أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين طاهر - ذكريات في حياتي..الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته














المزيد.....

ذكريات في حياتي..الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته


عبد الحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


ذكريات في حياتي.. الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته

أزعم أنني احد الذين يعرفون الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين ولبساطة هذا الرجل ودماثة أخلاقه وصل الأمر بأن أكون واحدا من سماره الذين يستمعون لقصائده ويثق بهم ويأتمنهم على بعض أسراره مع حداثة سني !!..ودعوني أهرطق وأقول يبثهم لواعج حبه لأهل "البصرة" أظنه كان أستاذا بجامعتها فأصابته واحدة من حورها"حور البصرة" بسهم من عينيها.. لم يحتمل السيد الذي هو سليل عائلة دينية وثقافية كبيرة سهام الحب وجاءه هذا السهم"القاتل"على حين غفلة ومن حيث لا يدري وهو الذي كان يتحاشى سهام عيون حلوات كرمة بني سعيد وبنات سوق الشيوخ ويلوذ بغض النظر أو ينظر لهنّ "....!؟" فوقع في سهم واحدة من حوريات البصرة...أي نعم وقع السيد ...وقضي الأمر وكان قتيل العيون التي في طرفها حورا!
كان رحمه الله يتعجل فراغي من زحمة العمل ليتحدث إلي دون أن أراه أو يراني لأننا نتواصل عن طريق الهاتف والحقيقة انه يلح علي لزيارته لنتقابل وجها لوجه ولكن دواعي الخجل وقلة التجربة آنذاك هي التي حالت دون أن انعم بوجبات من الغدايات والعشيات على طيور الخضيري مع العنبر..وعلى مائدة سليل العائلة المرزائية واعتمدت صحبتنا"صداقتنا" على شهرته كرجل دين وشاعر وإنسان فذ وعلى حكايات عن الحب ـ فأنا عاشقا أيضا وقعت في حب "ام العلاء الدراجية"ـ كنت أرويها له وكانت ولا شك تحببني إليه وفي حينها كنت مأمور بدالة سوق الشيوخ مابين عام 64ـ 65 استلم الوجبة المسائية من الساعة السادسة إلى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل أقضي نصف ساعة على الأقل بالتحدث مع السيد مصطفى جمال الدين الشاعر والمثقف والعاشق أو أوصله برقم تلفون بصري أحفظه على ظهر قلب وإذا كان لي من شاهد فشاهدي .. مأمور بدالة كرمة بني سعيد المعروف بالملا وشاهدي الآخر الذي أعول عليه كثيرا و"أبحث عنه طيلة هذه الفترة ولم أجده "هو ولده الذي لا اعرف اسمه" التقيناه مرةّ بالصدفة أيضا أنا وأخي الأصغر" مقداد ابو ماجد" ـ راح شهيدا بانتفاضة آذارـ التقيناه في مدينة العمارة أيام محرقة حرب القادسية في الكازينو الكائنة خلف البريد الكبير في العمارة وكان يجلس إلى جانبنا على الطاولة المجاورة أظنه سمع حواراتنا المهووسة بالسياسة ومعارضة الحرب أراد حمايتنا,نعم وهو لا يعرفنا بعد انتقل إلى جانبنا وهمس... أهدءوا.. أصواتكم عالية ..وحلوّت الجَلَسة بوجوده تحدث لنا بالسياسة وبالثقافة وبالحرب والسلام ونحن نفغر أفواهنا على قدراته العجيبة في "طش الحديث ولمه".. فطفقنا فرحين نهصر الزيتونات على كؤوسنا المترعة ونتلمظ بحلاوة أحاديثه الشيقة ...غرب بنا الى الناصرية وشرق الى سوق الشيوخ وكرمة بني سعيد وعندما عرف أننا من تلك النواحي بادرنا بالسؤال أتعرفون "المرزات"؟ وأجبنا بنعم..قال... أتعرفون الشاعر مصطفى جمال الدين؟ وقبل ان نجيب قال.. أنا هو ابنه...عندها لم أتمالك نفسي هجمت عليه باغته.. لأطوق عنقه بذراعي أريد تقبيله وتسببت بكسر الأواعي وسكب المايات وبعثرت الزيتونات العامرات منهن والمهصورات على الطاولة لكنه لم يفاجأ كان يقضا فخلص نفسه بأعجوبة وبقدرة قادر وبعنف نهض.. ونهرني ...ما بك...تخبلت؟ ...أتحدث معك لساعات وعندما عرفت والدي ترعبلت.ها..لأنه رجل دين؟ والحقيقة والواقع ليس الدين هو الذي يشدني الى والده " فصحبتي مع الدين خفيفة" بل لأنه شاعر ومثقف وعاشق وإنسان من طراز فريد بالطبع اعتذرت منه وتأسفت عن تصرفي الأخرق لكنني لم أتعظ لحظات وعدت أصَدع رأسه بالحديث عن ذكرياتي الخاصة مع والده ـ الزيتون المهصور على ما يبدو كان هو السبب.. بإثارة عواطفي ـ وافترقنا....بعد يومين فقط جاء ابن مصطفى جمال الدين الذي لا اعرف اسمه يسأل عني في الدائرة ـ دائرة بريد العمارة فأنا في ذلك التاريخ كنت أتنقل "أدور على الولايات" من الناصرية الى البصرة ومن ثم إلى العمارة ..نقلوني بناءً على مقتضيات المصلحة العامة ومنعوني من العمل على البدالة!!؟ـ.. والتقيته للمرة الثانية كان ذابل اللون وعلى خده كدمة زرقاء كأنها شامة كان الرجل مبتسما لكنه واجهني بالقول..عمي اشسويت بيه أنت وأخوك "الله يغربلكم" ليلتين, وأنا بايت عند الاستخبارات من وراكم ...انظر وكشف لي عن ظهره ورأيت عدد من شطبات الكيبل المعدل على ظهر السيد ...عندما عانقته للمرة الأخيرة لكي أودعه دسست في جيبه مبلغا لا يساوي شيئا بالكاد يوصله إلى أهله وافترقنا أخيرا ...... ولأنني بكّاء.. طفرت من عيني دمعة ورايته يستدير بسرعة حتى لا أرى دموعه ....يا سامعين الصوت... يا قراء... يا اهل المحبة.... بلغووووه.... تحياتي...



#عبد_الحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقسم لكم..وانا على طهارة!!
- خرافة اخرى ..من خرافات الشعوب!؟
- رَحم الله ..من قَراءَ الفاتحة!!
- وماذا بعد..البيك والباشا!!
- كتبنا..لكم !!؟؟
- ثقافة..التخه رمل ثقافة ..الماكو شيء ؟؟!!
- نكهة المكان في قصص ..عبد الرزاق الخطيب
- ربع فيلسوف ..نصف فنان قرمز تحت ..المجهر
- دين...الدولة!!؟
- عَصافير !!؟
- نَذَرّنا..للكويّت!!
- كيبلات..وتواثي وعصي!!
- شق...وسطيح..عصفور كفل زرزور !!
- آخر الرسائل الى الشاعر طاهر حاشوش/لمناسبة الذكرى الرابعة..لا ...
- اشكال..البهلول..مؤامرة يتصدّرها دراويش ..عزت الدوري
- ما أَشبهَ..المَنّكا..بالأَنَناس!!؟
- حكايتي..مع شجرة العائلة
- أمُّ عامر وشيء..من الهَرَج
- ألف عافيه.. حرام حرام على..البصرة..وحلال على بغداد!؟
- أصل..الحكاية


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين طاهر - ذكريات في حياتي..الشاعر مصطفى جمال الدين كما عرفته