أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - كاترين ميخائيل - متى نتبنى الجديد ؟















المزيد.....



متى نتبنى الجديد ؟


كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 18:44
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


كاترين ميخائيل

متى نتبنى الجديد ؟


1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟

كاترين :حاولت القوى اليسارية مع منظماتها الجماهيرية وإعلامها خرق الثورات في المنطقة والمساهمة بتحفظ للاسباب التالية :

كل القوى اليسارية في المنطقة تتردد من المغامرة ولم تثق بنفسها . تعتقد إنها لاتستطيع قيادة الجماهير في المرحلة الحالية لاسباب سأذكرها .

1-معظم قياداتها كلاسيكية لم تتجرأ لاتخاذ القرار وإذا إتخذت القرار يكون متأخر حيث يكون الاسلام السياسي قد سبقها . وهنا تخسر الساحة .

2- كل الاحزاب والحركات اليسارية محبطة معنويا ونفسيا أمام هيمنة التيار الديني ولم تستطع الخروج من هذا الانكسار النفسي . قيادات الاحزاب اليسارية محبطة لانها لم تساير الزمن والتغييرات السريعة في الاتصالات والتكنلوجية الحديثة للمجتمعات في منطقة الشرق أوسطية وبهذا تبقى متخلفة عن التطورات السياسية.

3-القوى اليسارية محبطة بسبب إنهيار المنظومة الاشتراكية وعدم وجود ثقة لتصليح مسارها والمضي قدما. لازالت الاحزاب اليسارية تفكر بنفس النهج القديم وهو كل شئ في الرأسمالية سئ, علما ان أعداد هائلة من الذين أضطهدتهم الحكومات الشرق أوسطية يسكنون في دول رأسمالية ويعيشون على صدقات هذه الدول وهم في قيادات هذه الاحزاب .أنا لاأقول كل شئ جيد وجميل والحياة سهلة في هذه الدول لكني أجزم هناك قانون هو الحاكم العادل على الجميع .أحس لاأحد يغبن حقي علما إني فقط مقيمة ولست مواطنة أمريكية .

4 - القوى اليسارية تلقت الضربات واحدة بعد الاخرى على ايدي أنظمة دكتاتورية وثانيا على ايدي التيار القومي والديني منذ منتصف القرن الماضي حتى الان .

5- الاحزاب اليسارية بقيت متمسكة بالنهج الشمولي داخل الحزب ولازالت متمسكة بنفس النهج مع جمهورها وهذا لايلائم العصر ولم يطيق الشباب إستيعابه . وكانت سبب رئيسي لبقاء هذه القوى اليسارية بعيدة عن جيل المستقبل وانحسرت لدى كبار السن .

6- معظم النقابات ووسائل الاعلام تهيمن عليها هيئات الدولة او الاحزاب القومية والدينية والقسم الاخر قياداتها موالية للحكومات متناسية مصلحة جماهيريها بينما كانت سابقا غالبية قياداتها من اليسار ولذا كانت هي التي تحرك الجماهير ,مثلا في العراق إضرابات النقابات في الخمسينات من القرن الماضي في مدينة كركوك (إضرابات عمال النفط تسمى إضرابات كاورباغي هزت الحكومة العراقية ) حينها . وهكذا كان لليسار تنظيمات مهنية محنكة بين الطلبة , ألان كل هذه التجمعات البشرية بيد قوى غير مهنية وليست معبرة حقيقية لمصالح جماهيرها . هذه النقابات عندما تفقد إستقلاليتها تفقد ثقة جماهيرها . تبقى لغرض الدعاية للقوى المساهمة في الحكم بدلاً ان تكون مُدافع أمين لجمهورها الحقيقي , النقابات تحتاج الى قيادات مُحنكة بالنضال لمصلحة جماهيرها هذا ما تفتقده الان.

7 - من أخطاء الحركة اليسارية في المنطقة كانت تعكس للجماهير إنها تحارب الدين ورجال الدين قبل ان تهتم بالجانب الاقتصادي ومدى تطوير ذهنية الانسان . كانت تعكس للناس بأن الدين هو العامل الاساسي لتأخر المنطقة وبقاءها متخلفة وهذا أضر بها كثيرا .

8- هيمنة التيار القومي العربي وإضطهاد القوميات الصغيرة في المنطقة أغفلها التيار اليساري ولم يستطع مجابهتها او إبداع طرق جديدة حديثة ولم يبتكر أساليب حديثة للوقوف بوجه هذا التيار القومي المتطرف الذي دخل علينا بعد الحرب العالمية الثانية وبسرعة كبيرة إستقطب جماهير عربية كبيرة حتى المثقفين منهم شعراء وكتاب وفنانين على حساب القوميات الصغيرة.

9- غياب التفكير بالعدالة الاجتماعية وتحرير القانون من هيمنة الاحزاب الحاكمة . المجتمعات الشرقية لم تستطع ان تتحرر من العلاقات الاجتماعية القبلية والعلاقات الانتاجية الاقطاعية . هذا ترك المجتمعات في مهد التحفظ وعدم الولوج في نهضة العالم التكنلوجي المعاصر وبقيت هذه المجتمعات إستهلاكية وغير منتجة رغم غناها بالذهب الاسود . سمعت من الخليجين العبارة التالية (يابان تصنع ونحن نتهنى ) يقولونها بإعتزاز .

10 - عندما يحصل إنفراج والمجال العلني كان يطغي التطرف والغرور على معظم نهجها السياسي مثلا في العراق بعد ثورة 14 تموز كانت الجماهير العراقية الغالبية العظمى تتوجه نحو اليسار وكان قائد الثورة عبد الكريم قاسم محبوب من قبل 90% من جماهير العراق . أخذ الغرور يأكل الحزب الشيوعي العراقي ولم يخطط لبرنامج وستراتيجية طويلة الامد ولهذا خلفت أعداء في المنطقة وإنكسارات متتالية .

11 - التيار القومي المتطرف لعب ولازال يلعب دورا بمحاربة القوى اليسارية , رغم إنه هو الاخر يعاني الانحسار لكن لازال له دور مؤثرضد اليسار.

12- دخلت الاحزاب اليسارية تحالفات مع الاحزاب القومية مثلا الحزب الشيوعي العراقي دخل في تحالفات مع الاحزاب القومية منذ أول يوم من تحالفها فشلت هذه التحالفات وقدمت أرواح أعضائها وجماهيرها قربانا لهذه التحالفات الفاشلة مما أفقدت ثقة الناس بها وسببت إنقسامات وإنشقاقات داخل الاحزاب .

13- القوى اليسارية غير قادرة على إيجاد حلفاء دوليين لها مثلا المنظمات الدولية العالمية والدول التي تتصدر بنشاطها قضية حقوق الانسان سواء الرسمية او الجماهيرية .

14- لحد الان هناك عدم فهم لاٌسس الديمقراطية نتيجة النظرة الشمولية للاحزاب المهيمنة على السلطات والفكر العربي القومي في المنطقة وإصطفت الاحزاب اليسارية بنفس الصف . من منا كان يتجرأ ويقول مثلا , أنا كلدانية كنت أتهم بأني ضد المبادئ الاممية ومن منا كان يستطيع التعريف عن هويته الدينية . لست مع فكرة التعصب للدين او القومية . لكن هذا حقي أن أعرف نفسي بهويتي الكلدانية والمسيحية والان أتمسك بها لان حقوقي تهضم ويجري إعتداء صارخ من قتل وتشريد وتهجم على الحريات الدينية والقومية غير العربية غير المسلمة في المنطقة وبعض القوى اليسارية لم تستطع إستيعاب وجودنا في المنطقة وكأننا ضيوف وليس السكان الاصليين . أين الاقباط أين المسيحيين في مصر؟ أين المسيحيين في العراق وسورية ؟ اين الامازيغيين ؟أين الاكراد ؟ هؤلاء هم الملايين حقهم مهضوم لكن الحركات اليسارية تسير بنفس النهج العربي القومي المغالط للائحة حقوق الانسان العالمية عندما نأتي لميدان العمل .

15- نتيجة التمسك بالقديم تعرضت غالبية القوى اليسارية الموجودة في المنطقة الى إنقسامات وإنشطارات بعد تأسسيها بسنوات وأصعبها الان في هذه الظروف الحرجة التي تعيشها هذه الدول . أدت الى إنقسام التيار اليساري والمثال على ذلك سورية .

يمكن تقسيم القوى اليسارية في سورية الى ثلاثة فئات

أولا : قوى تحالفت مع النظام السوري "على مبدأ الوقوف مع الطرف المنتصر " فحملت الخطاب الايدلوجي للنظام وبدأت بوصف الحراك السياسي بالعصابات المسلحة وإتهمته بالسلفية وإعتبرت الحل الحوار مع النظام , فرعاها النظام وإستعان بها في حربه على الشعب .

ثانيا : قوى إختارت الوقوف الى جانب الشارع نظريا فقط فتجمعت في هيئة التنسيق "الوطنية" (التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع اليسار الماركسي مع مجموعة من ألاحزاب الكردية ) لم يستطع حتى الان الارتقاء بأهدافها للاخرين .

ثالثاً : نتيجة لاراء قيادات هذه الحركات إنفصلت عنها أجزاء من كوادرها وإختارت الانحياز للشارع وقامت بالمشاركة في مظاهرات درعا ويعود الفضل لهم في ظهور أول شكل تنظيمي للثورة متمثلا باللجان الشعبية والشبابية ولاتنسى دور شباب حزب العمل في مختلف المدن وخاصة مدينة السلامية التي تعمد الاعلام العربي التعتيم عليها رغم كثافة المظاهرات التي خرجت منها . (أمين دمشقي _ مهدي درويش _ 17/10/201).

16- لم تهتم كل الاطراف اليسارية بجماهيرها ومصلحتهم وعوائل الشهداء الذين أعطو أرواحهم وتركو أيتاما وارامل خلفهم . في العراق كان شعار المدرسة الحزبية (الحزبي أول المضحين وأخر المستفدين ) " بعد 2003 أصبح الشعار (الجماهير أول المضحين والحزبي أول المستفيدين ) إنخرطت أطراف من التيار اليساري في العملية السياسية على شكل أحزاب او شخصيات . جميعهم بلا إستثناء أصابهم مرض القبلية والعشائرية والعائلية المقيتة . كل من أخذ يُحصل مكاسب لعائلته ومن ثم عشيرته وقبيلته تاركين ورائهم ألالاف الايتام والارامل والمناضلين الحقيقيين ورائهم . تصرفت بنفس عائلي وحزبي مقيت .

17- القوى اليسارية لم تستطع ان تقدر جماهيرها , من خلال تواجدي في الدول الاوربية وامريكا أنقل مايجري كمراقبة فقط لم أنتخب في اية دولة لاني عراقية ولااملك مواطنة اية دولة . "أثناء حملة الانتخابات يجري عدّ الناس المحسوبين على كل حزب ينزل في الانتخابات هؤلاء لم يصرف الحزب اي جزء من الجهد او الدعاية لهؤلاء بل يكون الرهان على الاناس المستقلين المساهمين في الانتخابات تبذل الجهود وأموال الدعاية الانتخابية فقط على هؤلاء لاغير لكسب المعركة لانهم هم الذين يحسمون المعركة الانتخابية .


2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟

كاترين- نعم أدى الى ضعف هذه القوى وإنحسار نشاطها الجماهيري والسياسي . محاربة إعلامها بل قهر إعلامها كان له دور كبير بإضعافها . كل الانظمة العربية بدون إستثاء وقفت ضد التيار اليساري وكانت محاربتها تختلف من دولة الى اخرى . كانت تبدأ بمحاربة الاعلام وتنتهي بأقسى العقوبات البشرية الجماعية مثلا القتل والتشريد والابادة الجماعية معظمها بقي عملها سريا فقط . التيار اليساري في العراق ضرب المثل الاعلى بهذه الضربات والتضحيات . أيام كنت طالبة في الاتحاد السوفيتي في السبعينات وبداية الثمانينات كان الحزب الشيوعي العراقي يلقب بحزب الشهداء.

* نتيجة التخلف الذي تعيشه المنطقة وأولها الامية العالية في بعض الدول تكون الامية بنسبة 70% خلقت أرضية خصبة للتيار الديني المتطرف الذي يحارب كل شئ يساري .

* وجود مدارس دينية عملاقة في المنطقة مثلا الازهر والمرجعية في المراكز الدينية الشيعية وغيرها من المرجعيات الدينية حاربت ولازالت تحارب هذا التيار اليساري العلماني الديمقراطي الوطني مدعية أن الاسلام هو الحل الصحيح لمعالجة أزمات المنطقة وسميت الصحوة الاسلامية . عندما ينهض التيار الاسلاموي يتخلف الاقتصاد ويتصاعد النهج القبلي البدوي القديم على حساب عملية التطور في الحياة العامة إجمالاً . بنفس الوقت لهذا التيار المتطرف له خبرة بما فيه الكفاية لاقناع الجمهور البسيط وهذه معادلة طبيعية عندما يكون الانسان في المأزق يلتجأ الى الخالق علّه يفتح باب الفرج .

علما ان التيار اليساري كان له من عناصر مثقفة لها باع طويل بمحاربة التخلف وتثقيف الجماهير لكنها هُجرت وتعيش خارج هذه البلدان للاسباب التي ذكرتها سابقا . مما جعل الساحة السياسية أرض خصبة للتيار الاسلاموي .

3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟

كاترين - لاأتصور ان قياداتها تستوعب التغيير ولاتريد ان تؤمن بأن الشباب اليوم قادرون لتحريك الشارع .

سبق لبعض القوى اليسارية ان إرتبطت بعلاقات ودودة مع الانظمة في المنطقة فقط لتوقف إضطهاد الانظمة لها وحماية نفسها رغم ان أغلبها لم يستطع التأثر على هذه الانظمة ونهجها السياسي غير الديمقراطي وإتباع نظام شمولي لان القوى اليسارية كانت ولازالت تفتهم ان الديمقراطية هي من خلال الطبقة العاملة لاغير . ولم تريد ان تفهم بأن الزمن إختلف الان حيث أصبح العالم قرية صغيرة لسرعة الاتصالات . لم تجدد أيدلوجيتها التي باءت لاتتفق مع العصر الحالي .

ثانيا : لم تقبل القيادات القديمة بالاعتراف بدور المثقفين بتوجيه المجتمع الى ركب موجة العصر . الاحزاب اليسارية كانت ولا زالت تحتضن فقط المثقفين الحزبيين على حساب المثقف المستقل الذي لايريد الالتزام بسياسة هذا الحزب او ذاك . وبهذا خسرت الكثير منهم . ومثال على ذلك الحزب الشيوعي العراقي خسر أعداد هائلة من مثقفيه بعد الضربات المتتالية ما ان ينهض حتى يتلقى ضربة أخرى .وللاسف لم يستفد من التجربة لانه بقي بنفس النهج الايدلوجي القديم .


4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟

كاترين- أولا تشكل التحالف مع الشخصيات الوطنية العلمانية المثقفة والتكنوقراطية .

ثانيا : اللجوء الى الشباب بشكل مباشر من كلا الجنسين .

ثالثا : إستخدام التكنلوجيا الحديثة والمبادرة بقيادة الشارع أثناء التظاهرات والاعتصامات . رفع شعارات تمس صميم مصلحة المواطن مثلا : محاربة الفساد , حقوق الانسان , خطة عمل يومية لقيادة هذه المظاهرات .

رابعا : تغيير أليات العمل . قلت مرة لاحد الحزبيين لاتفكرو بكسب الفرد الى الحزب لكن فكرو بتلبية طموح الجمهور وإطلبو صوته فقط لاغير . (لاإنتساب للحزب ولا إجتماعات ولا إشتراك ولا كراس للقراءة ) إتركو الناس تقرأ ما تشاء وتتخذ القرار بالشكل الذي تريده . لكن قدمو خدمة للناس وهي التي تعطي صوتها لكم . لم يقبل بفكرتي وإعتبرني بأني متأثرة بالغرب .

خامسا : خلق إعلام موحد لهذه القوى مثلا الاعلام المرئي والمسموع هو الاهم . اللجوء الى المسرح المباشر الناقد لكل سلبيات الدولة . مثلا جملة واحدة مباشرة من الفنان الكبير عادل إمام توازي مقالات المئات من الاعلاميين والمفكرين في مجتمعاتنا البسيطة . هذه الجملة الهادفة من شخصية محبوبة تزعزع هيمنة التيار الديني والحكومي . إنها مرحلة تمر بها المنطقة وتثبت ان هذا التيار الديني لايصمد أمام تفكير الشباب الحالي .

سادسا : فتح باب الحوار مع القوى السياسية الوطنية والتعاون مع بعض قيادة التظاهرات والتوافق على شعارات موحدة أثناء قيادة التظاهرات .

سابعا : العمل على كشف الفساد في الدولة من خلال التعاون مع المنظمات الدولية مثلا مكاتب الامم المتحدة ومنظمة الشفافية العالمية , منظمات حقوق الانسان غير المحلية .

ثامنا : وضع مطاليب الشعب والشباب في الاولوية من برامجها حتى وإن طرحت من القوى الدينية الاسلاموية بمعنى أخر تقوية مؤسسات المجتمع المدني المستقلة وعلى رأسها الاعلام المستقل .

تاسعأ : تحريك ودعم الحركات النسوية بكل الاعمار لتساهم بشكل مباشر في العملية السياسية . ودعم الرموز منها في العلمية السياسية مثلا نوال السعداوي , المتوكل , هناء أدور ,شيرين عبادي . فنانات مشهورات في المنطقة وهن كثر. هؤلاء أصبحنا رموز عالمية تهابها الحكومات وتحترمها الجماهير, فرضت نفسها على الساحة السياسية . التعاون مع ممثلات وكاتبات مشهورات عالميا واقليميا ليكون لهن تأثير على الساحة السياسية . خلق علاقات مع شخصيات عالمية معروفة مثلا عندما جاءت الممثلة المشهورة أنجيلا جولي من منظمة النوايا الحسنة الى منطقة الشرق الاوسط وجلست مع اللاجئين العراقيين على الارض ولبست ملابس شعبية لتجلس على الارض كسبت الرأي العام العالمي لجانب اللاجئين العراقيين . شخصيات مماثلة عالمية مؤثرة يكون لها دور كبير على الساحة السياسية .

5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟

كاترين : لماذا إستطاعت القوى الدينية توحيد خطابها عندما تتطلب ظروف الهيمنة على قيادة الجماهير ؟ مثلا السلفية والشيعية أعداء لقرون الان توحدو في خطابهم ضد العراق وتوحدو بقتل أبناء الشعب العراقي بحجة محاربة المحتل . لماذا القوى اليسارية لاتتوحد بخطابها وبرسالتها وتترك أليات العمل لكل بلد عن الاخر وفق ظروفها الموضوعية والذاتية .

على الاحزاب أن تجدد عن بعض افكارها القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب وتراجع برامجها وتجدد الدم الشبابي في قياداتها . .يجب أن يبادرالتيار الديمقراطي ويسعى للم الشمل ليكون هذا الشتاء هو ربيع الديمقراطية .
للخروج من الأزمة السياسية التي تعم المنطقة بعد سقوط النظام تقوم القيادات الشابة القائدة للجماهير على مستوى الشارع بتشكيل الحكومة وتشكل الوزارات بأجمعها مؤقتة وتبقى الكتل الأخرى ككتل برلمانية معارضة لمراقبة عمل الحكومة , هذا الذي أفتهمه من أسس الديمقراطية . وهنا الحكمة في كل دولة تختلف عن الاخرى يقرر التيار الديمقراطي موقفه السياسي في البرلمانات هل مع المعارضة ام مع الحكومة ؟

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟

كاترين- لا تتقبل القيادات الكلاسيكية ان يقودها شاب ولاتتقبل ان تقودها إمرأة . الفكر القبلي في السلوك اليومي هو المتغلب . على الورق مع حرية المرأة وعلى صعيد الحياة العملية ( العادات والتقاليد المتحفظة هي سيدة العمل عند الاحزاب اليسارية ) هذه عن تجربة شخصية أقولها . لذا أصبحت الان ضرورة ملحة تبديل هذه القيادات وتثبيت الكوتا 25%في كل برامجها الحزبية .

يجب إطلاق حرية المنظمات الجماهيرية المستقلة. عملت سنين طويلة في إتحاد الطلبة العراقي ورابطة المرأة العراقية . كنت اسمع المنظمات الجماهيرية هي سور للحزب حتى جاءت ضربة تجميد المنظمات الجماهيرية منتصف السبيعات شعرت أن هذه المنظمات هي أسيرة بيد الحزب واصبحت تمثل الحزب لاالجماهير ذات المصلحة الحقيقية في تشكيلها وكانت الاحزاب تتصارع ولازالت لكسب هذه العناصر المستقلة التي لاتريد عن تخترق ميدان السياسة لكنها تساهم في الانتخابات وهذا شئ طبيعي .

7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟

كاترين- مثلا في العراق يحتاج ان تفرض الكوتا على قيادة الحركة اليسارية . ثانيا يجب ان تكون المراة حاضرة في كل صغيرة وكبيرة في الميدان السياسي واللجان التي تشكل بنسب الكوتا واللجوء الى العناصر الشابة من العنصر النسوي مهم جدا. الاستفادة من تجربة الرابطيات القديمات مهمة ملحة . لماذا سميت هناء أدور بسيدة المجتمع المدني ؟ لان ما تفعله هناء أدور على مستوى الجمهور العراقي او على المستوى العالمي لايستطيع أي رجل عراقي أن يفعله . يجب إعطاء أهمية والعمل بين طالبات الجامعة والمنظات النسوية الموجودة حاليا يجب رعايتها والاهتمام بتربية الكارد من خلال الاستعانة بثقافة حقوق الانسان وإقامة دورات . . بدون التوجه الى الكادر الشاب لايستطيع اي تيار يساري ان يعالج (capacity building) تسمى
ويحارب التمييز ضد المرأة داخل صفوفه وهنا أقصد على الواقع العملي وليس على الورق والالة الحاسبة . نحن بحاجة الى ممارسات يومية تبدأ داخل العائلة اليسارية وتنتهي بالمدرسة والدائرة والعمل . أود التوضيح لست مع فلتان الوحدة العائلية الرصينة . معظم الحركات الاسلاموية تتهمنا نحن مع الفلتان وهذا غير صحيح .


8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟

كاترين : أولا : أعترض على كلمة الثورات العربية والمجتمعات العربية وماذا عني انا العراقية ولست عربية . أنا من هذه الدول لكني لست عربية ولم أقبل ان يعود صدام حسين ثاني ليجبرني على ان اكتب على وثائقي الشخصية إني عربية . وليس سكان هذه الدول كلهم عرب فيهم قوميات اخرى غير عربية غير مسلمة وهم يساهمون بشكل فعال في الانتفاضات والثورات الحالية . هل تقبل أن اقول بريطانيا المسيحية او اقول امريكا المسيحية .

ثانيا : لاتتمكن للاسباب التي ذكرتها سابقا . الشباب الان لا تعرف كيف تتحالف مع القوى العلمانية والقوى الديمقراطية التي تؤمن بفصل الدين عن الدولة . ليس كل علماني يساري وليس كل مصلي إسلاموي , وليس كل رجل دين إسلاموي . وليس كل علماني يساري.

ثالثا : القوى اليسارية لم تبادر وتتوجه الى هؤلاء الشباب لانها تعتقد الان الشباب ليس لديهم خبرة . لكن لم يفكرو ان التكنلوجية لعبت دور بتنظيم هذا الحشد الكبير من هؤلاء الشباب وأكثر من ذلك هذه التكنلوجيا والاعلام الحالي لعب دورا كبيراً لمساندة هؤلاء الشباب وكسب الشباب رأي العام العالمي الى جانبه ضد حكوماتهم .

9- ثورات الشرق العربية أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟

كاترين _ لازالت القوى اليسارية وبشكل الخاص القيادات تسير بشكل بطيئ وكلاسيكي وبأليات قديمة وكأننا نعيش في أوائل القرن السابق يعني بعد الحرب العالمية الاولى . والسبب بذلك لانها تغافلت الشبيبة وبقت متمسكة فقط بالجيل القديم الذي لايستعمل التكنلوجيا الحديثة . تتميز القوى اليسارية بأنها تحاط بكادر المثقفين وتتسلح بالثقافة لكن للاسف أحادية الثقافة وهي الثقافة الماركسية , في حين الان يتطلب التنويع ومعرفة الثقافات الاخرى كي يتسنى لها ان تمارس نشاطها مع كل المثقفين . سمعت من أكثر عنصر قيادي من الشيوعيين العراقيين النغمة التالية ( لم يكسر ظهر الحزب غير المثقفين في اوساطه ) نغمة أخرى ( المثقفين لهم نرجسية وحب الذات ) عندما كنت بيشمركة كنت أحس الصراع بين المثقفين وغير المثقفين. يطفح بنا نحن المثقفين بحيث كنا نشعر بذنب كوننا مثقفين وكأننا إرتكبنا خطأ كبيراً يجب ان نُحاسب عليه .

1976 ذهبت بزمالة دراسية لاكمال دراستي , كنت متحمسة لدراسة الجيوفيزياء . بعد إلتحاقي بمعهد أذربيجان النفطي وهو أقدم معهد نفطي موجود حينها في الاتحاد السوفيتي ويعتبر من أعرق المدارس النفطية حينها لصلابة كادره العلمي المتمرس بالميدان النظري والعملي . توجهت الى قسم الجيوفيزياء لالتقى بأحد أساتذته العمالقة وهو في منتصف الاربيعنات أرمني القومية . تحدثت معه عن رغبتي بهذا الفرع لاني عملت حينها على جهاز كومبيوتر موجود لدينا في جامعة الموصل . كان صريحا جدا قال الاتي :" أنصحك ان لاتدرسي جيوفيزياء هنا . أنتم تستعملون تقنيات يابانية نحن متخلفين عن يابان ب50 عاما في مجال الجيوفيزياء ". جئت بهذا المثل لاثبت ان التيار اليساري لازال بنفس المنهجية لعدم تقبله التقنية الحديثة كما كان الاتحاد السوفيتي 1976.

في العراق مثلا السلطة هي مصدر للثراء لذا يتراكض الناس لنيل مناصب في الدولة وهكذا الحال مع كل الدول في المنطقة . زائدا الفساد يشكل عامل مهم لجمع الثروة بأساليب غير شرعية مختلفة وبعلم المسئولين من كبيرهم الى صغيرهم . وهذه الالية القديمة المركزية والبدائية هي التي يتمسك بها اليسار الان في كل المنطقة

" في الغرب بُنيت الرأسمالية قوتها الاقتصادية أولا ثم استولت على السلطة السياسية، أما في العالم الثالث، فالاستيلاء على السلطة يتم أولا ثم يجري الحديث عن «بناء القوة الاقتصادية»، بما يعزز القاعدة المتداولة والمتبعة في العالم الثالث التي تقول أن السلطة مصدر الثروة" (غازي الصوراني، تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي، ص23).


10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟

كاترين : الحوار المتمدن يجب ان يكون مدرسة يتعلم منها العلماني واليساري والرجعي والمتطرف والقومي وبمختلف الاعمار . أنا أحب ان اقرأ لمختلف الاراء واركز على الذين يختلفون عني بالرأي ولم انزعج من إنتقادات الاخرين إذا كانت بشكل مؤدب وبدون تجريح . وتعددية المنابر والاراء الان هي مصدر قوة لهذا الموقع . ثقافة الحوار في مجتماعتنا ضعيفة وبدونها لايجوز ان تتطور هذه المجتمعات, لان مقومات ثقافة الحوار ضعيفة في مجتمعاتنا . أضع موقع الحوار المتمدن في مقدمة المواقع العربية لحسن إدارته وفتح باب النقاش والحوار المؤدب بين قرائه سبق وإقترحت ان يكون للحوار المتمدن محطة فضائية لكل المنطقة ربما تقول لي من أين التمويل ؟ أقول يجب ان يكون خطة عمل أولا وبعدها يجري التفكير بمشروع إستثماري مثل هذا .

أقترح على الحوار المتمدن أن يفتح حوار مع الجرائد والمجلات والمواقع اليسارية والليبرالية والعلمانية لطرح برنامج إعلامي موحد في المنطقة .
.
كنت أتمنى على الحوار المتمدن ان يضيف سؤال أخر : هل إستطاعت القيادات الحزبية لليسار ان تجيد فن القيادة في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ككل الان ؟



#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة النجاة حية في ضمائرنا
- الأرامل والأيتام قضية إجتماعية إنسانية
- أسئلة موجهة الى حكومة مالكي الموقرة
- لقاء مع وفد من بعض الحيئات السياسية العراقية المسيحية
- لماذا قتلو الشهيد هادي المهدي ؟
- SBS الاذاعة الاسترالية تلتقي مع محافظ نينوى السيد النجيفي
- التوجه الى المحكمة الدولية هو الحل الامثل
- القصف الايراني على الاراضي العراقية خرق دولي صارخ
- التيار الديمقراطي (البيت العراقي)
- العراق في مأزق إنقذوه
- لاارهاب ولاتكفير ..احنا نطالب بالتغيير
- رسالة مفتوحة الى السيد ميلكرت والسيدة هناء أدور
- حرية الكلام ممنوعة في العراق الديمقراطي
- إيجاد أفضل الطرق لابراز الجريمة عالميا لحصول إعتراف دولي بها
- لماذا الثورات في المنطقة ؟
- هل الحكومة العراقية مهتمة بمكافحة الفساد اللا أخلاقي في الدو ...
- هل أصاب البرلمان العراقي خلل صحي ؟
- لماذا تذبح المعارضة التي تفضح الحكومة الطائفية ؟
- أهم الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى العنف ضد المرأة
- النائبة صفية السهيل في ساحة النضال


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....



المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - كاترين ميخائيل - متى نتبنى الجديد ؟