أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي














المزيد.....

أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 21:08
المحور: سيرة ذاتية
    


الاستاذ أنور عبد الحميد المحامي هو أحد أقدم رواد مقهى الزهاوي ويكاد يكون الوحيد الذي تكفّل بمتابعة القضايا الادارية والقانونية المتعلقة بالمقهى التي كانت تتعرض لمحاولات من أمانة العاصمة للاستحواذ عليها. وكان الاستاذ أنور المحامي متخصصا في قضايا البداءة حسب التخصصات القضائية المتعارفة في قانون المرافعات العراقية، وقد بذل جهودا مضنية وطويلة لاقتلاع قرار بوقف تدخلات أمانة العاصمة في شؤون مقهى الزهاوي. وهو عمل تطوعي تكفّل به شخصيا، وقد لامه البعض في ذلك لا لشيء، وانما بسبب الموقف من الشخص المستثمر في المقهى، حيث كان شحيحا لا يهتمّ بصيانة المقهى واصلاحها، وكان له عامل واحد شاب مصري اسمه محمود، أعقبه شاب عراقي كان يحمل درجة البكالوريوس في اللغة والأدب العربي. وكان رواد المقهى دائمي المطالبة للقيام بالتصليح والصيانة، قبل أن تنهار زاوية (الأوجاغ) تماما، والتي سبق أن تعرضت لتدهور جزئي. ويبدو أن الأجر لم يكن جيدا، فيما كان هو يجلس على الدوام على (قنفة) عند مدخل المقهى، يرتدي دشداشة عادية وبيده (مسبحة) وشعره أشيب غير معتنى به، يعلو شفته العليا شنب أبيض. ولا أدري إن كان عسكريا متقاعدا في صنف المشاة كما يوحي عدم اهتمامه باللياقة.
كان للأستاذ أنور عبد الحميد اهتمامات أخرى بالتراث البغدادي والفن العراقي. وكان بعض الصحفيين القدامى العاملين في مجال التراث والتوثيق دائمي التردد على رواد المقهى من أجل معلومة أو تصحيحها أو تأكيدها. وأعتبر هذا التعاون بين الرواد والصحفيين بمثابة أرشيف ثقافي للتراث الشفاهي والفني، ولم يخرج عموما عن هذا المجال. وأتساءل لماذا لم يهتم الأدباء والصحفيون والباحثون الشباب من طلبة الجامعة بالعودة للرواد من أدباء ومؤلفين ومؤرخين لاستنطاق ذاكرة التأريخ الحية، في حين يتم اعتماد مصادر توثيقية رسمية أو أجنبية، لا تخلو من الغرضية والأدلجة. ولكن أولئك الرواد لم يكونوا مجرد ذاكرة ماضوية، وانما استمروا شهودا على الحاضر المنقطع في الذاكرة الشابة.
لم أعرف باهتمامات الأستاذ أنور عبد الحميد الفنية جيدا إلا عندما ذاع خبر قصيدته في امتداح صوت الفنان الصاعد في الثمانينيات كاظم الساهر، وقد بدا متحمسا له، وكان الاستاذ عادل الهاشمي الناقد الموسيقي في جريدة الجمهورية كتب مرارا.
يشترك الأستاذ أنور عبد الحميد السامرائي مع الأستاذ محمد حسين فرج الله في كونهما من خريجي مدرسة الحقوق العثمانية. وهو كذلك من رموز العزوبية، على غرار الفارابي والجاحظ والمتنبي والرصافي ومكي عزيز. كان يحضر للمقهى بعد الثانية عشرة غالبا لمدة لا تتجاوز نصف الساعة، في استراحة بين الدعاوي أو في انتظار أحد ما. كان نشيطا قوي البنية، أكثر ميلا للبدانة، ذو وجه دائري حليق الوجه والشارب، تحتل مقدمة رأسه صلعة واسعة. يصل ارتفاع هامته حدود (1.75م)، ويرتدي قميصا ذا خطوط طولية متهدلا على البنطال، وبيده حقيبة المحاماة الجلدية السوداء. يتخذ مجلسه المؤقت إلى جانب مدير المقهى ويتحادثان سوية ويرتفع صوته بالانفعال أحيانا. فهو جهوري الصوت، كثير الثقة بنفسه، ويعتدّ كعادة كبار السنّ بعلاقاته مع الشخصيات الاجتماعية وكبار المسؤولين. وحين يذكر بعضهم يستطرد في التعريف بأصولهم العائلية، سيما ذات الأصول الوظيفية والمراكز الرسمية حتى لو امتدت للعهد العثماني.
حين يكون المقهى قليل السكان يتخذ مجلسه في زاويتنا المعهودة، يتبادل جملا محدودة مع شخص ما حول موضوع محدد. ولكنه قد يتخذ أي مكان آخر أيضا. وهو قليل الكلام عادة، رغم أنه يعرف الجميع. وربما كان هو أقدم الرواد، حيث تعود صلته بالمكان حتى الخمسينيات، وهو بغدادي قديم، ولذلك يعود إليه المعنيون في شؤون التراث. وقد عرفت أحد الأخوة –لا أذكر أسمه- صنف مجلدا عن (محلة الفضل) البغدادية، يقع في سبعة آلاف صفحة، مدعم بالصور والوثائق، كان موضوع مراجعة وتعاون معه. وفي شخصيته ولغته تنعكس بوضوح ملامح الشخصية البغدادية المدينية الأصيلة.
لندن



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. محمد عزة العبيدي.. في مقهى الزهاوي
- محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي
- مكي عزيز.. في مقهى الزهاوي
- حقوق الأقليات في العالم العربي في ظل التغيرات السياسية
- صورة جانبية لهشام شرابي /2
- صورة جانبية لهشام شرابي /1
- المنظور الاجتماعي في أدب سارة الصافي
- وردة أوغست..
- كلّ عام وأنت..!
- استقبال....
- لامُن ياؤن سين
- ((حضارة عكسية))
- منفيون من جنة الشيطان 40
- منفيّون من جنَّة الشيطان 39
- منفيون من جنة الشيطان38
- الاتجاه الاجتماعي في أدب يوسف عزالدين
- منفيون من جنة الشيطان37
- منفيون من جنة الشيطان 36
- منفيون من جنة الشيطان35
- منفيون من جنة الشيطان34


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي