أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سامى لبيب - مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية في الثورات؟














المزيد.....

مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية في الثورات؟


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:14
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟


لا يمكن القول أن القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية صنعت إرهاصات ما يطلق عليه ثورات عربية فهذه الانتفاضات لم يكن معداً لها مسبقاً من طرف أي تكتلات سياسية فاعلة في البلدان العربية فهى بنت الشارع وقوى الجماهير الغاضبة الفاعلة العفوية , كما لا يمكن إعتبارها ثورات بالمفهوم المتعارف عليه ولكن هى هبات جماهيرية رائعة ومؤثرة لم تظهر فيها أى بصمة لقوى سياسية يسارية أو يمينية بشكل واضح ومؤثر ومهيمن بحكم هشاشة هذه القوى وضعفها فى الشارع السياسى .
القوى اليسارية شأنها شأن القوى اليمينية والليبرالية لم تقود هذه الثورات ( مع تحفظنا على مقولة الثورات) بشكل قوى ومتفرد ولكن يمكن تلمس شئ واضح وهو أن روح ونهج اليسار كان حاضرا ً فى الشارع بالرغم من عدم وجود قوى حزبية يسارية فاعلة أى أننا وجدنا شعار " حرية .. مساواة .. عدالة إجتماعية " يتردد على ألسنة البسطاء من الجماهير كأمل مُرتجى من الثورة ولم نجد فى الوقت ذاته القوى اليسارية هى التى تقود وتطلق هذا الشعار وتتفرد به , وهذا يعطى دلالات رائعة على وعى الجماهير وإنجذابها فى لحظات المد لوعى وتاريخ نضال يسارى أصيل .

لا يمكن إنكار فاعلية اليسار فى الثورات العربية متمثلا ً فى الأفراد وليس ككيانات حزبية بمعنى أن تفتت اليسار نتيجة للملاحقات والممارسات القمعية وتصعيد الأنظمة الحاكمة التيارات الدينية للتصادم مع اليسار ومحاولة محاصرته دفع اليساريين للتشتت فى حركات ومنظمات صغيرة تحمل توجهات وشعارات محددة تناضل من أجلها وهذا يعطى لنا أن هناك صبغة ما يسارية إكتست بهذه الثورات فى بواكيرها الأولى .

نتيجة عدم وجود فعاليات قوية لتجمعات يسارية متمثلة فى كتل وأحزاب وتفتت الصوت اليسارى داخل حركات ديمقراطية ليبرالية كما أشرنا فهذا أعطى إحساس قوى بأن اليسار ليس بذو فاعلية فى حركة الثورات وزاد من تأكيده هو هيمنة القوى المُنظمة محاولة ركوب الحركة الثورية كتواجد جماعات الإسلام السياسى فى المشهد بالرغم من تخاذلها عن الإشتراك فى فعاليات الثورة من البداية بل هناك قوى حرمت على أعضائها الخروج على الحاكم !!.. ثم نجدهم جميعا يشتركون فى الهرولة نحو التفاوض مع الأنطمة المستبدة عندما أتاح لهم الدخول .

يلاحظ حضور اليسار بقوة فى تحريك المطالب الفئوية والنقابية قبل وأثناء الثورات العربية وأعتقد أن هذه الإحتجاجات كانت بفعل توجهات فردية يسارية متفرقة وليس كمنهج حزبى عام ولا نستطيع أن نبخس هذه الإنتفاضات حقها بحكم ان النضال يتحرك فى الأساس نحو نيل الحقوق والحاجات الآنية ولكن قد يكون لها تأثير سلبى فى خضم حركة واسعة جماهيرية تبحث عن مطالب حيوية وأساسية .

بعد النجاحات الأولى للحركات الجماهيرية فى تونس ثم في مصر ظلت الضبابية في البرامج السياسية القادرة على تأطير شباب الثورة تفرض نفسها فى عدم وضوح الرؤية والنهج اليسارى , وحتى بعد مرور أشهر لم تتمكن هذه القوى اليسارية والنقابية من ايجاد برامج سياسية مقنعة مُستقطبة لشرائح إجتماعية وطبقية عديدة وهذا يرجع لأسباب عدة .. يأتى أن الخطاب السياسى لم يواكب الحدث أو يمكن إعتبار أن الجماهير سبقت الكوادر وهذا يحدث كثيرا فى حركات الجماهير الثورية مع وجود خطابات سياسية تقليدية , كما يمكن أن نعتبر بأن الثورات العربية إتسمت بشبابية وجماهيرية غير مسيسة ولا منتمية فرفضت بشكل عنيد تواجد القوى السياسية التقليدية القديمة على رأس المشهد , كما لا يمكن أن ننسى تواجد التيارات الإسلامية التى تشارك وعين لها على السلطة والعين الأخرى على القوى العلمانية واليسارية والليبرالية تأمل أن تقوض حركتها وإفشال مشروعها التنويرى .

تناضل القوى اليسارية المبعثرة فى التواصل مع عموم الشعب ومحاولة التصدي للمشهد الجديد الذى تمثل فى التحالف القوى والغير معلن بين التيارات الدينية وفلول الأنظمة القديمة والمتمثلة حاليا فى رجال العائلات والعصبيات والعشائر فى ظل رعاية المؤسسة العسكرية والأمنية كأدوت النظام القديم والتى مازالت حاضرة بقوة.
هذا التحالف الجديد يسعى للإرتداد للمربع الأول من تركيز شكل جديد من حكم الرأي الواحد متمثلا في الدكتاتورية الدينية والتي استطاعت بسلاسة الوصول للحكم كما حصل في تونس أو تغيير البيادق المكشوفة بوجوه جديدة مع المحافظة على ذات النظام العسكري القمعي كما في مصر.. هذه الثورة المضادة التي التفت على المبادئ الاساسية للثورة محولة القضايا الى مسألة اثبات هوية دينية في مواجهة العلمنة والحداثة كما هى حريصة على الإبقاء على التركيبة الطبقية للمجتمع .

الظروف الموضوعية الحالية تجعل اليسار يبدأ كتابة الدرس من أول السطر فعليه ألا ينزلق نحو معارك سياسية تستهلكه وينسى أن الطبقة المهيمنة تعيد إنتاج نفسها ليظل الوضع الطبقى كما هو عليه مع تغيير فى الديكور المصاحب للمشهد فتخف فجاجة وفظاعة أنظمة الحكم المهيمنة والخادمة للطبقات المستفيدة وإن كنت أعتقد أن هذا إلى حين فالنظام الجديد يحمل مخالب وأنياب لن تكون فى حوذة أدوات القمع من قوى أمنية وجيش فحسب بل من خلال تيارات إسلامية أكثر شراسة وقدرة على الإستمرار والإنتشار لتجهض أمانى الطبقات المهمشة والقوى العلمانية والتنويرية .
يأتى الدور اليسارى فى الفترة القادمة نحو توعية الجماهير بأن الطبقة المهيمنة تعيد إنتاج نفسها من خلال ظهور القوى اليمينية على السطح وفضح المشاهد السياسية الدائرة على الساحة فى خدمة سياسات الطبقات المستفيدة والمستنزفة لحق الشعب فى المساواة والعدالة إجتماعية .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى داخل كل منا ملحد !..إنه الشك يا حبيبى - لماذا يؤمنون وكيف ...
- الثورة الناعمة عرفت طريقها .. شعب سيصنع ثورته من مخاض الألم
- تثبيت المشاهد والمواقف - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (32)
- تحريف الكتب ما بين رغبة السياسى والإخفاق الإلهى - تديين السي ...
- المؤلفة قلوبهم بين الفعل السياسى والأداء الإلهى - تديين السي ...
- العمالة الغبية والثقافة الداعية للتقسيم فى مشروع الشرق الأوس ...
- إبحث عن القضيب !! - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (15)
- هل التراث والنص بشع أم نحن من نمتلك البشاعة - الدين عندما ين ...
- مشهد ماسبيرو يزيح الأقنعة والأوهام ويكشف الرؤوس المدفونة فى ...
- إشكاليات منطقية حول الإيمان والإله - خربشة عقل على جدران الخ ...
- التتار الجدد قادمون - الدين عندما يمنتهك إنسايتنا ( 30 )
- العلبة دي فيها فيل - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 9 ...
- فلسطين ذبيحة على مذبح يهوه والمسيح والله الإسلامى - تديين ال ...
- الإسلام وحقوق الإنسان بين الوهم والإدعاء والعداء .
- التاريخ عندما يُكتب ويُدون لحفنة لصوص - تديين السياسة أم تسي ...
- هل الله حر ؟!! - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 8 )
- البحث عن جذور التخلف - تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان ...
- تديين السياسة أم تسييس الدين - حقاً الدين أفيون الشعوب .( 8 ...
- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا - لا تلعب معنا ( 29 ) .
- حكمت المحكمة ( 3 ) - القصاص فى الشريعة بين القبول والإدانة .


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سامى لبيب - مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية في الثورات؟