أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين ديبان - تحويل أوراق عصابة دمشق الى مفتينا الناتو














المزيد.....

تحويل أوراق عصابة دمشق الى مفتينا الناتو


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 11:08
المحور: حقوق الانسان
    


بينما كان الرجل يسبح في الماء خارت قواه، وبينما كان يتهاوى باتجاه الاسفل شيئا فشيئا طلب من الله أن ينقذه، فغامر رجل يجيد السباحة بحياته ونزل الى الماء محاولا انقاذ الرجل، إلا انه رفض عونه وقال لقد طلبت من الله أن ينقذني وهو سينقذني، بعد قليل جاء زورق وقدم له المساعدة فرفض أيضا، وقال لهم: لقد طلبت من الله أن ينقذني وسيفعل، مر وقت قصير قبل أن تحوم فوق المكان طائرة هيلكوبتر وأرسل طاقمها له حبلا كي ينقذه، لكنه رفض قائلا لهم: لقد طلبت من الله أن ينقذني وسيفعل وأنا متأكد من ذلك تماما. غرق الرجل ومات، وفي يوم القيامة عاتب ربه لانه لم يأت لانقاذه، فقال الله له: لقد أرسلت لك رجلا وزورقا وطائرة ولكنك رفضت، فماذا تريد أكثر من ذلك؟ هل تريد مني أن أنزل أنا شخصيا لانقاذك؟

هذه نكتة، لكنها تنطبق اليوم على نسبة لا بأس بها من أطياف المعارضة السورية التي ترفض ما يطالب به الشعب السوري كله من حماية عبر تدخل دولي يبدأ بفرض منطقة حظر جوي ومنطقة برية عازلة ولا ينتهي بنزول قوات برية اجنبية على الارض اذا احتاجت حماية المدنيين لذلك، وما زلنا نسمع من الكثيرين منهم كلاما يشبه كلام رموز عصابة دمشق الكبيرة والعصابات الصغيرة الملحقة بها مثل حزب الله بخصوص المقاومة والممانعة والعداء لأمريكا والناتو وكل ماهو غربي اضافة الى حديثهم عن مؤامرات الغرب على منطقتنا.

لولا امريكا ومعها حلف الناتو ما زال ديكتاتور العراق البائد حتى اليوم يقتل بأبناء العراق، ويستبيح حرماتهم، ولولا الناتو لمسح القذافي مدينة بنغازي عن الوجود وقضى تاليا على الثورة الليبية في مهدها، وقبل ذلك كنا ما زلنا نرى الدماء تسيل في البوسنة والهرسك وبقية مناطق يوغسلافيا السابقة حتى اللحظة، حيث ان تدخل الناتو وحده هو من اوقفها في حين يقف كل العرب والمسلمين في حالة عجز أو تواطؤ او مشاركة في كل الملفات التي لايمكن حلها إلا عبر التدخل الخارجي خصوصا في مواجهة أنظمة اجرامية بلا حدود كالنظام العراقي السابق والليبي المنتهي والسوري الذي اقترب من نهايته.

النظام السوري يرتاح كثيرا لكل الأصوات المحسوبة على المعارضة وترفض التدخل الخارجي، وفي مقدمة هؤلاء اعضاء ما يسمى بهيئة التنسيق الوطني الذين نحترم تاريخهم النضالي، ولكننا حقيقة لا نفهم موقفهم أبدا ونحن نراهم قد حرقوا أنفسهم على الصعيد الشعبي بعد أن هتف كل الشعب في كل المظاهرات بسقوطهم وصولا الى تخوينهم، وكان على هؤلاء ان يصمتوا على الأقل، ففي صمتهم احترام لذاتهم ولثورة ابناء شعبهم، وهم للأسف مخطئون لأنهم بنوا كل مواقفهم واستنتاجاتهم على قواعد ثورية بائدة تقول بالطليعة الثورية، وتؤله النخبة المنظرة والمثقفة في ثورات شعبية لم تحركها لا نخب ولا طليعة بل هي التي تقود النخب وترفع من رصيدها ان ارادت كما فعلت مع المجلس الوطني وأعضاءه، وتسقط نخبا أخرى كما حصل ويحصل هذه الأيام مع هيئة التنسيق وأعضاءها.

من المتوقع أن ترفع اليوم الجامعة العربية الغطاء الكامل عن النظام، وستطلب من الهيئات والمنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة حماية المدنيين في سوريا، بعد أن عجزت عن التعامل معه، وهو ما يعني قرارا باعدام هذا النظام، وهو قرار لن يجد طريقه الى حيز التنفيذ إلا بعد تحويل أوراقه الى المفتي "الناتو" رضي الله عنه وأرضاه، الذي ينتظر الضوء الأخضر الكامل من العرب لبدء الاستعداد لعمل عسكري على غرار ما حصل في ليبيا، وهذا ما يطلبه الشعب في كل المدن والبلدات خلاصا من نظام ليس لاجرامه حدود، عندئذ لن يرحم لا الشعب ولا التاريخ أصحاب المواقف التي ترددت في الوقوف الى جانب الشعب وكانوا ورقة استخدمها النظام أسوأ استخدام لعرقلة وتأخير أي عملية تدخل لحماية المدنيين ومن ثم القضاء عليه.

الدماء السورية التي تسيل يوميا على مذبح الحرية هي التي أجبرت الجامعة العربية على الوقوف الى جانبه، وهي التي طورت الموقف الروسي والصيني وستطوره اكثر، وهي التي تحشد العالم كله الان ضد عصابة دمشق، وهي التي منحت الشرعية للمجلس الوطني السوري قبل أن يمنحه الاتحاد الاوروبي وامريكا والجامعة العربية أي شرعية، وبفضل استمرار تلك الثورة وشهداؤها فانها لم تترك لتركيا والاتحاد الاوروبي وامريكا وبعض الدول العربية إلا حسم خياراتهم باتجاه تشكيل تحالف دولي يحمي شعب سوريا ويساعده على الخلاص من هذه العصابة، وان كان هذا مطلب الشعب فهل يتدارك البعض انفسهم ويقفوا الى جانب الشعب، أم انهم سيرفضون اليد التي تمتد لهم بانتظار أن يأتيهم منقذ من السماء؟!!



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة قتل القذافي
- زوجات بن لادن..أمهات المؤمنين الجدد
- سوريا..لا حل إلا باسقاط النظام
- وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا
- سلام على ليل سوريا وصبحها
- وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل
- فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين ديبان - تحويل أوراق عصابة دمشق الى مفتينا الناتو