أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - صلاح الداودي - لا مستقبل للأمل الثوري دون ولادة يسار ثوري















المزيد.....

لا مستقبل للأمل الثوري دون ولادة يسار ثوري


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:14
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


لا زهر ينبت إلى حدّ الآن على الارض التي هاجر منها الشهداء. لا زهر يشتمّ من نباتات ما يسمى بالثورات العربية بين ألف سياج. لا اسم مشترك لزهر حدائق ما يسمى بالربيع العربي بين أكسح جفاف وأعتى فيضان. إنه زهر الخيمياء.

لقد توجه التدمير في الأصل ضد الحياة البشرية أو ضد الحياة الاجتماعية لعموم الناس وضد أوسع طبقة ممكنة من عموم الأحياء وقوى الانتاج وطاقاته وعموم المادة البشرية القابلة للاستغلال والاستثمار في حياتها كما في موتها وفي واقعها كما في أحلامها جميعا. وبالخصوص أغلب عموم جماهير الفقراء المرتهنين لوحوش رأس المال العالمي الأجنبي و المحلي الوطني وليس ضد قوى سياسية بعينها. غير أن ذلك لا ينفي أن آلة التدمير الامبراطورية والكولونيالية والدكتاتورية كانت مركزة أكثر على جمهور الترّوقراطيين (جمهور سلطة الارهاب المحتمل) الذين صنّعتهم إمبراطورية الترّوقراطية نفسها في سياق مغامرات رأس المال الحربي في تجارة الحرب والاستثمار فيها. لقد تحولت حروب الاستثمار إلى مصالح متبادلة بين الرأسمالية العالمية المندمجة أو المعولمة والرأسلامية المعولمة (إمبراطورية الإسلام الرأسمالي العالمي المنشودة-الموعودة وهي سلفيّة صهيونية مقلوبة) بعنوان ديانة رأس المال أو الدينمالية الشاملة التي تعيش على ضخ المال الدموي المعادي للحياة والذي لا ضمير عنده ليؤمن ولا عقل لديه ليفكر. وفي مطلق الأحوال لا مصلحة للشعوب في هذا الرهط من التوحش العدمي فلا هو يصلح كدين للحياة ولا هو يصلح كعقيدة اقتصادية.

