أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في أشباه النخب…














المزيد.....

في أشباه النخب…


رضا الهمادي

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدار العقود الماضية عرفت الساحة السياسية المغربية فراغا مهولا و غيابا تاما للنخب الحزبية, وازاه ذلك إنزال غير مسبوق للأعيان و تجار الانتخابات. كان لهذا التغيير البنيوي أثر بالغ في إفراغ النقاش السياسي من محتواه, إذ تحول المعترك السياسي إلى سوق كبير تلتقي فيه أحزاب بتركيبة قروية و اقتصر مفهوم السياسة على الصراع الانتخابي الضيق لطبقة الأعيان.

في الدول المتقدمة يتحكم الأعيان و الرأسماليون بشكل غير مباشر في السياسة عن طريق دعم هذا المرشح أو ذاك مما يبقى للنقاش السياسي قيمته و طابعة الفر جوي. في المغرب شكل أخد الأعيان بزمام الحقل السياسي كارثة بكل المقاييس. إذ ساهم تدني المستوى المعرفي لجل الأعيان و تشبعهم بأخلاق التجار إلى تبسيط النقاش السياسي و إسقاطه في الحضيض ثم في لخبطة الحقل الحزبي و اختلاط السياسة بالتجارة والمخدرات. و أدى عدم توازن القوى داخل الأحزاب إلى ترجيح كفة الأعيان و نفور النخب السياسية الحقيقية من الأحزاب. ساهم في ذلك أيضا تفريخ أحزاب على مقاس الأعيان و الإدارة, والمناخ العام للعقل السياسي الذي اتسم بمصادرة الحق في الممارسة السياسية المعقلنة سنوات السبعينات و الثمانينات. لم يستطع الأعيان طبعا ملئ الفراغ الذي تركته النخب و اختفى مفهوم النضال داخل الأحزاب ليترك المجال لحرب المصالح الذاتية الضيقة و ظهور سلوكيات سياسية غذت الموروث الشعبي المغربي الذي أصبح يكفر كل السياسيين جملة و تفصيلا. و اقتصر حضور الكائن السياسي شبة الطبيعي على المكاتب السياسية للأحزاب التي عرفت ظهور "أشباه نخب" راضخة لإرادة الأعيان من جهة و راضية بالمناخ العام للممارسة السياسة. و بدت هاته "النخب المقلدة " أداة طيعة في يد القائمين على الميدان السياسي فأفل نجمها و تطبعت بالتقاليد السياسية الجديدة و لم تنتج و لو فكرة جديدة طوال 30 سنة مما أدى إلى نزول الإنتاج الفكري و السياسي داخل الأحزاب إلى الصفر. بل تحول مجمل الناتج الفكري في المجال السياسي إلى مدرجات الجامعات و إلى المجتمع المدني الذي عرف فورة جمعوية في السنوات الأخيرة.

الغريب في الأمر أن أحزابنا المريضة المتفقة على ضرورية " الإصلاح السياسي" تواصل حوار الطرشان مع باقي الفاعلين السياسيين و تطالب هي أيضا بالإصلاح كأنة لا يعنيها في شيء, فلا هي التفتت إلى النخب الحقيقة و حاولت إقناعها بالتصالح مع السياسة ولا هي حاولت إنتاج نخب حقيقية. كل ما تفتقت عنه العبقرية الحزبية ببلادنا هو إعادة إنتاج "أشباه نخب" جديدة و غير متجددة. جديدة في المظهر و الشكل بأناقتها و تميزها في الشكل, وغير متجددة في العقليات و السلوكيات و القناعات. و هو ما زاد من نفور النخب الحقيقة و إصرارها على العزوف, فقد نفرت من تفاهة و سطحية و دوغمائية "أشباه النخب " الجدد. الذي فهمته أحزابنا هو انه يكفي تقديم شاب أو شابة إلى الكاميرات حتى تقنع الجميع بظهور جيل من الشباب المسيس في مقراتها, و هو ما كان خطئا كبيرا حيث تبين للجميع أن هؤلاء الشباب فاقدوا المشروعية و المصداقية في نظر باقي الفاعلين السياسيين. و تبين أيضا أن النخب الجديدة فشلت فشلا ذريعا في الإقناع بجديتها لأنها من جهة لا تملك الآليات الاقناعيه و المعرفية لممارسة السياسة بشكل صحيح. و لأنها من جهة أخرى أظهرت للجميع أنها أداة طيعة في يد النخب القديمة, بل منها من قبل بلعب دور حطب نار الصراعات السياسية داخل الأحزاب.

رغم أن الأحزاب تعرف في قرارة نفسها أن العيب في شبيباتها التي توقفت عن التكوين السياسي منذ زمن إلا أنها ترفض الاعتراف بذلك, لذلك حاولت الاستنجاد بشباب تقنوقراطي لملء الفراغ, و سهلت لها " الدولة " عملية الاستقطاب. لكن التقنوقراط الجدد فشلوا في مهمتهم . أولا, لأنهم رغم توفرهم على رصيد معرفي لا يستهان به, إلا أنهم أبانوا عن جهل فظيع بالممارسة السياسية و التخاطب السياسي. و ثانيا, لأنهم زادوا النخب الحقيقية كفرا بالعمل السياسي لما رأوا إسقاط العشرات منهم بالباراشوت. وزاد الطين بله ظهور آفة " التوريث السياسي " في الحقل الحزبي إذ أصبحت مفاتيح الأحزاب تسلم للأبناء و الزوجات. و ظهر ما يسمى بالأحزاب العائلية و هو ما زاد في تعميق أزمة النخب التي تعرفها كل الأحزاب السياسية و التي انعكست بجلاء على الأداء العام لهده الأحزاب.

تبقى المرحلة المقبلة هي الأهم في مسلسل الإصلاح السياسي العميق المفترض إنجازه بالمغرب. و تبدو حساسيتها في إمكانية أن يؤدي إعادة ترتيب البيت الداخلي للأحزاب إلى تفجيرها من الداخل أو الاستمرار في الاعتماد على النخب الطيعة في مرحلة نحن أحوج فيها إلى ابتكار حلول سياسية جديدة للوصول بالمركب السياسي المغربي إلى بر الأمان..



- رضا الهمادي .
- باحث في الإعلام و التواصل .
- كاتب عام لمنتدى الأطر الشابة الديمقراطية.



#رضا_الهمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغر ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - في أشباه النخب…