أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الحربُ وسيناريو التفتيت














المزيد.....

الحربُ وسيناريو التفتيت


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تنتجْ الحربُ على العراق دولةً ديمقراطية توحيدية، فقد ألغت الولاياتُ المتحدة الجيشَ العراقي الهيكلَ العسكري التوحيدي الرئيسي للعراق الحديث، في حين كانت القوى التحديثية قد تصارعتْ مدة طويلة بحيث فقدَ العراقُ القوى الوطنيةَ العلمانيةَ الموحدة لفسيفسائهِ الطائفية والقومية وهي كانت القوة الثانية التوحيدية للعراق، الولايات المتحدة ضربت ليس العناصر المتورطة في القمع الرهيب السابق بل كل المؤسسة العسكرية التوحيدية فيما كان اختلاف الوطنيين الطويل الضاري قد أجهز على الجانب الثاني من التوحيد فلم يبق للعراق كيان حقيقي.
بطبيعة الحال ان النظام الدكتاتوري السابق لم يشكل ثقافة وطنية ولا طبقة وسطى ولا ديمقراطية مؤسِّسة للتوحيد الوطني، ولكن مشروع (الحداثة) الأمريكي الغازي هو الآخر كرسَ عناصرَ الدكتاتوريةِ السلبيةِ السابقة ووسعها.
إن تفتيتَ العراق ودولَ الخليج وإيران هو فعلٌ أمريكي متصاعد، وأهم عامل منفذ له هو تضارب وصراعات القوى السياسية المحلية في المنطقة، وافتراس بعضها بعضا بدلاً من التوحد أو العمل المشترك.
حين قامت حركةُ الإصلاح المعارضة الإيرانية في الداخل لم تُقابل بأي دعم كبير غربي لها، وجل ما اهتمت به القوى الغربية الكبرى هو ضرب المشروع النووي الإيراني، وهو جانب جيد، لكن القوى الوطنية المناضلة في إيران لم تحصل على دعم وتُركت تفترسُ من قبل النظام الدكتاتوري.
بطبيعة الحال مقاومة المغامرات والمشروعات الإيرانية العسكرية هو فعل إيجابي، ولكن التأثير فيه أو ضربها في نهاية المطاف يتيح للولايات المتحدة خاصة تغيير الوضع الإيراني وتشكيل سيناريو تفتيتي ما تحدده هي، وهو يتعلقُ بتطور القوى السياسية التي سوف تظهر بعد الضربة. أما دعم قوى التوحد الإيرانية الداخلية فهو أمرٌ غير محسوب.
فلقد غدت منطقة الخليج المُفترسة هي منطقةُ الانقاذ الاقتصادية للاقتصادات المتجمدة الأمريكية والغربية، وحربٌ كهذه تؤدي إلى تحريك عجلات الاقتصادات وإنعاشها.
ومن هنا تأتي عملية إلغاء التوحيد الديمقراطي العلماني الوطني من العراق وإيجاد المصادمات بين المسلمين والعرب والفرس والأكراد، بحيث يعجز العراق عن التحول إلى قوة استقرار مؤثرة في المنطقة، ويغدو منطقة استباحة للقوى المتدخلة الإيرانية، لتوريطها واستنزافها هي الأخرى وإيجاد الصراعات بينها وبين العرب ثم ضربها في النهاية وتكوين تفتيت إيراني واسع يمكن أن يجعل الجيوش الأمريكية والغربية ذات حضور هائل مستمر.
وجودُ دولةٍ طفوليةٍ إيرانية تخيف الأنظمة الأخرى مفيدٌ في هذه المرحلة بالنسبة إلى الاستراتيجية الأمريكية، فعبرها تسيطر على دول المنطقة بقوة في المجالات كافة، ثم تأتي عملية الانقاذ من هذه الدولة، أو تحجيمها، بحيث تمسكُ الولايات المتحدة خيوط المنطقة كافة.
كذلك فإن تفجرَ الصراعات الطائفية وجرها جمهوراً متزايداً في حومتها المتشنجة المدمرة يعني عدم قدرة العرب والمسلمين على التعاون المشترك ودع عنك التوحد في مجابهة المشكلات والأخطار المشتركة!
ويأتي هذا التصعيد للصراعات الطائفية والسياسية عبر آلية العزل والاقصاء نفسها لجوهر القضايا ومضامينها الحقيقية والتركيز في جوانب مفصولة منها، كمسألة حقوق الأقليات أو حقوق الإنسان، أو المسألة النووية الإيرانية، أو حماية إسرائيل بشكل مطلق، أو توسيع العقوبات، في حين أن وحدة الدول الوطنية المختلفة في المنطقة وتعاونها السلمي وإنشاء اقتصادات مشتركة تغيبُ من هذه السياسة، بل تُقاوم.
الأمرُ بطبيعة الحال ناتجٌ عن ضعف العرب والمسلمين عن تشكيل سياسات ديمقراطية نهضوية توحيدية داخل بلدانهم، فإذا جاء التوحيدُ من الحكومات ظهرتْ معارضاتٌ فوضوية عنفية، والعكس صحيح.
والأمر المشترك هو تكوين حالات من الفوضى والتمزق والصراعات الداخلية التي لا تتوقف، بحيث تظل هذه الدول في عمليات صراع وتحلل سياسي وعيش على بيع النفط وعدم تصنيعه وعدم تصنيع المنطقة واستمرارها عقودا كسوق.
القوى السياسية المعارضة وغير المعارضة العربية الإسلامية في منطقة الخليج لا تأخذ هذه اللوحة العامة بعين الاعتبار، فجمودها الفكري حول مذهبياتها وأفكار الشمولية المختلفة والتخندق الوطني الضيق جعلها تفكك حتى المدن والأقاليم التي كانت موحدة، كما الحال في العراق، ولأن العراق هو في حالة الافتراس الكامل فهو صورة نموذجية لمستقبل دول المنطقة النازفة من صراعاتها والمسحوبة إلى سياسات التفكيك المدمرة.
وهنا نلاحظ خطورة رفض المذهبيين السياسيين للتوحيد الإسلامي والتوحيد الإنساني، وتداخل أفكارهم وأعمالهم مع السيطرة الأمريكية التفتيتية للدول، انهما جانبان يكملان بعضهما بعضا.
وينطبق هذا بصورة خاصة على الدول الكبيرة المتعنتة في قوميتها المتعصبة، وغير القادرة على التوحيد الديمقراطي الداخلي في مجتمعها والمعلية للسياسة العسكرية الخطيرة التي تغدو أكبر حجة للسيطرة الأمريكية ومشروعاتها التدخلية المختلفة.
بطبيعة الحال ستبدو الولايات المتحدة وبريطانيا منقذتين لدول المنطقة المهددة، وهما تلعبان دوراً مهماً بطبيعة الحال ضد المغامرات العسكرية، ولكن من خلال تكوين الأوضاع التفكيكية والمبرِّرة لها.
إن القوى التوحيدية النهضوية الديمقراطية التي افتقدناها في العراق وكان زوالها حجر الزاوية لاختراق المنطقة، هي صمام أمن المنطقة وسلامها حين تظهر عراقياً مرة أخرى، وحين تنهض القوى الديمقراطية التوحيدية نفسها في مختلف الدول الخليجية وفي إيران، بحيث يغدو تكونها وتعاونها هو صمام الأمن الحقيقي وليس الأمن الأجنبي والمدفوع أثمانه لحماً بشرياً ومليارات لا تتوقف.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحُ الأمة!
- غربة شباب
- الثوراتُ العربيةُ: التقاربُ الفكري أولاً
- التحالفات في زمن الاضطرابات
- الربيع من دون يسار
- لماذا لا تتشكل عقلانية سياسية؟
- الصراعاتُ الفكريةُ بدلاً من التغيير
- تناغمُ التطورِ بين المذهبين
- فشلُ الطائفيين المحافظين في صنعِ ثورة
- وجهانِ لميداليةٍ عتيقةٍ واحدة
- المتنبي أميرٌ منافسٌ
- الثورةُ السوريةُ واعترافٌ عربي واسع
- غيابُ هزيمةِ يونيو من الذاكرةِ الإيرانية
- تحولُ القضايا إلى أورام سرطانية
- الإخوانُ والرأسماليةُ الخاصة في مصر
- الفضائيات والبرجوازية الإسلامية في تونس
- منطقة تقليدية
- فرصة لقوى الوسط
- البرلمانات وغياب الطبقة الوسطى
- العولمةُ والسيطرة على الثوراتِ العربية


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الحربُ وسيناريو التفتيت