أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - محمود جلبوط - مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية















المزيد.....

مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:10
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية
مشاركة لملف الحوار المتمدن بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه: حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها



"ليست الفكرة المؤسسة لوجودنا الفكري الخاص هي بالفكرة البسيطة بل هي مكونة أصلا من عدد هائل من الأفكار" (سبينوزا المفكر الأوربي المولود عام 1632 والمتوفي عام 1677)




ليس من الموضوعية , عند تناول موضوعة اليسار العربي بالتحليل , اعتباره تيارا موحدا , ولمقاربة واقع اليسار أكثر ينبغي ألاّ نجمعه في سلة واحدة , حتى أن ذلك لا يصح لفصيل واحد من فصائله : إن كان تيارا ماركسيا (وتفريعاته الشيوعية المتعدددة) أم قوميا علمانيا تقدميا , ولا يعزى ذلك , على نهج ما اعتاد عليه بعض المحللين العرب في نقد اليسار , لسقوط الإتحاد السوفييتي ومجاله الحيوي أوربيا وعالميا , أو لتحولات الرسملة التي طرأت على التجربة الصينية , بل لتعقيدات الصراع الطبقي المعاش نفسه وتجلياته المركبة في التشكيلة الاجتماعية وتطوراتها على مدار تاريخها منذ انطلاقها يضاف إليها براعة مثقفي البورجوازية في ترويج نظريات الوهم والتضليل التي دأبوا عليها منذ دخول التشكيلات الاجتماعية طورها الرأسمالي ثم تصاعدت وتيرتها في مرحلة عولمتها بتوظيف كل ما توصلت إليه البشرية من تطور في مجال المعلوماتية .
وبالطبع هذا لا يشمل تحليلات من استقال من اليساريين سياسيا أو من تلبرل منهم أو انكفأ إلى أصوله الماقبل مدنية : من قبلية ومذهبية طائفية وإثنية وإنما تقتصر على الأفراد والمجموعات التي مازالت تطلق على نفسها تسمية يسار: أحزاب وتجمعات وأفراد .
فهل من الممكن , على سبيل المثال لا الحصر , الجمع في سلة واحدة بين يسار صهيوني , أو متصهين من غير اليهود وبشكل خاص العرب , ويسار عربي حتى ولو توفر شكليا على أرض الواقع بين من يدعي إمكانية الجمع بينهما؟ أو هل يمكن الجمع بين يسار يهادن الاحتلال وأحيانا يستجلبه تحت ذرائع عدة وبين يسار يحشد لمقاومته وطرده من الأرض الوطنية . إذاَ فالفروق الشاسعة لا تفصل بين الطرفين فحسب , بل ليس هناك من أجندات مشتركة البتة تجمعهما حتى ولو جمعتهما في التسمية كلمة يسار . بل , وكما نجد حسب رأينا , لا يستوي أصلا إطلاق تسمية يسار على حزب أو تيار أو أي مجموعة بشرية أو سياسية تروج أيديولوجيا لإقامة وطن على حساب إبادة وطرد شعب آخر بتبريرات خرافات دينية ثم تطلق على نفسها تضليلا تسمية "يسارية" أو "اشتراكية" , ويؤيدها جمع غفير من يسار عالمي ويحتضنه مع علمه أن هذا ليس سوى تورية للأهداف الحقيقية الكامنة وراء اختيار تلك البقعة بالذات من الأرض في المنطقة لتكون قاعدة استعمارية متقدمة عسكرية مدججة بأعتى الأسلحة الاسترتيجية والتقليدية لخدمة مصالح الامبريال الغربي خاصة بعد اكتشاف النفط فيها كسلعة استراتيجية وعصب صناعتها, وليست سوى إصرار من قبل قوى الامبريال الغربي لضرب مقومات قيام دولة عربية واحدة تملك كل مقومات القوة على حدودها الجنوبية من البحر المتوسط , إلاّ إذا وافقنا على إمكانية وجود ما يمكن تسميته : "يسار إستعماري" أو "يسار كولونيالي" .

