أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسن حسين يوسف - ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية














المزيد.....

ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية


عبد الحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغداد في أوائل القرن الماضي لم تكن كبيرة وذو استقرار سكانى ثابت فلا توجد تنقلات بين سكانها من مكان إلى آخر مما جعل أي ظاهرة غير مألوفة تنتشر بسرعة ويعرف أهالي بغداد من الذي يقود هذه الظاهرة . ومن الظواهر غير المألوفة التي انتشرت في بغداد في ذلك الوقت ظاهره سماها أهالي بغداد بـ (العظّامة) وهم مجموعة من الناس يتابعون الأخبار لمعرفة المناسبات التي تقام فيها الولائم سواء كانت هذه المناسبات حزينة مثل المآتم أو مفرحة مثل الإعراس والولادات والطهور وغيرها . وهؤلاء لهم طريقتهم الخاصة في معرفة أماكن هذه المناسبات وطريقتهم في إيصال الخبر إلى بعضهم البعض لكي تعم الفائدة ما دام الخير كثير ويعم الجميع ولهؤلاء العضامة أساليبهم في التعبير عن الحالة التي حضروا من اجلها فهم يحفظون أدعية وآيات قرآنية لكل مناسبة فلهم دعاء وحديث خاص للمتوفي أن كان رجلاً وحديث آخر إن كان المتوفي أمرآة ولهم أدعية تخص اليوم الأول من العزاء ودعاء لليوم الثاني وحديث لليوم الثالث ولهم القدرة بأحياء حفلات الأفراح .فإذا كانت المناسبة مولوداً ذكراً وجاء على (سبع بنات) له أشعاره وخطاباته وإذا كانت المناسبة زواجاً والزوج من السراق المعروفين يستطيع هؤلاء العظامةإن يجعلوه مثال للتقوى والأخلاق الحميده . المهم في العملية أنهم يضربون الثريد ويضعون في أكياسهم كل ما يستطيعون أخذه لعوائلهم ولا بأس إذا استطاعوا الحصول على ما تجود به أيادي أصحاب المناسبة من نقود وجاجيات وملابس عائدة للمتوفي ولقد سمو بـ (العظّامة) لأنهم يشمون رائحة اللحم والعظام عن بعد ويتهافتون عليها0 بعد سقوط النظام الصدامي والفوضى العارمة التي حدثت في البلد والتي سميت "بالحرية" أفرزت مما أفرزته من ظواهر سلبية ظاهرة (العظّامة السياسية) وهم ينقسمون إلى قسمين الأفراد العظّامة والأحزاب العظّامة فالأفراد العظّامة لهم معرفة بما يدور في الساحة السياسية العراقية فكل مناسبة لهم حضور فيها فإذا كان الاحتفال لأحد منظمات المجتمع المدني فاللعظامة الأفراد خطاب خاص بهذه المناسبة وإذا المحتفل حزباً دينياً فلهم مجموعة من الأحاديث والآيات القرآنية يطرحونها في تمجيد ذلك الحزب الديني ولا ينسوا إن يختموا خطابهم بالصلاة على محمد وآله وصحبه وسلم إذا كان حزب سنياًوبالصلاة على محمد واله وسلم اذا كان حزبا شيعيا. وعندما يكون المحتفل حزب ديمقراطياً فهم من دعاة الديمقراطية وآذانهم مفتوحة لسماع الرأي الأخر وان كان المحتفل حزباً يسارياً فلديهم نصوص مختارة يحفظونها لماركس ولنينين ولكثير من زعماء اليسار العالمي ولا ينسى هؤلاء العظّامة الافراد استعمال المصطلحات الكبيرة للتعبير عن أفكارهم حتى يقال أنهم مثقفين من الوزن الثقيل على طريقة أبن الأرملة الذى أوصته أمه إذا جلس بين الناس ان يقول كلاما كبيرا فضل يردد كلاما مثل بعير . بقرة . جاموسة . وعندما سأله الناس عن هذا الهذيان قال إن أمه أوصته أن يتكلم كلاماً كبيراً . النتيجة إن العظّامة السياسيين بعد أن يضربوا الثريد أن توفر وإذا أنتهي الاحتفال بالكيك والببسي فهي أفضل من لاشيء وقد يغادرون الاحتفال قبل نهايته إذا داهمهم النعاس . يقابلهم من الجهة الأخرى الأحزاب والمنظمت العظّامة هذه الأحزاب تمتلك نفس حاسة الشم التي يمتلكها الافراد العظّامة ولكنها لا تشم رائحة اللحم والعظام بل تشم رائحة الدولار وعن بعد ألاف الأميال ولهذا فأنها عندما تقيم احتفالاتها بمناسبة أو بدونها فهي بحاجة إلى مداحين من الطراز الأول لهم ديباجتهم الخاصة بالمدح تقوم هذه الأحزاب بتصوير هذه الاحتفالات لفضائيات مأجورة ومدفوعة الثمن ليقولوا لمن خارج الحدود إن لنا الجماهير تستطيع إن تأثر بالعملية السياسية ولكن دعمكم لنا "بالدولار" يزيد من تأثيرنا في مجريات الإحداث وهكذا كل عظام يكسب ما يريد الفرد العظام والحزب العظام كل يعزف على ليلاه 0هناك ظاهره اخرى مرتبطه بضاهرة العظامة السياسيه هذه المره العظامه الانترنيتيه فبعض الكتاب عندما تقرء كل مقالاته تجد ان الواحده تكاد ان تكون نقيض الاخرى فعلى سبيل المثال ان احد كتاب الحوار المتمدن كان دائما يعتبر المرجعيه الدينيه فى النجف هى الفرع العراقى لحكومة الولى الفقيه الايرانيه ومهمة هذه المرجعيه هى فقط تنفيذ الاجنده الايرانيه وكان هذا الكاتب يكتب عنها بطريقه يسميها هو بالادب الساخر وبالطبع من حقه ان يكتب رايه بما يشاء ونجد له انصارا ومؤيدين يعقبون على ما يكتب بالئييد والترحيب ولكنه فى ليله وضحاها يكتب قبل ايام مقالا يثني فيه على هذه المرجعيه وعلى توجيهاتها لخطباء الجمعه وان المرجعيه قامت بواجبها خير قيام0 نفس المعقبين المؤيدين على مقالاته الساخره ضد المرجعيه عقبوا على مقالته الاخيره المؤيده لها بنفس الترحاب واثنو على حصافة راءيه وباعه الكبير بالتحليل السياسي0 هذه الضاهره الانترنيتيه هى جزء من العظامه السياسيه التى لا يخجل اصحابها من الدوران 180 درجه بين ليلة وضحاها 0 هذه الاحزاب والافراد وكتاب النترنيت العظامه بحاجه الىحمله اعلاميه لفضحهم كما نتمنى منهم مراجعة انفسهم وياءخذو عبرتا من اخوانهم العظامه السابقيين 0 ان ما اكتبه الان ليس موجه ضد شخص بعينه ولكنه لمناقشة كثير من الظواهر المدانه وهذه واحده منها وشكرا



#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخي محمد الرديني
- رواية(الهجرة الى السعدون) هجرة الى العمق العراقي
- العراق العربي متى يحارب ايران ثانية
- الى المعلم الكبير حسقيل قوجمان مع التحية
- الى الدكتور الفاضل عبد العالي الحراك مع التحية
- أصدقاء السوء والشعب العراقي
- عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل
- الاسطبل الذي حوله البعثيون الى معتقل
- الســــــــقــوط


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسن حسين يوسف - ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية