أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - لا خوف بعد اليوم














المزيد.....

لا خوف بعد اليوم


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 07:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا خوف بعد اليوم ، شعار رفعه التونسيون حين ثاروا فأطاحوا بدكتاتورية عتيدة ولكن يبدو أنّ دوائر الخوف عادت من جديد لتفعل فعلها...،هي مخاوف كان يقال لنا أن لا مبرّر لها في ظلّ بلاد في طريقها نحو التحوّل الديمقراطي ، وفي ظلّ أغلبيّة (حزب النهضة ) تعدنا بتحقيق أهداف الثورة وتكريس الديمقراطية ...وها نحن اليوم نثبت بالأدلّة والبراهين أنّ مخاوفنا مشروعة و ليس الخبر كالعيان .
مظاهر من العنف الممنهج ضدّ بعض الفنانين والمثقفين وأساتذة الجامعات فضلا عن انتهاك حق النساء على اختلاف انتماءاتهن الطبقية والثقافية في اختيار زيّهن...وفي الأفق مشروع مجتمعي جديد يدعو إلى الفصل بين الجنسين والحدّ من مكتسبات النساء وتقييد الحريات ...يحدث هذا في تونس ما بعد الثورة ، ومع كلّ يوم جديد نباغت بأحداث عنف جديدة ، وليس من قبيل الصدفة أن تتالى أحداث تنتهك فيها كرامة الأساتذة الجامعيين فمنذ أيام طلب من أستاذتين جامعيتين إعلان الشهادة أمام الجميع والالتزام بلبس زي شرعي، وقبلها طردت جامعية من مؤسسة عملها إذاعة الزيتونة بعد أن قرّرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنّها غير مؤهلة لتكون في هذا المنصب .
واليوم 28 نوفمبر 2011 فوجئنا بتهجّم فئة ،من المرجّج أنّهم من السلفيين على الأقلّ هذا ما يشير إليه زيّهم وما تومئ إليه طريقتهم في عرض ذواتهم: لحى طويلة وقمصان باكستان أو أفغانستان قصدوا كليّة الآداب بمنوبة، مطالبهم الظاهرة تمكين المنقّبات من حقّهن في التعليم وتوفير فضاء للصلاة وبرنامجهم الخفيّ الذي تجلّى في خطاب بعض من اعتلى سدّة الخطابة أسلمة المؤسسات الجامعية وتطهيرها من العلمانيين وتحرير الكلية من جيل ممثّل للاستعمار جثم طويلا على أنفاسها .
ولم يكن الأمر مجرد كلام بكلام بل هو كلام بفعال فحين عرضوا برنامجهم وحاول بعض الأساتذة مقارعتهم الحجّة بالحجّة تبيّن لهم أنّهم لا يقدرون على المحاورة لأنّ العنف سيّد الميدان في شرعهم. احتجزوا العميد وبعض الأستاذة وأعدّوا العدّة لقضاء الليل وربّما الليالي ...
ليست المسألة متعلّقة بحقّ منقبات بل هي محاولة فرض مشروع بالقوّة في وقت تمرّ به البلاد بظروف خاصّة. الرهان الحقيقي إذن: ضمان الحريات وتحقيق التعايش بين المختلفين أيديولوجيا وعقديا وسياسيا وثقافيا وفق مبدأ المواطنة والسير قدما نحو مجتمع تسوده منظومة قيمية تكفل الاحترام المتبادل والعيش معا.
كيف السبيل إلى تجنّب الصدام بين من يرى أنّ من واجبه أن يراقب وأن يفرض إرادته على الجميع ومن يدافع عن حق الفرد في الاختيار ومسؤوليته في تحمّل تبعات اختياراته. كيف نصون الحياة الخاصة وحرماتها تجاه سلطة جديدة كليانية ؟ كيف السبيل إلى مواجهة الفوضى بجميع أشكالها؟
ما كنّا نحسب أنّ الدكتاتورية تترك مكانا لنشأة دكتاتورية جديدة بمثل هذه السرعة وما كنّا نتوقّع أنّ أكبر إنجاز تحقّق في تونس منذ الجمهورية وكان مفخرة التونسيين بين الأمم سيستهدف مباشرة بعد الثورة وهي التي لم ترفع شعارات من قبيل نِقابي عنوان عفّتي ولا المصلى قبل الدرس ...شباب الثورة طالبوا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وحقّ العمل ...شهداء الثورة ضحّوا من أجل أن تعيش أجيال من التونسيين مستمتعة بحقوقها الأساسية والإنسانية، وشتّان بين مطالب هؤلاء وهؤلاء والأساليب المتوخاة :ثورة سلمية حضارية رفعت فيها الفتيات على الأعناق واشتبكت فيها أيادي الرجال والنساء، الشيب والشباب ، حشود كالبنيان المرصوص تهتف الشعب يريد إسقاط النظام ، ارحل.وهجمات منظمة واقتحامات للمؤسسات الجامعية ومنع للطلبة من إجراء امتحاناتهم بالقوّة، وسوقهم قسرا إلى الساحات وترويع الموظفين والموظفات وتهافت على الخطابة في زمن كثر فيه الناطقون نيابة عن الله.
كنّا ننتظر من جيل تحرّر من الاستبداد أن يبدع ، أن يشمّر على السواعد وأن يساهم في البناء ، أن يطرح علينا أفكارا جديدة ومشاريع وتصورات تطّور منظومتنا التعليمية المهترئة. كنّا ننتظر من شبابنا وشاباتنا مقترحات تعبّر عن تطلعاتهم وآمالهم ، كنّا نتوقّع بناء علاقات تفاعلية جديدة غايتها محاربة الأمية والفقر والتهميش والقمع ...ولكن يبدو أنّ الوقت لم بحن بعد مازال أمامنا الكثير.
وفي انتظار ذلك نقولها عاليا:نرفض ارتهان مؤسساتنا الجامعية فمسؤولية المربي/ة والمثقف/ة جسيمة تتطلّب منه الدفاع عن الثوابت الأكاديمية وأوّلها الدفاع عن استقلالية المؤسسات الجامعية كما أنّنا لا نقبل ولن نقبل بسوق شباننا وشابتنا المغرّر بهم نحو الهاوية ، نحو عبودية جديدة لخطاب يهدم ولا يبني لخطاب يفرّق ولا يجمع ...سنحميهم ونحمي مؤسساتنا بكلّ ما اوتينا من جهد وحتى آخر رمق ...شعارنا لن تمروا إلاّ على جثثنا .



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...
- استرجل...أصل الرجولة مش سهلة
- كتابة الهجرة السرّية من منظور نسائي
- أن تكوني ناشطة حقوقية مستقّلة في مجال حقوق الإنسان للمرأة
- غزة والرابح الأكبر
- النساء بين عنف النصوص وعنف التأويل
- الجسد الأنثوي والعلامة: قراءة فيما وراء الحُجب
- المفكر العملاق
- تأثير العنف في المشاركة السياسية للمرأة العربية
- من مظاهر ارتداد المجتمعات الإسلامية: -جندرة- الفضاءات
- منزلة المِثليين في خطاب الإسلاميين القرضاوي نموذجا
- المسكوت عنه في قضية إمامة المرأة الصلاة


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - لا خوف بعد اليوم