أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية















المزيد.....



نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 13:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يشكل مفهوم الوطن والتحرر الوطني جوهراً وكينونة لجدل الإنسان والحرية، وأمامنا ذلك التاريخ لفلسطين، والدور النضالي الكبير والرائع لرجل يجسد التفاعل والتلازم بين الإنسان ووطنه، وبين الإنسان الحُرّ ومفهوم الحرية، ذلك المبدأ الإنساني العظيم الذي يتجسد أمامه ومن خلال الإنسانية في الفعاليات التاريخية الكبيرة والمنجزات الإنسانية في كينونة الحرية، ذلكم هو الأساس الفكري الذي بنى عليه معماره.
منذ البدايات الأولى لنايف حواتمة؛ يمكن بسهولة الوصول إلى المضمون الفكري لمفهوم الحرية؛ بأن الإنسان ذاته هو مَنْ يصنع حريته، بأن ينتزعها بنفسه، فهذا الانتزاع هو ذاته تعبير عن درجة الوعي واليقظة، وطالما أن الحرية هي ذاتها الفعل الخلاق الذي يبعث في الإنسان تلك الإرادة والمشاعر، ومراكمات الوعي بالوجود؛ يعبِّر عنها بالممارسات سواء كانت الفكرية أو الإنسانية التي يعبّر عنها عبر التزامه الفكري، أي الدالة الفكرية التي هي إنجاز تفاعل وصيرورة مستمرة؛ للانتقال من المراحل الدنيا نحو مراحلها التقدمية، في منظومة الحقوق الإنسانية في ملكة الحرية، الحرية الإنسانية النقطة الحاسمة والمركزية كصفة أساسية للإنسان كواقع غير قابل للسلب أو التصرف.
كما أن قراءاته العميقة للكوارث التاريخية الكبرى، وفي تفاعل الإنسان الحُرّ والحرية؛ صعوداً إلى التاريخ الحديث، وبغزارة كتب حواتمة وحواراته ومحاضراته، وخبرة التاريخ ذاته؛ التي شهدت أوضاعاً استبدادية فاشية، تبرز أمثلته كيف جسّد الإنسان الحُر صوراً رائعة عن التضحية بكل شيء في سبيل حريته، ألم يبرز هذا في معاناة الشعوب الأوروبية عبر أهوال الحرب العالمية الثانية، أيضاً في البطولات السوفييتية في الدفاع عن الوطن، وما تركته الكولونيالية النازية والفاشية على الذات الفردية والاجتماعية الشعبية في ذلك الفضاء المسمى "حرية" الذي تتفاعل به كل القيم الإنسانية التي تنشد احترام كرامة الإنسان، والاهتمام برفاهيته وتطوره الشامل، عبر خلق الظروف المناسبة تماماً للحياة والتطور، فهي أيضاً ترتبط ضد الاستغلال وفي تصميم أوضاع المجتمع القائم، بتغيير أخلاقياته وسياساته وأساليبه في الحياة، نحو العدالة والخير العميم.
هنا تكمن أساسات منطلقات حواتمة الفكرية، في بداياته السياسية العربية المبكرة، التي دفعته للانتقال إلى اليمن إيماناً بالحرية للإنسان العربي، إلى اليمن وإلى لبنان وإلى العراق، في السنوات العربية العاصفة بعد نكبة فلسطين عام 1948، وهو ما زال في مقتبل مرحلة الشباب وقبل بداياته، فهو مبكر (من حيث العمر الزمني) في إدراك "معنى النكبة الكبرى الفلسطينية والعربية"؛ بل يكمن هنا أساس مفهومه التنويري، بأن الوعي يلعب الدور الحاسم في تطور المجتمعات، وصولاً إلى مفهوم الحرية التي تمثل أبرز معالم مكوناته الفلسطينية من المنطلق العربي بمجتمعاته المتعددة، الأمر الذي كلفه وقاب قوسين أو أكثر أن يدفع حياته ثمناً لها في العراق والأردن، لولا تدخل الأقدار التاريخية.
يبرز حواتمة أمام "معنى النكبة ودلالاتها" كحقل تنويري أيضاً بالإدراك أن المشروع الصهيوني الكولونيالي الاستيطاني، ومن موقع دوره الإمبريالي العالمي، يستهدف حركات التحرر العربي الديمقراطي، ويستهدف فلسطين في القلب منه، صلة الوصل والتواصل الجغرافية ـ السياسية، بحكم موقعها الجيو سياسي، الرابط بين المشرق والمغرب، وموقعها في نقطة تواصل القارات الثلاث، بما تعني من أبعاد للإمبراطوريات الإمبريالية وهيمنتها.
في تطور هذا المفهوم الفكري ابتدأ حواتمة في الثورة الفلسطينية المعاصرة مع بداياتها وعلى مراحلها المتعاقبة، وعبر القراءة في كتبه وحواراته ومحاضراته، بما أسبغ عليه لقب "بوصلة الثورة" من قبل رفاقه وزملائه في القيادة التاريخية للثورة، فمفهوم "الحرية والاستقلال الوطني" وبرامج الوحدة الوطنية في كل مرحلة شكّل امتداداً متلازماً لديه، وشرطاً لمفهوم حرية فلسطين واستقلالها وانبعائها، يصل هذا المفهوم إلى موقع الحاجة الروحية، فهي ليست معلماً ـ الحرية ـ للفكر في العصر الحديث فقط، بل هي ضرورة روحية وليست كمالية يلجأ لها الإنسان وقتما شاء، وذلك نتاج قراءاته المتعمقة للتاريخ العربي ذاته، ونتاج طبائع المجتمعات العربية ذاتها التي عايشها نضالياً وميدانياً، واستقراءاته وانشغالاته على موضوع الشخصية العربية والعقل العربي، وتوصيفه لآثارها السويولوجية على الوعي والعقل ذاته، وعلى تشكيل الأنماط داخل بيئاتها المتعددة؛ وعلى الجماعة والاجتماع عموماً، وهنا أصبح أكثر تشخيصاً للظواهر الاجتماعية والسياسية التي شكلت انحداراً في التاريخ العربي ذاته، فاستدعت منه إعادة الفحص على ضوء الشخصية والبيئة التاريخية الحاضنة منذ عصر المأمون الخليفة العباسي، بما يعني ذلك من ارتباط في قراءة الفعل والأثر الذي يفسر التحولات الاجتماعية العاصفة التي شهدها هذا الواقع، وصولاً إلى التصدعات والانتكاسات الكبرى التي نشأت بين البيئة الاجتماعية الجديدة والبيئة القديمة في صراعات مغايرة لما هو مأمول في نتائجها، تغايرات في البيئة والأفكار، وانهيار في تقدم بنيات المدينة التقليدية العربية في ذلك العصر، نحو تريّف وتبدوُن الملامح والأفكار، واستشراء حل التناقضات مهما بلغت بسيطة بالعنف الاجتماعي والسياسي، وتراجع دور المؤسسة الدينية نحو جعلها تواطؤاً مع الحاكم، ودار "إفتاء سياسي" في مواجهة التحولات الاجتماعية المدنية والتقدمية، وضرب المرتكز الأساسي لأي نهوض اجتماعي حضاري سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، ومعه كل تغيير حقيقي يرنو إلى الارتقاء نحو الأفضل لبناء مجتمع أكثر إنسانية، وصولاً إلى منع استيعاب منجزات العصر الحديث ومفاهيمه، التي هي ملك للجميع بفعل انتشار القيم الإنسانية والتي جاءت من خلال إنجازات القيم التاريخية البشرية الإنساني.
"بوصلة الثورة الفلسطينية" فحين يتخذ موقفاً يكون حضوره كاملاً دون أيما تفكير بالضغوط الخارجية؛ كعالم متفرد عَلَتْ فيه سيادة الاستقلال والحرية، سيادة الروح الفلسطينية؛ الحرية التي يسعى إليها من خال جدلية الحياة ... الحياة ... في ميادينها.
وبوجه عام؛ إن أبسط وأوجز ما وصل له حواتمة راهناً حول جدل الإنسان والتحرر والحرية، ما يراه يتمثل في السعي إلى إسقاط كل القيود التي تكبل الفكر الإبداعي، سواء كان ذلك في ميدان الفلسفة أو العلوم أو الفن أو الدين، بمعنى إخراج الفكر عن "الضابطات" والضوابط والحدود المقامة عليه والمسلّطة على عقله؛ وعلى السلوك الجماعي المتمثل بتنميط الأحكام التشريعية، هنا بالضبط يكمن مفهوم الحرية والتحرر مقروناً بالإنسانية والعدالة الاجتماعية.
حقاً ذلكم هو مبدأ الحرية الإنسانية العظيم، نحو إطلاق طاقات العقل الإنساني العربي، ذلكم هو المد الثوري في تحوله إلى معاينة تاريخية وعلمية للتحولات التي تعيشها المجتمعات العربية، تتجسد في تمظهرات الصراع بين القديم والجديد، بين المجددين المنورين، والمحافظين المنتكسين إلى الخلف والسلف، سباق الصراع بين الحداثة والسلفية، وسياق الصراع في جميع أقانيمه وصولاً إلى مساواة المرأة، أهداف مثيرة للجدل في بيئات الأسطرة والتابوات، ومدعاة لاستهدافه بشخصانية عالية، لأنه هنا يكتب في تاريخ السياسة وحين يدخلها في مجال العلم، حيث يصبح بالإمكان قراءتها موضوعياً بالوقائع التاريخية الظاهرة، فيُردُ عليه بالميثولوجيات بما تملك من أساطير تحاول أن تجعل منه تاريخاً، بما تمثل من عنف، ونقصد هنا نصوص السلطات الممزوجة بالتقديس، وفي أساسها التوليدي سرديات الحاكميات والحكومات، بإضفاء ثقافاتها التي تؤله العنف حتى في المناهج المدرسية والتعليمية في فحوى "السيطرة المقدسة"، ومنطلقة من "المورثات" التي صنعت رحمها التوليدي الغريزي في الدفاع عن دورها القهري وعنفها، إلى درجة "أنسنة" العنف وتحويله إلى ثقافة "إيهامية ـ مكرّسة كشكل ووظيفة "وكثيراً ما يتحول إلى إيديولوجيا وصولاً إلى أزمة التاريخ العربي، وأزمة العقل العربي الإيقوني المتلقي، في مواجهة نظام تحليله (حواتمة) الذي يعمل على فك شيفراته ومرجعياته وتابوانه وإرهاصاته، لأنها قرينة بكل الأزمات التي طالت العرب والعقل العربي والشخصية العربية، ما يصطلح عليه ذاته "سبات العقل" أو "الزمن العربي الدائري" و"أزمة التاريخ الاجتماعي والسياسي العربي".
في تركيز العقل النقدي بمواجهة الفكر العربي التقليدي والمحافظة، في تركيزه على "السلطة كَمًلك" أو امتياز استناداً إلى "مفهوم لاهوتي" للسياسة، أو نزعة عصبوية تقليدية متخلفة، وهو بحد ذاته تجاوزاً على أهم مبادئ الديمقراطية وبناء الدولة الحديثة، وعلى حقوق الإنسان، ناهيك عن كونه تدميراً لمفهوم الدولة الحديثة، ذلك أن الديمقراطية تتمثل بوصفها "مشروعاً تنويرياً بحد ذاتها ... في مواجهة هذيانات الشعبوية والعشائرية وأحزاب التراكيب الطائفية ...
هنا يكمن مأزق "الديمقراطية العربية" كما يشخصه حواتمة في حواراته ومحاضراته، في مقالاته وكتبه، فهي أولاً كممارسة سياسية ينبغي أن تقوم أولاً على اختيارات ثقافية لصالح النزعات العقلانية، عبر تحديث النظام التعليمي والخدمات الأساسية، وفي تفحصه للبنى المجتمعية العربية، يصل إلى أن عدم حدوث التراكم الرأسمالي الأولي هو بسبب آليات التوسع في مجتمعات المركز الإمبريالي، وأيضاً بسبب طبيعة "السلطة الربعية العربية، وبسبب من طبيعتها في مضادة لضمانات التداول السلمي للسلطة السياسية والتعاقد الاجتماعي وتقسيم السلطات والخضوع للقانون، بما تشكل من حجر الزاوية في فلسفة الديمقراطية، وهنا يكمن مأزق مشروع الديمقراطية عربياً، وأية محاولات "تزينية" هي ناقصة بسبب انحرافها البنيوي في المجالين السياسي والاقتصادي، وضعف الطبقات الاجتماعية الوسطى جاملة التنوير والديمقراطية، وصولاً إلى الفشل في بناء "شخصية مدنية" تتحول نحو ثقافات حديثة وجذرية وعلمانية، بل نحو رسم خطاب أحادي إقصائي؛ وحده يمتلك "الحقيقة" داخل مجتمعاتها العربية ...
هذه الاستخلاصات أبكر حواتمة في الوصول إليها وبكامل حمولتها الفكرية؛ بما يناهز خمسة عقود، ترد في كل ما سيشار له في كتبه، على الرغم من ديدنه وتركيزه على القضية الفلسطينية:
حقاً إن الأزمات الحاضرة هي جزء فاعل من أزمات الماضي وفي توليدية منه، ويحتاج إلى هذه القراءة المعمقة في سياقاتها التي تتعاطى مع الأزمة وجوهرها، كظاهرة اجتماعية عربية عميقة، تبرز أحياناً من تحت القشرة "الحداثية"، فهي ظاهرة وأزمة تختفي تحت دهن سميك من الثقافات لمفاهيمية الإنسان المواطن، الإنسان والمجتمع، أزمة إنسانوية في سيروراتها التاريخية المديدة، لثقافات تُرفع في الجسم الاجتماعي، وتستبعد فاعلية العقل ... ثقافات المسكوت عنها، هنا يطول التشخيص في المحاضرات التي يلقيها نحو شخصية الدولة الحديثة عموماً، والدولة العربية في تاريخها، باعتبارها موضوعاً تاريخياً للتحليل كما يجعلها، في الظروف التي أنشأتها، تبعاً لفتاويها وأوامرها التي تطرحها في المناسبات، وجعلها حقل تساؤلات، وتفسير طبيعتها عبر اجتهادات فكرية معيارية، وباعتبار الراهن إشكالاً فكرياً وعقلياً؛ حين يقترح العقل الإصلاح المستمر، وحين يتطلب الوعي إنساناً عقلانياً، عبر الأساس الاقتصادي الذي سينتقل بالسلطة إلى الأكثرية، لا لطبقة محدودة أو مجموعة صغيرة تتمسك بقوة بـ "حقوقها" فلا أحد يتنازل مختاراً، ومن المطلوب أن يجري الاتفاق على مفهوم "العدالة"، هنا ضرورات الوعي وتنامي الشعور الإنساني، يستعين بذلك في تجارب الكاريبي وأمريكا الجنوبية، تلك التجارب الثورية الديمقراطية المتقدمة؛ في البحث عن طريق عربي نحو المستقبل، في مواجهة فلسفة "الذوبان العربي" التدريجي، وبفعل التاريخ الإنساني وتجاربه يمكن الخروج من الضغط والقهر السلطوي لحل المأزق الإشكالي الفلسفي بتوفير أسباب العيش الأفضل نحو المستقبل الأكثر اطمئناناً للفقراء ... أليس هذا ما حدث مع اليسار الأمريكي الجنوبي والكاريبي !
وفي قناعات حواتمة وخلاصاته أن هذا نتاج أيضاً لتجربة غنية عملية؛ حين تكون تلك التجارب تمس شعوباً بأكملها، سعت بكل جدية ووعي بالمسؤولية لمعرفة عناصر مواجهة انتكاساتها، طريق البحث العلمي المسؤول الذي يقف عند دراسة التجربة بكامل تفاصيلها بهدف الوصول إلى استخلاص الدروس، والتمعن في سبل الاستفادة منها، والنقد والتقييم والتقويم بمراجعة صادقة مع الذات والتاريخ لمصلحة المستقبل.
حواتمة والنكبة القومية الكبرى
مع يفاعة ما قبل الشباب، شكلت النكبة منعطفاً كبيراً في توجهات حواتمة القومية والوطنية الاجتماعية، وبالإضافة إلى مشاهد صور اللاجئين النمطية المقتلعين من أرضهم ووطنهم ومن ممتلكاتهم، وهي ما زالت تفعل فعلها في الذاكرة والوجدان، فضلاً عن تصوراته الحقوقية الأساس موضوعة الوطن؛ فلسطين، ما زالت تشكل تلك الصورة في تأثيرها مشاهد الخيام المنتشرة في الأصقاع العربية، وجوه الأطفال والشيوخ والنساء المتعبة والمرهقة في خيامها البسيطة على امتداد الأصقاع العربية، مشاهدة ومعاينة هؤلاء الفقراء المقتلعين من الوطن، مقرونة بالإحساس بالقهر والخيبة العربية، وهضم أبسط حقوق الإنسان، ومن ثم أبسط حقوق الفقراء في الحياة، فالنكبة القومية الكبرى شكلت مادته الأساس، بدءاً من مشاعر تلك اليفاعة، بتقديم المعونة والمشاعر والمعنويات؛ بدءاً من الاختلاط معهم بحثاً عن الأمل وبشاشة الأمل شكلاً ومضموماً، الأمل بالعودة، ثم قرن حياته وكفاحه على امتداد القضية بحياتهم، واستشعار آمالهم وأملهم، كان همّه الأول صناعة الأمل رغم ما يسكنه ويسكنهم من طيبة وأوجاع، ويورد عن هذه المشاهد المسحوقة والبطون الجائعة الكثير، وعُسف الشتاءات الحزينة والقيظ الصحراوي اللاهب الكثير، هذه الصورة لم يستطع تجاوزها اليوم، حين كتب وحاضر في ستينية النكبة القومية:
"ستون عاماً على النكبة القومية الكبرى ... متى إذن سيفهم العرب معنى النكبة"، لم ينسى ألبوم صورها، فهي فضلاً عن حقوق شعب مقتلع، فإن صورتها الأدبية والأخلاقية فعلت فعلها في الوجدان والفعل، ربطاً بالأرض والحقوق، حين يروي مشاهداته للأجيال الجديدة: "لنا وطن فيه قبور أجدادنا ... وأرض أجدادنا، وزيتوننا، وفيها آثار طفولتنا، يتربع في قلوبنا وعقولنا حتى عودتنا مهما طال الزمن"، ويروي تلك الطيبة المفرطة لمشاهداته لذلك الألم في بداياته، والألفة بينه وبينهم، ومشاركته حياتهم في مخيماتهم، وكيف المائدة تتسع بأيدي الأطفال: "كوب الشاي وحبات الزيتون وأرغفة الخبز، وسفرطاس الأونروا "وكالة الإغاثة الدولية" لم يترفع عنهم، ليعاني ما يعانوه فلا يختلف عنهم، في إدمانه همهم ومعاناتهم، وكيف بدأ هذا الهمّ يتأسس لديه بالعودة إلى الديار، الأمل الذي سيل إلى سيل الأجساد المسحوقة حتى العظام، بداية التفكير بتأسيس إستراتيجي للمشروع الكبير للعودة، مشروع يضرب بعيداً في أعماق المستقبل والسير على هديه نحو الثورة ...
يمكن تلمس المراحل الكفاحية في السيرة الذاتية التي يؤكد بها حواتمة "الحرية"؛ هي التي دفعته لاختيار دربه في ريعان الشباب، في تأكيده على ما يسميه بـ "الزمن العاصف الذي تلا النكبة القومية الكبرى". إشكاليته الجدلية الكبيرة كمثقف أبكر من حيث العمر الزمني في اختيار هذا الدرب الشائك عربياً، حيث الحكام يتماهون بالآلهة، في سلطة القبيلة وتوابعها، وحولهم أدباء وشعراء القصور من متملقي ديباجات رصف المديح، وغياب ثقافة المقاومة سوى نخبة متقدمة، آلوا سلوك الدرب الوعر والشاق، بعيداً عن ضجيج ومحسوبيات السلطة وامتيازات توابعها، هناك أسهم إسهاماً كبيراً في صياغة رسالته، بالالتحاق العربي بعجلة المقاومة، بعجلة التنوير في اليمن والعراق ولبنان، ووصولاً إلى فجر الثورة الفلسطينية المعاصرة، مركِّزاً عن دور الثقافة في إقامة الوعي، وتحديداً الالتزام بالقضية الفلسطينية، والالتزام بالقضايا المصيرية؛ الثقافة التنويرية وبما لها من دور مركزي الحياة؛ في مواجهة طفيليات ثقافة السلطة، التزام يقحم المثقف والنخب في أتون الكفاح والحياة ... الحياة.
إن كل مَنْ يدرس سيرة حواتمة الحياتية الكفاحية في اندماجهما، يرى في البدايات تلك الفكرة المبكرة، يرى التقاليد العظيمة لعصر الأنوار، حيث يتجلى هذا الفكر في ثقافة الالتزام التي يتحدث عنها بإسهاب، وبما للأدب من دور فعال في تفسير الحياة وتغييرها عبر إقحام المثقف والثقافة في أتون الحياة، فلا يترك له العذر بالابتعاد عن الساحة الحياتية النضالية، ويمكن للدارس في كتبه وتحديداً في سيرته كتاب "حواتمة يتحدث" أن يلمس ذلك، وإن يقدمه بخجل ذاتي، هنا نراه معطوفاً على كلمة ماركس أن "الخجل عاطفة ثورية"، كما يمكن تلمسه أيضاً بالانتقال إلى ميدان السياسة في "حواتمة السياسي".

حواتمة السياسي: رجل الثورة ... رجل الدولة

يحظى "المستقبل" نقطة التركيز الكبرى في تطلعات حواتمة، لما يمثله من آفاق رحبة للآمال والطموحات والتغيير والتطور، ورسم السياسات وتقييم الواقع والماضي والتجارب، وهو يطغى على ما يكتب ويروي ويحاور، خاصة الحلقات المديدة على الفضائيات التي تتناول تاريخ الثورة الفلسطينية وهي عديدة، التسجيلات المتعددة غير المسبوقة لأدق الأسرار المخفية، وبما يحتفظ بذاكرة نابضة لتواريخ وثائق وجرائد ومحاضر هيئات قيادية حيّة وناطقة بالأحداث، نافضاً عن تاريخها ركام الغبار، وبأسلوب تلقائي حميم، وصولاً إلى الوثائق الرسمية سواء كانت برقيات أو اتفاقات أو وقائع جلسات أو بيانات رسمية، أو مذكرات شخصية، يضخ بها بعرضه فيضفي موضوعية حيوية سياسية ناقدة، عبر إنسانية حميمة لمعايشته هذه الأحداث ساعة بساعة، ودقيقة بدقيقة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.
دقة الاهتمام الجاد بالتاريخ الفلسطيني، صنعته موسوعة معلومات تاريخية سياسية وثقافية متنقلة ودائمة التجديد في القياس والمقايسة والنقد، يستكمل ما نقص من معلومات وتفسيرات، وتأتي هذه ضمن عدد من الخصائص التي ينفرد بها، ومقارنة بأي كتب أو مقالات أو مقابلات تلفزيونية أخرى، ومحمولاً على ذاكرة بانورامية في ارتباطاتها الفلسطينية والعربية والدولية، بتفاصيلها الدقيقة وبتاريخ يومها ومكانها، قدرة مدهشة معبرة عن درجة الانغماس والاهتمام، قدرة فائقة على اختزان التفاصيل؛ عن الجوهر والشخصيات والأماكن بما يمنحها حيوية وشهادة مصداقية كبيرة في توصيف مجسم لحقائقها.
هذه المقدرة المقرونة بالحماس والحساسية تمكنه من التنقل بين هذا كله بخفة ورشاقة، محمولاً على ثقافة موسوعية تدفعه لتعميق مفاهيمه في الحدث السياسي ودوافعه الإنسانية، ومقروناً أيضاً بغريزة صحافية جادة ومرهفة، حين لا يكتفي أن يقدم ما يعرف من أحداث، بل الأهم تقديمه لماذا حدث ؟ ولماذا سيحدث ؟ فتفسير الأحداث التاريخية همّه الدائم وهاجسه الوجودي الأساسي، حين يشتم الأحداث قبل أن تقع، في حسابات ومعادلات ومراكمات تطورها، متحركاً للتواجد في الأماكن التي ستقع بها، ومحذراً من وقوعها، بما يصدم البعض حينها وحتى تقع ...
يتحدث حواتمة بتلقائية تظهر من خلالها خصاله الشخصية، تكشف عن مشاعره المتخيّلة وعن مدى اهتمامه بقضيته، بالإضافة إلى مكوناته ودوره وموقعه وقدرته الفذة، التي وضعته في صداقة مع عدد هائل من رجالات الثورة في العالم، بعضهم أصبحوا زعماء في بلدانهم مثال أمريكا الجنوبية وشرق آسيا، مقابلات متعددة معهم وعبر مراحل تاريخهم، رأوا به الشخصية المحببة التي تفيد وتحفظ للصداقة حقوقها، وأبوابهم وقلوبهم مفتوحة له ...
في حواراته يمتاز بسرده المبسط المنساب، حيث يشدد على أن هذا الحوار موجه للناس العاديين، وينبغي أن تفهمه عموم المستويات، وبتواضع جمّ وأسلوب إنساني جذاب بالغ القدرة على التوصيل والتواصل، كاشفاً حقائق التاريخ ومسقطاً الأساطير والألعاب السياسية البهلوانية، ومقارنات يفرضها التاريخ الذي جمع هذه الشخصيات، التاريخ الفلسطيني ذاته الذي لم يكن متفرجاً عليه، بل كان وما يزال أحد صانعي أحداثه.
في كتبه العديدة يمكن معاينة الجهود التخطيطية الوحدوية الوطنية الفلسطينية في مراحلها المختلفة، وعبر مركز قرارها في تعدد أماكنها في الثورة المعاصرة، وجهود تخطيطية لإبقائها في دورها المحوري والمركزي؛ وحسن التدبير لكسب المستقبل واختصار الزمن، وحفاظاً على مكاسب الحاضر، وديمومة التطور نحو أهدافها في الحياة السياسية الفلسطينية وعلى وجه أكمل.
إن تحديد الأهداف بمراحلها مسألة فلسطينية في غاية الأهمية لكسب المستقبل، وهي تُنبئ على سياسات وآليات معقدة طالما الحال الفلسطيني موزعاً بين الداخل والشتات، ومن منظوره العام بأنه لا يمكن الدخول إلى المستقبل المأمول وتحقيق الأهداف دونما البناء على معطيات علمية وواقعية؛ لتجنب الانحرافات والفشل، فتحقيق الأهداف لا يبنى فقط على الاستحقاقات السياسية الآنية فقط، بل بناء آليتها بمزايا المستقبل وبآماده المتعددة.
من هنا تركيزه على قانونية حركات التحرر الوطني والديمقراطي في تجارب الشعوب التي حققت أهدافها، ونحو إطلاق مكامن القوة الوطنية، من هنا تفانيه بنقل هذه القانونية إلى موقع الصدارة فلسطينياً، نظراً لأهميتها الاعتبارية والمصيرية، مقرونة بسرد التجارب العالمية الفذة التي سعت لإدراك مستقبلها، وكثيراً ما يردد: "من الأَوْلَى نحن أن نشدّ رحالنا إلى المستقبل، نشدّ رحال شعبنا بخطى واثقة كي لا يغادرنا المستقبل وبصورة مفاجئة"، وفي ميزة العقل الناقد بالمعنى الفردي والمؤسسي الحزبي، نجد مقولته حول "الواقعية لا تعني التصالح التام مع الواقع، لأنها في هذا الموقع تلغي العقل النقدي"، أي ذلك العقل الذي يأتي مصاحباً للتحولات السياسية والثقافية، حينها سيقف عند عتباتها متأملاً بدلاً من أن يكون فاعلاً، فالواقع لن يكون النموذج "المكتمل" في العقل النقدي، وفي عقل المثقف المبدع، لأن هذا العقل سيتوقف عن الفعالية النقدية.
رجل الدولة
مع تمييزنا لمصطلحي رجل الدولة ورجل السلطة، والذي ينطلق من أن العلوم السياسية لا تميّز بين هذين المصطلحين بشكل واضح يستند إلى مبررات، على الرغم من أنهما مفهومان متغايران في جدلية سياسية وفضاء أوسع، فرجل الدولة معارضاً أو في السلطة، لا يخضع نقده إلى معيار المنفعة الشخصية والحزبية حين يؤشر على مواقع الخلل في السلطة والمجتمع، فالمسؤولية التضامنية هي التي تميز رجل الدولة عن رجل السلطة، طالما الأخير بعزل "مجتمع السلطة بعيداً عن مجمل مجتمع الدولة"، بينما الأول يقر بالأخطاء، ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة، ويحترم ما ألزم به نفسه من التزامات تجاه العمل السياسي والاجتماعي، وفق مبدأ الحفاظ على المصلحة العامة، طريقاً دائماً لا حياد عنه، أو خضوع لإغراءات ذاتية أو غيرها من المنافع.
ورجل الدولة لا يخص فئة محددة، بل يخص عامة الشعب، بما ينطوي على ميزات واضحة المعالم، طالما أن التغيير لا تستطيع فئة لوحدها في مجتمعاتها من إنجازه، لأنهم قد خلقوا مضادهم النوعي بعد إقصائهم شرائح واسعة من الشعب.
إن استثمار المخططات السليمة ووضعها في الميدان، وتقوية المقومات المادية والبشرية في المجتمع الفلسطيني هي تجسيد لمقومات الصمود ومكامن القوة ووضعها في الميدان، هذا التلخيص العام لحواتمة؛ يبرز محتواه في تحليله لمبادرة "البديل الإستراتيجي الفلسطيني" وبالإفادة ما أمكن من "الحالة الاقتصادية الريعية الاستهلاكية الفلسطينية بفعل الاحتلال" باستثمار كامل المقومات عبر منافذ جديدة وإحداث تغيّر ديمقراطي ملموس في هذا الجانب، وفتح منافذ جديدة ...

السيرة الذاتية لنايف حواتمة
حواتمة السياسي
انتمى حواتمة إلى حركة القوميين العرب التي نشأت كرد فعل مباشر على هزيمة العرب ونكبة فلسطين، وكان لا يتجاوز في عمره الستة عشر عاماً، وتحمّل المسؤولية الكاملة التنظيمية عن قيادة حركة القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية بعد الانقلاب على حكومة سليمان النابلسي الوطنية في الأردن في نيسان 1957، ولم يتجاوز التاسعة عشرة من العمر، وفي شباط 1958 كان هناك ضرورة للاختفاء وللحياة التنظيمية السرية بعدما تعرضت الحركة للملاحقة في الأردن، وتم الاختفاء الكامل لفترة ليست قصيرة وهنا صدر حكم الإعدام الأول على نايف حواتمة في الأردن وتم اعتقال عدد من أشقائه لفترات طويلة.
بفعل التداعيات المتلاحقة دخل حواتمة سراً إلى دمشق ومنها إلى طرابلس/ شمال لبنان على رأس قافلة مسلحة مشياً على الأقدام من حمص السورية، حيث ساهم في ثورة 1958 على رأس كوادر وأعضاء حركة القوميين العرب ضد مشاريع كميل شمعون لجلب القوات الأمريكية ومشروع إيزنهاور إلى لبنان وشكل جبهة قتال مشتركة مع الرئيس رشيد كرامي وحزبه حركة التحرير العربية ومع أحزاب البعث في شمال لبنان ولاحقاً انتقل إلى بغداد (بعد ثورة 14 تموز/ يونيو 58 وبعد رحيل شمعون والمصالحة بين أطراف الصراع المسلح في لبنان) في إطار الحركة القومية وتحمّل هناك المسؤولية الكاملة عن أوضاع حركة القوميين العرب في العراق، وهناك تم الاعتقال الأول لحواتمة "14 شهراً" في الصراع ضد دكتاتورية عبد الكريم قاسم، وتجاور في سجنه مع عدد من الشخصيات التي لعبت دوراً لاحقا في حياة العراق مثل عبد السلام عارف، أحمد حسن البكر، صالح مهدي عماش، علي صالح السعدي، عبد الكريم فرحان، صبحي عبد الحميد، عبد العزيز العقيلي، عبد الهادي الراوي، طاهر يحيى والعديد من أبرز القيادات العسكرية والسياسية التي لعبت أدوارا هامة في حياة العراق منذ ثورة تموز 1958، إلى أن خرج من سجون دكتاتورية عبد الكريم قاسم ومعه الأسماء السابقة يوم 8 /2/1963 بعد انقلاب البعث الأول المتحالف مع عبد السلام عارف.
وأصدر صحيفة "الوحدة" التي عاشت نحو (27) يوماً ثم أغلقت على يد نظام البعث في العراق، وتم الاعتقال الثاني في عهد ائتلاف عارف مع البعث بسبب ما كان يصدر عن الصحيفة وعن حركة القوميين العرب في العراق والتي كان حواتمة قائدها. ومن ثم أبعد إلى مصر ومنها إلى لبنان. حيث صدر حكم إعدام آخر بحقه بعد إبعاده من العراق بفترة غير قصيرة [راجع كتاب العميد الركن عبد الكريم فرحان "حصاد ثورة" تجربة العراق 58 – 64. عضو لجنة قيادة ضباط ثورة 14 تموز 58، وزير الثقافة والإرشاد. وكتاب هاني الفكيكي عضو قيادة بعث العراق "أوكار الهزيمة ـ تجربتي في حزب البعث". وكتاب محمد جمال باروت "حركة القوميين العرب – النشأة / التطور ، المصير" – المركز العربي للدراسات الإستراتيجية/ دمشق] .
يعتبر حواتمة أحد أبرز أقطاب اليسار الناشئ في الحركة القومية الحديثة (في أقطار المشرق العربي) حيث قاد الجناح الديمقراطي الثوري في صفوفها، وفي اليمن ساهم في معركة تحريره من الاحتلال البريطاني وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد الاستقلال مباشرة وأصدر كتاب " أزمة الثورة في الجنوب اليمني" الذي طرح برنامج جديد للثورة في مجرى الصراع الدائر بين اليسار واليمين في السلطة وحزب الجبهة القومية الذي قاد حرب التحرير من الاستعمار البريطاني، وتحول الكتاب إلى مرجعية لليسار الوطني في اليمن الذي استلم السلطة بعد هزيمة الجناح اليميني في الجبهة القومية والجيش. وبعد هزيمة العام 1967 وانفتاح أفق الثورة الفلسطينية رداً على الاحتلال الإسرائيلي، وجواباً بديلاً عن هزيمة الأنظمة العربية، انتقل للعمل في ساحة الصراع الساخنة وفي إطار فروع الحركة القومية في فلسطين والأردن . وفي مؤتمر آب 1968 المشترك للتيارين اليساري الديمقراطي واليميني التقليدي في ائتلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (فرع القوميين العرب الفلسطيني ـ الأردني) قدم نايف حواتمة التقرير السياسي والتنظيمي وتقرير المهمات والعمل، حيث نجح حواتمة في لعب الدور المحوري وتطوير دور ووزن الجناح اليساري في إطار الحركة القومية. وعند الارتداد عن نتائج مؤتمر آب 1968 واستخدام أشكال من القوة والعنف، أعلن حواتمة استقلال التيار اليساري تحت اسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 22 شباط 1969 .
ومنذ ذلك الحين تحولت الجبهة الديمقراطية تحت زعامة حواتمة إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار ائتلاف منظمة التحرير وفي إطار الثورة والشعب الفلسطيني ، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة كما في الأردن وفي لبنان بالمراحل الزمنية المختلفة وفي إطار الانتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان .
وفي أيلول/ سبتمبر 1970 قامت السلطة الأردنية بالحرب الشاملة على المقاومة الفلسطينية ، وأصدرت بياناً خاصاً بإلقاء القبض على حواتمة حياً أو ميتاً وأعلنت رصد مبلغ كبير لمن يقوم بذلك ، وكان هذا حكم الإعدام الثاني على يد السلطة الأردنية .
يعتبر حواتمة من قبل المراقبين الحياديين والمتابعين للشؤون الفلسطينية وقضايا الصراع العربي ـ الإسرائيلي، حالة مبادرة، كارزمية، تقدم الحلول العملية والواقعية الجديدة للقضايا الجديدة على جدول أعمال الثورة الفلسطينية وحركة الشعب الوطنية … فهو أول من قدم لمنظمة التحرير برنامجها الوطني الواقعي المرحلي عام 1973 وخاض في إطار الشعب الفلسطيني والمنظمة والجبهة الديمقراطية معركة البرنامج الوطني الذي أصبح بعد سنوات من طرحه برنامج الشعب والثورة والمنظمة في الدورات المتتالية للمجلس الوطني منذ حزيران/ جوان 1974 وأدخل مجموعة التطورات اللاحقة على الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر [ راجع كتاب باروت المشار له ، كتاب د. ماهر الشريف" البحث عن كيان"، كتاب تطور الفكر السياسي الفلسطيني/ فيصل حوراني، الكيانية الفلسطينية / عيسى الشعيبي، مذكرات خالد الفاهوم] .
كما أن حواتمة كان أول قائد فلسطيني دعا بوضوح إلى حل يقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة والتسوية السياسية والتفاوض مع الإسرائيليين عملاً بقرارات ومرجعية الشرعية الدولية، ووجه بهذا الصدد النداء الأول من مسؤول فلسطيني لمجموع الإسرائيليين على صفحات يديعوت أحرونوت وعدد من الصحف الدولية كالواشنطن بوست، لا سوار البلجيكية، اللوموند الفرنسية، النهار البيروتية في لبنان/ أبريل 1974. حيث دعاهم للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير والاستقلال ودعاهم بالعبارة التالية " تعالوا لنحول السيوف إلى مناجل". وذلك في إطار سلام شامل متوازن يقوم بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس وتقرير المصير وحل مشكلة اللاجئين بموجب القرار الأممي 194 .
وبعد الخروج من بيروت عام 1982 لعب حواتمة دوراً محورياً في الدفاع عن ائتلاف م.ت.ف. والدفاع عن وحدتها في وجه محاولات الانشقاق والتدمير الذاتي بين جناحي فتح وفصائل الرفض العدمية التي وقعت بعد الخروج من حصار بيروت، ودفعت الجبهة الديمقراطية الثمن الكبير لهذا الموقف بضغوط متتالية من القوى الإقليمية الأخرى.
وواصل دوراً فاعلاً مبادراً في الحلول والبرامج التي تقررت في مؤسسات منظمة التحرير وخاصة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الاستقلال / نوفمبر، 1988 وقرارات أسس التسوية السياسية للمجلس الوطني (ايلول / سبتمبر1991)، ومشاريع البديل الواقعي لاتفاقات أوسلو وسياسة الخطوة خطوة (كتاب حواتمة: "أوسلو والسلام الآخر المتوازن" 1999، وكتاب "أبعد من أوسلو ... فلسطين إلى أين؟!" 2000).
حواتمة في ميدان الثورة
نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واحد من ابرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي منظمة التحرير الفلسطينية. ولد نايف حواتمة في تشرين الثاني 1938، وآل حواتمة منتشرون في فلسطين والأردن وسوريا ويعودون في الجذور إلى الغساسنة العرب (معجم قبائل العرب، خمسة اجزاء، الجزء الاول تأليف عمر رضا كحالة صادر عام 1945)، وتابع دراسته الثانوية في كلية الحسين (عمان، الأردن) ، وبدأ دراسته الجامعية في كلية الطب / جامعة القاهرة وتوقفت في منتصف الطريق لاعتبارات سياسية ووطنية، وبذا انقطعت الدراسة الجامعية نحو عشرة سنوات، ثم تم استئنافها في الفلسفة وعلم النفس بجامعة بيروت العربية، ثم استكملت في موسكو حتى الحصول على الدكتوراه، وكانت أطروحته في الدكتوراه تحت عنوان:
"التحولات في صفوف الحركة القومية، من حركة وطنية عامة إلى حركة يسارية" والدراسة في موسكو أخذت طابع الانتساب وليس طابع الدوام النظامي.

حواتمة المثقف
أما حواتمة المثقف والإنسان، فهو مشدود في كثير من وجدانه إلى التراث العربي والإسلامي الثوري والتاريخ الثوري الأوروبي بموجاته في النهضة الثقافية والتنويرية، وبشخصية ودور الزعيم الكبير جمال عبد الناصر بعد النكبة القومية الكبرى 1948، حيث يعتبره حواتمة الشخصية الألمع والأكثر تأثيراً في المنطقة وشعوبها إبان سنوات حياته في مصر والوطن العربي والعديد من العالم الثالث (راجع كتاب "حواتمة يتحدث …").
يعمل حواتمة بدأب ونشاط طوال الساعات الممتدة، ويكرس كل طاقاته في متابعة كل كبيرة وصغيرة في مسار ومسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية .
من كتبه وكتاباته:
1. حول أزمة حركة المقاومة الفلسطينية ( تحليل وتوقعات ) – بيروت تشرين ثاني 1969 – دار الطليعة .
2. المقاومة الفلسطينية والأوضاع العربية – دار الطليعة - بيروت 1969 .
3. حملة أيلول والمقاومة الفلسطينية – دروس ونتائج – في النقد الذاتي – تشرين ثاني 1970 – دار الطليعة بيروت.
4. الوضع الراهن ومهام حركة التحرر والتقدم العربية – الإعلام المركزي / بيروت - تموز 1979 .
5. الأوضاع الراهنة، ومهام الثورة الفلسطينية وحركة التحرر العربية – الإعلام المركزي / بيروت – تموز 1980 .
6. مهمات الثورة الفلسطينية بعد غزو لبنان ومعركة بيروت – الإعلام المركزي – كانون أول 1982.
7. كتاب : حوار بين الجبهة الديمقراطية والطليعة المصرية ( لطفي الخولي يحاور حواتمة 11/11/1969).
8. العمل بعد حرب تشرين لدحر الحل الاستسلامي وانتزاع حق تقرير المصير – نايف حواتمة – الإعلام المركزي / بيروت 1973 .
9. المهمات الراهنة للثورة الفلسطينية – من اجل دحر الحل الاستسلامي التصفوي وانتزاع حق تقرير المصير – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – الجبهة الديمقراطية – بيروت – كانون الثاني 1974 .
10. لتتحد جميع القوى الثورية والوطنية – نايف حواتمة – الإعلام المركزي/ بيروت _ 1974 .
11. الحكومة الثورية المؤقتة – نايف حواتمة – الإعلام المركزي / بيروت – 1975 .
12. منظمة التحرير الفلسطينية بين القرار الوطني والتنازلات اليمينية – نايف حواتمة – الإعلام المركزي/ بيروت 1977.
13. التطورات الفلسطينية والعربية بعد كامب ديفيد – نايف حواتمة – الإعلام المركزي / بيروت 1977.
14. كتاب: التطورات العربية والفلسطينية – اتفاقات كامب ديفيد (وقائع ومهمات) – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – 1978 .
15. نحو مجابهة حازمة لاتفاقيات كامب ديفيد – نحو موقف موحد لـ م.ت.ف. – نايف حواتمة – الإعلام المركزي / بيروت – 1979 .
16. ما العمل بعد قمة عرب عمان – نايف حواتمة – الإعلام المركزي/ بيروت 1981 .
17. كتاب: قضايا الثورة الفلسطينية والمرحلة الجديدة – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – 1983 .
18. حوار حول القضايا الساخنة الفلسطينية والعربية مع نايف حواتمة – الإعلام المركزي (شباط /1985).
19. كتاب: أزمة منظمة التحرير الفلسطينية – تحليل ونقد الجذور والحلول – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – 1986 ( عدة طبعات ).
20. كتاب: في الوحدة الوطنية الفلسطينية والخروج من أزمة منظمة التحرير – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – 1986.
21. كتاب: صيانة الوحدة والتحالفات ومهمات النضال لانتصار الانتفاضة – نايف حواتمة – الإعلام المركزي – آذار 1988 .
22. نايف حواتمة يتحدث _ صادر عن داري الكاتب / دمشق والمناهل / بيروت في طبعته الأولى . وعن دار الجليل / عمان في طبعته الثانية وذلك عام 1997. ودار المسار / رام الله / فلسطين في طبعته الثالثة عام 1998 .
23. أوسلو والسلام الآخر المتوازن – الصادر عن داري الأهالي بدمشق وبيسان في بيروت عام 1999 بطبعته الأولى. وعن دار الجليل في عمان بطبعته الثانية 1999. ودار المسار/ رام الله فلسطين في طبعته الثالثة 1999. المحروسة /القاهرة/ مصر الطبعة الرابعة 2004.
24. أبعد من أوسلو – فلسطين إلى أين؟ الصادر عن داري الأهالي بدمشق وبيسان في بيروت في طبعته الأولى عام 2000. وعن دار الجليل في طبعته الثانية 2000. دار المحروسة/القاهرة/مصر الطبعة الثالثة 2004.
25. أزمة الثورة في الجنوب اليمني . دار الطليعة – بيروت ، 1968 .
26. الانتفاضة – الاستعصاء… فلسطين إلى أين؟ دار الأهالي/ دمشق، ودار بيسان/ بيروت الطبعة الأولى 2005، دار الجليل عمان/الأردن الطبعة الثانية 2005، دار الرفاعي/ القاهرة/ مصر الطبعة الثالثة 2006.
27. كتاب "اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير ـ نقد وتوقعات" ... وسنخص هذا الكتاب بالعرض، حيث يركز به مفاهيمه الفكرية واشتغالاته على النقد، ولما لاقاه هذا الكتاب من رواج في السوق الفكرية والثقافية العربية، فالشعوب العربية في هذا الزمن الرديء، هم "معذبو الأرض" في استعادة من فرانز فانون، كتابه الذي طالب به أمة فرنسا بالشعور بالخجل مما فعلته بالجزائر، لكن معذبو الأرض العرب راهناً، هم شعوب ولا أحد في هذا النظام الرسمي لديه إحساس بالخجل.

الكتاب: اليسار العربي ـ رؤيا النهوض الكبير
(نقد وتوقعات)

الطبعة الحادية عشر من الكتاب صدرت في العراق الشقيق، عن دار" "الجريدة للصحافة والنشر" – بغداد (آب/ أغسطس 2010) – بالتعاون مع دار "بيان اليوم"، الدار البيضاء – المغرب.
الآن في المكتبات العراقية، وبين دفتيه مشروع النهضة الموجه إلى قوى الحداثة والتغيير والتحرر والتقدم، وباعتباره مشروعاً سياسياً تاريخياً حديثاً، يفتح على الحراك السياسي نحو "تحرير العقل، العدالة الاجتماعية"، الديمقراطية، وترسيخ قيمّ المساواة وحرية الإنسان وكرامته في الاستجابة المجتمعية العامة لمتواليات وآليات التطور؛ بروح إنسانية عقلانية منفتحة على العالم والعالم، وفي النسق البنيوي العام للثقافة والسياسة الاجتماعية، وفي الإنتاج الثقافي المعرفي والجمالي متعدد المصادر في منظومة الهوية المعبرة عن الاجتماع والاجتماعي في مشروع النهضة والتنوير.
الآن في طبعته الحادية عشر في مكتبات العراق، وهو الإصدار الجديد للرفيق نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يضاف إلى إصداراته السابقة، وسبق له أن صدر مع نهاية عام 2009، وجرى طبعه تباعاً في البلدان العربية:-
وفي طبعته التاسعة والعاشرة: (الآن في مكتبات مصر، ومكتبات السودان) وهو الإصدار الجديد للرفيق نايف حواتمة، الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يضاف إلى مجموعة إصداراته السابقة.
وسبق أن صدر الكتاب مع نهاية عام 2009 بالبلدان العربية:
الطبعة الأولى: الأهالي للطباعة والنشر – دمشق، بيسان للنشر والتوزيع – بيروت.
الطبعة الثانية: دار الرسالة التجارية – غزة.
الطبعة الثالثة: دار الجليل للنشر والأبحاث والدراسات – عمان.
الطبعة الرابعة: دار المسار- رام لله – فلسطين.
وعلى التوالي تباعاً صدر بالبلدان العربية التالية:
الطبعة الخامسة: - الجزائر - "ألف ورقة" طبعة أولى حزيران (يونيو) 2010 – طبعة ثانية تموز (يوليو) 2010 .
الطبعة السادسة: - المغرب – "بيان اليوم" / "الدار البيضاء" 2010.
الطبعة السابعة: - تونس – "دار نقوش عربية" 2010.
الطبعة الثامنة: - اليمن – "مركز عبادي للدراسات والنشر" 2010.
الطبعة التاسعة: - مصر – القاهرة "دار المسار للنشر" 2010.
الطبعة العاشرة: - السودان – "دار مدارك للنشر" 2010.
الطبعة الحادية عشر:- العراق – بغداد: "دار الجريدة للصحافة والنشر" 2010 .

الكتاب، من وحي عنوانه، مهدى إلى قوى التغيير والحداثة. القوى اليسارية والليبرالية. قوى التحرر والتقدم العربية، نحو عالم عربي جديد، عالم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
في التعريف به كتب الناشرون على غلافه الأخير أي الثاني: «العالم من حولنا يتغير ويتطور، وعلينا نحن العرب أن نتغير ونتطور حتى نلامس ضفاف القرن الحادي والعشرين ونتقدم إلى الأمام».
في هذا الهاجس، يدور الكتاب، في التحليل النظري، والسياسي الملموسين، وأشكال التطبيقات العملية في الممارسة السياسية.
* الفصل الأول: اشتق منه عنوان الكتاب وفيه معالجة مطولة لواقع اليسار العربي وأزمته ودوره وفعاليته النظرية والسياسية، وجولة في قراءة متغيرات العالم، وانعكاساتها على مجمل الحالة العربية، فكرياً ونظرياً، ومن موقع المقارنة مع اليسار العربي بشكل خاص . ويحمل الفصل في ثناياه حركة جدل وحوار واسعة، لا تتوقف، تنظر في مسار الشعوب والمجتمعات العربية ومصائرها، بين القديم والجديد، بين قوى التخلف والهزائم والتراجعات، وقوى التحرر والتقدم والحداثة والعصرنة، متطلعا نحو ضفاف القرن الحادي والعشرين.
* الفصل الثاني: وعنوانه في الرؤيا والممارسة، ويضم في صفحاته سلسلة من المقابلات الصحفية التي أجريت مع الرفيق حواتمه من قبل صحف ومجلات وفضائيات عربية، في محطات سياسية مفصلية، تشكل معياراً لتطور الحالتين العربية والفلسطينية ويمكن من خلالها الإطلالة على رؤية حواتمه والجبهة الديمقراطية لمثل هذا التطور؛ إن بما يتعلق بتطوير النظام السياسي الفلسطيني، أو معالجة الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، أو توحيد اليسار الفلسطيني، أو تطوير الفكر الماركسي؛ بتطور وقائع الحياة والاكتشافات العلمية وتراكم الخبرات الميدانية، خاصة وأن حواتمه على صلة بالتجارب الاشتراكية ميدانياً، في الاتحاد السوفييتي السابق، والصين وكوبا، وفيتنام، وكوريا الديمقراطية، فنزويلا وباقي دول أميركا اللاتينية المتطلعة نحو العدالة الإجتماعية، ونحو غد اشتراكي ديمقراطي تصنعه بقواها الشعبية، وزنود عمالها وعرق فلاحيها وقدح زناد وعي مثقفيها.
* الفصل الثالث: بعنوان «اليسار العربي الجديد واليسار الفلسطيني» (نموذج الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) وفيه سلسلة واسعة من الدراسات والمراجعات العربية والفلسطينية عن واقع اليسار العربي، في جنوب المنطقة العربية ومشرقها، مع تفصيل خاص لدور الجبهة الديمقراطية منذ انطلاقتها في نهاية الستينات، في شق الطريق أمام هذا اليسار فهي الحزب العربي اليساري الأول في صفوف اليسار العربي الجديد، الذي جاهر دون تردد، في تبنيه الماركسيه كدليل عمل يوجه برامجه وتحليلاته.
كما انها أول حزب عربي يساري جديد يتبنى الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي طريقاً إلى انجاز البرنامج الوطني الفلسطيني، مما أكسب باقي أطراف اليسار العربي موقعا معنويا في الخارطة الحزبية لبلادها، ومنحها بعداً نضالياً جدياً، وأعاد تقديمها إلى المواطينن باعتبارها الحل نحو الخروج من التخلف والرجعية إلى التقدم والحداثة والحرية والازدهار.
وتسجل شهادات عربية وردت في هذا الفصل قراءة رؤية الجبهة الديمقراطية لمفهوم حرب التحرير الشعبية؛ التي رفعت كشعار من قبل المقاومة الفلسطينية. كذلك يحفل هذا الفصل بالعديد من الأقلام الفلسطينية والعربية التي كتبت احتفاءً بمرور أربعين عاما على ولادة الجبهة الديمقراطية.
* الفصل الرابع: حافل بالوثائق السياسية، ابتداء من وثيقة القاهرة (17/3/2005) وصولا إلى و ثائق الحوار الوطني الفلسطيني الشامل في 26/2/2009 في القاهرة أيضا. وجولة في هذه الوثائق، مدققه ومتأنية ستلاحظ كيف أن بصمات الجبهة الديمقراطية واضحة فيها دون أدنى شك، تحمل في مجملها رؤيتها وسياستها وخطابها السياسي الأمر الذي يؤكد مدى الدور الفاعل الذي لعبته وفود الجبهة إلى جولات الحوار في صناعة النتائج، وان كانت حركتا فتح وحماس قد انقلبتا، كل من موقعه، ولأكثر من مرة، على هذه النتائج ولاسباب فئوية، تعبر عن سياسة استئثارية اقصائية، تفتقر إلى الروح الوحدوية.
الفصل الخامس والأخير: ألبوم صور للقاءات حواتمه مع العديد من القادة السياسيين والمفكرين، في مشرق الأرض ومغربها، عربياً ودولياً، وإن كانت لهذه الصور وظيفة، فهي شهادة حيّة على مدى اتساع العلاقات الوطنية والقومية والأممية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. إن مثل هذه العلاقات هي نتاج طبيعي للدور المميز الذي تلعبه الجبهة، على الصعيد المحلي والعربي والدولي.
الكتاب، كما جاء في مستهله «نتاج جدل وحوار، مباشر وغير مباشر، تفاعلات وتداعيات، بأبعاد فلسطينية وعربية وأممية، رواد ومناضلون، رجالاً ونساءً، قدموا العمر كله لدفع عجلة حياة وتاريخ شعوبنا وبلادنا تحت الشمس وإلى أمام، وما زال الدرب طويلا».

ملاحظة: الكتاب الآن في مكتبات قطاع غزة، الضفة الفلسطينية، سوريا ولبنان، الأردن، الجزائر ، المغرب، تونس، اليمن، مصر، السودان. العراق.



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي
- الفرا والدوران في المتاهة ... !
- خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية