية الداخلية للفرد، وتنظر إلى أساليب التفاعل والطرق التي تؤدي بنا إلى أن يتعلق احدنا بالآخر اجتماعيا. من خلال ذلك نسعى لفهم الآخرين والعلاقات التي تسود بيننا. والدراسات في أنواع الشخصية والطبيعة البشرية ذات نزعة كونية عالمية، حيث أنها لم تقتصر على شعب أو قوم بعينه. فالصينيون واليونانيون والفراعنة وسكان وادي الرافدين القدماء، على سبيل المثال، تحروا الاختلافات والتشابهات في الشخصيات. فهناك تشابهات مميزة في وجهات نظرهم في تصنيف السلوك البشري.
وواحدة من أصعب التحديات التي تواجه أي واحد منا في أثناء تعاملاتنا في الحياة هو معرفة كيف يرانا الآخرون. واندفاعنا لمواجهة كل ما يحدث في العالم الخارجي ليس فقط من خلال أفكارنا وعواطفنا، ولكن أيضا من خلال المواقف التي نجد أنفسنا فيها، وقلقنا وحيرتنا من الكيفية التي يمكن أن ينظر بها الناس إلينا، ويدركون ويفسرون شخصياتنا في سياق تلك الحالات. نحن في كل لحظة من كل يوم، نتعامل مع أفراد من أسرتنا أصدقائنا أو المقربين منا ونتأثر بهم، وحتى مع الأشخاص الغرباء عنا. فمن خلال تقييمنا للسمات التفضيلية لكل شخص من هؤلاء أو تقييماتهم لنا تكمن صيغ العلاقة والتعاون فيما بيننا.
هؤلاء القريبين منك تعتقد أنت بان لديهم خصائص أو سمات يتميزون بها، مثلما أنت لك خصائص وسمات تتميز بها أيضاً، وهم يدركونها ومعتقدون بها ويصفونك في ضوءها. أنظر إلى الملابس التي ترتديها أو التي يرتديها الآخرون. أنظر إلى الطريقة التي تختارها لتزيين منزلك أو مكتبك. انظر إلى لون سيارتك، شعرك، القلم الذي تختاره في الكتابة، لون حذاءك. هناك واحد أو أكثر من الألوان التي تختارها باستمرار. ألا تظن بان اختيارك لهذه الألوان لم يأتي صدفة، وإنما يمكن لهذه الألوان أن تعكس جزء من شخصيتك، أو أن الآخرين يميزونك ويصنفوك وفقا لها. هل تحيط نفسك بالألوان التي تحبها أم التي تكرهها، إذن لماذا تحب هذه الألوان وتكره تلك، ألم تسال نفسك يوما عن ذلك ؟ أن الكثير من جوانب شخصيتنا يتحدد وفق اللون الذي نختاره في ملابسنا وداخل بيوتنا وفي مجال عملنا إلى جانب الحاجيات الأخرى التي نستخدمها في حياتنا اليومية، وحتى لون الطعام الذي نتناوله كل يوم. فاللون السائد يثري عواطفنا، وعلاقاتنا، وحياتنا كلها. فالألوان من عطايا البيئة التي من خلالها ننمي شخصياتنا. على الرغم من أنها جميلة وساحرة للنظر، فهي ليست فقط وسيلة للمتعة بل لخلق أمزجة الناس. والمزاج الخاص لكل شخصياتنا، يتأثر بشدة بهذه الألوان.
أن للألوان تأثير واضح وكبير على المزاج الشخصي، وأن ردة فعل الشخص على اللون قد تكون شخصية تماما. وذلك بسبب أن لكل شخص منا ذكريات ذاتية فريدة قد ترتبط بألوان معينة دون غيرها. فالتاريخ الشخصي للفرد إلى جانب الأدوار التاريخية الاجتماعية الحضارية يسهمان في خلق تلك الترابطات ذات الطبيعة العقلية في اغلب الأحيان، وبذلك يتحدد ما نهوى وما ننفر منه. وعلى الرغم من ذلك، فان كثيراً ما يستخدم اللون للتعبير عن المزاج الخاص، وذلك حين يوضع ذلك اللون في فضاء معين حي، فاللون تقنية فعالة نلاحظ بأننا نستعملها في التصميم الداخلي للمنازل والمكاتب وحتى في الحدائق الخاصة أو العامة، ولكن في الحقيقة نحن نسعى لإضافة نوع من البهجة والاتساق على دواخلنا(أي ذواتنا) قبل الخارج الذي نعيش فيه. وكل ذلك يتفاوت حسب الثقافة المجتمعية والشخصية.
اللون يلعب دورا هاما وحيويا في العالم الذي نعيش فيه. اللون يمكنه التأثير في طريقة التفكير، وإجراءات التغيير والتطوير الشخصي، وردودنا على الأفعال والمسببات. ألم تلحظ تغيير لون السماء عند الفجر أو عند الغروب. أليس لها تأثيراً خفياً على حالاتنا المزاجية اليومية. هل يمكن للألوان أن تثير غضبك، أو تهدئ أعصابك، ترفع ضغط دمك، أو تقمع شهيتك. عند استخدامنا للألوان وفق الطرق الصحيح، يمكن أن يحافظ اللون على استهلاك الطاقة. في حين عند استخدامها وفق طرق خاطئة، يمكن أن يسهم اللون في التلوث العالمي للبيئة الخارجية التي نعيش بها أو البيئة الداخلية للإنسان فيؤدي إلى تشويه الأذواق والمزاجات.
علم النفس يسعى للعمل على نمو شخصيات الأفراد وتعزيز العلاقات المتناغمة بينهم. وعلم نفس الألوان يدرس الآثار العاطفية والنفسية والحالة الذهنية والبدنية للون على الإنسان إلى جانب تأثر جميع الجوانب الحياة بذلك. هل لاحظت في أن بعض الأماكن تتسبب بإثارة الإزعاج والقلق لديك، في حين هناك أماكن تحدث لديك المزيد من الهدوء والاسترخاء. فقد أظهرت الدراسات أن بعض الناس حينما ينظرون إلى اللون الأحمر يؤدي ذلك إلى زيادة معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى زيادة مادة الأدرينالين التي يجري ضخها في الدم. وهناك أيضا الآثار النفسية فقد لوحظت أن هذه التأثيرات يمكن ملاحظتها في فئتين من الألوان الدافئة والباردة. فالألوان الدافئة مثل:(الأحمر، الوردي، الأصفر، الذهبي، البرتقالي، الأسود، الأسمر). وهي تمثل حرارة الشمس والنار، يمكن أن تثير تشكيلة من العواطف تتراوح بين الراحة والدفء إلى العدوان والغضب، وتخلق بيئة تحفيزية وتشحذ شهية الناس، لذا يستخدم الأصفر أو البرتقالي كثيراً في المطاعم، لكونها عالية الإثارة. والألوان الباردة، مثل: (الأخضر والأزرق والأرجواني)، وهي تعبر عن برودة البحر وأوراق الشجر والسماء. ولذا فإنها تثير مشاعر في أغلب الأحيان تتمثل بالهدوء بالإضافة إلى الحزن، فهي تحفز على صفاء الذهن وبذلك تؤدي إلى تشجيع الإبداع، وهذا ما يحدثه اللون الأرجواني. أما اللون الأخضر والأزرق فأنهما يوفران بيئة هادئة مريحة، لذا فالألوان الباردة منخفضة الإثارة.
كما أن اللون ذو معنى ثابت نسبيا بالنسبة للأشخاص المبصرين، وهو أداة نفسية قوية في ذات الوقت. فمن خلال علم نفس الألوان يمكننا إرسال رسالة ايجابية أو سلبية. فالألوان تستخدم في العديد من جوانب الحياة الشخصية والعامة. إذ يكثر في الحياة العامة استخدام اللون في التجارة وتسويق البضائع، إلى جانب استخدامه في تهدئة الجماهير، وتصميم الإعلانات والكتب والأزياء، وتصميم مواقع الالكترونية، إلى جانب استخدام اللون في تزين البيوت وفي التصوير والتعليم وفي الجنس والعلاج النفسي، ولا ننسى استخدامه في إشارات المرور الإرشادية منها أو التحذيرية. وهناك العديد من الاستخدامات الضرورية للألوان في حياة الإنسان. فكثيراً ما يرتبط تدرج الألوان من الغامق إلى الفاتح بالعديد من المعاني المختلفة وذلك نتيجة لاختلاف الثقافات ووجهات نظر الأفراد حول معاني تلك الألوان. فبعضها يرتبط بمشاعر الحزن وأخرى بالأفراح وثالثة بمشاعر الرحمة والعطف ورابعة بالإثارة الجنسية، وأخرى بالثورة أو البيئة. وهكذا يمكننا أن نعطي لكل لون صفة أو نطلقه على صفة معينة.
الألوان مثل الحياة والموت موجود في كل مكان وزمان، فهو جزء من طبيعتنا المادية المحيطة بنا، إلى جانب ذلك فان طاقتنا النفسية والعقلية والإحيائية تتأثر بهذه الألوان، بجانبيها السلبي والايجابي. فمن المعلوم أن شخصياتنا وثقافتنا تتأثر بطبيعة الألوان لكونها جزء من تكويننا الفسلجي، فكر لو كنا نرى الأشياء فقط بالأبيض والأسود ماذا كانت طبيعة حياتنا، وكيف تسير أنساقها اليومية.
مشاعرك اتجاه اللون يمكن أن تكون شخصية وعميقة ومتأصلة في كثير من الأحيان في التجربة الخاصة بك أو الثقافة التي تنتمي إليها. على سبيل المثال، حين يستخدم اللون الأبيض لدى العديد من الناس كرمز للنقاء والبراءة والطاهرة، فقد ينظر إليه على انه رمز للحداد لدى البعض الآخر. أن للاختلافات الثقافية الأثر الكبير في إدراكنا الحسي والرمزي للألوان.
أن فهمنا الحديث للضوء واللون بدأت مع اسحق نيوتن (1642-1726) فهو أول من فهم قوس قزح وبأنه انكسار للضوء الأبيض على المنشور، وحلله إلى ألوان أو عناصر، وهي: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي. وذلك من خلال سلسلة من التجارب التي كان قد نشرها في عام 1672. في ذلك الوقت، كان الناس يعتقدون بأن اللون هو مزيج من الضوء والظلام.
بعد ذلك صاغ (غوتهGoethe) موضوع اللون على نحو جديد كليا، نيوتن كان ينظر إلى اللون كمشكلة طبيعية، يتضمن ضوءاً يضرب الأجسام فيدخل عقولنا. في حين أدرك (غوته) أن اللون أحاسيس تصل إلى دماغنا ويتشكل أيضا وفق فهمنا، وميكانيكا الرؤية الإنسانية، وبالمناسبة فان أدمغتنا تعالج ذلك معلوماتياً. لذا طبقاً لـ(غوته) أن رؤيا الجسم تعتمد على الجسم والإضاءة وفهمنا. (غوته) يريد اشتقاق قوانين الانسجام اللون، وطرق لتمييز الألوان فسلجياً(هكذا الألوان تؤثر علينا) والظواهر البصرية الشخصية عموماً. وقدر (غوته) أن الإحساس بالألوان لا ينشأ جسديا من تصرفات الضوء على عيوننا ولكن إدراكيا من تصرفات نظامنا البصري.
مثلما نتأثر عندما نأكل في صفات الذوق الأربعة(الحلو، والحامض، والمر، والمالح) والتي نشعر بها، كذلك عندما ننظر إلى مشهد للوحة فنية. فان الأعصاب البصرية لدينا تسجل سمات الألوان مع كمية كل لون ودرجة سطوعها، علما بان هذه الألوان أضداد مع بعضها مثل: البارد والحار.
وفي القرن التاسع عشر استطاع الفسيولوجي(ايوالد هيرينغ Ewald Hering ) أن يجعل توزيع الألوان وفق رسوم بيانية ومخططات تبين كيف أن كل الألوان تنشأ من مزيج يتكون من الأخضر، أو الأحمر أو الأزرق أو الأصفر أو درجة السطوع. ففي مخطط له، وضع الألوان الأخضر والأحمر متقابلات عموديا، والأزرق والأصفر متقابلات أفقياً. من كل ذلك يمكننا أن نفهم الكثير عن خصائص اللون من خلال النظر في كيفية تفاعل الألوان الأخضر والأحمر والأزرق والأصفر والتي تعتبر أساسية. ومن خلال ذلك يمكن توزيع باقي الألوان في المسافات أو الفراغات بين تلك الألوان الرئيسية وبذلك نصنع ما يسمى بعجلة الألوان. ويمكن أن تقسم الألوان حسب عجلة الألوان هذه، إلى:
الألوان الأساسية: الألوان الأساسية في جوهرها، تلك الألوان التي لا يمكن إنشاؤها من خلط الأخرى. مثل: الأحمر، الأصفر، الأخضر، الأزرق.
الألوان الثانوية: تلك الألوان التي نحققها من خلال مزج اثنين من الألوان الأساسية.
الألوان الثلثية: تلك الألوان التي نحققها من خليط من الأشكال الأولية والثانوية.
ألوان التكميلية: تلك الألوان التي تقع مقابلة بعضها البعض على عجلة الألوان.
ألوان مماثلة: هي الألوان التي تقع قريبة من بعضها البعض على عجلة الألوان.
لذا فقد فهم الفنانون كيف يمكن أن تؤثر الألوان وبشكل كبير على الأمزجة والمشاعر والعواطف للأفراد، فتفننوا في استخداماتهم للألوان من أجل أصباغ نوع من متعة النظر على الناظر، إلى جانب استخدامها كرموز للتعبير عن مكنونات اللوحة الفنية، وما تحمله من معاني وما تعبر عنه من أحداث.
• ولكن ما يحدث في العين حينما ننظر إلى الألوان ؟
غالبا ما تقارن العين بالكاميرا. ولكن قد يكون أكثر ملائمة مقارنتها بكاميرا التلفزيون ذات التركيز الذاتي، وعدسة التنظيف الذاتي التي تقوم بمعالجة الصور بواسطة جهاز الكمبيوتر مع الملايين من وحدات المعالجة المركزية. عندما ترى أعيننا، يتركز الضوء من العالم الخارجي من خلال العدسة على شبكية العين. هناك، يتم امتصاصه بواسطة أصباغ في الخلايا الحساسة للضوء، تدعى القضبان والمخاريط، العديد من الحيوانات لها نوعين مختلفين من المخاريط، (البعض، مثل الطيور لديها خمسة أو أكثر). القرود العليا، بما في ذلك البشر، لها ثلاثة أنواع مختلفة. هناك حوالي 6 ملايين من المخاريط في شبكية العين لدينا، وأنها حساسة لطائفة واسعة من السطوع. ثلاثة أنواع مختلفة من المخاريط حساسة للموجات القصيرة والمتوسطة والطويلة، بالإضافة إلى ذلك، لدينا حوالي 125 مليون قضيب على الشبكية، والتي تستخدم فقط في الضوء الخافت، وأحادية اللون(أبيض وأسود). ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن أول من افترض وجود مثل هذه المستقبلات جورج بالمر(George Palmer)في عام 1777، لكنها لم تشتهر إلا بعد بضعة عقود أي في وقت لاحق من قبل توماس يونغ(Thomas Young)، ولكن لم تكتشف فعليا حتى أواخر القرن التاسع عشر.
القضبان والمخاريط الخط الخلفي من شبكية العين، أمامها ثلاثة أنواع من الخلايا العصبية: خلايا القطبين(bipolar cells)والخلايا الأفقية(horizontal cells) وخلايا عديمة الاستطالات(amacrine cells). وهناك خلايا العقدة(Ganglion Cells) الشبكية. كلها تعمل متفاعلة في عملية رؤية الألوان. أنها تجمع المعلومات ذات الصلة من بيئتك وتحيلها إلى القشرة البصرية الأولية الخاصة حيث يتم تجهيزها لتكون مفهومة. وفي النهاية يتم إرسال إشارة إلى المخ. وهناك ثلاث إشارات موافقة لخصائص الألوان، وهي: كمية اللون الأخضر أو الأحمر، وكمية من اللون الأزرق أو الأصفر، والسطوع.
أما عمى الألوان(color blindness) فهو مصطلح خاطئ حيث أن نسبة قليلة جدا لا يمكنها أن تميز الألوان أطلاقاً. في حين أن معظم الذين لديهم عمى ألوان، لديهم بالفعل رؤية الألوان، ولكن، بشكل غير طبيعي مثل الخلط بين الأحمر والأخضر من إشارات المرور. تصل نسبة هؤلاء إلى 8 ٪ من الذكور في بعض المجتمعات، وهم لديهم خلل في جينات القدرة على التمييز بين الأحمر والأخضر. واقل من هذه النسبة هناك بعض الأفراد لديهم إصابات فيما يسمى بـ(الرؤيا الزرقاء) ولكنها نادرة جداً.
• ما هي تأثيرات الألوان على الإنسان ؟
اللون موجود في كل مكان ضمن وجودنا الفيزيقي، وهو أحد العناصر الأكثر أهمية في حياتنا الإنسانية، وله تأثيراً كبيراً على مزاج الفرد وذهنه. وقد وجدت الأبحاث أن الألوان المختلفة يمكن أن تثير ردود فعل مختلفة جدا في الناس. واللون يشكل جانبا هاما من الجهود التي نبذلها لخلق المساحات الشخصية التي تروق لنا. حتى الآن، لا يعرف إلا القليل عن السبب الذي يجعل الناس يحبون أو يكرهون الألوان، ولماذا يفعلون ذلك. أن تفضيل الناس للألوان يعكس معلومات مفيدة حول شخصياتهم وأنماط تلك الشخصيات، والسلوكيات التي يمارسونها مما يساعدنا على توقع سلوكهم المستقبلي. وقد أجريت بحوث قليلة نسبيا للتحقيق في الروابط بين العديد من المتغيرات وتفضيل الأفراد للألوان.
وقد تبين أن الألوان تؤثر على لون مزاجنا، مما يؤثر في طريقة تعاملنا مع بيئتنا. وأن التعبير عن التفضيلات الشخصية للألوان هو انعكاس لمحركات اللاوعي داخل الأفراد. وقد أظهرت مجموعة متزايدة من البحوث في علم النفس البيئي أن لون غرفة أو ومكان العمل يمكن أن يكون له آثار عميقة على مزاج الأفراد وعلى أداءهم لمجموعة متنوعة من المهام. وحسب وجهات النظر المعاصرة على سبيل المثال، هناك دراسة قام بها ستون (2001) أظهرت أن المزاج الايجابي يكون أعلى عند الأفراد الذين يعملون في مكان ذو لون أزرق مقارنة بالأفراد الذين يعملون في مكان ذو اللون الأحمر. كما يتأثر أداء الأفراد في مهارتي القراءة والفهم باللون، فقد ظهر بان البيئة الحمراء تؤدي إلى خفض أداء الأفراد في مهارتي القراءة والفهم. هذه الدراسة تقدم دليلا مباشرا، على أن للألوان تأثير ما على الأداء الإدراكي للإنسان. مما يوحي بأنه يمكن أن نكون مدفوعين إدراكيا وذلك عن طريق الإثارة الفسيولوجية التي ينتجها اللون. وقد أشارت دراسة ستون عام (2003) في نتائجها إلى أن مستويات اللون الأحمر زاد من الإثارة لدى مجموعة من الأفراد. علما بأنه عندما تقترن الإثارة مع مهمة، فأنها تسبب العجز في الأداء الإدراكي.
أما (1967-1970- Eysenck) فانه يفترض أن الأفراد الانطوائيين لديهم نسبة عالية من الإثارة الداخلية (أي أنهم مشغولون مع أفكارهم ومشاعرهم أكثر من الأفراد المنبسطينExtraverts))، ويفضلون بالتالي البيئات الاجتماعية التي تسمح لهم بخفض تلك الإثارة أو المحافظة على مستواها الأمثل. وبالتالي، عندما يجتمع الانطوائيين مع أشخاص آخرين فأن مستوى الإثارة يرتفع إلى درجة أنهم يشعرون بعدم الارتياح. وهذا يشير إلى ارتباط الألوان بالإثارة. ولهذا يقترح أن تكون تفضيلات الألوان مرتبطة بالسمات. فالهدوء على وجه التحديد، لدى الأفراد من ذوي الاستثارة الداخلية المرتفعة (أي، الانطوائيين) قد يؤدي إلى تفضيل الألوان مثل الأزرق للحد من مستوى الإثارة لديهم، في حين أن المرح الذي يتميز به الأفراد من ذوي الاستثارة الداخلية المنخفضة (أي، المنبسطين) فأنهم قد يفضلون اللون الأحمر من اجل زيادة مستوى الإثارة الداخلية. في حين أشار(1971-Luscher) إلى أن تفضيلات الألوان هي انعكاس لمحركات اللاوعي الداخلي الأفراد. وقد أظهرت الاختبارات إلى أن طلاء جدران السجون بألوان البني الفاتح المحايد والسلبي يخفض مستوى العدوان. تماما كما اللون الأخضر على جدران المستشفيات يعزز طاقة الشفاء الطبيعية لدى المرضى. والأمر لم يقف عند رؤية الألوان ولكن من خلال عملية تخيل أو تأمل الألوان فأنها تسهم في رفع طاقة الشفاء أو خلق حالة من التوازن في طاقة الفرد الذاتية.
• هل يمكن أن تؤثر الألوان على مشاعر الناس ؟
نحن نعيش في عالم من الانطباعات الأولى. فكثيرا ما يتخذ الناس الأحكام المفاجئة عن غيرهم من الناس على أساس وضعهم أو شكلهم الخارجي، من خلال الابتسامة أو نوع الملابس الخاصة بهم، وحتى لون أعينهم. ففي دراسة أجريت عام1998 وجدت أن هناك علاقة بين الموانع/والحذر الاجتماعي ولون العين.
فكثيراً ما يكون نوع ملابسنا وألوانها تحكي الكثير عن شخصيتنا وفرديتنا، إلى جانب تصفيفات شعرنا ولونه. من المثير بالأمر اغلبنا لا يعرف الفلسفة الكامنة وراء ذلك. الألوان ليست فقط جمالها ينعكس على العين ولكن الأمر أعمق من ذلك بكثير أنها تتغلغل في مكنوناتنا الداخلية وتلون بشكل غير واعي كل مشاعرنا وأفكارنا وعواطفنا وسلوكياتنا أنها تجعل من حياتنا بستان زاهر بالألوان أو صحراء قاحلة لا شجر فيها ولا أزهار. الأولى حياة متنوعة ثرية بالمتغيرات مثيرة للمتعة والإبداع، في حين الثانية مملة رتيبة فقيرة للمثيرات غير محفزة على الإبداع والخلق.
وعلماء النفس يتفقون على أن الألوان المختلفة قد يكون لها تأثير مختلف على الناس مختلفين، اعتمادا على ذاكرتهم المرتبطة بالماضي. يمكن للبستان من الورود الحمراء تجعلك تشعر بالمرح. ومع ذلك، ويمكن أن يكون لأثار الدم الحمراء وضع مختلف تماما عليك. ومع ذلك، فأن للألوان معنى عالمي. فاللون يوفر طريقة فورية لنقل المعنى والرسالة التي يتضمنها التصميم أو الشكل أو اللوحة الفنية إلى الشخص الرائي أو المستقبل. فاللون الأحمر يستجمع العواطف المتضاربة من الدم والحرب إلى الحب والعاطفة. والوردي هو لون المؤنث الذي يستحضر مشاعر البراءة والرقة. أنها نسخة أخف من الحمراء التي يمكنها إثارة رؤى لدى الفتيات، وهو معبر عن مشاعر الحب. والأصفر، يشبه إلى حد كبير الحمراء، يمكن أن يحمل رسائل متضاربة. يمكن أن يمثل السعادة أو أشعة الشمس والحذر والجبن والبهجة والفضول. الأصفر هو مشرق واضح للغاية وهذا هو السبب في كثير من الأحيان يمكن أن يكون يستخدم للتعبير على الحذر ومن خلال علامات العديدة الموجودة على الطرق والشوارع. وغالبا ما يستخدم الأصفر في تصميم الإعلانات لجذب الاهتمام، وخلق السعادة والدفء. والأخضر يمثل الحياة والتجديد. الوضوح، والبيئة، والانسجام والصحة والشفاء وقلة الخبرة والمال، والطبيعة، والهدوء. وهو لون مريح ومهدئ ولكن يمكن أن يمثل أيضا الغيرة وعدم الخبرة. يمكنك أن تجد هذا اللون كثيرا ما يستخدم في الشركات التي ترغب في تصوير نفسها على أنها صديقة للبيئة. والأزرق هو يمثل السلطة، والهدوء، والثقة، والكرامة، والولاء، والنجاح، والأمن والموثوقيه. فهو يمكن أن يحرك صور من النجاح والسلطة والأمن.
وبذلك يعتبر اللون وسيلة لفهم السلوك الخاص والسمات الشخصية الخاصة بنا وكذلك حالتنا البدنية والعقلية والعاطفية والروحية. انه يعكس الطريقة التي نعمل بها في هذا العالم، والكشف عن نقاط القوة والضعف لدينا، والاحتياجات والتحديات الأعمق الخاص بنا. أن لون شخصيتك لا يجب أن يكون واحداً ترتديه طوال الوقت، بل هو العادة المفضلة لديك، واللون الذي يثيرك أكثر ويجعلك تشعر بأنك على قيد الحياة وسعيد عند رؤيته.
فالألوان التي نكرهها تعكس في أحيانا كثيرة نقاط ضعفنا التي هي أكثر اتصالا بمجالات غير مرئية وغير مدركة من حياتنا نريد نسيانها وعدم إلائها أي اهتمام، لارتباطها بذكريات سيئة مررنا بها في حياتنا السابقة وخاصة طفولتنا، وهناك جروح ما نريد لها أن تلتئم. معظمنا، أو الكثير منا كان له موقف إعجاب بواحد من الألوان منذ طفولته. وهذا اللون البعض قد غيره أكثر من مرة خلال حياته، في حين أن آخرين استمروا ليكون اللون الأوحد في حياتهم كلها. والبعض يفضل لون معين لفترة من الوقت، اعتمادا على احتياجاتهم في ذلك الوقت، ولكن يعود إلى الألوان الأصلية المفضلة لديهم عندما يتم تلبية هذه الاحتياجات المحددة. ويمكننا وبسهولة معرفة لغة الألوان من خلال فهم بعض المفاهيم البسيطة عنها. في رحلتنا ملهمة لاكتشاف الذات من خلال فهم سيكولوجية اللون. ومعرفة كيف يؤثر لون على عقلنا الواعي واللاوعي ويؤدي إلى تغيير حياتنا. يمكن أن تلهمنا هذه الاكتشاف المزيد من المعرفة عن أنفسنا، واحتضان ما نحن عليه حقا، والعمل على تطويره، وعدم الخجل منه أمام الآخرين. فهو مكوننا الخاص، ذواتنا، شخصياتنا التي نريد من الآخرين الإعجاب بها وتقديرها واحترامهما. فكيف يكون ذلك ونحن نخجل ونستحي من معرفتها واكتشافها، ونسعى جاهدين لإخفائها عن اقرب الناس لنا وخاصة من يشاركنا مصيرنا وحياتنا، وبالمعنى الأشمل وجودنا.