يبدو أن ما وقع في تونس مثلا من انسخاط ومن انتفاض ومن عصيان كان في العمق وفي الشكل حركة ثورية غير مسبوقة. و هو على وجه الدقة عصيان اجتماعي حيوي بيوسياسي تعمق وتوسع إلى الحد الذي تمّ فيه ترتيب إخراج بن على أو بالأحرى تهريبه من البلد لمّا كانت فئة من المناضلين الأقليين تنبح بلا جدوى يوم 14 جانفي (وهو مجرد يوم) "الشعب يريد ايقاف بن على". وما كان للأمن والجيش أن يقبل بذلك ولا أن يرفض عكسه أو أن يفعل غيره لأنه كان مكلفا بمهمة الحفاظ على أرواح المدنيين العزل (بعد موجة القتل التي تراجعت تدريجيا بعد ذلك) ومحاولة فك الارتباط مع العصابة المسلحة التي كان يخضع لها وكان يحميها ويجسد ذراعها المسلح أو يمثل إرهاب الدولة إذا اعتبرنا أنها دولة. وكان لتأمين مصالح رأس المال الإمبراطوري-المحلّي وخدمه. ومن ذلك عدم السماح لجماهير الشعب بالوصول الى السلطة (المال والسلاح والإعلام). لقد بدأت الحركة الثورية إذن عفوية وأناركية فوضوية بكل المعاني الايجابية ولحسن الحظ كانت كذلك وغدت تنتظم بالتقدم والتعمق والتوسع والتدريج وعالمة تماما بالفراغ النضالي النقابي والسياسي الرهيب ومتوقعة للتطرف الأمني وللانفلات الامني الفظيع ومصرة عازمة على هدف اسقاط النظام بأسره. وكان الامر في المنطلق حدسا ثوريا قويا وضميرا ثوريا تضامنيا غير قابل للقتل واندفاعا فذا للتضحية مع ابداع التكتيكات الميدانية في الاثناء. إلا أن الانقلاب الديمقراطي ( بمعنى الافتكاك الناعم للحكم) نصف العسكري نصف الأمني، (بمعنى تحويل الوجهة أو الانتقال بالشعب إلى شيء آخر غير مصيره الثوري)، على حركة الجماهير كان طبيعيا ومتوقعا فلا الأجهزة التي بيدها السلاح كانت تطرح على نفسها تحرير الشعب بالكامل من الداخل ولا الخارج ولا كانت تستطيع ذلك وتمتلك قرارها ولا هي مهيأة له ولا لتسليم الحكم للشعب ولا هي قادرة على الحكم العسكري نفسه في ماعدا المراقبة والحراسة تحسبا لكل طارئ ثوري راديكالي. كان في الظاهر حقنا للدماء ولكنه إنهاء للصيرورة الثورية وانجاح لحالة التسييج وحالة الطوارئ واحكام القبضة الامنية التي كسرتها الجماهير (أقل من عشر الشعب) بالعصيان الاجتماعي في غير مرة وابقاء للنظام على ما هو عليه. ولا تحولت هذه الجماهير الى قوى ثورية فعلية تملك أدوات التغيير الثوري والتأسيس للديمقراطية الثورية بدلا عن نقل السلطة أو ما يسمى بالانتقال الملون والمتفق عليه إلى الديمقراطية اللبرالية الخادعة بما في ذلك ما يسمى بالانتخابات. انتهى الأمر باختصار إلى تدمير السلطة التأسيسية الفعلية والوحيدة وهي جماهير الشعب.

لقد كانت التعبيرة السياسية اليسارية ضحلة جدا وضعيفة جدا ولا عمق شعبيّ لها إضافة إلى كونها لم تطرح على نفسها بالمرة تشكيل حكومة ثورية بافتكاك الحلقة الأقوى أعني دوائر المال والإعلام والسيادة والتمثيل الشعبي (رغم حقارة الكلمة)، (مثل البرلمان) والاستعداد أكثر فأكثر لمواجهة الرصاص سلميا بالإضراب العام البيوسياسي ومواصلة العصيان الاجتماعي الجماهيري بدلا عن الاعتصامات الجامدة والمجمّدة. ورغم ذلك فلقد كانت الجماهير المقيمة في تونس الجمهورية والناقمة على النظام من سياسيين وغير سياسيين بالأساس (وبالأساس في دواخل وجنوب البلاد) والفئات الخطيرة والمناضلون الشباب المعطّلون عن العمل واليساريون القواعديون هم المحرك الاساسي ونجزم أنه الوحيد. وأمّا التعبيرات الحزبية والجمعياتية وغيرها فلقد ساهمت بشكل فعال ومباشر في مجابهة المد الثوري لمّا دخل بسرعة جنونية وبزمنية ثورية تقاس بما بعد البرق والصوت منعرج اسقاط النظام الذي نادى به بعض شباب اليسار المستقل والمنظم وبعض أفراد المعطّلين عن العمل بالعاصمة وذلك انطلاقا من 18 ديسمبر وما بعده أي منذ اليوم الموالي لاستشهاد البوعزيزي (السبت، بطحاء محمّد علي، الثالثة مساء) بالتوازي مع احتجاجات الجماهير في سيدي بوزيد، ولمّا لم تعد تستطيع بعد ذلك بأسابيع الالتفاف على السيرورة الثورية والمفاوضة باسمها من أجل الركوب على نتائجها. وبشكل مباشر ولكن بطريقة أكثر تخفيا وتمويها بالنسبة للبعض الآخر من هذه الحزيبات أو الحزازيب والنقابات والمنظمات لمّا أصبح سقف المسار أعلى و أعلى من كل توقعاتها وكل حساباتها ولمّا أصبح أكثر تجذرا وأكثر استقلالية في الوقت الذي لم تقدم فيه تصورا فعليا عن الأساس المادّي للمجلس الثوري التاسيسي وبينما كانت تتسول مسخا لذلك من سلطة ميّتة وغير شرعية ولا مشروعة حسمت فيها الجماهير ولم تكن تنتظر إلاّ المحاكمة بعد اسقاط أية حكومة كانت في الشارع ولو فُرضت بالرصاص. كما استماتت في تعطيله وفي غدره أيّما غدر من فجر الأسبوع الثاني من جانفي 2011 وحتى ما يسمى انتخابات وما بعدها والى الآن مرورا بحصره في رأس بن علي وشعار ارحل وهو اقتباس لا بل تنفيذ لأفضل سيناريو سعى إليه الاّعب الاستعماري ووكلائه رغم أن الشعار تونسي أصيل وقديم. تمثل ذلك في تخريب اللحظات الثورية والانتهاز والسمسرة والتسويات والصفقات والابتذال والغباء والطمع والخوف من الحركة الثورية والخوف من الديمقراطية والحرية وكذا الخوف من التورط في المسؤولية ومن ملفات الفساد الأمني والبيروقراطي والبوليسقراطي. هذا علاوة على التبعية للخارج و الخوف من التفكك الذاتي ومن انكشاف الحقائق كما الخوف من الطاقات الثورية الفعالة وذات المصداقية وطبعا عدم تأصيل وتبيئة النضال الثوري والنضال الاجتماعي وعدم فهم الوحدة الثورية والصراع وادارته الى جانب طريقة الالتحام بالجماهير ومرافقتها والتنظم معها لتركيز نموذج مقاومة محلية ونموذج مجتمع أهلي مناضل في إطار تجربة ثورية جماعية. يبقى أن آخر ما يفسر كارثة اليسار في تونس والذي لم يكن ليؤمن فعلا بما أنجز هو الأمراض الصبيانية والذاتية والزعاماتية الكاذبة والتطرف العلماني الفاشي المعادي للإسلاميين بالمطلق. وإلى ذلك يسار السوق أو اليسار اللبرالي: أو اليسار الحكومي: يسار بورقيبة وبن علي وهو يسار انتهازي وعميل لم نعد نحسبه يسارا أصلا. هذا ولم تستثن القوى اليسارية شبه المنعدمة من الاضعاف والافساد والاستشراء والاستئجار لإعانة الدكتاتورية على جماهير الحيوانات البشرية الطبيعية المهددة والمعرضة لكل أنواع الإفناء والتي يمكن أن تثور في أية لحظة متحولة إلى حيوانات سياسية.

يبدو أن ما يسمي باليسار في أوطاننا الأصلية والذى تربى في أغلبه على العبودية والعبودية الطوعية لم يتربّ ولا يبدو أنه يتعلم شيئا جديدا طالما لا يستطيع في الأقصى أن ينظف عرضه أمام أجهزة الدكتاتوريات البوليسية العسكرية واللبرالية الملونة الصاعدة وأمام المواد البشرية الهاملة على وجهها أو المنبطحة على بطنها والتي لا تصوت إلا للأمن والاستقرار الحيواني الذي تعودت عليه. و ذلك لا يعني إطلاقا انه لم تكن هناك فرقة من اليساريين ناجية. ولذا
سوف يكون ربما من الممكن أن نتحدث عن اليسار وعن دوره إذا فعلا انصرف الى اسقاط الأنظمة وإلى تفكيك الدكتاتوريات وساهم فعلا في مصارعة واضعاف وتفكيك امبراطورية العولمة الرأسمالية من أجل اسقاطها. لا يوجد يسار ثوري بل يوجد مناضلون ثوريون صامدون ونزهاء وبعض الحساسيات والنواتات الصلبة الثائرة في جانب منها والثورية في الجانب الآخر غير المعلنة حينا وغير القانونية حينا آخر من ماركسيين ولينينيين وستالينيين ويسار قومي عروبي وأمميين وخاصة وبخاصة من فوضويين وتروتسكيين وماويين ومجالسيين وأوتونوميين . ولا يوجد اسلام ثوري بل يوجد اسلام سوق بالمعنى الواسع والعريض أي من تجارة الموز وحتى تجارة اليورانيوم مرورا بتجارة الروح والهواء والوهم.

يتعلق مستقبل الأمل فعلا بالصراع البيوسياسي الدائم المضاد لديانة المال : رأس المال وقلب المال على قاعدة المشترك الثوري الديمقراطي الذي هو قيد التأسيس من طرف أقلية من الجماهير في أفق مشروع جمهوريات أوسع الجماهير.
وفي الواقع الحالى لا يزال اليسار سلفيا وأوديبيا وأيوبيا وباباويا وباطرياركيا وسيزيفيا وسكسيكولوجيا وذكوريا مضادا متصابيا ومخصيا وعاقرا ولا يؤمن بالعِلم الثوري ولا بالمعرفة الطبقية ولا بالأدوات التنظيمية المقاومة من المنظمات الثورية إلى أدوات الذكاء التكنولوجية إلا في أتفه استعمالاتها ومستوياتها.

لقد ظلت شعوبنا مستعبدة ولا يجب أن تظل كذلك. ومن أجل ذلك يمكنها ان تتنظم ذاتيا وأن تفرز قوى ثورية تستند الى نفسها وتقاوم الاستبداد والاستعباد والفساد. يمكنها على النحو هذا أن تستنير بدروب الانتفاضات والتمردات والمقاومات والثورات وبالأولى تاريخنا نحن وأن تستفيد من حركة جماهير العالم المناهضة للعولمة الرأسمالية وأن تعمق وتأصّل فكرة اليسار الثوري الجماهيري الذي يقدّر الجماهير ويعمل بهاجس ثقافي وفنّي وفلسفي تثويري جاد ومناضل مثلما تفعل مؤسسة الحوار المتمدن التي هي على رأس القوى الاعلامية الثورية المساهمة في فهم وافهام مجتمعاتنا ودعم عمودها العلمي والطبقي من أجل درب الحرية والتحرر الطويل والملغّم.



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في الشغل هو الحق في الحياة
- بالامس بطالة وغدا كساد
- ضد الليبرالية الملونة: لنتحالف مع الشهداء من أجل توسيع جبهة ...
- من أجل دستور ثوري يجسّد ديمقراطية الجماهير الجذرية
- هل تتجدد أحلام الشهداء؟
- التسعيرة الفورية لأسعار اللحوم الشهيدة في الجنوب الغربي التو ...
- دفاعا عن الشعب التونسي الحر مرّة أخرى: برقية عاجلة إلى مؤسسة ...
- المبدأ والأساس ،تونس على طريق الثورة:
- حالة مواطنة: من تونس الاسم المجرّد إلى تونس الاسم المشترك.
- من الديكتاتورية إلى الانتفاضة ومن الثورية إلى الديمقراطية:رد ...
- رسالة إلى رائحة الضمير الثوري العامي : هلاّ أتاك صوت الشهيد؟
- إلى الضمير الثوري العالمي، لمن استطاع إليه شهيدا
- الشهيد يريد
- كيف التناصف والشباب أكثر من نصف المجتمع؟
- بكاءً لتونس
- رسالة عاجلة إلى سيد السيادة: الشعب التونسي
- النظام الانتخابي الاستثنائي للمجلس الوطني التأسيسي: الحل الث ...
- مقترح توطئة للدستور التونسي الجديد: محاولة أولى
- الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة
- ملاحظات حول مقترح المرسوم المتعلق بإحداث الهيئة العليا المست ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - صلاح الداودي - لا مستقبل للأمل الثوري دون ولادة يسار ثوري