أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - سبع ساعات من الرعب داخل ثكنة كتيبة الفضيل















المزيد.....

سبع ساعات من الرعب داخل ثكنة كتيبة الفضيل


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كانت كتيبة الفضيل بوعمر الأمنية بمثابة الباستيل(سجن و حصن في باريس شيد في القرن 14.بقى رمز للجور و الاستبداد)في بثها الذعر والرعب في قلوب الليبيين المقيمين ببنغازي على مر السنين ، والتي جرى اعتقال عدد كبير من شباب وشابات المدينة في الأيام الأولى للمظاهرات بداخلها ، والقيام بتعذيبهم ، بل والاعتداء عليهم جنسيا ثم إطلاق النار على مشيعي جنائز الشهداء(يوم 18/19 فبراير)مما دفع المواطنين لرشق الكتيبة بالحجارة ، ثم تتطور الأوضاع إلى الاشتباك بين كتيبة مدججة بالأسلحة المتطورة ، وبين شباب عزل إلا من زجاجات الملوتوف أو لحجارة ، وكان من بين هؤلاء مواطن ليبي غيور على بلاده كان ينتظر هذه الفرصة لإعلان رفضه للنظام القمعي الذي ظل جاثما على صدر المواطن الليبي أربعة قرون كاملة.

هذا المواطن هو رمضان الشيخي الذي عاش سبع ساعات كاملة من الرعب في مقر كتيبة الفضيل بوعمر الأمنية في بنغازي، وكأنها الدهر كله!يصف رمضان الشيخي (... عاما)، الذي اعتقل يوم 20 فبراير 2011 أثناء تظاهره أمام كتيبة الأمن ،الأساليب الوحشية التي استخدمتها أجهزة الأمن التابعة للعقيد معمر القذافي في تعذيبه بعد القبض عليه مع مجموعة أخرى من المتظاهرين، من الضرب المبرح والصفع والتهديد بالقتل إلى الحرب النفسية طوال فترة الاعتقال. وقال إنه كان يحاول لحظة اعتقاله الاقتراب من احد مداخل كتيبة الفضيل بوعمر، لمساندة الشباب الذين كانوا يتساقطون أمامه جرحى وقتلى!!

لكنه سمع بجواره صوت رصاص اتضح فيما بعد أنه صادر عن جنود قريبين من المقر الأمني ضد جنازة الشهداء الذين سقطوا في أول أيام الثورة، وكان ذلك يوم 20 فبراير وأضاف أن ثلاثة عسكريين قبضوا عليه، واقتادوه تحت وابل من الضرب بالهُريّ والركل بالأرجل إلى داخل الكتيبة وغرفة الحجز ليجد مجموعة من الضباط والجنود في انتظاره استعدادًا لجولة أخرى من الضرب.
ويتحدث الشيخي عن الساعات السبع المرعبة التي قضاها داخل المعتقل، وذكر أن الجنود تعمدوا أطلاق الرصاص فوق رؤوسهم، لإدخال الرعب في قلوب
المعتقلين.ويحكي لنا القصة من البداية..بمجرد أن شاهدنا على قناة الجزيرة أحداث يوم 15 فبراير أمام مديرية الأمن في بنغازي والاعتداء على أهالي مجزرة أبو سليم، قرننا نحن مجموعة من الشباب مساندة الأهالي المحتجين، وتجمعنا بعد ساعات في ميدان الشجرة وسط بنغازي، وبدأنا نهتف بإسقاط النظام،ونردد هتافات أخرى مثل جاك الدور يا معمر يا دكتاتور ..والشعب يريد إسقاط العقيد في مظاهرة سلمية.واشتبكنا مع رجال الأمن،الذين كانوا يحاولون تفريق المئات من الشباب المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.والذين تجمعوا بميدان الشجرة وشارع عمر بن العاص وتراشقنا بالحجارة مع عناصر من اللجان الثورية المؤيدة للنظام الليبي كانت تساند رجال الأمن في عمليات كر وفر.وانضم إلينا بعد ذلك أهالي ضحايا مجزرة أبو سليم بعد الإفراج عنهم من مديرية الأمن.وفي هذه الاشتباكات سقط منا قتيل من المتظاهرين ونقل عشرات الجرحى إلي مستشفى الجلاء لتلقي العلاج، وهناك جرت اشتباكات أخرى مع رجال الأمن، بعدان دخلنا لمدرسة قريبة من المستشفى، وقمنا بتحطيم صورة كبيرة للقذافي،وأشعلنا فيها النار.واتسع نطاق التظاهرات في اليوم التالي حيث انطلقت مسيرة احتجاجية في الساعات الأولى من صباح اليوم،تصدت لنا الشرطة،وأطلقت علينا الغاز المسيل للدموع وفرقتنا بالعنف. كما قامت سيارات أمن وشرطة بزي مدني بمواجهتنا بالقنابل المسيلة للدموع والهراوات والماء الساخن مما أسفر عن قتيلين وعشرات الجرحى.ثم وقعت اشتباكات أخرى في ساعة متأخرة بيننا،وبين قوات الشرطة وعناصر مؤيدة للحكومة من جهة أخرى.وأسفرت الاشتباكات، عن إصابة الكثير منا.كما تراشقنا بالحجارة مع عناصر من اللجان الثورية، وكنا نردد نهتف هتافات مناهضة وفي ميدان الشجرة حيث تجمعنا، وصلت أعداد كبيرة من الحافلات التابعة للدولة أنزلت حشدا من عناصر اللجان الثورية، وكانوا محملين بالهراوات والسكاكين ومدعومين بقوات من الدعم المركزي، وأغلقوا الطرق رئيسية التي تؤدي إلى وسط المدينة حيث كنا نتجمع ، واستمر الحال حتى يوم 18فبراير، فقرننا الاعتصام في ساحة التحرير بمجمع المحاكم.وفي صباح اليوم التالي تعرضنا للهجوم من قبل رجال الأمن واللجان الثورية والمرتزقة عل خيامنا، فتصدينا لهم بقنابل المولوتوف ودحرناهم.
في ذلك اليوم رفعنا العلم الوطني وعلم الاستقلال، ولأول مرة، منذ أكث من واحد وأربعين عاما، فوق مبنى المحكمة في مدينة بنغازي، يوم السبت الموافق 19 فبراير 2011، وفي نفس الوقت أسقطنا علم القذافي ودسنا عليه بأقدامنا، في مشهد جليل، عندها قررت حمل لافتة مكتوب عليها عبارات تنديد بمجزرة أبو سليم وطفت بها ساحة المحكمة.وفي يوم الأحد 20فبراير،كان بداية المواجهة الشديدة والمباشرة، صلينا الظهر في الساحة وبدأنا مسيرة حمل النعوش إلى مقبرة الهواري سيرا على الأقدام وانطلقنا من شارع جمال عبد الناصر باتجاه منطقة البركة وكان الحشد كبيرا، ويقدر بالآلاف،وسميت تلك الجنازة بجنازة التحدي.وعند وصولنا لمقر الجامعة المفتوحة، مقابل كتيبة الفضيل، بالقرب من جزيرة الدوران، أطلقنا الهتافات المنددة بالقمع والإرهاب،فبدأ إطلاق الرصاص علينا من القناصة خلف أسوار سور الكتيبة، وبدا الشباب بصدورهم العارية وبإرادتهم الصلبة يتساقطون جرحى وموتى.