أيضا: هل من الممكن الجمع بين يسار ديمقراطي ثوري , تمييزا له, يقارع الأنظمة الاستبدادية ويسار أمضى حياته ذيلا لأنظمة استبدادية فاشية وبنى كل سياساته الاستراتيجية على أن يكون ملحقا بها من خلال انخراطه معها في "جبهات تقدمية" كاراكوزية لا يتعدى دوره فيها التابع الذي لا يملك سوى قرار الموافقة والتصفيق لكل ما يسنه الدكتاتور والتسويق لسلطته الاستبدادية ونهجه المجرم في اضطهاد واستلاب وتقتيل الفئات الشعبية التي يدعي هذا اليسار نظريا تمثيله لها طبقيا وسياسيا فيتحول إلى شاهد زور لسياسة نشر الفساد والتبعية للرأسماليت الغربية.
لذا فمن المفروض حتما أخذ هذه الفروقات الموما إليها عند الإشارة إلى طبيعة مشاركة قوى اليسار في حركة الانتفاض العربي الجاري وفعالياته .

إننا إذا أمام حقل سياسي واجتماعي معقد ومركب لا يمكن تناوله بالتحليل والنظر فيه بعين واحدة ولا يمكن تداوله بأدوات تقليدية, بل يحتاج عينين مفتوحتين وذهن ثاقب لمختصين ومثقفين ثوريين عضويين كما وصفهم غرامشي هم في حالة اشتباك دائم , لأن مهام يسار تشكيلة اجتماعية , كتشكيلتنا العربية , تحوي ما تحويه من تعقيدات له سمات ومهام ستختلف عن يسار قد انبثق في أوربا عبر مراحلها الرأسمالية المتمرحلة التي تناولتها بالدراسة والتحليل الأدبيات السياسية التقليدية الماركسية السابقة . فالقضية تحتاج لاجتهادات متضافرة تتواصل وتختلف عما سبق من اجتهادات عديدة قام بها يساريون عرب ثوريون في القرن العشرين أمثال مهدي عامل-سمير أمين-ياسين الحافظ-الياس مرقص , فغثاء ما يقوم به البعض ممن تلبرل أو تأسلم أو تمذهب أو تمسيح فتأمرك من ماركسيين سابقين لسد الفراغ أصبح لا يطاق ويحتاج فعلا لتصحيح مسار شامل.

من ناحية أخرى , فإنه إجحاف كبير إجراء كشف حساب لحصاد هذا اليسار المقصود , أعني الديمقراطي الثوري , في الحراك الانتفاضي الجاري الذي يعم المنطقة العربية هذه الأيام من خلال المقارنة مع القوى الأخرى عبر ما أفرزته صناديق الاقتراع في الانتخابات التونسية مؤخرا أو ما ستفرزه في مصر لاحقا وللمسألة خوض عسير تتعدد أسبابه وتتشعب .

عندما أجرت أنظمة الاستبداد العربية التجريف السياسي للقوى السياسية المختلفة والتجويف الفكري , على جغرافيا الكولونياليات التقليدية والكولونياليات المتجددة , في سياق سيطرتها الطبقية , لم تطبق على الجميع بشكل متساو , وبالتالي لم تعط في خواتمها نتائج متساوية , ولذلك فعلى أي دراسة نقدية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار .
فالقضاء على القوى اليسارية الديموقراطية الثورية من قبل تلك الأنظمة تطلب اجتثاثا حزبيا وفرديا وفكريا كاملا , وتحريم امتلاكهم لأي منبر إعلامي عام أو خاص بحيث يقتصر إعلامهم على نشاط الأفراد بين الجماهير, والجريدة الحزبية إن وجدت توزع بشكل سري جدا وبمشاق كبيرة وتكاليف ذاتية منهكة , وعندما تحكم هذه الأنظمة على هذه التجمعات والأحزاب والأفراد بالقضاء الجسدي من خلال العزل خلف قضبان السجن أوبالنفي أو بالقتل أحيانا يترافق ذلك مع حملة فكرية شعواء ضد فكرهم الاشتراكي والشيوعي باعتبارهم كفارا مارقين ومرتدين أصحاب فكر مستورد وذلك لحصارهم اجتماعيا يساندها في هذا حملة عالمية عامة بقيادة الامبريال العالمي من خلال ممارسة تضليل أيديولوجي عام , ساهمت بنجاح وقطعت شوطا كبيرا في اجتثاث شأفتهم وحسر تواجدهم الاجتماعي إلى الحدود الدنيا. بينما ما جرى بحق القوى السياسية الأخرى , إسلامية كانت أو لبرالية , شيء مختلف وجرى أيضا بشكل مختلف وبالتالي كان له انعكاسات ونتائج مختلفة , فعلى الرغم من قساوة التجريف الجسدي الذي طبق على المجموعات الإسلامية واللبرالية المعارضة , سواء على يد الكولونيالية القديمة "المؤمنة" أوالمتجددة التي سوقت نفسها على أنها "علمانية" وبكل شعاراتها الجوفاء الأخرى , فإنها عندما تقرر اجتثاثهم كأفراد أو أحزاب فإنها لا تستطع اجتثاث منابرهم الفكرية , وأعني بهذا المساجد , فهي منابر فكرية أيديولوجية سياسية لجميع فئات الإسلام السياسي . وهي لا تستطيع ذلك لتناقض مزدوج بين عجزها على ذلك وحاجتها الملحة لها لاستخدامها من قبل مثقفيها ورجال دينها في ممارستها التجويف والتضليل الفكري القادم بل هي تسعى هي لتكاثرها لإعادة إنتاج الفكر "الهجري" ذا السمة القدرية التسليمية ليساعدها في الكثير مما يحويه من تسليم لإطاعتها لاستتباب سلطتها , فقد دأبت الأنظمة العربية المستبدة من أجل استتباب الأمور لها في الحكم على التحكم بعقول الناس من خلال التسويق للفكر الهجري إلى جانب بث الشقاق بين الأفرقة والتيارات.
ومن هنا يمكن القول أن المساجد وتكاثرها , وكما يلعب دورا هاما في ترسيخ سلطة الأنظمة الدكتاتورية , له أيضا دور هام في سهولة إعادة تشكيل أي حزب إسلامي معارض إن كان جهاديا أو إرهابيا وذلك لصفة يتمتع بها النص "الهجري" نفسه كونه حمال أوجه .
أما فيما يخص التيار اللبرالي فلا يمكن القضاء عليه أصلا لإن الكولونياليات العربية محكومة ببنيتها الرأسمالية بمبدأ اللبرالية , وهي بذلك لا يمكنها اجتثاث مبدئ جوهري هو من بنيتها هي كرأسمالية , فهي وإن انتهجت شكلا مشوها من اللبرالية المستبدة المتعارض مع مبدئه الأساس على قاعدته الجوهرية " دعه يعمل دعه يمر" إلاّ أنها لا تستطيع سبيلا للقضاء لاستئصال شأفته لأنه سيكون استئصالا لشأفتها هي , ولذلك هي تعتبر التيار اللبرالي الديمقراطي مجرد منافس لها يزاحمها على سيطرتها الطبقية .
ليس غريبا أن يحزم الناس أمرهم في لحظة تاريخية معينة مدفوعين بالأسباب الاجتماعية والسياسية ويختاروا التمرد والانتفاض على نظام أيدوه أو سكتوا عنه فترة من الزمن , ولكن ما يلفت النظر هو تدافع المتسلقين على الدم المراق بعد أن كانوا حتى الأمس القريب يهللون و يصفقون ويرقصون ويؤدلجون للأنظمة " السابقة" استبدادها .
ينبغي ألاّ يغيب عن ذهن القارئ أو المتابع للحراك الانتفاضي العربي أنه ليس كل من يشارك فيها أو يساهم او يحرض أو يدفع أموالا أو يقدم سلاحا يحمل أجندات تغيير ثورية وجذرية لطبيعة النظم الاستبدادية ولوظيفتها الكولونيالية , فهناك فريق يكتفي بمنافسة النظام في دوره لدى "السيد" الأمريكي بعد إجراء تغييرات شكلية على طبيعته الاستبدادية يكتفي بصندوق الاقتراع كتغيير وحيد بل ربما أكثر نعني بالأكثر توسيع رقعة الموقعين على اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني , وهناك بعض يشارك في الانتفاض بل يستشهد لأجندات دينية أو لأسباب طائفية وهكذا . وفي كل الأحوال فإن ما سيحدد شكل الخواتم للحراك الانتفاضي العربي هو موازين القوى المشاركة فيه ومن هنا فإننا نهيب باليساريين الديموقراطيين الثوريين بالمشاركة الفعالة في هذا النشاط تسمح لهم إضفاء لونهم الأحمر على راياتها وبرنامجها لصناعة خواتم حسنى لها وعدم الاكتفاء بدور الشاهد والمراقب للحدث أو اختيار دور الحياد والانكفاء بحجة أن الحراك يشارك فيه سلفيين أو إخوان مسلمين أو أنهم يحملون أجندات طائفية , فإسقاط الأنظمة الاستبدادية الكولونيالية خطوة ثورية لا محال ومتقدمة بلا جدال , لفتح آفاق العمل السياسي الحر والنشاط الحزبي المسموح بشكل علني وتحت الشمس فلن يأتي بالتأكيد سلطة أسوأ من سلطة هذه الانظمة.
لا مبرر أخلاقي ولا ثوري خلف موقف بعض اليساريين العرب الذين يتلكئون في الانخراط في الانتفاضات العربية تحت ذرائع واهية تصب أصلا في صالح أنظمة الكولونيال المستبدة من قبيل "سلفيين" والتنظير عن "المؤامرة الامبريالية" من أبراجهم العاجية التي قضوا فيها عمرهم بمنأى عن نبض الشارع الحقيقي خاصة عندما تعلق الأمر بالانتفاضة السورية متناسين عن سابق إصرار بأن الوضع الذي سبق الانتفاض العربي هو المؤامرة بعينها والخيانة الصرفة بل أكاد أجزم أن ليس يساريا من لا يشارك وبفعالية في نشاط هذا الانتفاض العربي وعلى مساحة الوطن العربي لإزالة كل أسباب الانتفاض , لأن أكثرية المنتفضين ليسوا سوى الشرائح الشعبية المفقرة والمسلوبة كراماتها قد أمضى هؤلاء "اليساريون" يجترحون النظريات للتحريض لثورتهم للدفاع عن مصالحهم . إنه لمن أهم دواع الانتفاض العربي هو الإذلال الذي عانت منه المنطقة نتيجة سيطرة تلك الكولونياليات بشقيها , القديمة والمتجددة , برعاية الاحتكار الامبريالي وحمايته , ولهذا فإنه وفي ظل التضحيات العظيمة التي تبذلها هذه الجماهير لاستعادة حريتها وكرامتها في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها منطقتنا العربية من الواجب على اليسار السعي الحثيث , كمهمة ثورية ملحة , لقيادة الجماهير المنتفضة ضد هذه النظم المافوية القذرة : هي هي التي قضت طوال فترة حكمها عميلة للامبريالية , وهي هي التي استدخلت الهزيمة , وهي هي التي سمحت لتمدد الكيان الصهيوني وتوسعه واستدعت القوى الاستعمارية والأعداء من كل هدب وصوب لنهب البلاد واسترقاق شعبها وليس الجماهير المنتفضة والتي انتفضت لتنفض عنها وعن الأوطان كل ذاك الهوان والذل الذي سببته الأنظمة , فالأنظمة هي التي تهيء اليوم إذا للامبريالية وكل قوى الثورة المضادة للالتفاف على هدف المنتفضين ومكاسبهم وليس المنتفضون , مما ينبغي أن يدفع وبقوة قوى اليسار للمشاركة بفعالية في النشاط الجماهيري المنتفض لحمايته وصيانة مكاسبه والمسير به لإنجازه ثورة كاملة تطيح بكل أركان النظام السابق وعلائقه وكل ما ترتب عليه من أوضاع فتساهم في بناء عهد جديد يصون حرية وكرامة الشعب ومصادر ثروته وقوته , فليس من مهمات اليساري الثوري الحقيقي سوى الاشتباك الدائم وليس التغطية على جرائم وعورات أنظمة تدّعي القومية و"الممانعة" زورا , بل لا يستقيم لثوري الترويج لسلطات مستبدة قاتلة ومجرمة والدفاع عنها مهما تشدقت من عبارات "المقاومة" و"الممانعة" لتخفي به نهجها الطائفي واستغلالها الطبقي.
يستعصي على الجماهير العربية المنتفضة فهم موقف كهذا لبعض من اليساريين فيربكها ويشوش فهمها . مما يفتح واسعا للقوى الطائفية والمذهبية , وأيضا للقوى التي تتسلق الانتفاضة لتعرض على القوى الاستعمارية مؤهلاتها لقيادة المرحلة القادمة بشكل أفضل من النظم الحالية فتملأ الفراغ ببيع الوهم والتضليل للناس المنتفضين لتحول تضحياتهم إلى مجرد دم مهدور يجري إلى مسارب على غير ما هدف إليه حين انتفض .

إن مأزق التيارات اليسارية العربية يكمن أساسا وتاريخيا بانعدام موقف موحد من القضايا الجوهرية لبناء مشروع عربي نهضوي يقف في وجه تمدد المشروع الصهيوني ويتصدى لتوسع المشروع الامبريالي في المنطقة , يحد من تسارع الانحدار لتعويمه باتجاه "شرق متوسط جديد" يؤبد للسيطرة عليها لنهب ثروتها وللقضاء على أي مقومات تشكلها دولة موحدة قوية . فهناك الكثير من الإشكاليات ينبغي على شعوب المنطقة التصدي لها مما يلقي على عاتق قوى اليسار الديمقراطي الثوري بالذات مهمات جلى على رأسها التصدي لمحاولات الغرب الحثيثة لتقسيم المنطقة حسب ما يسوق لها طائفيا ومذهبيا .

لا يسعني في الختام سوى دعوة القوى المنتفضة للحذر من أي دعوات عنصرية ضد حرية المرأة ومساواة حقوقها بحقوق الرجل , أو دعوات قومية شوفينية أو دينية تدعو لاضطهاد أو إقصاء الآخر حتى لا يترتب عليها صراعات دموية , والسعي الحثيث لوضع تصور جاد لحلول جذرية لمعاناة القوميات الغير عربية والتي لا مبرر أخلاقي ولا قانوني ولا شرعي للانتقاص من حقوقها القومية والثقافية فهي تكوين أصيل في المنطقة ومنها.
لا ينبغي أن يعني شعار الديمقراطية الذي تجمع عليه قوى التغيير إفساح المجال مشرعا للقوى الرأسمالية الامبريالية لخرق تكويناتنا الاجتماعية والعبث بها للسيطرة عليها بقدر ما تعني التأسيس لبناء دولة الحرية وسيادة القانون تحفظ للشعب كرامته وتسهل تحصيل عيشه وتلغي سرقة جهده وتنهي استغلاله , وسيلة سياسية لحكم يسوده تكافؤ الفرص والندية للجميع لتداوله , حكم يصون حرية الرأي والاعتقاد والتعددية , تحكمه قواعد الشفافية والحوار والمساءلة والمحاسبة .

عاشت الانتفاضات العربية حتى النصر , والمجد والخلود لشهدائها.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
- نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تساؤلات حول مشهد الانتفاضة السورية
- مرة أخرى في ذكرى النكبة والنكسة
- إزالة آثار النكبة وحق العودة
- ليكف عجول السلفية عن توفير الغطاء للنظام لاستباحة الدم .
- ماذا بعد؟.......لكي لا يُهدر الدم السوري مرتين
- إطلالة على سورية ...ماض وحاضر
- هي شآم أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تمرد الدم على السيف في درعا وانتزع الرّهاب من سوريا
- في بوادر الانتفاضة السورية
- الغرب الرأسمالي والنفط والانتفاضات العربية
- في تحرر المرأة
- في الانتفاضات العربية وأمريكا
- هل القذافي هو الشخص الأخرق الوحيد في ليبيا؟
- حول المجلس العسكري للجيش المصري
- نيرون مات ولم تمت روما
- ليس آل سعود بمنأى عما يجري في المنطقة العربية
- أنا الشعب لا يعرف المستحيل ولا يرتضي للخلود بديلا
- من هو عمر سليمان


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - محمود جلبوط - مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية