أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي أبو الخير الناصري... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

القاص المغربي أبو الخير الناصري... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 22:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


- الحلقة 91 -

جاء إلى عالم الكتابة من الدهشة والحلم، كانت إطلالته الأولى على عالم النشر سنة 1997 بمجلة "المبادرة " التلاميذية بقصيدة "أصيلة"، ومنذ ذلك الحين وهو يتلمس خطواته الإبداعية معتمدا على شفافية نصوصه وجمالية قلمه، من أجل التعرف أكثر على المبدع المغربي أبو الخير الناصري كانت الدردشة التالية...

سؤال لا بد منه .. من هو أبو الخير الناصري؟

لكي لا أخوض في متاهات الذات بجراحاتها وآلامها، وأحلامها وأشواقها، أفضل القول أنا واحد من عباد الله تعالى الحالمين بغد أفضل لهذا الوطن، وللإنسانية كلها، أؤمن بأن للكتابة دورا بارزا في صناعة هذا الغد الجميل، وبأن كل كاتب يعانق صفاء الكلمة ويتشبث بنقاء الموقف يساهم، من حيث يدري أو لا يدري، في السير بنا نحو عالم أكثر إنسانية ونبلا.
نشأت في حي شعبي بمدينة أصيلة يسمى حي للا رحمة، حفظت قسطا من القرآن الكريم في الكتاب، ثم أدخلت مدرسة ابن خلدون الابتدائية، فثانوية وادي الذهب، وانتقلت لا حقا إلى طنجة وتطوان لإتمام الدراسة، وحصلت على الإجازة في اللغة العربية وآدابها .. وتخرجت بعد ذلك أستاذا للغة العربية، وأزاول الآن مهنة التدريس التي يحسبها بعض الناس هينة وهي في الحقيقة شاقة عسيرة.

ما هي الدوافع التي جاءت بك إلى عالم الكتابة ؟

كثيرة هي الدوافع والسياقات التي قادتني إلى عالم الكتابة، ويصعب علي استقصاؤها كلها ..
فهل أحدثك عن المجلات والكتب الأدبية التي وجدتها في منزل والدي – رحمه الله – والتي كانت قراءتها تغرقني في بحر من الدهشة والحلم بصياغة كلام جميل كالذي كنت أجده على صفحاتها ؟
هل أحدثك عن ديوان " يوميات امرأة لا مبالية " لنزار قباني عندما حفظته وشرعت ألقي قصائده بصوت مرتفع في الشاطئ الخالي على إيقاع أمواج البحر شتاء، فدفعني ذلك لكتابة قصائد كثرة أيام الدراسة الثانوية بأصيلة ؟
هل أخبرك عن الشغب المعرفي الذي دفعني ذات مرة للرد على رأي لأستاذة اللغة العربية بمقال عنوانه " بين التشبيه والتمثيل " ؟
هل أذكرك بتجربة مجلتنا الحائطية " المبادرة " التي كنا نساهم في تحريرها، أنت وأنا، مع نخبة من أصدقائنا بثانوية وادي الذهب ؟ ...
عموما جئت إلى الكتابة من الدهشة والحلم: الدهشة الناتجة عن الأثر النفسي والانفعال الواضح الذي كان يحتلني عند قراءة بعض النصوص الجميلة، والحلم بصياغة نصوص مماثلة تسهم في إنجاز عمليات الهدم والبناء داخل نفوس القراء !!

هل يمكن اعتبار النشر الإلكتروني منافسا للنشر الورقي ؟ وإلى أي درجة يخدم النشر الالكتروني المبدع المغربي ؟

إذا كان لي من رأي في هذا الموضوع فهو أن النشر الإلكتروني رفع حيفا كبيرا كان يمارس على كثير من المبدعين والكتاب من الذين كانوا ممنوعين من نشر كتاباتهم على صفحات بعض الجرائد وملاحقها الثقافية لعدم توفرهم على شبكة علاقات شخصية، أو بطاقة الحزب، أو النقابة، أو غيرهما من الهيئات والمؤسسات ...
وفي هذا الإطار فقد أنقذ النشر الإلكتروني المبدع المغربي من معاناة الشطط في استعمال سلطة الإشراف لدى بعض المشرفين على الجرائد، ومكن الأدباء من الإطلال على شريحة واسعة جدا من القراء تفوق عدد قراء جريدة ورقية، وبذلك يكون النشر الإلكتروني جسر عبور نحو القراء ... غير أنه جسر مخادع في الآن ذاته، إذ بدافع من سهولة هذا النشر فُتح الباب على مصراعيه أمام النصوص العديمة القيمة، والمحاولات الأولى المرتبكة لتصل إلى عموم القارئين، ولا يخفى، طبعا، ما في ذلك من الخطورة، خاصة حينما تنطلق فئة من المجاملين وذوي المصالح الخاصة في الثناء على هذه النصوص، لا لشيء إلا ابتغاء تحقيق أهداف خاصة بعيدة عن هموم الكتابة والإبداع .. فمثل هذه المجاملات ساهمت وتساهم في تكريس السطحية والتفاهة والاحتفاء بالقشور !
لكن على العموم فإن حرية النشر أفضل بكثير مما كان عليه الأمر مع بعض المنابر الورقية، ومهما كثرت النصوص المنشورة فإن الزمن كفيل بأن يغربلها ويميز غثها من سمينها.. هذا دون أن ننسى أن النشر الإلكتروني يمكن كثيرا من الكتاب من تقويم نصوصهم، وتعديلها، وتنقيحها في ضوء ملاحظات بعض القراء، وذلك قبل إصدارها بين دفتي كتاب ورقي، وهذه فائدة عظيمة يستفيدها المبدع المغربي وغير المغربي.

ما هي طبيعة المقهى في أصيلة ؟ وهل هناك مقاه ثقافية ؟

لعلك تعرفين، أختي الكريمة، طبيعة المقاهي في هذه المدينة الصغيرة التي يقتات كثير من أهلها على الإشاعات وأخبار الناس.
أما عن وجود مقاه ثقافية في هذه المدينة فيمكنني القول، انطلاقا من تجربتي الخاصة، لقد ظهرت في مراحل مختلفة مقاه يمكن وصفها بـ " الثقافية "، لأنها وفرت فضاء لعدد من المثقفين داخل المدينة حيث كانوا يجتمعون من أجل القراءة، والحوار، والتخطيط لأنشطة ثقافية متعددة، وشهدت بعض المقاهي ميلاد جمعيات، ومناقشة إبداعات وقضايا ثقافية...
غير أن كثيرا من تلك المقاهي تحول عن هذه الوجهة نحو وجهة تجارية محضة.. فماذا يكسب صاحب المقهى من مثقف يطلب فنجان قهوة أو كأس شاي ويستغل الطاولة ساعات عدة، خاصة في فصل الصيف وأيام الأعياد والآحاد؟ إنه يفضل فتاة أو فتيات قادرات على اجتذاب زبائن كثيرين إلى المقهى باحثين عن لحظة دفء وقادرين على أداء ثمن مشروبات كثيرة !!

"هناك علاقة تاريخية بين المبدع والمقهى" ما رأيك ؟ وهل هناك علاقة بين المبدع أبو الخير الناصري والمقهى ؟

لا شك في وجود علاقة من هذا النوع، وحسبنا أن نستحضر تجربة جان بول سارتر ورفاقه في فرنسا. بالنسبة لي كنت مرتبطا بالمقهى ارتباطا قويا، حتى إن عدد الساعات التي كنت أمضيها في المقهى كان يفوق ساعات جلوسي في المنزل، وكنت أتردد على أكثر من مقهى في اليوم الواحد ... كان هذا في مرحلة سابقة لها ظروفها واعتباراتها، لكنها لم تخل من فوائد وإيجابيات.
في المرحلة الأخيرة أصبحت أميل كثيرا للجلوس في المنزل في هدوء وسكينة، بعيدا عن رائحة الحشيش أو الكيف، وبعيدا عن الضجيج الناتج عن مقابلات كرة القدم أو الجدل العقيم وقصص البطولات الكاذبة ومطاردات المتسولين...

هل يمكن اعتبار المقهى فضاء مناسبا للكتابة ؟ وهل سبق وجربت الكتابة بهذا الفضاء ؟

لا يمكن المغامرة بتقديم جواب عام عن هذا السؤال، فما يناسب كاتبا قد لا يناسب كاتبا آخر. لقد قال أحمد البكري السباعي ذات مرة إنه لا يكتب إلا في جو من الصخب والضوضاء. شخصيا جربت الكتابة في المقهى، وبعض مقالاتي ونصوصي الإبداعية ولدت في رحاب المقاهي شبه المهجورة، تلك القادرة على توفير قدر من الهدوء والصمت الذي لا بد منه في حالتي لكي أداعب بياض الصفحات.

ماذا تمثل لك : القصة، الطفولة، الحرية ؟

- القصة : بيت أحلامي الذي منه خرجت، وأظنني سأعود إليه.
- الطفولة : رجولة مبكرة.
- الحرية : هي الإنسانية.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا ؟

أتصور « المقهى الثقافي النموذجي » بناية كبيرة بها طاولات وكراس عديدة، وترقد في إحدى زواياها مكتبة، وإلى جانبها حديقة ومقصف صغير، على أن يكون هذا المقهى مخصصا للأدباء والمبدعين والباحثين، وألا يرتاده السماسرة، والحشاشون، والعاهرات، والمتسولون، والشمكارة، ومحترفو الثرثرة من العاطلين الباحثين عن صناعة أساطيرهم الوهمية في عقول الراغبين في سماع أي شيء.
أتصور هذا « المقهى الثقافي النموذجي » شبيها بناد للمبدعين والأدباء، بل هو ناد لهم شبيه بالمقهى. ومشروع كهذا على الدولة أن تتكلف بإنشائه. أما إذا نحن انتظرنا مستثمرا ليشيده فإننا حينئذ ننتظر سرابا، لأنه لا أحد في هذا البلد مستعد لاستثمار أمواله في الثقافة رغم أن الثقافة هي مفتاح تغيير كل شيء، هنا وفي كل مكان.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى أصيلة الثاني للقصة القصيرة
- القاص المغربي أحمد بوزفور... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص والروائي المغربي شكيب عبد الحميد...في ضيافة المقهى؟؟!
- المبدعة المغربية بين مؤسسة الزواج وذكورة المجتمع
- الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي مصطفى تاج... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر المغربي عبد الرحيم إيوري... في ضيافة المقهى؟؟!
- -ديوان النوارس- إصدار شعري جديد
- -إشراقات عشتروت- اللبنانية في عددها 55 - 56
- قهوة مرة رشفات ما بعد منتصف الحزن... إصدار شعري للمبدعة الجز ...
- القاص والروائي المغربي محمد البوزيدي... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاصة والروائية السورية فاديا سعد... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر المغربي سامي دقاقي... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص المغربي شكيب أريج ... في ضيافة المقهى؟؟!
- جمعية -تواصل- تحتفي بطفولة أصيلة
- ملتقى الطفولة في دورته السابعة بأصيلة
- نتائج جائزة احمد بوزفور للقصة القصيرة بمشرع بلقصيري
- إصدار شعري جديد -الطين المسجور- للشاعر المغربي إبراهيم عبد ا ...
- الكاتب الفلسطيني سامي الأخرس... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر والقاص المغربي عبد الهادي الفحيلي... في ضيافة المقهى؟ ...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي أبو الخير الناصري... في ضيافة المقهى؟؟!