أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - أحزاب سوية المستقبل















المزيد.....

أحزاب سوية المستقبل


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حولي بعض الاصدقاء المتفائلين الذين يؤكدون لي بأن أيام النظام السوري أصبحت قليلة، ورغم أنهم لا يستطعون إثبات رأيهم بشكل قاطع ولكني أميل إلى تصديقهم بأن شيئاً سيحدث وسيؤدي إلى إنفجار ورم النظام المتسرطن القاتل لشعبه، والذي انتهى أجله وهو ما يعبر عنه بالانجليزية (Expierd)، وفي القرآن الكريم (لعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمراً) وتقول العرب (الايام حبلى بكل جديد)، وحيث يقول المثل (لكل ظالم نهاية).

وانطلاقاً من هذا التفاؤل فانني أتساءل، لو أن النظام سقط قريباً وفتحت سورية الحرة أبوابها لابنائها في المهجر، وعدنا لننعم بالعيش الكريم في ربوع الوطن ونمارس حقنا في الحياة السياسية الديمقراطية التعددية كباقي خلق الله، فما هو الحزب الذي سيفضله أغلب الناس؟

إبتداءً أرى أن جماعة الاخوان المسلمين يجب أن تعود جماعة إسلامية دعوية تربوية شاملة، ولكنها ليست حزباً سياسياً، ويمارس أفرادها السياسة من خلال أحزاب سياسية اخرى، ويصح في هذه الحالة أن ينتمي المواطن إلى جماعة الاخوان وإلى حزب سياسي في نفس الوقت، وهنا يجب أن يظهر في سورية حزب جديد شعبي ديمقراطي معتدل نظيف اليد، وهذا سيكون حزب الاكثرية والحزب الرابح في أي إنتخابات قادمة، ويمكن أن ينشأ هذا الحزب مستقلاً أوأن تساهم في أنشائه بنفسها وتجعله مستقلاً إدارياً ومالياًً، وهذا ما وصل إليه الاخوان في الاردن حيث أنهم يمارسون السياسة من خلال حزب (جبهة العمل)، وما وصل إليه الاخوان في مصر حيث أنهم سجلوا حزباً سياسياً متخصصاً مستقلاً إسمه (الحرية والعدالة)، وقد تم قبول تأسيسه في 6 يونيو 2011 وهو حزب ذو مرجعية إسلامية، فبعد أيام قليلة من تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك إثر ثورة 25 يناير أعلن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عن تأسيس الجماعة لهذا الحزب وأعلنوا أنه سيكون حزباً مستقلا ومفتوحاً لكل المصريين مسلمين ومسيحيين.

من المتوقع أن تدور تسميات الاحزاب المرشحة لسورية المستقبل حول الحرية والديمقراطية والعدالة لاننا فقدنا هذه المعاني لفترة طويلة، ولكن بعد شيء من الوقت والاستقرار في ظلال الديمقراطية والحرية سيبحث الناس عن مضامين أكثر تحديداً للأحزاب تتراوح بين الميل إلى الحرية أو المحافظة، وسيكون أبرز حزبين في سورية حزب المحافظين وحزب الاحرار -هذا من حيث طبيعة الحزب- ولا يمنع أن يختاروا أسماء اخرى إنما ستبقى طبيعة التجاذب والاستقطاب السياسي تتراوح بين الاحرار والمحافظين، ففي بريطانيا مثلا هناك حزب المحافظين وحزب العمال الذي هو البديل لاسم حزب الاحرار، وفي اميركا الحزب الديمقراطي الذي يمثل (الاحرار) والحزب الجمهوري الذي يمثل (المحافظين) وفي كندا تطابقت التسمية مع الواقع فهناك حزب المحافظين وحزب الاحرار.

هل سيميل الشعب السوري لحزب المحافظين أم لحزب الاحرار؟ يبدو لي أن الشعب السوري يميل إلى حزب وسط بين المحافظين والاحرار، والحزب الذي سيبادر إلى الاقتراب من نهج الوسط هو الذي سينال الاغلبية مع الزمن، ولكن في كل الاحوال سيكون هناك أصوات كثيرة تذهب إلى الحزب الذي يثبت نظافة اليد والبعد عن الفساد والاقتراب من هموم الناس وهنا تعتقد الاحزاب المحافظة أنها أقدر على تحقيق البعد عن الفساد لاهتمامها أكثر بالاخلاق والقيم الاسرية والاجتماعية، ولكن الناس يريدون نتائجاً على الارض وليس بروباجندا صوتية لاعلاقة لها بالوقع.

في تركيا كان حزب الراحل أربكان يمثل الاتجاه المحافظ وكان نظيف اليد، ولكنه بقي حزب نخبة، ولم يكن قادراً على تمثيل شريحة واسعة من الطبقة الشعبية بالاضافة إلى الضغوطات التي مورست عليه من العسكر، وعندما أسس أردوغان وصحبه حزب العدالة والتنمية استقطبوا شرائح أوسع من الناس وجذبوهم بالنتائج لا بالمبادئ، وقدم لهم أردوغان نموذجاً مشجعاً في إدارته لبلدية استانبول ثم في إدارته لتركيا كلها.
في سورية المستقبل يمكن أن يكسب الجولة الاولى أي حزب له سمعة جيدة مسبقة مثل الاخوان أو حزب الشعب الديمقراطي أو الاحزاب التي تتسمى بالحرية والوطنية والديمقراطية، ولكنها لن تكسب الجولة الثانية إذا فشلت في تحقيق النجاح ونظافة اليد والتنمية، أما أن نتصور أن حزباً سينجح في أول إنتخابات ثم يلغي الديمقراطية أو يفرغها من مضمونها، فهذا ما لن تسمح به جموع الشعب التي عرفت طريقها إلى الحرية واقتلعت أعتى الانظمة المافوية في العالم، فضلا عن أن الدستور الجديد لسورية يجب أن يحمي إرادة الشعب من التلاعب، منها على سبيل المثال إلغاء مادة الثامنة عن الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، وإثبات تعدد الاحزاب والتحول من النظام الرئاسي الى النظام البرلماني وتقليل صلاحيات الرئيس وجعل الرئاسة لدورتين فقط كل منهما لمدة أربع سنوات فقط، وتحقيق استقلال السلطات الثلاث وخاصة سلطة القضاء...

الحزب الذي أراه سيكسب ثقة الناس في سورية المستقبل هو حزب وسط يوازن بين قيم الاخلاق والحرية الشخصية، ويستطيع استيعاب المواطنين على اختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم، ويجمع الناس على معاني الحرية والديمقراطية والعدالة والوطنية والتنمية والمساواة.

ان نمو التوجهات الدينية والطائفية والقومية والعشائرية على حساب المبادئ والافكار والمصالح الاقتصادية والتنموية للناس ليس بظاهرة ايجابية إنما هو غلباً ردود أفعال لانواع من القمع والظلم الاجتماعي الذي يجب أن يزول في سورية المستقبل الحرة الديمقراطية التبادلية العادلة بين كل أبنائها دون تمييز.

إذا كانت أمريكا أقوى دولة في العالم، والتي فيها 300 مليون إنسان وفيها عشرات القوميات وعشرات الاديان، فيها حزبين رئيسيين فقط، فتعالوا لنتحدى السوريين في المهجر أن ينظموا أنفسهم في حزب أو حزبين مثلاً حزب محافظين وحزب أحرار، هل يقبل السوريّون المهاجرون هذا التحدي؟

لتنفيذ هذه الفكرة من الافضل أن تعلن الاحزاب الدينية كالاخوان والاحزاب القومية كالاحزاب العربية والكردية والتجمعات العشائرية تحولهم جميعا إلى جمعيات إجتماعية تخدم أهدافها الدينية والقومية والعشائرية والاجتماعية دون أن تباشر السياسة. يقوم أعضاء هذه الاحزاب الدينية والقومية بالعمل مع بقية أبناء الوطن على إنشاء حزب أو حزبين تتمايز بالليبرالية والمحافظة دون أي وصف ديني أو قومي أو عشائري أو مناطقي، ولا يجب أن يبنى ذلك على المنع والقمع للاحزاب الدينية والقومية، بل بالتوافق وتوعية الناس وإقناعهم بممارسة السياسة من خلال الاحزاب الوطنية والديمقراطية التي تستوعب الجميع.

الدول المتقدمة الديمقراطية لم تمنع الاحزاب الدينية والقومية ففي كندا مثلا هناك حزب شيوعي وآخر مناطقي قومي (كيبيكوا) في مقاطعة كويبك سيطرعلى المقاطعة لعقود ثم خسر خسارة فادحة امام الديمقراطيين الجدد في الانتخابات الاخيرة، ولا يمنع القانون الكندي إنشاء أحزاب دينية ولا قومية ولكن الناس بوعيها وثقافتها تميل إلى الاحزاب الشاملة لكل الناس كحزب الاحرار وحزب المحافظين.

هل الوقت مبكر؟، هل التوقيت الصحيح لانشاء مثل هذا الحزب هو بعد إنتصار الثورة؟، أم أنه يمكن أن يكون عنصراً مساعداً على انتصار الثورة؟ أنا أرى أن هذه طروح واقعية لسورية المستقبل وأن الوقت قد حان لانشائها، ولكن الامر يحتاج إلى كثير من سعة الافق والصبر والتحمل والتركيز على المشترك والصدق في التعامل، من يدري؟ يقولون أحلام اليوم حقائق الغد.

محمد زهير الخطيب



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري: ألاعيب لا تنتهي
- أسئلة تبحث عن أجوبة
- اجاك الدور يادكتور
- أسماء الاسد: وردة في صحراء أم شوكة في بستان؟
- الثورة المستحيلة
- أيها المجلس، انجزت الامرالاول فلا تتردد في الثاني
- زينب حية!!! افحمتمونا، ولكن من هي فتاة الثلاجة؟
- ستيف جوبز، أو صطيف جندلي
- قصة حب في بيت شعر
- الشعب السوري يريد نظاماً ممانعاً دون استبداد ولا فساد
- سلمية الثورة السورية انتهت ولا بد من مخرج
- بين مؤتمرات المعارضة والمجلس الوطني
- كيف سيسقط النظام السوري
- النظام السوري يعيد إنتاج مجزرة حماة بالتقسيط
- دعني أهاجر
- مؤتمرات المعارضة السورية في المهجر
- قال الرئيس وليته سكت
- الثورة السورية والفت البطيء
- الشعب الذي وقف عارياً أربعين سنة
- دولة المخابرات السورية


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - أحزاب سوية المستقبل