أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد والعشرين















المزيد.....

عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد والعشرين


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن علم السياسة بقدر ما هو علم قيادة الأفراد على التحكم والسيطرة والقيادة فإنه علم إحتمالات لأن السلوك البشري وبحسب خواص الإنسان نفسه الغامض في أفكاره ونواياه وتوجهاته والتي لاتظهر وتعبر عن نفسها إلا بشكل ليس ناقص فهو خاضع في هذه كلها إلى علم الإحتمالات من هنا كان الحكم على أي حراك صعب تماماً من خلال النظر إلى السلوكيات التكتيكية في علم السياسة ولكن الحكم الصحيح يكون من خلال دراسة التوجهات الإستراتيجية لأي عمل أو فعل سياسي

هذا قاد البعض منا وبرومانسية مثيرة للشفقة إلى الإنجراف وراء ما سمي الربيع العربي والذي كنا ولانزال نراه حراكاُ (سورة) فرضته الرؤية الإستراتيجية لأمريكا مستفيدة من حالة السكون العربي والتي مضى عليها ما يقرب الأربعين عاماً في بلاد الحراكات الإنقلابية أعني سوريا مصر والعراق

كنا نقول دائما أن حالة الإستقرار التي تسود في هذه البلدان ليست حالة إستقرار سياسي كما هو الحال أيضاً في دول النفط وإنما هي حالة سكون سياسي والفرق بين الإستقرار والسكون هو فرق كبير

عنما نقول أن المجموعة الشمسية مستقرة فهذا لاينفي حركة عناصرها أما لوقلنا أن المجموعة الشمسية ساكنة فهذا يعني أن أياً من عناصرها هو عنصر غير متحرك

في السياسة عندما نقول أن هناك إستقرار سياسي في أي بلد من البلدان فهذا يعني أن هذا البلد هو في حالة حراك سياسي لكنه يقع في حركته ضمن مسار تاريخي لايتبدل كما هو الحال في الدول الغربية وغيرها من الدول التي تقع في فلك الفكر الرأسمالي ذي الطابع الديمقراطي البرلماني فكل الحكومات التي تأتي عبر صناديق الإنتخاب هي من ضمن السياق الفكري العام الذي ينظم أحزاب وقوى ذلك البلد في غالبيها النسبية الكبيرة جداًولاتكون هناك أبداً إنعطافات تاريخية كبرى في مسيرة ذلك البلد السياسية

أما عندما نقول هناك سكون سياسي في بلد ما فهذا يعني أن الحياة السياسية في هذا هي في حالة غيبوبة ولاينقص هذه الحياة سوى سحب وسائل الإنعاش فالموت ومن ثم الدفن كما هي الحال في بلدان الشرف العربي عموماً ودول النفط خصوصاً ولن يكون حراك سياسي في مثل هذه البلدان إلا إذا تدخلت معجزة الرؤية الإستراتيجية للقوى الكبرى وفقاً لمنظور إستراتيجي جديد تقع هذه الدول في داخل مسراه العام كما هي في مسراه القديم فيبدأ ضخ الحياة في هذا السكون بدلاً من قتله دفنه

إن هذا ما حدث من وجهة نظنا بالضبط في بعض هذه البلدان ونقصد تونس مصر اليمن ليبيا وأخيراً سوريا ولم نهمحل العراق لأن الجميع يعرف أن الإستراجيا الأمريكية لم تدخله مباشرة إلا ليكون مثل ها اليوم الذي نراه حالياً في هذه البلدان

إذا علينا لمعرفة مآل هذا الحراك أن نعرف أولاً ماهي الإستراتيجيا التي تقف وراءه فهذه البلدان عموما وكما في الماضي كان الطابع العالمي للقوى الفاعلة في حركتها هو الغالب ولذلك كنا الكثير من الشعارات ذات الطابع العام للحراكات التي كانت تحدث في هذه البلدان وبعد وصول حاملي هذه الشعارات إلى السلطة كنا نرى إختفاء هذه الشعارات من ساحة التطبيق لتبقى ضمن الأدبيات التي يتم تدوالها أمام الرعاع من الناس وليأخذ المسار منحى مغايراً تماماً لغايات الحراكات التي تم طرحها في الشارع الساكن لدفعه نحو الحركة

الكل بدأ يتساءل لماذا تعثر الحراك العربي في سوريا وبدأت الأزمة الواضحة جداً للغرب وأمريكا في الظل والجامعة العربية في العلن تتبدا وكأن سوريا هي كما يقولون مربط الفرس

كل المتابعين للشأن السوري في هذه الأيام يرون أن سوريا دخلت في نفق صعب وصعب الخروج منه ولكني بعكس الجميع ووفقاً لرؤية إستراتيجية أرى أن الذين فجروا الحراك الظاهر منهم والخفي ولم يعد هناك خفي فالكل باتوا في العلن أقول أرى أنهم هم في المأزق وسوريا خرجت تماماً من أزمتها وسوف يرى الجميع أن حسابات حقلهم لم تنطبق على حسابات بيدرهم

منذ اللحظات الأولى للحراك أدرك النظام في سوريا وهو يدرك في رأيي سلفاً أن المسألة هي لعبة إستراتيجية كبرى مفادها أن أمريكا تريد إستراتيجيا ربط البحار الخمسة والتي تحدث عنها مسبقاً الرئيس نفسه ولم يخف أنه يعمل مع إيران وتركيا على تحقيقها على شكل مغاير لما تريده أمريكا

لايخفى على أحد أن هذه البحار تحيط بمنطقة هي على مساحة أكبر من مساحة أوروبا وتسيطر على ممرات العالم القديم كلها براً وبحراً وجواً فيها تكتل بشري يفوق عدده الأربعماية مليون بشري فيها 70% من نفط وغاز العالم المستثمر بالإضافة لكونها سوقاً إستهلاكياً إن تمت تنمية إقتصاده سوف يكون واسعاً وكبيراً
هذه المنطقة فيما لو كانت تحت السيطرة الأمريكية فإنها ستحكم الطوق حول روسيا وتسجنها ضمن جغرافيتها التاريخية وستكون الصين تحت رحمة الممسك ببئر النفط والغاز فيها وسيكون نموها مرهون بإرادته

من هنا نجد أن التقارب التركي مع كل من إيران وسوريا كان بدفع أمريكي إسرائيلي ففي هذا التجمع كانت أمريكا ومازالت تريد من ضمنه إسرائيل كشرطي نووي يحميه ويتحكم بمسا ر حركته الطبيعية وكانت تريد لتركيا الدخول سريعاً اسوريا وإدخال القوى الإسلاموية إلى السلطة مشاركة مع حزب البعث وقد طلب أردوغان ذلك أكثر من مرة ولم يستجب لطلبه فهدف الطلب هذا إن تلبى كان لمحاولة فرملة النظام السوري في علاقته مع إيران وجعلها أقرب إلى تركيا وكان هناك خلاف حول إيران النووية فسوريا وتركيا (في ظاهر أمرها ) كانتا تطلبان لوقف المشروع النووي الإيراني نزع السلاح النووي الإسرائيلي ليتم قبولها ضمن هذا التجمع أو السماح بأن تكون إيران نووية في موازاة إسرائيل النووي مما كان يحرج تركيا في الباطن لأن إيران النووية إلى جانب إسرائيل النووية ضمن هذا التكتل سيجعل تركيا كما لو كانت في الإتحاد الأوروبي بلداً من الدرجة الثانية لذلك كنا نراها متحمسة لمساعدة الغرب في الموضوع النووي الإيراني على أمل أن يسعى هذا الغرب على نزع أنياب إسرائيل النووية وبذلك تكون تركيا ضمن هذا التكتل وبوجود الإخوان المسلمين إلى جانب حزب البعث في السلطة هي الدولة الأقوى وصاحبة الرأي الأرجح كل ذلك طبعاً مع السعي لإقامة توازن في السلطة العراقية على النمط السوري

من هنا نجد التخبط التركي في المسألة السورية فقد كان سببه هو توهم أردوغان الذي أثبت بالدليل القاطع أنه صناعة إسرائيلية وتسويق أمريكي أن النظام وكما رتب مع القطري وعلى حساب السعودية(التي لايهما شيءأكثر من رؤية بلاد الشام المحببة إلى قلوب أهل السعوديةمستقرة والأفضل ساكنة ) في خلال أسابيع إن لم يكن أيام وبذلك تتم تقوية التحالف الأمريكي داخل التكتل وجعل هذا التكتل تحت السيطرة الأمريكية وهنا لاتستطيع إيران فعل أي شيء سوى التسليم بالأمر الواقع ومن ثم تتم عملية إعادتها إلى الحظيرة الأمريكية

معروف عن النظام السوري قدرته على الرؤية الإستراتيجية ومن معرفته بالأهداف الأمريكية البعيدة رفض دخولهم إلى العراق وبدأ في مقاومتهم ولم يرتجف عندما كانت إسرائيل تدك لبنان بل راح يمد حزب الله بكل ما أراده من دعم بل وجهز نفسه للدخول في المعركة إن أراد الحزب ذلك
وعنما كانت كوندوليزا رايس تعلن ولادة الشرق الأوسط الجديد كان بشار الأسد يستعد ليعلن إنتصاره ووصف العربان بأنصاف الرجال دون أن أية مواربة

المعارضة لعبت مع النظام السوري تكتيكياً وخسرت وخسر معها كل من وقف معها أو وراءها لأن هذه هي ألعاب الفئران لكن النظام (وعلينا قول كلمة الحق ولو لم تكن في صالحنا )لعب معهم إستراتيجياً وربح وربح من وقفوا معه ووراءه فهذه لعبة النسور
من هنا نجد أن العالم كله دخل على خط الأزمة في سورياوبدأ الحشد العسكري يملأ المتوسط وبدأ التخبط الغربي العربي التركي فلا هم قادرون على الإستمرار في اللعب مع النظام فهو لعبها بشكل صحيح وإستراح وهم لعبوها بشكل خاطىء وتأزموا فلا هم قادرون على الإستمرار ولاهم قادرون على الإنسحاب إن حاربوا هزموا وأنا متأكد من ذلك وإن إنسحبوا هزموا وفي الحالين آه كما يقول محمود درويش والعالم عالم جديد بكل ما في الكلمة من معنى

في الحالين سوريا فيهايكتب تاريخ القرن الواحد والعشرين وهوبالتأكيد لن يكون أمريكياً هذه المرة ولا غربياً مستر فريدمان فهنا الروس والصينيون والإيرانيون وكل من يقاوم إسرائيلكم وسوريا التي لايحبكم شعبها وهذا الذي لم ولن تفهموه لاأنتم ولامعارضو النظام ولاعربناكم ولاعرابيكم أكانوا أتراكاً أم إخواناً مسلمين



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ساعة الصفر ليوم القيامة في الشرق الأوسط ؟
- زوجُكِ هو إبنك زوجتُكَ هي أمُك
- الإنسان عارياً
- جاذبية المرأة وجاذبية الأرض
- ربيع أمريكا السوري وخيارات بشٌار الأسد
- الإنسان يصنع قيده
- إيٌاك أن تعرف الحقيقة
- إلهكم جزٌار بَشَر
- الإنسان مشروع وجود
- ثلاثية الوهم : الله -الخلود -الحرية
- المطلق المُدَمِر في عالمي السياسة والدين
- الإله الأوٌل
- آلهتكم ثلاثة
- ثورات أم حرائق ؟
- جدل الذات بين وهم المثقف وواقعية السياسي
- قانون العامل (س) والحراك العربي
- قانون الصدفة أم قانون العامل (س)
- قراءة التاريخ أم نقده ؟؟
- المثقف وتفسير الظاهرة
- المنهج الماركسي والماركسويون


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - عفواً توماس فريدمان : السوريون يكتبون تاريخ القرن الواحد والعشرين