أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي














المزيد.....

ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1054 - 2004 / 12 / 21 - 09:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


وكتب عثمان أخيرا ميثاقا للثوار وعدهم فيه : (( إن المنفي يعاد ، والمحروم يعطى ، ويوفر الفئ ، ويعدل في القسم ، ويستعمل ذوي الأمانة والقوة )) .
وخرج الثوار من المدينة بعد كتابة هذا الميثاق راجعين الى أمصارهم . وفي الطريق اكتشفوا غلاما من غلمان الدولة يحمل كتابا الى والي مصر يأمره بقتلهم ، والكتاب مختوم بخاتم عثمان .
2
يروي البلاذري : إن ابن عمر دخل على عثمان أثناء الحصار فجرت بينهما المحاورة التالية : عثمان : انظر ما يقول هؤلاء --- يقولون : اخلع نفسك أو نقتلك .
ابن عمر : أمخلد أنت في الدنيا ؟
عثمان : لا
ابن عمر : هل يملكون لك جنة أو نارا ؟
عثمان : لا .
ابن عمر : فلا تخلع قميص الله عنك ، فتكون سنة ، كلما كره قوم خليفتهم خلعوه أو قتلوه .إني لأعتقد بان ابن عمر لم يقل هذا القول . إنه من كلام مروان في أرجح الظن . فالخلافة ليست قميص الله . إنها وديعة الأمة إن شاءت أعطت وإن شاءت أخذت .
أبطل بنو أمية نظام الشورى الصوري،والذي كان اخر قتلاه ،عمر، وأحلوا مكانه نظام الوراثة ، باعتبار أن ابن الخليفة يرث الخلافة من أبيه كما يرث قمصانه وأمواله . ولعل هذا هو ماكان يخطر ببال مروان في تلك الآونة .--- وبذا صار عثمان يأبى خلع نفسه حيث عد بخلافة قميصا كساه الله به ولا يخلعه عنه سوى الله .
لا مراء أن حصار عثمان كان معركة من المعارك الحاسمة في التاريخ الاسلامي . فالثوار يريدون خلع عثمان وتولية علي مكانه.
وقريش تريد أن يقتل عثمان قبل أن يخلع نفسه لكي يستعينوا بمقتله في القضاء على الثورة وهي في مهدها . وشاء القدر أن يتم لهم ما أرادوا . فلو أن عثمان استطاع أن يخلع نفسه في اللحظة الأخيرة لكان من المحتمل جدا أن يتولى الخلافة علي ابن أبي طالب . ولو تولاها علي آنذاك لسار التاريخ الاسلامي سيرة غير السيرة التي عهدناها .
3
أجمع المؤرخون على أن عثمان أمضى الشطر الأول من خلافته بشكل جيد ، ثم انحرف بعد ذلك حيث أمضى الشطر الثاني على نمط منحرف .
--- إن التغير الفجائي الذي لاحظه المسلمون في سلوك عثمان يخفي تحته سرا . فمالذي حدث في نفسية عثمان بحيث جعله ينقلب انقلابا كبيرا في سنواته الأخيرة ؟ حيث أصبح شريرا مذموما . إني لأظن بأن سلوك عثمان قد أثر عليه كثيرا سلوك أقربائه وحاشيته المحيطين به . فليس من المستبعد أن تكون قريش قد عزمت آنذاك على شئ ، إذ خشيت أن يفلت منها الزمام فلا تستطيع اقتناصه من جديد .
--- وقتل عثمان على يد الثوار خير لقريش من موته على فراشه . إنها تستطيع أن تتخذ من مقتله وسيلة كبرى في سبيل الوصول الى الهدف المنشود .
من المدهش أن نرى قميص عثمان الذي قتل فيه وأصابع زوجته التي قطعت أثناء مقتله ترسل حالا الى معاوية - وأنه أمرا دبر بليل .
يبدو أن الخطة أحكم تدبيرها ووضعت تفاصيلها بدقة .
ومهما يكن الحال فقد استغل معاوية مقتل عثمان استغلالا منقطع النظير . ولم يشهد التاريخ قميصا تؤسس به دولة كقميص عثمان .
زار معاوية عثمان إبان اشتداد الثورة عليه . ويقال أنه نصح عثمان بأن يقتل عليا وطلحة وزبير زاعما أنهم سيقتلونه إذا لم يقتلهم . فرفض عثمان هذه النصيحة وأصر على رفضه عند ذلك قال له معاوية : (( اجعل لي الطلب بدمك إن قتلت )) . فأجابه عثمان على ذلك ... تشير هذه الرواية الى أن معاوية كان يدرك بدهائه مدى الفائدة التي يجنيها من مقتل عثمان على يد الثوار . ولعله هيئ نفسه لها واستعد لها استعدادا كبيرا .
والغريب أن نرى معاوية يطالب عليا بدم عثمان فلما انتصر ترك دم عثمان ولم يطالب به أحدا من قاتليه . ذكره البعض من أصحابه بدم عثمان ، بعد أن استتب له الأمر ، وسألوه أن يأخذ بثأره فأبى . وطالبته ابنة عثمان بذلك ، فقال لها يعزيها : (( ابنة أخي إن الناس أعطونا وأعطيناهم أمانا ، وأظهرنا لهم حلما تحته غضب ، وأظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، ومع كل أنسأن سيفه وهو يرى مكان أنصاره .فإن نكثنا بهم نكثوا بنا ولاندري علينا تكون أم لنا . ولأن تكوني بنت عم أمير المؤمنين خير من أن تكوني امرأة من عرض المسلمين ...))
إن هذا التصريح من معاوية عجيب فهو يخشى أن يقتص من قتلة عثمان لئلا يثور الناس عليه ويفلت من يده زمام الخلافة . ومعنى هذا أنه كان يطالب بالخلافة - بدم عثمان .
4
لقد كان معاوية يطالب عليا بأن يسلمه قتلة عثمان ولا يقبل منه عذرا في ذلك . ولكنه عندما صارت إليه الخلافة وجد عذرا لنفسه في الأمر وقبل الناس منه هذا العذر .

من كتاب وعاظ السلاطين
الدكتور علي الوردي



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص كتاب--قريش---الخلفاء المكروهين-
- البيانوني---العب غيرها
- طغيان الاغلبية--ما يحدث في مصر
- ملخص كتاب 5-بداية الجهاد--انتهاك الحريات--التعذيب
- ملخص كتاب 4 الزعيم والسلف الطالح
- ملخص كتاب 3 فقيه يفتي وخليفة ينهب
- لماذا اعتقلوني مع انني كنت اصلي؟؟
- ملخص كتاب--2 كان الخليفة يعبد الله وينهب عباد الله
- ملخص كتاب--1 المرأة الحجاب الفقيه
- ردود القمع---واشياء أخرى
- لقمع-----2
- رسالة ابنتي في المعتقل---لم تصل
- --القمع-----1
- في ضيافة الامن السياسي---3
- في ضيافة الامن السياسي----2
- في ضيافة الامن السياسي
- المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض ...
- المسار الليبرالي----مبدأ المنفعة العام------المصلحة
- حوار مع صديقي البعثي
- شبلي الشميل---رأي في الاشتراكية


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سلطان الرفاعي - ملخص كتاب 7--قميص عثمان--بداية الارهاب الاسلامي