أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إياد أبازيد - أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين















المزيد.....

أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


أولاد حارتي ...
أزاهير الرياحين


سادتي الأطفال الرجال بعد التحيه و السلام علىيكم , أبعث لكم هذه الرساله و تفصل بيننا مسافات كثيره , مسافه شرفيه و مسافه تقديريه و مسافه بطوليه , و هناك مسافه روحيه بيننا , فأنتم هُناك حيث سطرتم طريق المجد و العزة , و أنا هُنا بذهول أشاهده , و أخبركم أيها السادة العظام بأن أصابعكم الطاهره التي أشعلت النور لنا لم تذهب هباءً منثوراً , و بأن أصابعكم الطاهره كانت هي الشمعه التي أنارت طريق كل سوري , فقد كنا يا سادة نعيش في ظلام دامس , و لا نستطيع أن نرى طريقنا حتى أصبحنا نظن ان الظلام هو الشىء الوحيد الحقيقي بالكون .
بكل فخر أبعث لأبناء حارتي و أعتز بهم رسالة إكبار وإجلال إلى هؤلاء الصغار الكبار الذين أيقظوا سبات شعب طال رقاده، وعظمت محنته، وطال قهره وظلمه وإذلاله.. رسالة إلى هؤلاء الرياحين الذين فاحت أزاهيرهم مسكًا فواحًا على النفوس البائسة والقلوب الداكنة.. رسالة إلى هؤلاء الشموس المشرقة التي أضاءت ظلمة العزائم والإرادات الخائرة.. الأطفال الرجال الذين ألقوا حجرًا كبيرًا في ذاكرة الشعب العريق، فذكروه بأمجاده التليدة، ومشاهده الخالدة.
لم يكن يخطر على بال مجموعة من أطفال درعا ، الذين لم يبلغوا الحلم بعدُ، دون الرابعة عشرة، وهم يكتبون على جدران مدرستهم ، ببراءة الطفولة المعروفة عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام)، في مشهد تقليدي حاكوا به مشاهد الثورة في تونس ومصر وليبيا، واستوحوه من الفضائيات التي تبث أخبار الثورات التي لم تنقطع منذ مطلع العام..لم يكن يخطر على بالهم أبدًا، بأن هذه الشعارات المكتوبة بطفولية وعفوية ستقود لإشعال أكبر ثورة تشهدها سورية في العصر الحديث.
سادتي الكرام أنتم شرارة الثورة و أنتم من أشعلتم ظلامنا و حولتموه لنور يرينا أبعد مما كنا نحلم , أنتم من ارشدنا لهويتنا الحقيقيه , التي أعادت لنا الكرامه المسلوبه , كنتم المفتاح الذي فُتح به سجننا الذي سُجننا به منذُ عقود , براءتكم هي التي أعادت الشرف لنا بعدما فقدناه لسنين طويله , عفويتكم هي السكين التي نحرنا به الخوف و الهلع من ذواتنا ,شجاعتكم هي من ارجعتنا لأصولنا الأصيله الرافضه للوهن و الضعف , صِدْقَ تصرفكم جعلنا نعرف قيمتنا و قوتنا و ندرك بأننا نستطيع أن نفعل المستحيل إذا توحدنا , أنتم بإختصار يا سادتي العظام من ارجعتنا لهويتنا التي فقدناها منذُ سنين .
و أنا بنشوة الفرح أرى ما يحدث اليوم من عزه و شرف و معارك يقودها شعبنا العظيم لتكسير الأصنام التي جثمت على صدورنا منذُ عقود خلت , و بفضلكم استعدنا روحنا الشريفه لمقاومة الطغيان , و كل سوري حر وضعكم رمزه الكبير لكي يصرخ و يفعل و يستعيد أمجاد الأجداد , اليوم نحن نخوض المعركه كلاً بقدر استطاعته , و لكن نتفاوت بالفعل , و كل شريف متفق على إنكم الرمز الأول و الأكبر لما يحدث اليوم , كنا بالماضي ننتظر ذلك البطولي الذي ينقذنا من الهلاك و الموت و الوهن , غرقنا بالتنظير منذُ سنين , و لكن لم ندرك بأننا نحتاج لمن يعمل و يطبق لكي يخرجنا من سجن تقديس الأنظمه , فما كان ذلك المنقذ البطولي و العملي الشجاع و الملهم الابّي إلا أنتم .
اخبركم بأنكم لم ولن تغيبوا عن أبصارنا طرفة عين , فأنتم بنظرنا الرمز الكبير الذي جعلنا ندرك بأننا أحياء لم نمت , و بأن كل الأحرار السوريين الشرفاء يبجلونكم و يعتبرونكم أبطال , اليوم , غيرتم نظرتنا لغالبية الامور , فبالأمس كنا نسير على رؤوسنا و كأننا جدل هيجل لدى ماركس , و لكن بسببكم اليوم نحن قلبنا الرأس أرجل و الأرجل رأس و اعتدلنا بالممشى , طريقنا طريقٌ طويل , و لكن العبره ليس بطول المسافه , العبره بصحّة الطريق و هذا ما يهم , فنحن بالأمس كنا نسير بطريق الجحيم الأرضي , و لكن اليوم رجعنا لنسير بالطريق الصحيح طريق الجنه الارضيه , كلما سرنا بالطريق وجدنا قرية الكرامه , و بعدها قرية المساواة , و بعدها قرية المجد و العز , و بعدها طريق الانسانيه , و بالأخير سنصل الى نهاية الطريق و نصبح مستوطنين بقرية الحريه التي بحثنا عنها منذُ سنين .
كنا بالامس نسير بالطريق الخاطيء , فظننا ان قرية المهانه هي قرية الكرامه , و ظننا ان قرية الظلم قرية المساواة , و ظننا ان قرية الذل و الخسّه قرية المجد و العزّه , و ظننا ان قرية القمع و الوحشيه قرية الانسانيه , و كنا نعتقد بأننا بطريقنا مُتجهين نحو الحريه , و لكن للاسف كنا نسير نحو العبوديه بأبشع أُطرها , الم اقل لكم بأننا كنا ضائعين قبلكم و طريقنا خاطىء !!؟ كانت بوصلتنا بالماضي تصديق الخونه و الدجالين و أحفاد مسيلمه الكذاب , و لكنكم اصبحتم بوصلتنا الحقيقيه التي تدلنا على الطريق الصحيح , فالبوصله اليوم لا تشير الا لطريق واحد هو ( طريق الحريه ) .
اليوم الكثيرون يقولون عنكم جيفارا الجديد , و لكن تشبيههم مجازي , فأنتم بنظرنا أعظم من جيفارا بنفسه , بل لو عاد الزمان و عشتم أنتم و جيفارا لأطلق عليكم جيفارا نفسه لقب ( المعلمين ) , أنتم أبطالنا و عظامنا و منقذونا , أنتم رمزنا الكبير الذي أعادنا للحياة بعد موت طويل, اليوم نحن نخوض معركة أنتم المسبب فيها , معركة الكرامه و الشرف , كنا نتفاخر برموزنا العظيمه السابقه , و كنا نبكي عليهم و نتذكرهم , و المشكله أننا لم نرى احد بأعيوننا , و أصبحنا نرى ان إمكانية وجود عظيم و خالد في عصرنا شىء مستحيل , و لكن المستحيل أنتم حولتموه الى حقيقه , و جعلت أحلامنا تتحقق بأن نرى بطل عظيم بأعيننا , أتعلمون بأننا فقدنا الكثير من أصالتنا و مجدنا فأصبح الغالبيه يعتبرون بأننا شعب ماضي لا وجود لنا بالحاضر ولا المستقبل , و لكن أنتم من جعلنا ماضي و حاضر و مستقبل , و براءتكم من نقلتنا من الماضي الى الحاضر و هي من تنقلنا للمستقبل .
أحبائي اليوم كما ترون نخوض معارك ضد الظلم و الاستبداد أنتم من اشعلها , عندما تنتهي معركة الشرفاء سيخلدونكم بكل شىء , حتى الثوره السورية ستكتب بإسمكم , كانت أحلامكم بسيطه عندما كتبتم على جدران مدرستكم , فها أنتم تكتبون تاريخ سورية الحديث فلن تغيبوا عن ذهن الشرفاء بكل العالم و ليس العرب و السوريين وحدهم , بالامس الكثير كان يخجل من إنه سوري, و لكن اليوم الكل يفتخر بأعلى الصوت بأنه سوري , أخبركم بأن الشرف لو تجسد برجل لقال انا أطفال درعا , و الكرامه و العزه لو تجسدت بشخص لقالت انا أطفال درعا , و الحريه و الانسانيه و كل المصطلحات العظيمه لو اختارت التجسيد بالشخوص لاختارات دون تردد ان تكون أنتم يا أطفال درعا .
منكم و بكم أخذت شرارة الثورة تندلع في شتى أنحاء سورية مؤذنة بدوران عجلة ثورة لن تتوقف حتى تقتلع أقدم نظام قمعي في المنطقة، وذلك كله بفضلكم يا أطفال درعا الكبار، الذين سيذكركم التاريخ يوماَ بأنكم كنتم مَن بدأ طريق تحرير سوريا من أسوأ عهود الظلم والطغيان.

الدكتو إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير سورية
- حسن الخيِّر .... قطعوا لسانه و أعدموه
- البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سورية
- القِدر لا يركب إلا على ثلاث
- مساء الخير يا وطني ..
- حوار .. تفاوض ..جدل ..
- أربع كلمات أسقطت الديكتاتور
- مبروك ها قد بانت بشائر النصر ...
- أيديولوجيا الربيع العربي


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إياد أبازيد - أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين