أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بوعلام عصامي - مصنع إنتاج الديكتاتوريات -made in-Arabia















المزيد.....

مصنع إنتاج الديكتاتوريات -made in-Arabia


محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))


الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 09:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من غريب الصدف أو ربما من بواطن الحِكم أن منطقة الشرق الأوسط أو المشرق العربي ومنطقة الهلال الخصيب(مهد الحضارات الإنسانية الأولى)، هي البقعة من هذه البسيطة التي تعتبر مهد الأنبياء والرسالات السماوية، من الخليل إبراهيم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، مرورا بعيسى وموسى عليهما السلام، ولكنها في نفس الوقت الرقعة من هذه البسيطة المتخصصة في إنتاج أعتى طغاة الأرض من الفراعنة والديكتاتوريات، من النمرود إلى فرعون الذي استعبد الناس وقال أنا ربكم الأعلى، مرورا بأقوام صالح وهود وعاد وثمود وغيرها من الأمم التي عُرفت بالتسلط والتجبر واسترقاق الناس والاستحواذ على الخيرات من الأموال والنعم وكل زينة في الحياة الدنيا.
وسنجد في الضفة الشمالية من شرق حوض الأبيض المتوسط،الحضارة اليونانية مبتكرة الديمقراطية والتي تعني بكل بساطة حكم الشعب،ورغم اقتصارها على ارستقراطية الشعب اليوناني واتسامها بديمقراطية الطبقية المجحفة إلا أنها في سياقها التاريخي كانت المعطى الأهم والأبرز في قوانين اللعبة الديمقراطية المجيدة، هذه الحضارة التي هي في الأصل حضارة شرق أوسطية أكثر منها حضارة غربية في تصنيفها الغير العلمي والدقيق، فلا من الناحية الجينية للشعب الإغريقي-اليوناني ولا من الناحية الثقافية ولا من حيث المعطيات التاريخية باستثناء الرقعة الجغرافية عند التدقيق في المجهر والتحقيق في المعطيات لا يمكن من الناحية المنطقية أن تصنف كحضارة أروبية بشكل مطلق. فهي بين البينين على الأقل، قبل أن تصنف كحضارة وتراث أوربي بشكل مطلق وتلحق بالحضارة الرومانية التي بنت أعمدتها وأسسها الأولى على ما تركه هذا الفكر اليوناني والإغريقي من تراث إنساني في مختلف المجالات. ليصبح الركيزة التي ستصطبغ بها حضارة الإمبراطورية الرومانية التي نهلت من حضارات جنوب البحر الأبيض المتوسط مهد الحضارة الإنسانية.

لنعد نحو الجنوب المتوسطي، فرغم مرور بعض النقاط البيضاء المشعة من تاريخ المنطقة، المتخصصة في إنتاج العناكب القاتمة من الظلم والتجبر والتسلط، إلا وأبت أن تعود وتتمسك بطبيعتها الاستبدادية في حكم المطلق، كما هو الشأن في مضرب المثل عند حليمة في عودتها دائما الى عادتها السيئةّ، أثناء كل محاولة من حاتم الطائي لإصلاحها إلا وباءت بالفشل!
فقصة موسى كما ذُكرت في القرآن الكريم مع بني إسرائيل، الذين كانوا عبيدا في الحضارة الفرعونية، حتى أنزل الله موسى في قصة تحريرهم كعبيد من فرعون الذي جعلهم كشعب في خدمة جبروته وادعائه الربوبية. فقصة الحكم المطلق قديمة قدم الفراعنة في المنطقة، جبروتهم واستخفافهم بالناس جعلهم يستحوذون على الأرض وما عليها من بشر وحجر وشجر، وامتلكوهم كما يمتلكون الدواب.
وسرعان ما تحول هذا الشعب من بني إسرائيل، الى آلة للقتل والتقتيل والعلو الكبير من التجبر والتكبر والطغيان العنيد. بينما كان داوود النبي، ذلك الراعي البسيط رمزا للعدل والضعفاء والمضطهدين في مقابل الطغيان والتجبر، عندما خرج بمقلاعه الصغير(هو نفس المقلع الذي يحمله الطفل والشاب الفلسطيني الآن في كل انتفاضة فلسطينية) في مواجهة جالوت المدجج بالسلاح والدروع كرمز للظلم والتجبر والطغيان واحتقار المستضعفين من البشر عندما سخر جالوت من داود وأهانه وضحك منه..
بقيت هذه القصة الإيمانية وما تحمله من دلالات عميقة كتذكير قرآني للإنسان وتحذيره من ميولا ته العدوانية والعنصرية منها وما تأمره النفوس.. وإن النفوس لأمارة بالسوء.

ننزل قليلا الى الجنوب نحو منطقة الحجاز، ونزيد قليلا الى الأمام في لغة الأرقام والزمن، الى عهد الخلفاء الراشدون الأربعة، تلك الفترة التي لم تتجاوز الثلاثين سنة في عمرها الراشد من تاريخ المنطقة. لتعود ثانية الى عادتها السيئة والقديمة من التسلط والتجبر والاستحواذ بالرأي والقرار والمال والأموال والبشر والدواب..
وعند التحقيق والتدقيق في هذا العصر، وكيف كانت تقتل الأمة أبناءها العادلين والأوفياء، بكل سخط وهمجية وجنون السلطة والسلطان والتسلط. لا نملك إلا التأسف والتأسف ولاشئ غير التّأسف!!
فأبو بكر الصديق الذي تجاوزت مدة حكمه السنتين فقط، خرج عليه من خرج من الأعراب مع مسلمة بن حبيب أو "مسيلمة الكذاب" في حروب الردة. ثم حكاية عمر الذي لقب بالفاروق وأصبح مضرب المثل الى يومنا هذا في العدل، فقد قتل غدرا أثناء أداء الصلاة.
وعثمان بن عفان جامع القرآن الذي مات مقتولا -في الفتنة الكبرى- وهو جالس في منزله يقرأ القرآن.
ثم علي بن أبي طالب الذي انتهت فترة الخلفاء الراشدين بعد مقتله، حيث مفترق الطرق نحو فترة أثرت كثيرا في مستقبل تاريخ العالم الإسلامي والجنوب المتوسطي والعالم القديم ككل.
وحتى عمر بن عبد العزيز الذي جاء من قلب الدولة الأموية حيث سمي بالخليفة العادل لمكانته وعدله في الحكم واهتمامه بشؤون الناس صغيرهم وكبيرهم. اشتهرت فترة حكمه بأنها الفترة التي عم فيها العدل والرخاء أرجاء البلاد.وتلك الفترة لم تدم سوى عامين وخمسة أشهر حقق فيها للمنطقة من رقي وازدهار انساني ما لم يحققه اعتي المتسلطين و الجبابرة، حيث انتشر العلم وحركة الترجمة للعلوم وبناء المدارس ونسخ الكتب وتوقفت الحروب والفتن وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم ومباهج السلطة، وحرص على المال العام، وحافظ على الجهد والوقت، ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة يكد من اجلها في تطبيق العدل والعدالة.
ولكن مصيره هو الآخر لم يختلف عن مصير أبناء هذه الأمة الصادقين والعادلين، حيث سيقتل بدوره مسموما على أيدي بعض أمراء بني أمية بعد أن أوقف عطاياهم وصادر ممتلكاتهم وأعطاها لبيت مال المسلمين وهذا الرأي الأرجح.

بعد اكتشاف العالم الجديد وقارة أمريكا، وبداية عصر جديد من تاريخ الإنسانية. وظهور الثورات الأوربية حيث سيشهد العالم انطلاقة أخرى نحو بزوغ عصر جديد من الحرية والعدالة الإنسانية ولو على مستواها الضيق من الحدود الأوربية بطابعها العرقي و العنصري الى حد ما. بينما بقي هذا الجزء من العالم منذ ذلك الحين قاعدا في سبات الديكتاتورية والهيمنة الفردية ونعيم الأسوار العالية والحواشي البهية ونعيم الجاه والمطابخ الطاهية،في مشهد لا يختلف كثيرا عن السمات الفرعونية أو السطوة النّمرودية من أيام عاد وثمود والأقوام البالية من عصور الجاهلية..

وبعد قرون وقرون وها نحن في الألفية الثالثة من هذا الزمن الإنساني لا زالت شعوب هذه المنطقة ترزخ تحت نير الاستبداد والظلم وانتشار كل مظاهر الفساد المالي والأخلاقي من رشوة وزبونية ومحسوبية وكل ما يمكن ولا يمكن أن تتصوره من فساد.. ويبقى السؤال المطروح: الى متى سيستمر مصنع إنتاج الديكتاتوريات في بيتنا الصغيرمن هذا العالم، الذي أضحى أكثر فأكثر كالقرية الصغيرة من زمن العولمة وما تحمله من سلبيات وإيجابيات والقادم منها خفي وسيكون أعظم!
كل الأمم الى الأمام، إلا نحن ها هنا قاعدون!!!
اللعنة!

نحن لا نختلق الأكاذيب ولكنها الحقيقة، وقوة الحقيقة في استمرارية وجودها:
في أرض الأنبياء حل الخراب بأياديكم، ولا يعدو إلا كونه أنانية عمياء في جنة الشيطان..
فلتذهب حليمة وكل عاداتها المستبدة الى الجحيم، فقد حان موعد الحرية، ومن الزيتونة بقبس نار اشتعل وانطلق..ليطهركم من عادتكم السيئة !
تحت عنوان:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ** فلا بد أن يستجيب القدر

القادم من الأيام سيحكم بيننا وبينكم:
ونحنُ الشـباب لنا الغـدُ و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

السّلام عليكم
"محمد بوعلام عصامي"
[email protected]
http://md-boualam-issamy.blogspot.com/



#محمد_بوعلام_عصامي (هاشتاغ)       Boualam_Mohamed_(simo_Boualam_Boubanner)#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المتعرية علياء: -إذا لم تستحي فاصنع ما شئت-!
- مصطلح -البرجوازية- وإسقاطه على الطّبقات الغنية في المجتمع ال ...
- عند-ماسح الأحذية-.. توقف قليلا عند المعاني التي بها نحيا !!
- البطالة بين الرأسمالية الغربية والخوصصة المغربية


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بوعلام عصامي - مصنع إنتاج الديكتاتوريات -made in-Arabia