أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2














المزيد.....

الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لأسباب سياسية كان الوقت قد حان، وكان لابد لقسطنطين أن يعمل على تكاتف الجيش والسلطة والأساقفة والديانة المسيحية، وفى القرن الأول لم يكن بالمستطاع تكوين دولة بطرس وبولس، وأخذت مكانة الأساقفة فى الإزدياد، وبالتالى من الممكن دمجهم فى جهاز الدولة وبذلك يمكنهم أن يحددوا قيمة الضرائب ومن الممكن أن تستغل إمضائاتهم ومن الممكن أن يوزعوا الأوامر والمراسيم وكل هذا تحت سيطرة القيصر وإيضا التستر على الفساد الموجود بإراقة مزيد من الدماء.

وفى عام 324 بعد ميلاد السيد المسيح سمح قسطنطين ببناء أول كنيسة لبطرس على تلة الفاتيكان وبهذا أسس نصب نواة السلطة الكنسية ولكن لم يجعل المسيحية هى الديانة الرسمية بل بالعكس احتفظ قسطنطين بلقبه " بونتى فاكس مكسيموس " ومعناها بالإلمانية " كبير حراس عبادة الآلهة " وهو اللقب الذى كان فى الأصل يحمله “ كبار حراس عبادة الآلهة الرومانية القديمة “، وهذا اللقب يحمله كل الباباوات إلى الآن.

وسرعان ما وقع الأساقفة فى نزاعات حول تفسير العقيدة ولكن قسطنطين الحاكم الدنيوى تظل كلمته هى العليا فى النزاعات الكنسية، فالكلمة الأخيرة للقيصر فقط ، وهو شىء لا تطيقه الكنيسة وسوف يظل هذا الوضع لقرون عديدة حتى يتغير.

فى عام 330 غادر قسطنطين روما ونقل مركز الإمبراطورية الرومانية إلى بيزنطه التي أصبحت فى المستقبل القسطنطينية، وعمت روما الفوضى وحدث فراغ فى السلطة، وقامت على منصب البابا نزاعات دموية، كما حدث فى نهاية عام 366 عندما تصارع الأسقفان أوزينوس ودامازوس على كرسى البابوية وقامت معركة أمام كنيسة سانتا ماريا بين مؤيديهم فى الشوارع وفى النهاية تحصن مؤيدوا أوزونوس فى الكاتدرائية فتسلق أعدائهم السطح وقذفوهم بالحجارة والحصيلة المحزنة كانت تزيد عن المائة قتيل وداماسوس أصبح بابا وظل العنف سمة من سمات فترة حكمه وعوضاً عن هذا أعطى لنفسه كأول بابا الحق فى لقب خليفة بطرس وأن يكون أسقف روما، ومنذ ذلك الحين يحمل ذلك اللقب كل بابا بالإضافة إلى لقبه، واذا افترض أن بطرس كان فى روما فعلا فهو لم يكن بابا ولا أسقفا وبعد مئات السنين على موته منح هذا الشرف.

الكرسي البابوى له قوة وجاذبية كبيرة، حتى أن كبار الكهنة المكلفين بوصايا يسوع، لم يتوانوا عن استعمال العنف من أجل الوصول إليه، وعقب هذه الفترة سوف يكون هناك رجال أشد قسوة تنجح مساعيهم من أجل الوصول إلى الكرسي البابوى، ولما كان يوجد دائماً خطر خارجى يهدد الكنيسة. ففى القرن الثامن عندما هاجم " اللومبارد " إيطاليا وهم قبائل بربر ينحدرون من منطقة بحر البلطيق، سيطر رعب كبير على الكنيسة ، فالكنيسة لا تملك جيشا، فتوجه البابا ستيفان الثانى فى عام 753 نحو الشمال إلى " بيبين " ملك الفرنجة العظيم ولم يكن قد حدث من قبل أن طلب بابا المساعدة من حاكم دنيوى.

فى حقيبة البابا ستيفان كانت توجد وثيقة هامة للغاية، إنها وثيقة هبة من عام 315 ، لم تكتب من أى شخص سوى القيصر قسطنطين شخصيا والمسماة " بالهبة القسطنطينية " وتحكى قصة مذهلة، وهى أن قسطنطين أصيب بمرض الجذام ونصحه كهنته أن يستحم فى فسقية مليئة بدماء أطفال دافئة، وباتت أحلام مفزعة تلاحق القيصر ذا المرض المميت، ولم يطاوعه قلبه فى الأمر بحمام الدم، وبدلا من ذلك نصحه الحواريان بطرس وبولس فى الحلم، بأن يعمد من البابا " سيلفيستر "، وأطاعهم قسطنطين، وكانت المعجزة، فقد اصبح معافىً، وعبر القيصر عن شكره بهبة كبيرة سخية، فلقد اعترف بأن سلطة الحاكم سلطة دنيوية فقط ، وسلطة البابا سلطة قدسية وطبعا أسمى، ولهذا رحل القيصر إلى بيزنطه ليترك مكانه للبابا فى روما ، وأصبحت كافة السلطات على روما وإيطاليا والمقاطعات يتولاها البابا.

وتأثرالملك " بيبين " وفى عام 755 واجه اللومبارد فى معركة وهزمهم هزيمة ساحقة وأجبرهم على الإعتراف بالسيادة العليا للفرنجة، والبابوية أنقذت وكل التركة عادت إلى الكنيسة مرة اخرى، ولكن وراء كل هذا تستتر عملية إحتيال كبيرة، فالبابا “ استيفان الثانى” إستند على أكبر تزوير فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إن لم يكن هو بنفسه الذى أمر بتزويرها.

عندما يحاول المرء دائما أن يجذب ملايين من الناس إلى جانبه، فلن يستطع ذلك دون أن يلوث يديه، ولأن هناك تاريخ إجرامى للديانة المسيحية، ولا يزال حتى الآن أساقفة وكرادلة، متورطين فى هذا الوحل الإجرامى.

وبعد 700 عاما تنكشف الخديعة، فعالم إلاجتماع " لورانسو فلا "، والذى عمل فى القرن الخامس عشر كمترجم ومؤرخ لملك نابولى، عند دراسته لهِبَة قنسطنطين، أكتشف أن البابا فى زمن قسطنطين لم يكن سيلفيستر، بل بابا اسمه " ملتيز " وعلاوة على هذا فإن الوثيقة تتحدث عن القسطنطينية بالرغم من أن المدينة كان اسمها بيزنطه فى هذا الوقت، فقط خطآن من أكثر من مائتين خطأ اكتشفهم العالم " فلا "، فخشى على حياته وأبقى اكتشافه سرا، وظلت حتى بداية القرن السادس عشر ثم نشرت ، ومازالت الكنيسة الكاثوليكية متمسكة بأن الوثيقة حقيقية.
يتبع ...



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى
- الله .. وفى رواية ... الشيطان
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى
- الله ... بعيدا عن الأنبياء والفقهاء والوسطاء
- إما أن الله أحمق ... أو أن محمدا ميكيافيللى
- الله ... أحمق كذبة عبر التاريخ
- لا شىء مراوغ ... أكثر من حقيقة واضحة
- عزازيل - سيرة ذاتية 1
- محمد يحكم من قبره
- حب الموت وكراهية الدنيا
- مناعة شرسة أم قناعة شرسة
- لعنة الله
- المرأة مقدسة والجنس ليس غول
- إعادة قراءة للدين والحياة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى 2