أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - معيرة الطبقات الاجتماعية















المزيد.....

معيرة الطبقات الاجتماعية


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطبقة الاجتماعية مجموعة من الناس في مجتمع ما لها نفس المكانة الاجتماعية . ودومًا يصنف الناس هذه المجموعات في أذهانهم، معتقدين أن بعضهم أحسن من
بعض. ويسمي علماء الاجتماع هذه المجموعات الطبقات الاجتماعية .

وعلى الرغم من أن وجهة نظر ماركس في موضوع الطبقة جاءت مبعثرة في مؤلفاته إلا أنه حددها بأنها تجمع من الأشخاص ينجز عملا واحدا في إطار عملية
إنتاجية واحدة ، وتختلف باختلاف وضعها الاقتصادي وموقعها من عملية الإنتاج . وتتحدد الطبقة في ضوء مهامها في عمليات الإنتاج ، ومن ثم يرتبط وجود
الطبقات بمراحل تاريخية معينة من تطور الإنتاج .هدا إضافة إلى أن ماركس رأى أن الطبقة لا يتم تشكلها بصورة نهائية إلا بوجود الوعي الداتي بها .، والدي لا يمكن أن يوجد إلا عن طريق الإيديولوجية الطبقية . وعلى هدا فإن تعريف الطبقة من وجهة النظر الماركسية تقوم على وجود جماعة من الناس تتشابه من حيث الموقع الدي تشغله في نسق الإنتاج الاقتصادي الاجتماعي ، والتشابه من حيث نصيب الطبقة في ملكية الإنتاج والتشابه في المنزلة الاجتماعية والدخل وأسلوب الحياة .

أما لينين فقد أولى قضية الطبقات اهتماما كبيرا فوصفها على أنها مجموعات كبيرة من الناس تختلف عن بعضها في المركز الدي تشغله في نظام تاريخي محدد للإنتاج الاجتماعي ، وفي علاقاتهم مع وسائل الإنتاج ، وفي دورهم في التنظيم الاجتماعي للعمل ، ومن ثم في الطريقة التي تستحود بها على نصيبها من الثروة الاجتماعية .


ولمصطلح الطبقة استخدامان أساسيان في علم الاجتماع يشتركان في النظرة إلى الطبقات بوصفها تجمعات اقتصادية دات تركيب هرمي في نسق معين ، الطبقات
بوصفها تكوينات تلعب دورا فعليا في ما يحدث من تطورات في المجتمع والتاريخ ، والطبقات بوصفها فئات يميز بينها علماء الاجتماع على أساس المعايير الاقتصادية مثل الدخل والمهنة وغيرها .


على الرغم من القول بالتمييز بين أفراد المجتمع الواحد على أساس مستويات معيشتهم، وعلى أساس الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها، غير أن القول بمفهوم الصراع الطبقي يعد حديثاً، وقد اتضح بصورة جلية في تحليلات كارل ماركس لبنية المجتمع والتطور الاجتماعي ، فهو يحدد الطبقة الاجتماعية بأنها جماعة من الأشخاص يؤدون نفس العمل في إطار عملية الإنتاج ، و تتميزبوجود الوعي الذاتي كشرط ضروري لدخولها في أي نضال سياسي اقتصادي ناجح ، ولهذا فإن من أهم سمات نظرية ماركس في الطبقة تحليله للتفاعل بين الظروف الموضوعية المشتركة للأفراد المحيطة بعملية الإنتاج من ناحية ، والمشاعر التي يكونونها عن مواقفهم وعن اتجاهات الحركة الاجتماعية والسياسية بالنسبة إليهم من ناحية أخرى.

وفي سياق تحليله لطبيعة العلاقة بين صراع الطبقات والتطور التاريخي للمجتمعات الإنسانية ، يميز ماركس بين مجموعة من المراحل التاريخية التي اتصفت كل منها بأنماط من صراع الطبقات تختلف باختلاف الخصوصيات السياسية الاجتماعية والاقتصادية لكل مرحلة ، وفي كل منها تظهر طبقتان أساسيتان يدور بينهما الصراع الاجتماعي حول مصادر الثروة والسلطة ، ففي مرحلة العبودية انقسم المجتمع إلى طبقتي العبيد والنبلاء ، وفي التشكيلة الاجتماعية الإقطاعية انقسم إلى الفلاحين والإقطاعيين ، أما في في النظام الرأسمالي فهناك طبقتا العمال والرأسماليين ، ويعتقد ماركس بأن الانتقال من كل مرحلة إلى أخرى يخضع لقانون تطوري تحكمه علاقة المواءمة والانسجام بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج ، بصرف النظر عن رغبات الناس وطموحاتهم ، التي تخضع في ذاتها لقانون المواءمة المشار إليه.


ويُقَسِّم بعض علماء الاجتماع الناس بشكل اعتباطي إلى ثلاث طبقات ـ عليا ومتوسطة ودنيا. ويضيف بعض علماء الاجتماع الآخرون طبقة رابعة وهي الطبقة
العاملة، بين المجموعة المتوسطة والدنيا، بينما يقسم ماركس ولينين المجتمع إلى طبقتين رئيسيتين هما البرجوازية والبروليتاريا .

البرجوازية :

البرجوازية هي طبقة اصحاب رؤوس الأموال والحرف, والتي تمتلك القدرة على الانتاج والسيطرة على المجتمع ومؤسسات الدولة للمحافظة على امتيازاتها ومكانتها .
و بشكل أدق البرجوازية هي الطبقة المسيطرة و الحاكمة في المجتمع الرأسمالي ، و هي طبقة غير منتجة لكن تعيش من فائض قيمة عمل العمال .

والبرجوازية من وجهة نظر كارل ماركس ولينين هي الطبقة الغالبة في المجتمع الرأسمالي، المالكة لكل وسائل الإنتاج والتبادل، المُسْتَغِلَّة للعمل المأجور. وهي تنقسم بحسب مجالات استثمار رؤوس الأموال إلى برجوازية صناعية وتجارية ومصرفية وزراعية. أما بحسب حجوم مشروعاتها فقد انقسمت إلى برجوازية كبيرة ومتوسطة وصغيرة.

وتمثل البرجوازية الوطنية فئة أصحاب العمل المحليين الذي لهم مصلحة في استقلالية التطور الاقتصادي والسياسي لبلدانهم ، وهو التطور الدي يواجه عقبات في مختلف الميادين بسبب تحكّم رأس المال الأجنبي والعلاقات السابقة للرأسمالية التي يحتفظ بها المستعمرون، مما يؤدي إلى نشوء تناقض بالغ الحدّة بين البرجوازية الوطنية من جهة ، والكومبرادور و البرجوازية الامبريالية من جهة ثانية. من هنا تبرز موضوعياً مصلحة البرجوازية الوطنية في الثورة المعادية للإقطاع وللامبريالية. وقد قادت البرجوازية الوطنية في عدد من بلدان آسيا وإفريقية حقاً النضال السياسي الوطني لشعوبها، أو كانت إحدى القوى الرئيسية في الكتلة المعادية للامبريالية، واستطاعت أن تبرز من صفوفها زعماء وطنيين أفذاذاً ، وأن تجتذب الجماهير ببرامج من أجل الاستقلال والتحرر الوطني التام .


البروليتاريا أو الطبقة العاملة :

لبروليتاريا هو لقب نشأ في القرن التاسع عشر على الطبقة الفقيرة في فرنسا ابان حكم ماري انطوانيت، وإستخدمه كارل ماركس في الإشارة إلى الطبقة العاملة والتي لا تمتلك أدوات الإنتاج, و يرى ماركس في البروليتاريا العصرية هي الطبقى التي لا تملك و سائل إتاج من أطباء و مهندسين و عمال و كل من يبيع مجهوده العضلي أو الفكري ليعيش . فهو مصطلح ظهر ضمن كتاب بيان الحزب الشيوعي لكارل ماركس وفريدريك أنجلز يشير فيه إلى الطبقة التي ستتولد بعد تحول اقتصاد العالم من اقتصاد تنافسي إلى اقتصاد إحتكاري ، ويرى ماركس أن الصراع التنافسي في ظل الرأسمالية، سيتولد عنه سقوط للعديد من الشركات واندماج شركات أخرى، حيث انها في النهاية تتحول إلى شركات كوسموبوليتية أي لاقومية وتصبح شركات إحتكارية و يصبح نضال شعوب الأرض موحدا لعدو واحد وتسمى هذه الطبقة الناشئة عن الاحتكارات العالمية بطبقة البروليتاريا، وهي تبيع عملها الفكري والثقافي والعضلي ولا تملك أي وسائل إنتاج، ويعتبر ماركس البروليتاريا هي الطبقة التي ستحرر المجتمع وتبني الإشتراكية بشكل أممي.

هناك تعريفات عديدة للبروليتاريا، فأحيانا تعرف بأنها الناس الذين لا ثروة لهم سوى أولادهم، أو الطبقة التي تكسب قوتها عن طريق بيع عملها فقط، لا من أرباح أي نوع من رأس المال، وبالتالي فهي دائما تحت رحمة تأرجحات السوق بين الازدهار والكساد، ووجودها مرهون بتوفر فرص العمل.. يصفها "ماركس" بأنها الطبقة العاملة، وتهتم الشيوعية اهتماما بالغا بالبروليتاريا، حتى إن الشيوعية توصف أحيانا بعلم تحرير البروليتاريا.

فالبروليتاريا تتكون ممن يدخلون في علاقة إنتاج – رأسمالية – لإنتاج فائض القيمة . وعملية الإنتاج الرأسمالي هي العملية التي ينفصل فيها العامل عن أدوات إنتاجه، أي هي العملية الإنتاجية التي يدخلها العامل كما يقول ماركس متحررًا من قيود العبودية والإقطاع ومتحررًا أيضًا من الملكية . فالطبقة العاملة تتكون من أولئك الذين لا يملكون إلا قوة عملهم ليبيعوها للرأسمالي الذي يخضعها للرأسمالي: أي يستخدمها في إنتاج فائض القيمة في التراكم، في توسيع الرأسمال. فهي في حد ذاتها كل عضوي يعد جزءًا من كل عضوي أكبر منه وهو المجتمع الرأسمالي في كليته. إن الوحدة الرئيسية للبروليتاريا ليست أي فرد منفصل بل هي مجموع العمال الداخلين في عملية إنتاج رأسمالي بعينها.
مفهوم الطبقة العاملة أوسع بكثير من أن يتقلص ليصبح فقط أولئك الذين ينتجون القيم المادية فقط. فعمال النقل والمواصلات وعمال الخدمات الإنتاجية بكافة أنواعها، وعمال المكاتب (الكاتبين على الآلة الكاتبة.. إلخ) الذين يعملون بالمؤسسات الرأسمالية (ومن ضمنها قطاع رأسمالية الدولة) هم جزء لا يتجزأ من الطبقة العاملة. فهم خاضعون لسلطة رأس المال يبيعون قوة عملهم الحية التي لا يملكون غيرها والتي يستغلها الرأسمالي في زيادة وتوسيع قيمة رأسماله.

أما البرجوازية الصغيرة فهي وضعاً انتقالياً بين الطبقتين الرئيسيتين: الطبقة العاملة والبرجوازية. وتتألف بأكثريتها الساحقة من الفلاحين الصغار والمتوسطين في القرية ومن الحرفيين وصغار التجار وبقية مالكي المؤسسات الصغيرة في المدينة. والبرجوازية الصغيرة ليست متجانسة من حيث حجم ملكيتها، فإذ تقترب الشرائح العليا منها من البرجوازية تعيش الشرائح الدنيا منها أحياناً في ظروف أسوأ من ظروف العمال المَهَرَة في المصانع الكبرى. ولكن مهما ساء وضع البرجوازي الصغير فإنه يختلف عن العامل بأن لديه ملكية خاصة لوسائل الإنتاج. كما يتحدد الانتماء الطبقي للبرجوازي الصغير بأنه لا يقف في السوق الرأسمالية بائعاً لقوة عمله، بل بائعاً للسلع والخدمات التي ينتجها بنفسه.
ولما كان البرجوازي الصغير مالكاً وكادحاً في الوقت ذاته، تعاطف، بوصفه كادحاً، مع الطبقة العاملة يتضامن معها في الكثير من الأمور، وهذا سبب تمسُّكه بالديمقراطية والعدالة والمساواة والعداء للرأسمال الكبير وللاحتكارات. وبوصفه مالكاً يحسِد البرجوازي الكبير على ثرائه ووضعه، ويحلم بالوصول إلى مواقع الأقلية الممتازة. وهذا أساس ميله إلى المحافظة والفردية والخوف من الاشتراكية. فالبرجوازي الصغير يحاول عادة تجنّب الصدامات الطبقية الحادة، ويسعى إلى المحافظة على «الخط الوسط» في أوقات الهزات الاجتماعية والسياسية الكبرى .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء
- ما بعد = الربيع العربي - هل هو مشروع سياسي أسوأ ؟
- الماركسية والشيوعية بين الحق والباطل
- العلمانية والحداثة
- الانتخابات البرلمانية الفاسدة ومشروع حكومة أفسد
- العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان
- هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟
- الإيديولوجيا في الثورات العربية والشمال إفريقية
- ما حدث في تونس ومصر وليبيا ... هل هو ثورات ؟


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - معيرة الطبقات الاجتماعية