أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الثورة مستمرة!















المزيد.....

الثورة مستمرة!


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما كانت الأصوات تتعالى من اليمين، وبعض اليسار، لتعلن نهاية «الربيع العربي»، ولتنصح جمهور الثوار بالعودة الى المنازل، جاءت الأيام الأخيرة تؤكد بنحو ساطع أنّ السيرورة الثورية التي انطلقت شرارتها من تونس، في نهاية العام الماضي، لا تزال حية تُرزق، بل جددت عنفوانها في وثبة جديدة سوف تليها بالتأكيد وثبات اخرى على مدى سنوات طويلة قادمة.
فالثورة مستمرة وفي كل مكان، تتحدى محاولات اجهاضها او تحويلها عن مسارها التقدمي التحرري، وهي مساعٍ ترعاها الولايات المتحده الاميركية، حاضنة معظم الأنظمة التي طاولها اللهيب، وتشرف عليها قلعات الرجعية العربية في الخليج النفطي، وهي تحاول عبثاً اخماد نار الثورة، بصبّ دولارات النفط عليها. وتساهم في تنفيذ تلك المساعي، بغية الحصول على قطعة من كعكة موعودة، قيادات حركة الاخوان المسلمين المدعومة من إمارة قطر والحركات السلفية المدعومة من المملكة السعودية.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في اليمن حيث أطلق الثوار على يوم الجمعة الماضي اسم «ثورتنا مستمرة»، رفضاً لاتفاق «التسوية» الذي وقّع صالح عليه، وهو يبتسم ابتسامة عريضة. ذاك الاتفاق الذي تسعى المملكة السعودية وراء فرضه على اليمنيين، من أجل خلق شروط استمرار نظام صالح، على غرار نظام مبارك في مصر، مع استمرار صالح شخصياً بادارة الدفة من خلف الكواليس في صنعاء او من عقر المملكة السعودية، ملاذ رموز الاستبداد والفساد، وهي التي رحّبت ببن علي وعرضت على مبارك استضافته، وعالجت صالح بعد اصابته.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في مصر حيث هبّت الجماهير في انتفاضة جديدة، تعلن رفضها للحكم العسكري، بعدما ادركت أنّ قيادة الجيش التي توهّمت لوهلة باخلاصها للشعب، إنما هي جزء لا يتجزأ، بل ركن أساسي، من أركان «النظام» الذي أعلن الشعب ذات يوم انّه يريد اسقاطه. فها هي أعظم الثورات العربية حجماً وأهمية تجدد حيويتها، مؤكدة صحة رأي وعزيمة الذين واصلوا الكفاح، غير آبهين بالانعزال المؤقت، واثقين من أنّ الطاقة العظيمة التي انفجرت في «25 يناير» لم تُهدر، وانّه لا بد من الاستمرار في توظيفها في خوض المعركتين، الديموقراطية والاجتماعية. معركتين لا تتحقق الانتصارات سوى بالتحامهما، كما حصل ايام سقوط الطاغية، ولا بد ان يحصل غداً على نطاق اوسع، بعد ان تستكمل الحركة العمالية تنظيم صفوفها.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في تونس حيث هبّت في الايام الاخيرة جماهير قفصة والحوض المنجمي، التي مهدت انتفاضتها في 2008 للثورة التي انطلقت بعد سنتين من سيدي بوزيد، وهي تجدد شعار الثورة التونسية الأصلي «التشغيل استحقاق، يا عصابة السرّاق»، مؤكدة انّها لم تنخدع بعملية «الانتقال المنظم» للسلطة الذي أعدّت لها «النخبة» الاجتماعية السائدة، بعدما تخلّصت من بن علي، كبشَ فداء، للمحافظة على ارزاقها. وهي تسعى اليوم الى صهر معارضي الأمس في بوتقتها.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في سوريا، حيث لا يني الحراك الجماهيري يتصاعد متحدياً بطش السلطة وفظاعة قمعها، بينما يتزايد عدد الجنود الذين يجرؤون على الانسلاخ عن صفوف الجيش، ليقوموا بواجبهم كحماة للديار، وبينما تبوء بالفشل دعوات يمين المعارضة الى تدخل خارجي، يأمل منه اليمين ان يقدّم له الحكم على طبق من فولاذ، خشية من ان تتمكن الانتفاضة الجماهيرية من اسقاط النظام بقواها الذاتية.