واستمر أطلاق النار علينا بكثافة، فاحتمى البعض بقسم الشرطة "البركة"المواجه للكتيبة، فانهال الجنود من الداخل بالصواريخ ومضادات الطائرات، فرفض المتظاهرون الهروب.حاولنا الاختباء لكن زخات الرصاص كانت قوية، لجأنا إلى سور الجامعة للاختباء من الرصاص من نوع المستخدم المضاد للطائرات!!!المنهمر علينا من كل جهة، فأسرعنا واحتمينا بقصر البركة القديم،وهو اقرب مكان للكتيبة،وهناك تم الالتفاف علينا ومحاصرتنا،والقوا القبض علينا،وجرجرونا إلى داخل الثكنة المحصنة، ومن هناك إلى سجن صغير ذو بوابة حديدية وبه فتحتان فقط يدخل منهما الهواء .وهناك تعرضنا للضرب والركل ونزعوا عنا ملابسنا،وكمموا أفواهنا وأغلقوا عيوننا، وربطوا أيدينا، مثل هؤلاء الذين كن نشاهدهم في معسكر اعتقال جواتينامو! في هذا المكان لم نعرف ماذا يدور حولنا، فقط أصوات الحراس والجنود الذين كانوا في حالة من الهلع..نسمع صوت أحذيتهم الثقيلة..يجرون هنا وهناك، ويطلقون الرصاص في كافة الجهات..وفي كل ساعة يحضر إلينا احدهم ويهددنا بأن مصيرنا هو الإعدام، والآخر يقول خلصونا منهم بسرعة، ونحن نسمع هذا الكلام، والرعب يتملكنا لا نعرف ما هو مصيرنا؟ واستمر هذا الحال سبع ساعات كاملة، ولم ينقذنا إلا اقتحام الكتيبة.من قبل شباب كانوا فوق جرافات أو بلدوزرات،أو "كواشيك"بدأوا في تحطيم الأسوار، واقتحام الكتيبة، عندها هرب الجنود، ولكن احدهم ضربني بعقب المسدس على راسي ففقدت الوعي ، ولم ادري بنفسي إلا وأنا ممددا على سرير مستشفى الجلاء، مغطى ببطانية خضراء، والأطباء يقومون بمعالجتي من الكدمات والجروح، وعندما أفقت من الصدمة، رفعت الغطاء ونهضت من السرير وجريت نحو الباب الرئيسي للمستشفى فلحق بي الممرضين وأرجعوني إلى الحجرة..كنت في حالة هستيرية، ولا ادري ماذا افعل..فقط أريد العودة إلى حضن أمي وصورة وجهها الذي لم يفارق خيالي طيلة الساعات السبع التي قضيتها في سجن الكتيبة.المهم تعرف علي احد الأخوة واستدعى إخوتي الذين حضروا في الحال لنقلي إلى مستشفى 1200 سرير لتلقي العلاج من إصابة بليغة في رجلي وفي مؤخرة راسي، خرجت بعد يومين، وعدت لساحة الاعتصام بمجمع المحاكم، ومنذ ذلك اليوم وأنا حريص على رفع علم الاستقلال المميز الذي يعرفه كل الناس هناك، وأظل ألف به الميدان ساعات، مما لفت انتباه كل القنوات الفضائية التي أجرت معي مقابلات وصورتني مع العلم، كما قامت قناة تلفزيونية أوكرانية بتسجيل روايتي عن يوم سقوط الكتيبة والتجربة المريرة التي مررت بها، أنا لن انس هذا اليوم ولن استطع أن أزيله من مخيلتي.في تلك اللحظات تذكرت مقولة كتبها مهندس بترول ليبي تقول”(ستبدي لك شمس الحقيقة بما يخفيه ضباب الأيام).كان من واجبي أن أشارك أبناء بلدي في كفاحهم من اجل التخلص من حكم الطاغية وكنت مستعدا لدفع الثمن، والحمد الله الذي من علينا بالنصر.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية كذبة الاصلاح . . نهاية المستبد الصغير
- هتافات وتعبيرات رافقت ثورة 17 فبراير
- ليبيا لا تبنى إلا بالحب . . أولويات المرحلة المقبلة في ليبيا
- بنغازيات ... منارة خريبيش
- من أجل قيام دولة المؤسسات في ليبيا ،سيدي المستشار عبد الجليل ...
- بنغازي... العودة الى النبع الاول
- مكياطه...وطياح!!!!
- عمر المختار ملهم ثورة 17 فبراير
- مقاهي بنغازي... صحبة وأنا معهم !
- الشعب الليبي قال كلمته !
- الكشافة في بنغازي عمل دائم ومستمر من اجل خدمة المجتمع
- إعلام القذافي .. 42عاما من الكذب المتواصل!
- إعلان نهاية عصر التهديد ولغة القتل
- مناقشات بيزنطية في المسألة الليبية!
- ليبيا.. ذكريات مؤلمة في شهر رمضان
- الصحافة الليبية بين عهدين
- نهاية طاغية..
- نهاية صاحب الفيل قريبة....
- أنتبهوا .. يا شباب الثورة
- دع وطني يموت في سبيلي


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - سبع ساعات من الرعب داخل ثكنة كتيبة الفضيل