مارست العديد من الثقافات القديمة، بما في ذلك المصريون والصينيون والسكان بلاد الرافدين، المعالجة بالأضواء الملونة، أو استخدام الألوان للشفاء. ولا تزال تستخدم اليوم في المعالجات البديلة. ويشير بعض العلماء إلى أن هناك تضخيم بدور الآثار المفترضة للألوان في عملية العلاج. فالألوان لها معاني مختلفة ضمن الثقافات المختلفة. فاللون الأحمر كان يستخدم لتنشيط الجسم والعقل وزيادة الدورة الدموية. أما الأصفر فكان يعتقد بأنه يحفز الأعصاب وينقي الجسم. والبرتقالي كان يستخدم لعلاج الرئتين، وزيادة مستويات الطاقة. والأزرق كان يستخدم لتهدئة المرضى وعلاج الألم. وقد أثبتت البحوث في كثير من الحالات أن آثار تغيير المزاج العام من اللون قد يكون مؤقتا فقط. ويجوز للغرفة زرقاء أن تسبب في البداية بمشاعر الهدوء، ولكن التأثير يتبدد بعد فترة قصيرة من الزمن.
فهمك لشخصيتك، يبدأ منك، هل تعرف من أنت حقا ؟ أو لماذا كنت تفكر وتتصرف بالطريقة التي تفعل بها يومياً ؟ وكيف تُعجب وتنجذب للآخرين ؟ أو تنفر وتشمئز من بعض الأشياء دون غيرها ؟
أن محاولة فهمنا لشخصياتنا أو شخصيات الآخرين يبدأ معنا، من محاولة فهمنا ومعرفتنا من نحن حقاً ؟ ولماذا نتصرف أو نفكر بالطريقة التي نفعل بها وليس غيرها ؟
تخيل الفرص التي من شأنها أن تنفتح لك إذا كنت تفهم نفسك والآخرين بشكل أفضل. تخيل كيف يمكنك التعامل وبنجاح مع الصراعات التي يمكن أن تتعرض لها، كيف سيكون عليك من السهل التواصل وبشكل ايجابي ومجزي ومنتج وبشكل متبادل أثناء تعاملك في الحياة العملية. أن تفهم نفسك خطوة مهمة تؤدي إلى حياة ناجحة وسعيدة. فهي ضرورة لتطوير وعينا نحو الآخرين كما تجعلنا حساسين إلى كل الاختلافات والتشابهات التي بيننا. الناس المختلفين يصبحون مترابطين عاطفيا من خلال اكتشافهم لتلك السلوكيات. كل ذلك يؤدي وبشكل حاسم إلى فهمنا كيف نتواصل عمليا مع بعضنا البعض.
ما هو علم النفس اللون؟ إنه العلم الذي يشرح ويفسر الكيفية التي تؤثر بها الألوان على عواطفنا، حالاتنا المزاجية، صحتنا، رفاهيتنا، طاقتنا، عقولنا، وعينا الذاتي، وعلى اللاوعي الخاص بنا. ربما كنتُ أعاني من عمى الألوان ولا أعتقد أن هذه المعلومات يمكن أن تنطبق علي ؟ أو كنت اعتقد انه هناك الكثير من الهراء في هذا الكلام!!!
الجواب بسيط هو أن اللون عبارة عن اهتزازات من الطاقة الضوئية تؤثر علينا جميعا سواء أمكننا أن نرى ذلك أم لا، وسواء أمكننا أن نشعر به أو لا، أن نرضى بذلك أم لا. بعض ضعاف البصر يمكنهم فهم هذا، ويستطيعوا الشعور بالكثير من الألوان وبشكل دقيق جدا. بالطبع نحن نرى كل لون مختلف عن الآخر، مع درجات مختلفة من الشدة. إلى جانب ذلك، فهي لا زالت تؤثر على كل منا وفقاً لمستويات اللاوعي الراقدة فيه.
كما أن الألوان كثيرا ما ترتبط بمعتقدات الشخص الدينية والسياسية، فبعض الأديان تفضل اللون الأبيض في مناسبات في حين أن اللون الأسود هو المفضل عند أخرى أو اللون الأخضر، وكذلك في السياسة فان للون حكايات ممتعة تتعلق بالفكر والعقيدة السياسية أو ترمز للوطن من خلال الألوان العلم الوطني للبلد. فاللون يستحضر المعاني والمشاعر والمزاج، ويتمتع بقدرة هائلة في التأثير على السلوك.
والألوان تقلل كذلك من احتمالات الصراع داخل النفس، وتحسن علاقتك مع شريك حياتك، وتعزيز ثقتك بنفسك وصورتك الذاتية، زيادة الثروة الشخصية والنجاح، تحسين مهارات الأبوة والأمومة لديك، تساعدك على اختيار مهنة تكمل قوتك الذاتية، زيادة بناء علاقات مع المحيطين بك، تحسين مهارات الاتصال، المساعدة في إدارة الأموال على نحو أكثر فعالية، الحد من التوتر، تعزيز صحة جيدة، هذا على المستوى الشخص. أما على مستوى الإدارة والعمل، فأنها: عقد اجتماعات أكثر فعالية، تحسين المهارات الإدارية، حل النزاعات بسرعة أكبر، تحسين العلاقات بين المعلم والطالب، الحد من الغياب، زيادة الإنتاجية، إنشاء فرق أكثر فعالية وتماسكا، تحسين خدمة العملاء، انخفاض معدل إنتاجية الموظفين والعاملين. كل ذلك حينما نعرف كيف تؤثر علينا الألوان، وما هي تلك الألوان وما سبب إعجابنا ببعضها دون الآخر.
• هل هناك فرق بين الجنسين في الاستجابة للألوان ؟
على الرغم من النتائج في هذا الجانب تبدو غامضة، فقد بينت الدراسات أن هناك العديد من الاختلافات بين الجنسين في تفضيل الألوان. فاللون الأصفر أعلى قيمة عاطفية للرجال أكثر من النساء. في حين يفضل الرجال اللون الأزرق على الأحمر والنساء الحمراء على اللون الأزرق. كما وجدوا الرجل يفضل اللون البرتقالي إلى الأصفر، في حين أن المرأة وضعت البرتقالي في أسفل قائمة خياراتها. ووجدوا أيضا 56 ٪ من الرجال و 76 ٪ من النساء تفضل الألوان الباردة، و 51 ٪ من الرجال و45 ٪ النساء اختاروا الألوان الزاهية. كما افترض أيضا أن الرجال لا يمكن أن تحقق نفس الدرجة من الاسترخاء الذهني مقارنة بالنساء عند التعرض لذات الألوان. وأشارت النتائج أيضا أنه يمكن أن يعزى الردود المختلفة بين الجنسين في تحديد الألوان عائد إلى الاختلافات في التنشئة الاجتماعية للرجال والنساء. كما أن الاتساق الداخلي بين النساء أعلى من الرجال. عندما تم توسيع الدراسة لتشمل الوضع العائلي، فالنساء المتزوجات أكثر بكثير في تحقيق الاتساق الداخلي من الرجال.
ويشار إلى أن النساء أكثر إفصاحاً من الرجال عن اللون المفضل لديهم. وفي التعبير عن تفضيل الألوان الخفيفة مقابل الغامقة، لم يكن هناك اختلافات كبيرة بين الرجال والنساء، ولكن في التعبير عن تفضيل الألوان الزاهية والناعمة، كان هناك فرق، فالنساء يفضلن الألوان الناعمة والرجال يفضلون تلك الألوان المشرقة.
كل هذه العلاقة بين الألوان والإنسان دفعت الكثيرين من المختصين لوضع وجهات نظر لتفسير ما يحدث، وفي العديد من المجالات العلمية أن كانت في حقل الفيزياء أو الفنون إلى جانب علم الاجتماع. ولم يكون علم النفس بعيدا عن ذلك. فكان له دورا فاعلا من خلال علم نفس الألوان وعلم الشخصية لدراسة هذا الجانب من العلاقة بين سلوك الإنسان ومشاعره وأفكاره وتصرفاته وما يوجد في الطبيعة من الألوان. وفي جانب الشخصية الإنسانية ظهرت العديد من النظريات لدراسة ذلك وتم وضع العديد من الاختبارات لاكتشاف مكنونات الشخصية الإنسانية. ومن بين تلك النظريات نظرية حقيقة الألوان.
• أذن ما هي نظرية الألوان الحقيقية True Colors Theory ؟
أعتقد أن معرفة وفهم وقبول الذات هو مفتاح النجاح في كل ما نقوم به. والألوان حقيقة تمنحنا الفرصة لاستكشاف الأعماق الدفينة لذواتنا والتعرف على خفاياها والعمل على تقبلوها كما هي، ومن ثم السعي لتطويرها نحو الأفضل، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقبل الآخرين الذين من حولنا. من خلال قبول أنفسنا والآخرين كما هم، وبذلك نصبح أكثر تعاونا وأكثر انفتاحا لإيجاد سبل لإدارة حياتنا، ومن اجل التواصل بشكل أفضل، وحل النزاعات بسهولة ويسر. كل هذا يقودنا إلى تحقيق السلام داخل أنفسنا، والسلام في علاقاتنا مع الأشخاص الذين تربطنا معهم علاقة ما. أن محاولة خلق فرص للجميع للتعرف على أنفسهم، وفهم أن هناك طرق أخرى في التفكير والتصرف والتواصل غير التي تعودنا عليها. هو ما يهدف إليه علم النفس.
نظرية الألوان الحقيقية يمكن إرجاع أصولها إلى أبقراط(Hippocrates)، وهو الذي حدد أربعة أنواع مختلفة من البشر، الدموي(Sanguine) وهو( مشرق، مرح، متفاءل، مبتهج، مفعم بالأمل)، الصفراوي(Choleric) وهو(غاضب، حاد الطبع، عنيد، شرس، نزق)، البلغمي(Phlegmatic) وهو(بارد، سلبي، لا مبالي، خامل، ضعيف)، السوداوي(Melancholic) وهو( كئيب، يائس، نكد، عابس). وهي تشير إلى الخصائص والسمات المختلفة للغاية والتي تعبر عن المزاج الشخصي للفرد وتطبع شخصيته بها.
في السنوات القرن الماضي، وصف كارل يونج الاختلافات الأساسية في السمات أو المزاج كأساس لفهم البشر. وضمن أعماله أثر وبعمق في العديد من الباحثين والعلماء، ومن بين من تأثر بكارل يونج كاثرين بريجز(Katherine C. Briggs) والتي كانت تدرس الاختلافات بين الناس ولسنوات طويلة. ونتيجة لكل ذلك وضعت هي وابنتها إيزابيل بريغز مايرز(Isabel Briggs-Myers) وطورا (اختبار) سمياه (MBTI) وهو مختصر(Myers-Briggs Type Indicator)، والذي يستعمل في جميع أرجاء العالم إلى اليوم. ومختصر نظريتهم تنص على أن الكثير من الاختلافات العشوائية التي توجد في السلوك البشري، وهي في الواقع تتواجد بشكل منظم جدا. في عملهم، تم التعرف والتميز على ستة عشر(16) من الأنواع مختلفة من الناس.
أثناء هذه السنوات قام ديفيد كريسي(David Keirsey) بدراسة عمل مايرز بريجز. وفي كتابه(رجاء افهمني) يعود إلى تصنيف الشخصية أو المزاجات إلى أربعة أنواع. وفقا لـ(Keirsey) هذه الأنواع الأربعة المختلفة لها طرق أساسية مختلفة أيضاً. فالأفراد يريدون أشياء مختلفة، وعندهم دوافع مختلفة، وحاجات مختلفة، وحوافز مختلفة أيضاً. يحللون، يفهمون، يتعلمون، يتصورون بشكل مختلف. تخلق هذه الاختلافات موانع طبيعية تعوق التواصل الشخصي مع الآخر، وبما يجعل الفهم والانسجام بين الأنواع البشرية المختلفة صعب أيضاً. وأنواع الشخصية لدى (ديفيد كريسي) مصنفة وكالاتي:

1. الصناع The Artisans، ما يكون، ويعمل ما يُعمل. وتتضمن:
• المروجون The Promoters".
• المؤدون أو العاملون The Performers.
• الملحنون أو المؤلفين الموسيقيين The Composers.
• الحرفيون The Crafters.
2. العقلانيين The Rationals، يقول ما هو المحتمل، ويعمل ما يُعمل. وتتضمن:
• المشيرون The Field-marshals.
• العقول الموجهة The Masterminds.
• المخترعون The Inventors.
• المصممون The Architects.
3. المثاليينThe Idealists، يقول ما المحتمل، ويعمل ما هو صحيح. وتتضمن:
• المعلمون The Teachers.
• المستشارون The Counselors.
• المحاربون The Champions.
• المعالجون The Healers.
4. الأوصياء The Guardians، ما يكون، ويعمل ما هو صحيح. وتتضمن:
• المشرفونThe Supervisors.
• المفتشونThe Inspectors.
• المجهزونThe Providers.
• الحماةThe Protectors.

أما نظرية الألوان الحقيقية فقد استعارت وطورت عمل(David Keirsey). فقد قام دون لوري(Don Lowry) عام(1978) في كتابه مفاتيح النجاح الشخصي(Keys to Personal Success) بترجمة نظريته إلى معلومات بسيطة وتطبيقات عملية. فهو يجلب الأفكار المعقدة من الجانب الأكاديمي والعلاج النفسي ويضعها في تطبيقات واقعية وعملية واضحة. وهناك مجموعة متزايدة من المعرفة تدعم هذه النظرية، والقائلة بأن هذه الأنماط الأربعة للسلوك هي المفتاح لاحترام الذات الفردية ونموها وتطورها.
الكثير من الأفراد غير راضين عن مجال أعمالهم مما يؤدي إلى حدوث نزاعات تكون نتيجتها ترك هؤلاء الأفراد لأعمالهم، وخصوصا تلك الخلافات مع المشرفين على العمل. يتبع ذلك نقص في التواصل والثقة والتقدير والمعاملة العادلة.
جوهر نظام الألوان الحقيقية يحدد القيم الجوهرية، والدوافع، واحترام الذات، ومصادر الكرامة والجدارة، وأسباب التوتر، وأساليب الاتصال، وأنماط الاستماع، والاستجابات غير اللفظية، وأنماط اللغة، والمهارات الاجتماعية، وأساليب التعلم، والمحفزات البيئية، الثقافية الاستثنائية، والحالات الذهنية السلبية، وتوجه العلاقة، والسلوكيات الأخلاقية. ووجهة النظر هذه تؤدي إلى ما يلي :
• زيادة فهم الذات والآخرين.
• الإدراك الموسع لتقييم الاختلافات.
• بناء المهارات التواصلية.
• إيجاد سبل أكثر انسجاما لبيئة منتجة.
• تسهيل عملية الاندماج في الإطار التنظيمي والبرامج القائمة السابقة.
• لغة عالمية تعجل بحل المشكلات، وتنمي الثقة، وتقلل من الصراع.
• تطوير المهارات الشخصية
الألوان الحقيقية هي اكتشاف تقييم الذات تجريبيا. ببساطة أسلوب حقيقة الألوان تتخطى حواجز اللغة وتترجم وبسهولة بين جميع الثقافات. ففي ضوء نظرية الألوان الحقيقية هناك أربعة ألوان وهي: البرتقالي، والذهبي، والأخضر، والأزرق. وللمساعدة على تذكر معانيها استعملت صفة تعبر عن كل لون من هذه الألوان. فاللون البرتقالي عملي، والأزرق عاطفي، والأخضر تحليلي، والذهبي موثوق. هذه الألوان الأربعة موجودة بشكل دائم لدى جميع الأشخاص، ولكن هناك واحد تقريبا هو الأقوى والمسيطر، ويميل ذلك الفرد إلى استعماله أكثر. ولا تقف عند هذه النماذج الأربعة. وإنما هناك نماذج تنتج من خلال عملية المزج أو الإدماج بين هذه الألوان الأربعة. فالألوان الأربعة يمكن النظر إليها من خلال ثلاثة مسارات هي:
1) المواهب والمهارات الدبلوماسية. 2) القيم. 3) المحفزات والحاجات الأساسية.
أولاً: الأزرق(Blue) المتعاطف Empathic:
• المواهب والمهارات الإستراتيجية:
الأزرق له موهبة طبيعية لجمع الناس معا ومساعدهم على رؤية كل وجهات نظر بعضهم البعض. الأزرق جيدة في قراءة ما هي مشاعر آخرين. هُم في أغلب الأحيان يمكنهم عمل استعارة أَو تقديم مثال لكي يساعدهم على توضيح الوضع. الأزرق يعمل كل شيء له قيمة والذي يمكن أَن يسهم في مساعدة الآخرين على أن يتقدموا. يحملون في عقولهم رؤية عن العالمِ الذي يمكن أَن يكون مثالي إذا ألتزم كل شخص بإمكانيته، وهم يمكن أَن يكونوا عاطفيين ومتحمسين جداً حول الاشتراك في تلك الرؤية. هم بارعون في مساعدة الآخرين لكن مساعدتهم بشكل رئيسي تهدف إلى تطور إمكانية الآخرين. هم جيّدون في النصح، وهم نموذج وملاذاً لأولئك ذلك سوف يأتون لهم.
• القيم:
هؤلاء أناس قيمهم الرئيسية هو أن يعملون بالتعاون مع بعضها البعض. والقيمة الرئيسية الأخرى أن لهم علاقات عاطفية. أنهم يريدون من الناس أن يتفاعلون معهم ليكونوا على بينة من الاستجابات العاطفية وردود الآخرين على المواقف التي تحدث فيما بينهم. عندما لا يمكن أن يكون هذا النوع من العلاقة، فأنهم يشعرون بنوع من الضياع والفراغ والخسارة. أنهم يجب أن يكونوا أصيلين لأنفسهم كما أن الأصالة تتطلب من الآخرين الذين يهمونهم. هم يريدون للجميع في جميع أنحاء العالم الحصول التقدم. على الرغم من أن الأدلة على العكس من ذلك لا أنهم لا يزالون يعيشون على أمل أن هذا سوف يتحقق في هذا العالم.
• المحفزات والحاجات الأساسية:
الأزرق بحاجة إلى الأهمية والمعنى. أنهم يقيسون كل شيء ضد الصالح العام. أنهم يبحثون عن هويتهم الفريدة يسألون دائما هذا السؤال: من أنا ؟
ويمكننا تلخيص ذلك بالنقاط التالية:
• الأمانة/ المشي والكلام، تمارس في الواقع، وهي واحدة من القيم.
• الأصالة/ تكون من هي، بدون التظاهر بما لا تكون.
• المحفز / يقرب بين الناس من اجل إحداث التغيير.
• النمو / يسعى ليكون شخصا أفضل.
• الأخلاق / امتلاك مستوى عالي من القيم والأخلاق.
• الإمكانيات البشرية / يرى الإمكانيات لدى كل شخص بما فيها نفسه.
• الوحدة / ينظر للترابط بين الجميع.
• العلاقات الرائعة/ قادر على فهم مشاعر الآخرين.
• المعنى والأهمية/ الحاجة لمعرفة كيف ينتظم كل شيء إلى المخطط الكبير.
• يصبح حقيقة ذاته/ يحفر عميقا داخل نفسه(ذاته) لإيجاد غاياتها.

ثانياً: الذهبي(Golds) الموثوق(الذي يعتمد عليه) Dependable:

• المواهب والمهارات الإستراتيجية:
الذهبي جيد جدا في رؤية أن لكل فرد الحق في الأدوات والمواد للقيام بالمهمات التي في متناول يده. يعرفون ما هو مطلوب، ويذهبون في طريقهم لرؤيته أن كان متوفرا. أنهم يهتمون بتوفير الضروريات العملية في الحياة للذين هم بمسئولين عنهم. يوحدون عالمهم بحيث تتناسب أو تتطابق الأشياء معا. أنهم بارعون في التعليمات حول كيفية استخدام هذه الأدوات الأساسية. أنهم ينظرون إلى الماضي ليروا كيف كانت تتم الأمور من قبل. لا يحبون "إعادة اختراع العجلة". يمكن أن يروا المستقبل القريب على أساس الخبرة السابقة. هم أذكياء جدا في توفير الاحتياجات الأساسية للبقاء، مثل: الغذاء والمأوى والرعاية لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
• القيم:
يسعون للبقاء فقط والحفاظ على الحياة، وبالمعنى المادي للغاية، وهذا مهم جدا للذهبيين. لديهم تقدير للقيم والروابط مع المجتمع والأسرة والولاء للوطن. التسلسل الهرمي، ومعرفة مكان كل واحد منهم، ذلك يعطيهم شعورا من هم وأين وكيف ينسجمون مع المخطط الكبير للأشياء. أنهم يعتقدون بقوة في القواعد والتنظيمات نحو الفئات الاجتماعية. وهم يتطلعون باستمرار إلى الماضي كدليل لكيفية التصرف في الوقت الحاضر. وهم بطئي التغيير، كذلك يهتمون لمخاطر فشل التغيير، وهم يفضلوا الاعتماد بدلا من ذلك على التجربة والخبرة الحقيقية. من المهم بالنسبة لهم بقاء الأمور كما هي. كما يمكن أن يتغيروا، ولكن في خطوات صغيرة للغاية.
• المحفزات والحاجات الأساسية:
الذهبي بحاجة إلى الانتماء والعضوية في جماعات المجتمع الرئيسي، مثل: الأسرة والمجتمع والانتماءات الدينية، والنوادي، والجمعيات الخدمية، ومنظمات العمل. أنهم بحاجة إلى تحمل المسؤولية والقيام بواجباتهم، ويتحمل الكثير في اغلب الأحيان، وفي وقت واحد.
ونستطيع إيجاز ذلك، بما يأتي:
• المسؤولية/ يرى بان ما نريد القيام به يجب أن ينجز.
• المنطق/ يحصل على أي شيء صحيح، ويضعه في المكان الصحيح، والوقت الصحيح، وليس المكان الخاطئ.
• يحفظ/ لا تلف ولا ضياع، أبقاء الأشياء بحالة جيدة.
• أمن/ المحاذرة من الأخطار.
• الخدمة أو المساعدة/ يبحث عن الحاجات داخل الأسرة أو المجتمع ويسعى لملأها.
• العضوية/ الحاجة للانتماء داخل الأسرة أو المجتمع.
• التقاليد/ تكرار الطقوس التي لها أهمية.
• استقرار/ أشياء ثابتة لعيش دائم.
• المفيدة/ حاجة مطلوبة للظهور.
• واجب/ يشعر بالالتزام الأخلاقي.

ثالثاً: الأخضر(Green) تحليلي Analysing:
• المواهب والمهارات الإستراتيجية:
الخضر جيدين في حدس جميع الاحتمالات التي تؤثر على التخطيط على المدى الطويل. وهم يتوقعوا يمكن أن يفشلوا ولذا يراجعون التفاصيل المطلوبة لكي يعالجوا الجوانب التي يمكن قد تسوء، ويدققوا بالتفاصيل التي هي بحاجة إلى تقديم خطة إلى حيز الوجود. وهم يعرفون كيفية الحصول على الهدف الواضح المعالم والتفكير في وسيلة الوصول إلى هناك. عقولهم تولد الأفكار باستمرار من أجل التوصل إلى طرق جديدة لتسيير الأمور. الخضر جيدون في تنظيم الناس لتنفيذ خطط معقدة جدا. هم جيدون جدا في تصميم كل من الأشياء الملموسة والمباني الخراسانية ونظم مثل برامج الكمبيوتر. وربما هم سوف يأتون بشيء جديد.
• القيم:
قيم الخضراء، تتمثل بالسعي للمعرفة وتتحدث عن المعرفة. أنهم يريدون الحقيقة، والمفاهيم والأفكار شريان حياتهم. كل شيء يجب أن يكون مفتوحا للدراسة. أصدقائهم غالبا ما يكونوا محرك مماثل للإجابة على أسباب وجودها. من المهم أن يستخدم الشخص تفكيره. أنهم يمقتون الغير منطقي ويطالبوا بالاتساق المنطقي. أنهم يستمتعون بالمناقشة الجيدة ولا يشعروا بالإهانة بسهولة عندما يعارض شخص ما تفسيرهم للوقائع. أنهم يريدون أن يفهموا النظم ومنطقها.
• المحفزات والحاجات الأساسية:
الأخضر بحاجة إلى إتقان وضبط النفس. مهما وضعوا عقولهم فأنها سوف لن تتوقف حتى وان تغلبوا عليه. تدفعهم الرغبة في المعرفة والكفاءة.
ويمكننا عرض خلاصة لما تقدم بالنقاط التالية:
• المعرفة/ لديه سلطة على البيئة.
• بصيرة/ يمكن أن يرى أنماط المعاني وراء ما يمكن ملاحظته.
• أفكار/ يرى الاحتمالات.
• المنطق/ استعمال التفكير الموضوعي لحل المشكلات.
• التصنيف/ قادر على تصنيف المواضيع وفرز التفاصيل والمعلومات.
• الفهم/ الحاجة لاكتشاف الأشياء الخارجية،( لماذا ؟).
• الكفاءة أو القدرة/لديه معيار شخصي من الفضيلة.
• الاستراتيجيات/ يضع خطة شاملة وبعيدة المدى.
• يصمم/إنشاء نموذج يدمج فيه الوظيفة والبساطة العلمية.
• لماذا ؟/ هناك حاجة دائمة للمعرفة.

رابعاً: البرتقالي(Orange) العمل أو الفعل Action:
• المواهب والمهارات الإستراتيجية:
جيدة جدا في تقييم الوضع والخروج فورا بحل لأي مشكلة تحدث في الوقت الراهن. أنهم يتخذون إجراءات ومن ثم الانتقال إلى الخطوة التالية من المشكلة. حلولهم سوف يكون لها تأثير، وأيضا تكون ملاحظة من قبل المحيطين بهم. تُقيم المشكلة وبسرعة ومن زوايا متعددة ومن ثم اختيار الحل الأفضل والذي هو الأنسب في تلك اللحظة، ويمكنهم الاستفادة من مهارات أولئك الذين حولهم. تحملهم للمسؤولية هذا الموقف يسمح لهم بتحفيز الآخرين لانجاز المهمات. عندما يواجهون عقبات فأنهم مستعدون تماما للتحرك مع من حولهم عند الضرورة.
• القيم:
البرتقالي من المهم لديه الإعجاب بالجمال والجماليات. يستمتعون به يريدونه الآن في بيئتهم لكي يكونوا حسيين، والتجربة فورية، والتنوع مهم. يشعروا بالملل بسهولة ويحتاجون إلى أشياء جديدة لتحفيزهم. ويرغبون بالخبرات التي تستثيرهم. أنهم يرغبون بالمغامرة يحبونها لكي يكونوا قادرين على إظهار مهاراتهم العالية. لذا يجب أن تتاح لهم الفرصة لاتخاذ تلك الإجراءات.. الخطوط الجانبية ليست أسلوبهم. صداقاتهم أخوية، والمساواة للجميع.
• المحفزات والحاجات الأساسية:
البرتقالي يريد الحرية في العمل بناء على دوافعهم. كلما أرادوا القيام بشيء ما فأنهم يريدون الشيء الذي هم قادرين على القيام به. يثقون بدوافعهم لأنها قد وجدت لها قيمة في الماضي.
ومن الممكن إيجاز ذلك بالنقاط أدناه:
• الآن/ يركز كليا على الوقت الحاضر.
• اندفاع/ مملوء بالطاقة المفاجئة لتنفيذ المهام.
• يقنص الخلل/جيد في رؤية الحلول للمشكلات الفورية والملحة.
• العمل أو افعل/يريد أن يعمل بعض الأشياء في كل الأوقات.
• الأثر/ يرغب من الآخرين أن يلاحظوا مظهرهم وانجازاتهم.
• الأداء/ يتمتع بان يكون مركز الانتباه.
• العفوية أو التلقائية/يريد أن يكون قادرا على فعل الأشياء ارتجالياً.
• الوسائل أو التكتيكات/ يعرف ما هو العمل القادم.
• علم الجمال/ يقدر الجمال من خلال الأحاسيس.
• الاختلاف/يريد القيام بأشياء كثيرة ومختلفة.
• ماهر/ موهبة طبيعية في عالم طبيعي.
أما في حالة مزج الألوان الأساسية الأربعة، فإننا نحصل على ستة ألوان إضافية أخرى. وبذلك يصبح لدينا(12) نموذج للشخصية. وهذه الألوان، هي:

أولاً: مزيج الأخضر والأزرق وهو الصوفي أو الصوفيون Mystic:
هنا الأفكار العميقة تدمج مع المشاعر العميقة. أنهم منجذبون نحو التصوف، الحكمة، الكتابات المقدسة، والفهم الفلسفي. هم بشكل مجازي يعيشون في عالم من الأحلام المهمة. أنهم يصغون لضوابطهم الداخلية، ويثقون بحكمتهم الداخلية، حتى عالمهم الداخلي يفسر في ضوء المعاني الأعمق. الموضوعات الخاصة يمكن أن تصبح ثمينة جدا لهم، وقد تصبح قيمة وقوة لهم. هذه الموضوعات لها معنى شخصي عميق، ويمكن أن تكون كمعتقد مقدس بالنسبة لهم. هؤلاء الصوفيون مهتمون بهويتهم ومفتونون بالعالم الروحي.
المضاجعة الجنسية لغز بالنسبة لهم. ويرونها كرحلة روحية، يتجاوزون من خلالها العالم المادي(الطبيعي). حياتهم العاطفية شخصية جداً يشاطرها العناية والاحترام النبيل. حتى فعل أعطاء هدية يأخذ على أهمية شخصية وروحية عميقة في كثير من الأحيان.
بينما هم اختاروا الروحانية، فإنهم قد يجدون أن الدين المنظم يترك الكثير دون تفسير. هم في أغلب الأحيان توجههم الروحي فردي وخاص. هم قد يفتنون بالديانات والثقافات الأخرى، فهم يأخذون منها كل ما هو مفيد ويمضون قدما.
الصوفي يظهر الهدوء والسكينة، ولكن المشاعر الداخلية عميقة وقوية. بينما هم لا يرونها في ذلك الوقت. هم معرضون تماما للصدمات، سواء النفسية أو الجسدية. أنهم بحاجة لوقت هادئ للراحة لوحدهم أو مع أحباءهم وذلك لاسترداد توازنهم. لذا فأنهم يختارون العمل الذي يتيح لهم هذا التوازن. هم يواجهون الانتقاد والضغط المزعج جداً في العالم الخارجي، وبسبب حاجتهم إلى التأمل، فأنهم قد يكونون غير حاسمين حتى في الأعمال التي قد تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة. تتضارب مشاعر الأزرق مع العقلانية الخضراء، وذلك عندما يحدث تعارض، لذا يميلون للانسحاب، ولكن هذا ليس أفضل مسار للعمل دائما. وبهذا فأنهم قد يحتاجون إلى بذل مزيد من الجهد ليكونوا أكثر تلقائية. هناك مزيج من الانطوائية. ربما هم يشتركون في حكمتهم ولكن على الأرجح سيكونون بحاجة إلى أن يسالوا عن ذلك. الصوفيون منفتحون على الخارج وهم الذين يروجون العالم والحياة ذات معنى، وكيف تصبح مستنيرة.

ثانياً: مزيج الأزرق والذهبي البناءون:
هؤلاء مقدمي الرعاية للعالم، ورعاية الأطفال والحيوانات الأليفة، والحدائق والمجتمعات، وأي شيء في العالم. حبهم عاطفي ومسئول. يمارسوا المضاجعة بمشاعر دافئة وحنونة. وهو فعل طبيعي له جذور عميقة في المنزل. علاقاتهم ذات مغزى، وفي عمل الأطفال. والالتزام يعطيهم حرية وامتدادات عميقة. وهناك توقع بان هذا الالتزام سيعود عليهم. وبالنسبة لهم هو هذا كل شيء في الحياة.
لديهم شعور عميق من التعاطف مع الأشياء العملية والمجدية من العالم، والطبيعة، والمنزل، والمجتمع البشري. بالنسبة لهم العمل هو عنصر أساسي في الحياة. تتصل حياتهم الجنسية مع الحب الرومانسي والولاء الشخصي العميق. والجنس هو في المقام الأول من أجل الإنجاب، وعندما لا يكون كذلك ينبغي أن يكون فعلا موقرا.
العديد من المعلمين ما قبل المدرسة إلى المرحلة الابتدائية لهم مزاج البناءون. في المجتمع هم يجدون هناك حاجة إلى خدمة الآخرين. بالنسبة لهم هناك وقت وموسم لكل شيء، بما في ذلك اللعب والعمل. أنهم يعرفون متى يكون وقت كل واحد، مع عدم التركيز كثيرا على اللعب. كلما كنت بحاجة إلى المساعدة، سوف يكونوا هناك لمساعدتك.
داخل رأس البناءون هناك حوار مستمر ومتوازن من الإحساس والتعاطف مع الحقائق العملية. هذا المزيج يعمل بشكل جيد بالنسبة للمجتمع الذي من حولهم. ولكن هناك توتر لديهم بين الواجب والرحمة يمكن أن يعرضهم لفترات من الحزن. كما أنهم يرغبون في بعض الأحيان لو كانوا ذو مزاج آخر، ولكنهم يقدمون خدمة مفيدة لنا جميعا.

ثالثاً: مزيج البرتقالي والذهبي (حاملي الشعلة)
اندماج المسؤولية الاجتماعية جنبا إلى جنب مع الطاقة والدافع يساعدان حاملين الشعلة من انجاز كمية مذهلة من العمل. أنهم يحبون المشاريع الصعبة ويقضون وقتا ممتعا مع عملهم. أنها تعطيهم متعة كبيرة لإنجاز الأشياء وإيجاد السبل لجعلها ممتعة، وأنها أكثر متعة إذا كان بإمكانهم تجميع حشد أو فريق لمساعدتهم على القيام بهذا العمل. أنهم يحبون أن يكونوا مسئولين ويعرفون كيفية التعامل مع الآخرين. لديهم خطة في رؤوسهم بأنهم ربما يشاركوا مع الفريق وربما لا. هذه مستوحاة نتيجة لامتلاك بعض المنافسة من المزيج. ليس لديهم وقت للحديث أو التأمل حول المشروع. هم فقط يريدون المضي والعمل على ذلك.
كما المحبين هناك الكثير من الطاقة المبذولة لكنها لا تتبع جدولا زمنيا فهم ليسوا عاطفين جداً.
اجتماعيا هم نشيطون جداً، ومن المرجح أنهم يقفون وراء المواضيع المجتمعية المختلفة. هم منظمون عظماء. هم يمكن أن يكونوا ممتعين وشركاء حياة مخلصين، ولكن من دون الكثير من المشاعر. يحبون عمل الأشياء بأسرع ما يمكن. يمكن أن يكونوا أناس عدوانيين جداً. يحدث صراع بين البرتقالي الذي يريد أتباع دوافعه والذهبي الذي يريد أن يعمل الأشياء على شكل منظم. هذا يخلق صراعات داخلية أقوى من أي من الألوان الممتزجة الأخرى.
رابعاً: مزيج البرتقالي والأخضر (الألعاب النارية(المفرقة))
هذه المزيج هو أذكى مجموعة والعضو الذي يتباهى على الآخرين. لأنهم يحبون السخرية من أولئك الذين يأخذون أنفسهم على محمل الجد. هم ليسوا معجبين بأولئك الذين يعرضون أنفسهم. يجلب جانبهم البرتقالي ذو الكثير من الطاقة الطبيعة والعدوان الاجتماعي، في حين جانبهم الأخضر يجلب أفكارا حادة ولغة ذكية. الألعاب النارية مستقلة ولديها القليل من الاحترام للأبقار مقدسة أو التقليدية.
هم المفكرين المستقلين. قد يعتبرونهم أشرار وغريبي الأطوار في بعض الأحيان. وهم مفتونين بالإبداع والذكاء، وهم يتشككون من الأفكار الأخرى، لكنهم مفتونون بالاختراعات الخاصة بهم. لان كلا اللونين عملية جداً. هم لم يتحركوا خصوصا بالنداءات العاطفية. كالمحبين هم نشيطون ومبدعون. مشاعرهم عميقة ولكن لا يمكن الوصول إليها بسهولة. لذا يتشاركون فقط بالصعوبة العظيمة. أنهم لا يفكرون في كثير من الأحيان بامتلاك الرومانسية أو الحاجة إليها، لان الرومانسية يمكن أن تكون مزعجة لهم.
في عملهم يصبحون مستقلين قدر الإمكان وعلى درجة عالية من الكفاءة. أنت قد لا تضع أي شيء عليهم ولكن هم قد يضعون كل شيء عليك. كما يمكن للخصائص المشتركة للبرتقالي والأخضر تجعلهم أحياناً أشخاص حادي اللسان وغير لبقين. يمكن للطاقة البرتقالية أن تضعهم في المواقف الصعبة ولكن منطق الخضراء يساعدهم على الخروج من المآزق.

خامساً: مزيج الأزرق والبرتقالي(الإشراقة المفاجئةSunburst).
أن اسم الإشراقة المفاجئة حيوي فان هذا المزيج لديه حب ساحر ومبهج، وحياة عاطفية. هم يسيطرون جداً على الجزء الأيمن من الدماغ. كل شيء يأخذونه حالاً، مشاعرهم قوية تأتي محتدمة بالكثير من الطاقة الجسدية. هؤلاء يتعذر كبتهم، وبهجتهم من مفاسد الحياة. هذه الطاقة يمكن أن تنفجر متصاعدة في الوقت المناسب تماما. ولكن أحياناً يمكن أن تأتي في أوقات غير مناسبة أيضاً. أنهم يحبون عملهم، ويجدوه مغامرة مستمرة من الاكتشاف. وعادة عملهم مع الناس، كأناس ساحرون بشكل لا نهائي. لديهم مزيج من الحرية من البرتقالي، والحاجة إلى معنى ومغزى من الأزرق يعطيهم طاقة ليكونوا خلاقين، مليئين بالخيال، مع مشاعر من النارية والرغبة في التجريب، يحتاجون للتعلق بالناس الذين يشتغلون معهم أو لهم. يجدون الكثير من الارتياح في اللقاءات الشخصية الخاصة بهم حتى ولو كانت مؤقتة. لديهم الكثير من الطاقة البدنية والحاجة للحفاظ على هذه الخطوة، ولكن يعملون ذلك بحساسية.
مفتاح الطاقة الرئيسية للإشراقة المفاجئة هو الحب. حبهم يبدي في كل علاقاتهم: عملاء، زملاء عمل، أصدقاء، أفراد أسرة، وخاصة في علاقاتهم الحميمية. فحياتهم الجنسية هو تعبير عن هذا الحب، فهم يعبرون عن حبهم بحماسة. الجميع يحتاج إلى بعض الوقت للاستراحة، إلا هم لا يأخذونها، عندئذ، فإنهم يمكن أن يصابوا بالاكتئاب. يأخذ البعض وقتا إعادة النشاط القديم إلى نفوسهم. ليس كل مشاعرهم مشرقة ومشمسة. فأن لديهم مشاعر سلبية جداً. وهذه تميل إلى أن تكون قوية جداً. هم يمكن أن يكونوا اشد غضبا على أي شخص يحبونه كثيرا. الهدوء في أي وقت مفيد جداً. غالبا ما يستند غضبهم على سوء الفهم. عندما يكونون قادرين على دراسة المشكلة بموضوعية فأنهم غالبا ما يصلون إلى قرار. يمكنهم خلق عاطفة غير متحيزة.
يمكن أن يكونوا مبدعين جداً وهم بحاجة إلى حرية للخلق. النظافة ليست عادة عالية لدى(الإشراقة المفاجئة). أحيانا يمكن أن يكونوا قليلي الإبداع مع حاجة للتنظيم رئيسية. يمكن أن يعيشون في فوضى وهم مرتاحين فعلا. هم يعرفون كل شيء أين يكون، الألوان الأخرى قد لا تكون متسامحة. الجزء البرتقالي يريد أن يفعل ذلك الآن، في حين الجزء الأزرق يريد أن يكون الجميع سعداء. أحيانا العمل بدون تفكير يتسبب في الألم للآخرين. وهذا يسبب لجانبهم الأزرق الشعور بالذنب. من ناحية أخرى، عندما يحاولون بذل قصارى جهدهم دائما من اجل الآخرين، يمكن للجزء البرتقالي أن يشعرون بالاستياء من القيود المفروضة عليه. أنهم بحاجة للحفاظ على هذين الجزئيين في حالة توازن. المشاعر القوية والطاقة العالية سلاح ذوي حدين.
ذو الإشراقة المفاجئة الانبساطية في الخارج هناك ينظر ويستمتع لكل واحد. أما الإشراقة المفاجئة الانطوائية يعمل بعيدا هناك في الخلفية. يعمل الأشياء الجيدة للناس بشكل مندفع .

سادساً:مزيج الذهبي والأخضر الماسي(الماسيون Diamonds)
يدل الماس على القيمة والنوعية. يقيس الماسي العالم وفق معيار الفخر من جهة والإذلال من الجهة الأخرى. هم مهتمون بالجمال، وتطوير المهارات، والمعرفة الخاصة، والمظاهر والاعتراف بها. هذه كلها مقاييس النجاح في عقول الماسيين. فهي واعية جداً، وهي تعطي لغيرها أفضل ما لديها وتقدم نفسها على ضوء أفضل وجه ممكن. كزعماء هم راضون لبقائهم في خلفية الصورة. ولكن الجميع يعلم أنهم مصدر السلطة والقوة.
الماسي هادئ مع عاطفة قليلة، وان يكن متدفق المشاعر فانه يعتبر حساس جدا. المديح ليس الشيء الذي ينشغل الماسي به، للآخرين أو لأنفسهم، يجب عليه أن يكون مخلص وبجدارة، ورغم ذلك مغبون. هو يفهم بأنه هو الأكثر تأهيلاً والقوة التي وراء العرش. يعملون بجد ويتوقعون أن يكافئوا بعدل.
الواجب والاحترام المتبادل متوقع في مسائل الحب. استثمارهم العاطفي أكثر حسابا في الآخرين. الولاء لأحبائهم يلعب دوراً كبيراً في علاقاتهم. يعبرون عن حبهم من خلال العمل والعطاء بدلا من كلمات التقدير والتعبير التلقائية عن المودة. الماسي لديه فهم واضح أين تقف الأشياء في جميع علاقاتهم. قد يحتاجون لتعلم هذه المهارات لتلبية حاجات أحبائهم الأخرى.
الأخضر يريد الكثير من المعلومات لاتخاذ القرار الأفضل، في حين أن الذهبي من الضروري له التصرف بمسؤولية ويحققون أهدافهم. الماس يمكن أن يجد نفسه في مأزق في ضوء مسار عمله نحو الأفضل. وذلك لوجود عجز في التحليل. أي شريك تلقائي يمكن أن يساعد على تحريكهم على طول، أو يمكن أن يكون هناك الكثير من الصراع الذي من الضروري أن يحل. وبسبب المعايير(المستويات) العالية، فأنه يمكن أن يكون ناقد للآخرين، مما يؤدي إلى الاستياء منه من قبل الآخرين، وإذا أعرب صراحة عن ذلك.
تلك جملة ما جاءت به وجهة النظر هذه. وقد تم وضع اختبار خاص يعبر عن وجهة النظر هذه. ومن خلاله يتم الكشف عن الأفراد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فان هناك العديد من وجهات النظر التي تبنت الألوان في تفسير الشخصية الإنسانية.
قارئي العزيز....
توقف للحظة وجمع كل قواك الفكرية والنفسية وحاول أن تجد موقعك بين تلك الشخصيات. علما بأن وجهة نظري بان تلك ليست مسطرة نضعها ونقيس وإنما كل فرد لدية بعض من تلك الشخصيات. فالإنسان كوكتيل مختلف وليس هناك قوالب جاهزة نحشر الأفراد فيها. فانك ماسي وصوفي متعاطف وتحليلي ذو إشراقه ومتفجر .... أنت كل شيء في أي شيء.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والحب الرومانسي Romantic Love
- العرب بين التثوير والثورية
- الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
- أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
- الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
- ما هو الحب
- حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
- كيف نفكر ؟
- نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
- لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟
- سياسي الألفية الثالثة
- اتفاق أَنصاف الرِجالْ
- غزة والأصنام
- قولٌ في الميزان
- أنا والعراق والدجال
- حذاء ولكن !!!!!
- تكريم عراقي
- الثورية على الطريقة العراقية
- رحلةٌ مع نون
- إبحار


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان