أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - غيبوبة صاحب القرار














المزيد.....

غيبوبة صاحب القرار


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أستمرار أحداث العنف فى الشارع المصرى والتى يقودها الأمن المركزى والشرطة العسكرية، يعنى شيئاً واحداً لا غير وهو أن صاحب القرار فى مصر يحاول أن يعيش فى غيبوبة وينعزل عن العالم لا يدرى ما يقع وما يحدث من إعتداءات صارخة على آدمية المصريين والأساليب الهجومية التى تمارسها الدولة ضد أبناءها المتظاهرين، ولا يدرك معنى عبارة: إحترام سيادة القانون، لأنه الجهة المكلفة دستورياً وشرعياً وإجتماعياً بإرساء الأمن وتطبيق القانون فى المجتمع المصرى، بل فى كثير من الأحيان يخرج علينا أصحاب القرار الأنتقاليين وكأنهم مجرد أشباح من الماضى السحيق.
قد يكون آلاف المتظاهرين على خطأ فى مطالبهم برحيل المشير طنطاوى والمجلس العسكرى بأكمله لإرساء السلطة والقانون المدنى، لكن هذا لا يعنى أن يتم ضربهم بالنار أو بالغازات المسيلة للدموع والدماء أيضاً، هذه الأعمال البربرية التى تقوم بها قوات حكومية وعسكرية ضد الممتظاهرين، هى أكبر إهانة للمؤسسة العسكرية التى تتشدق بحلو الكلام الذى ينزع عنهم كل مصداقية وشرعية فى تنفيذ أى قرار، وكلامهم المستمر عن أنهم يدافعون عن شعب مصر هو مجرد نفاق سياسى يخفى بين طياته إجبار الشعب على الرضوخ لأعماله.
هل يعيش القادة العسكريين إفلاس فكرى وتخطيطى يجعلهم عاجزين عن إتخاذ القرار الصائب فى الوقت المناسب؟
إن واقع الأحداث اليومية تعكس صورة للتخبط التخطيطى والتنفيذى وفقدان السيطرة على تلك القوات المستمرة فى إيقاع قتلى وآلاف الجرحى حتى لحظة كتابة هذا المقال، أو أن المجلس العسكرى مسيطر بالفعل على تلك القوات الأمنية وهو الذى يصدر لها الأوامر بالتصدى للمتظاهرين لقمعهم وقطع لسانهم الطويل الذى تطاول على رئيسهم سيادة القائد القدير المؤمن المشير طنطاوى.
عندما تستمر هتافات المتظاهرين بأن " الشعب يريد إسقاط المشير" ، ورغم خطابات المشير التى يؤكد فيها عزمه وتعهده على تسليم السلطة للمدنيين فى أقرب وقت ممكن، فإن هذا يؤكد أن الشعب فقد ثقته فى السلطة العسكرية التى تحكم مصر الآن، حيث أنها أثبتت على مدار التسعة أشهر الماضية عدم جدارتها فى قيادة مصر حكومة وشعباً، والمواطن البسيط وسط الفوضى وقلقه على حياته وحياة أبناءه أدرك أن هناك عملية أحتيال كبرى تحدث من خلف ظهره تسعى إلى تركيعه ليكون فى خبر كان!!!

هل ما يقع الآن فى ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر هو مجزرة مشابهة لمجزرة ماسبيرو السابقة، لكنها تفوقت عليها لكثرة أعداد المتظاهرين والقتلى والجرحى؟ إن الحالة السياسية المصرية الحاكمة تعكس حالة من الإضطراب والهلوسة الغارقة فى غيبوبة فقدت معها الشعور بالزمان والمكان والحدث الذى جعلها تحكم مصر أى الثورة التى يريد الجميع أستغلالها وتحويلها لمصالحهم السياسية الخاصة ضد بقية الأطراف، ويبدو أن هذه اللعبة قد أشترك فيها المجلس العسكرى نفسه مع أطراف داخلية وخارجية أعتقد أنها تخدم وطنه وأهله.
من أمريكا إلى الدول العربية والخليجية يا قلبى لا تحزن!! كلهم مشتركون فى لعبة المصالح التى ظاهرها تقديم المساعدة لمصر لكن باطنها دائماً النيل من دور ومكانة مصر فى المنطقة على الصعيد العربى والأفريقى أو الدولى، وتلك الدول تسعى كل منها إلى الأستيلاء على قطعة شهية من الكعكة المصرية، لذلك الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الإدارة الخليجية وبالطبع السعودية يتفقون فى أنهم مستعدون أن يتحالفوا مع الشيطان من اجل مصالحهم ومشاريعهم لإضعاف مركز مصر والسيطرة عليها.
مصر منذ ثورة 23 يوليو وعهد جمال عبد الناصر وهى تعيش على الشعارات والنعرات القومية والعقلية العسكرية التى تحكمت فى إدارة مصر حتى وصلنا إلى بلد أستمرت أميته وأزداد جهله وتخلفه، وهى نتيجة طبيعية لأنتشار القوى الظلامية التى سمحت بوجودها الأنظمة السياسية المتعاقبة لتعطيل وتزييف قدرات وطاقات وإبداعات المصريين ليظلوا مجرد أرقام ورعايا كالقطيع، يحتاجون إلى عصى الراعى التى ترشدهم إلى المراعى أو الصحارى وبما يجود عليهم أصحاب السوء لراعيهم الكبير.

عندما يتملك القادة وحكام مصر الخوف من إصدار القرارات المصيرية التى تنقذ شعب مصر، هذا معناه أن مصر ليست فى أيدى أمينة وثورتها الجديدة لا يوجد من يحميها إلا الشعب المصرى نفسه، وعندما يقول لنا المجلس العسكرى أنه الحامى الحقيقى للثورة فإنه ينافق الجميع ولا يمتلك الشجاعة على الأعتراف بأفعاله التى أوصلت قوى الظلام للسيطرة على المجتمع المصرى وفتح السجون ليخرج منها الإرهابيون والخارجون على القانون وعلى الشرعية المصرية ، وخرج منها العملاء الذين كانوا يخططون لتفجير مصر، فهل هذه الأفعال تليق بقائد مصرى يملك قراره ويمكن أعتباره صاحب القرار؟
أخطاء كثيرة ترتكبها الحكومة المستقيلة والمجلس العسكرى ويراها العالم ويشجبها أيضاً، ورغم ذلك لا يريدون الأعتراف بها، لكنهم لو بادروا بالأعتراف الفورى بها سيكونون صادقين مع أنفسهم ومع الشعب كله، وسيتمتعوا بالثقة فى أن هذه البربرية سيكون لها نهاية بأسرع مما يتصورون وإلا سيكون الفشل والدمار والكوارث التى لن تحترم ولن تنحنى أمام قبعة عسكرى أو طاقية عامل أو فلاح، الدمار سيكتسح الجميع بلا تمييز ولن تنفع ساعتها أدعية دينية أو أموال أمريكية وخليجية وهابية، سيغمر مصر الطوفان وسينقذها منه فقط ذكاء ويقظة الشعب المصرى.
المطلوب حكومة وطنية ثورية تختفى منها الوجوه القديمة لتقوم على وجود الوجوه الثورية الجديدة التى تستطيع وضع مبادئ وأهداف الثورة المصرية فى حيز التنفيذ، حكومة وطنية هدفها الأوحد مصر وشعبها تكون قادرة على إستعادة القرار المصرى وصناعته شعبياً دون الوقوع بين أيدى المحتالين من كل مكان، حكومة وطنية تسعى إلى إنقاذ مصر من الأنهيار السريع، حكومة وطنية تنقذ المصرى من التعذيب والتشرد والمهانة وسلب حقوقه والكيل بمكيالين وغياب العدل فى جميع هيئات الدولة، حكومة تحترم آدمية الإنسان المصرى بإعتباره إنسان مثل بقية خلق الله، فهل سيأتى المستقبل بمثل تلك الحكومة المصرية الوطنية الثورية؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع الدموى للشعوب
- عورة الرجل وعورة المرأة
- النظام العسكرى المصرى
- الإعلام والقانون فى مصر
- مصرع الطغاة
- ماسبيرو وأسوان أين مصر
- شكراً ستيف جوبز
- فوز إسرائيل على مصر تسعة صفر
- الفرعون الحبيس
- سقوط المليونية فى مصيدة الدينية
- موسيقى الثورة الصاخبة
- النرويج وأيديولوجية الإرهاب
- الشياطين بين الجنة والسلطان
- الشرطة المصرية ومنهجية التعذيب
- الحكومة المصرية وخروجها على الثورة
- سقوط الشرعية للضمير العربى
- التعديلات الدستورية والجهل العام
- حمى الدكتاتورية وليس الديموقراطية
- هذا وقت الأمم المتحدة
- ملك ملوك أفريقيا


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - غيبوبة صاحب القرار