أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - المعادلة الارهوبعثية للوصول الى السلطة















المزيد.....

المعادلة الارهوبعثية للوصول الى السلطة


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 11:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حسب المقاييس السياسية حول السلطه و ممارستها أو التمهيد و التحضير للوصول الى قيادة الدولة أو الحكومة فأن العقل و التخطيط و التحليلات الواقعيه هي التي ترسم السياسه و ليست العواطف و الاماني ولا حتى المحبه و القيم. الكثير من الناس يعرفون السياسة على أنها فن الممكنات. اي أمكانية حدوث شئ معين أو أتفاق معين. هنا تجرد السياسة من الارادة و الرغبه في عقد أتفاق معين أو أعلان موقف سياسي معين.
حسب هذا التعريف وهذا المفهوم للسياسيه(الذي أعادية و لا أأمن به)، تربت العديد من الاجيال و مارست العشرات من الاحزاب عملها اليومي. و لذا نرى الكثير من الاحزاب تمارس سياسة قريبة من مقولة الغاية تبرر الوسيلة. لأنها تبيح العلاقات و الاتفاقات بمعزل عن نتائجها على الاطراف الاخرى.هذه النظرية في السياسة الان هي الاساس لعقد الكثير من التحالفات في العراق. كتحالف حزب سياسي معين مع الارهابيين مقابل عدم المساس بالحزب و أعضائه. أو أن تتحالف أطراف بعثية سابقه مع بقايا حزب البعث و الصداميين. هذه التحالفات بفعل الواقع الحالي في العراق ممكنه الحصول و تحصل فعلا. ويمكننا أن نصنف الاحزاب و الاطراف التي تهادن الارهاب و الارهابيين ضمن هذه المجموعة من الاحزاب التي تعتبر السياسة مجردة من القيم و المبادئ الانسانية و الصدق. و الغاية الوحيده من التحزب عندهم هو الوصول الى السلطة.
في هذا النوع من السياسات ليس هناك شئ أسمه العواطف أو المبادئ. لا يوجد شئ مقدس أو غير ممكن و محرم. ولهذا نراها مستعده لكل التحالفات القصيرة الامد أو الطويلة و لديها القابلية بتغيير تحالفاتها حسب المصالح الذاتية والسبيل الذي يوصلها الى أهدافها و حسب الزمان و المكان.
بمعنى أخر كي نستطيع التعامل مع أحزاب تؤمن بأن السياسية هي فن الممكنات و تطبقها في الواقع دون النظر الى نوعية التحالفات و نتائجها على الشعب بشكل أجمالي، لابد من ممارسة نوع خاص من السياسة. هذه السياسه يجب أن تخلو من العواطف أو أعطاء الفرصة أو المبررات لتحالفات و تحركات مشبوهة.
ضمن معطيات هذه السياسة قامت في العراق و تقوم العديد من التحالفات و غمضت العيون و سدت الاذان عن الكثير من الاختراقات و الاعتداءات. وأدت هذه السياسة الى تقوية الارهاب و الارهابيين و أضعاف التحالفات الاستراتيجية بين الكثير من القوى العراقية، و القصد بها التحالفات المبنية على أسس علمية و انسانية و ليست الانانية.
التحالف الكردي الشيعي كان من أحدى التحالفات المبنية على العقل و التكاتف الانساني و التعاون ضد الارهاب و القوى الطاغية في العراق. هذا التحالف لم يكن ضمن سياسة فن الممكنات المجردة من العدالة، وكان من المفروض أن تقوى و تدوم الى الابد. وكان من الضروري أن لا ينخدع الطرفان بزوال النظام الصدامي و أن يتوجة كل منهم الى مصالحهم الذاتية وان يفترقوا أو أن يختلفوا على جرائم أقترفها صدام و حزبه البعثي (كتعريب كركوك) و ان كانت في مصلحة طرف دون أخر.
بكلمات أخرى يمكننا القول بأن الارهابيين و الصداميين، قوى ساعدهم على العراق و على الكرد و الشيعة عندما بدأ(بضم الباء) بتجريد السياسة من العقلنة و المبادئ و توجهنا نحو الممكنات. أن السياسة اذا تحولت الى فن للمكنات و مورست بهذه الصيغة، فسون لن يكون هناك تحالفات أستراتيجيه و ستفقد الاحزاب و الاطراف المصداقيه ومحصلتها النهائيه سوف لن تكون لصالح الاحزاب المبدأيه و التي تريد خدمة شعوبها.
السياسة هي فن كشف المجتمع و أيجاد وعقد العلاقات المبدايه و الحفاظ عليها. السياسة هي فن الحصول على المصداقية من خلال العمل المبدأي و الاحترام المتبادل. في دولة كالعراق من الضروري أيجاد مثل هذه التحالفات و مثل هذه السياسة وذلك بالرجوع الى أسس سياسة ما قبل سقوط صدام.
الارهابيون يمارسون أيضا السياسة. ولكنها سياسة القتل و التخويف و التدمير وهم أيضا يحاولون عقد التحالفات مع الاطراف المختلفة. فهناك في العراق أحزاب سياسية تعمل علنا وتستفيد من العملية السياسة و الديمقراطية و تدعم الارهابيين لا بل تمتلك أجنحة عسكرية تحت مسميات مختلفه.
معرفة هذه الحقائق تفرض على الاحزاب المبدأية و الديمقراطيه، وتفرض على الكرد و الشعية و السنة الذين لا يساندون الارهاب، التحرك و ممارسة سياسة تحول دون تمكن هذه الاطراف من الاستفادة من التحالفات التي تؤدي الى زيادة الارهاب. أضعاف الارهاب لا يأتي عن طريق العواطف. الارهابيون لديهم لغتهم الخاصة.
نتيجة لفشل الشيعة و الكرد في قراءة الوضع العراقي بصورة صحيحة و نسيانهم للمقابر الجماعية بصورة مبكرة وعدم أستطاعتهم الحفاظ على تحالفهم المبدأي، كان سببا رأيسيا لعدم سماع كلمتهم و زيادة العمليات الارهابية ضدهم. ففي كركوك و الموصل و في النجف و كربلاء و حدود بغداد بدات مرة اخرى المذابح ضد الكرد و الشيعة.
الهجوم المباشر على الشيعة بدأ عندما أدركت قوى الارهاب أن الحكومة القادمة ستكون شيعية لا يهمهم أن كانت اسلامية أو علمانية. وهم يدركون أن أية أنتخابات ستكون لصالح الشيعة في العراق، لذا فهم بداوا بمعركتهم قبل الانتخابات وقبل تاسيس تلك الحكومة.
ليس هناك في قاموس الارهابيين و من يقف خلفهم من الاجنحة السياسية شيأ أسمه هذا عربي و ليكن شيعيا و هذا كردي، المهم لديهم أن لا يستلم الشيعة أو الكرد الحكم في العراق. اي أن السلطة وبقاء العراق تحت سيطرتهم هو الهدف ومن أجل ذلك مستعدون لقتل و محو كل من يقف في طريقهم. هذه هي المعادلة و السياسة الارهابية للوصول الى السلطة ثانية. فهل بامكان الشيعة لوحدهم القضاء على الارهاب؟ و هل بأمكان الكرد لوحدهم القضاء على الارهاب؟ و تناحر الكرد و الشيعة لصالح من ستكون؟
لو حللنا العمليات الارهابية و صنفناها سنراها توجة ضد المدنيين الكرد و و المدنيين الشيعة و على الحرس الوطني و الشرطة العراقية الذين يحمون المؤسسات و الحكومة في العراق و هنا لا تهم أن كان الشرطي كرديا أو عربيا أو سنيا. و بما ان العمليات الارهابية موجهة ضد المدنيين الكرد و الشيعة فقط، فيحق لنا أن نسأل لماذا، و أن نقول بأن الارهابيين يعادون الكرد و الشيعة بالدرجة الاولى و أن الكرد و الشيعة هم المستهدفون. هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين الكرد و الشيعة فقط من قبل الارهابيين لها مدلولاتها و تفسيراتها. و أذا كان السنة العرب يرفضون هذه العمليات فعليهم رفع اصواتهم عاليا كالشيعة و الكرد و لينظفوا مدنهم من الارهابيين. لأن الارهابيين أتخذوا من المدن السنية كقواعد للانطلاق و الاعداد و التخطيط.
البعثيون و الارهابيون مارسوا سياسة الارض المحروقة و قصف و تخريب القرى و المناطق التي كانت تحصل فيها العمليلت المسلحة لقوى البيشمركة، و نتيجة لهذه السياسة الشرسه اضطر الكرد الى التقليل من عملياتهم داخل المدن، لحرصهم على حياة المواطنين الكرد. بينما الارهابيون و البعثيون الصداميون يقتلون الشعب. وهذا هو الفرق بين المنطقين و المعادلتين و ينبغي التعامل مع الارهوبعثيين أنطلاقا من هذه الحقائق و من هذه المعادلة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتمي و اللامنتمي في تقييم الانتخابات العراقيه...
- هل من يستطيع أن يُكذب السيد حازم الشعلان؟؟
- سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه
- أنتشار صورالسيد السيستاني في كل مكان، ديانة أم سياسة
- نعم .. نعم .. للقائمة
- زوبعة الانتخابات و الدكتاتورية التي تجري في عروق العراقيين
- لولاكم لأنكر الكرد عراقيتهم، منذر الفضل و أحمد الشمري نموذجا
- الانتخابات قوّضت بتحويلها الى لعبه طائفيه
- هل من الممكن ان اترك مثل هذا الشخص حيا؟
- الاغلبيه السياسيه و ليست الاغلبيه المذهبيه والطائفيه...
- هل ستنجر تركيا الى (فخ) كركوك؟؟
- مقاطعة الكرد للانتخابات و تأثيراتها على مستقبل العراق؟؟
- خالد القشطيني، نحن في زمن العولمه وليس القوقعه
- البعثيون أحرار و المسيحيون أشرار
- معادات أسم كردستان لا يولدعراقا موحدا
- .....المطلوب عراق أفغاني و أن لم تستطع فدكتاتوري
- هل تكوين الدوله الكردستانيه حلم و خيال كما يقولون!!!!!
- السنه والارهابيون في محنه و الانتخابات المحدوده نعمه
- أسرائيل وأمريكا تبنيتا أنشاء الدولة الكردستانية
- الساكت عن جريمة خانقين شيطان أخرس و عنصري حاقد


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - المعادلة الارهوبعثية للوصول الى السلطة