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في ليبيا حيث تتعالى الاصوات المنددة بمحاولات فرض الوصاية على البلاد، ونرى الثوار الأمازيغ الذين اسهموا اسهاماً كبيراً في تحرير البلاد من حكم الطاغية، يعلنون رفض الاعتراف بالحكومة الجديدة، لعدم اعترافها بحقوقهم، بينما تتكاثر المطالب الاجتماعية، سواء جاءت من مناطق كانت محرومة في ظل النظام السابق، او من قلب العاصمة ذاتها، في وضع لم يعد فيه وجود لجهاز يحتكر السلاح ويحتمي به الذين راكموا الاموال والامتيازات في عهد القذافي بالغ الطول.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، كما في المغرب، حيث قاطعت أغلبية الشعب الانتخابات التي حاول العرش من خلالها احتواء الاحتجاج الجماهيري، آملاً انّ أعوانه في «المعارضة الموالية» سوف يتمكنون من اخماد البركان الجماهيري الذي لا يزال يلفظ لهيبه، وهلة بعد وهلة، على وقع تظاهرات المعارضة الحقيقية، وفي الطريق الى فورة عارمة ستنجم بالضرورة عن ظروف معيشية لا تُحتمل.
الثورة مستمرة وفي كلّ مكان، كما في البحرين، حيث لم تنطلِ على الجماهير الثائرة مسرحية «تقصّي الحقائق» التي فرضتها الولايات المتحدة على المملكة، كي تتمكن من تمرير صفقة الأسلحة التي تنوي تزويدها بها. بل تتواصل الجماهير في التظاهر والاحتجاج، يوماً بعد يوم، مقتنعة بأنّ النصر سيكون حليفها في نهاية المطاف، وأنّ آل سعود الأوصياء على آل خليفة لن يتمكنوا من انتشاله من أياديها الى الأبد، بل سوف يأتي دورهم لا محال.
الثورة مستمرة وفي كل مكان، بما في ذلك المملكة السعودية، حيث انتفضت جماهير القطيف قبل أيام، لا يردعها قمع السلطة الفتاك، وسوف تواصل نضالها حتى تنتقل «عدوى» جرأتها الى سائر مناطق الجزيرة العربية، فتهبّ جماهير الجزيرة بأجمعها، غير آبهة بالتحريض الطائفي الخبيث الذي لم يبق سواه حجة في الدفاع عن تسلّط آل سعود والمؤسسة الوهّابية التجهيلية التي يستندون اليها، فضلاً عن حماتهم الاميركيين. ويوم يتهاوى عرش آل سعود في الجزيرة العربية، وتسقط معه قلعة الرجعية العربية الرئيسية، وأقدم وأهم حليف ووسيط للهيمنة الاميركية على منطقتنا (أقدم حتى من الحليف الصهيوني)، يومها يكون النظام العربي الاستبدادي والاستغلالي قد انهار برمّته.
أما حتى ذلك اليوم، فلا بد للثورة من ان تستمر. وسوف تشهد بالتأكيد اخفاقات ونكسات وردّات ومآسي ومكائد ومؤامرات، فكما قال زعيم الثورة الصينية «ليست الثورة حفل عشاء، ولا هي مقال او لوحة او قطعة تطريز كي يجري التقدم بها بسلاسة وتدرّج...». لا بد للثورة اذاً من ان تواصل مسيرتها بلا كلل، وهي تتذكر قولاً مأثوراً آخر لأحد زعماء الثورة الفرنسية: «انّ الذين يقومون بأنصاف الثورات إنما حفروا قبراً لهم، ليس الا. إنّ الجمهورية لا تقوم سوى على تدمير كل ما يعترض سبيلها».



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا: بين العسكرة والتدخل العسكري وغياب الإستراتيجية
- انتصار ثورة 15 شباط و«مؤامرة» الناتو عليها [2/2]
- انتصار ثورة 15 شباط و«مؤامرة» الناتو عليها 1/2
- تعاظم قوّة الصين أمر إيجابي
- الماركسيون والموقف من الدين بوجه عامّ، ومن الأصوليّة الإسلام ...
- أميركا تلهث وراء قطار الثورات
- انتفاضة 17 شباط بين مطرقة القذافي وسندان الحلف الأطلسي
- اليسار و«التدخل الإنساني» في ليبيا - مهمّات المعادين للإمبري ...
- التطورات في ليبيا
- العملية الثورية لم تنته بعد
- جلبير الأشقر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: نحو بناء ...
- الإخوان المسلمون و-الانتقال المنظّم- للسلطة
- إلى أين تسير مصر؟
- عن العرب والمحرقة النازيّة
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر [ القسم الأخير ]
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر (الجزء الثاني)
- إنكار المحرقة... وإنكار النكبة
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر
- النكبة المحدقة وكيفية مواجهتها
- وراء أزمة غزة : مقابلة مع جلبير الأشقر


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - الثورة مستمرة!