أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الديون المفجعة














المزيد.....

الديون المفجعة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ تباعاً لمنسوب التحدي والإستجابة يفتضح عصراً أصبحنا نعيشه قصرياً أكثر من إختيارياً نتيجة تربويات جاءت بمجتمعات خالية من أي مضامين رغم عمليات التجميل ومهارة الإخصائيين الذين تدخلوا بكل قوة كي يجعلوا من العوراء زرقاء اليمامة ومن الأعرج غزالاً ومن القصير مارداً ومن المتواضع الإمكانيات طفلاً للإعجاز لنكتشف بأن ما من ناجي منا .
ليس ببعيد ، خرج الإنسان من بطن الرحمة التى لا ينافسها شيء على هذه الأرض الغريبة ، من رحلة المجهول وما قبل المجهول إلى البر إلى الخطوة الأولى التى يبدأ يتحسس عن جملة كاملة يضبط بها إيقاعاً مفقوداً ولما حوله وما تحته ، ينظر نظرته الأولى بهدف التعرف إلى طريق يحسب أنها خطاه غير التى أفاق للتو منها باحثاً عن تلك التى تعودَ أن يلامسها من العمق ، يد أمه متأكداً أهي ذاتها التى تغرقه بالحنان الغير ممنون ، يا الله لحجم الأسئلة التى تبدأ ولا تنتهي يصرخ دون أن يُسمِع من حوله ، من هؤلاء ما لديهم أين كانوا عندما كنت هناك هل أنا في المكان الأجدر أن أكون من هو ملقن الدرس الأول المختبىء وراء ما لا أرى ، من هو المعلم أو الجلاد ماذا سأكون ضحية أم صانع تاريخ أنه أيضاً المجهول لكنه مزود بمقود صماء لا يفكرعنا يحتاج لمفكر كي يصل إلى شاطىء الآمان .
ثمة صمت مريب يحتاج إلى ترجمة بعد الدقيقة الأولى من الولادة ، لأن من حوله يُأخذوّن بسحر القادم كأنهم مصابين بتلعثم أو الشلل اللساني والفعل عن أي شيىء من اللحظة الاولى ، كأن الحقيقة ناقصة ليس من السهل دائماً اكتشاف الحد الفاصل بين ما هو طبيعي أو اللاطبيعي بحيث يبدأ التذاكي على من يحبو من قِبل من يعتقد أنه ماهر في بناء نماذج إنسانية ، إلا أنها تأتي دائماً عكس ما يرغب ، لأن تنشئة الفرد ليست بهذه السهولة التى يتوقع البعض ، فهي تحتاج إلى جهد كبير مصحوب بالمعرفة وساعات مضاعفة في التربية والتعليم كي لا يتحول من هو تحت الرعاية إلى جاهل للِأهواء التى تفرض عليه من خلال قرارات غير صائبة تزيد من المشكلة فوق تراكم المشاكل ، فما نلاحظه ونراقبه للحجم المتزايد للأجيال التى تزدحم بهم الطرقات والمقاهي وشاشات الحاسوب وتتعاقب عليهم الإنكسارات لأنهم وقعوا لإحباطات نفسية توشك أن تفقدهم ثقتهم بذاتهم جراء محاولاتهم .
المسألة تكمن ما بعد الإنجاب ، فالزواج والإنجاب ليس بهذه الصعوبة والخيال ليس بالممنوع ولكن تحقيقه أو تقليل المسافة بينه وبين الواقع قد يستمر صاحبه في تكذيب نفسه إلى ما لا نهاية لأن ظاهرة السواد مفعمة بدموعها ولن ننخدع بدموع الآباء والأمهات التجارية التى تزرف من على خشبة الفشل ولا ندري من يبكي على من ! ، إنها مهزلة أعمى البصيرة بالإضافة للبصر التى تدفع كل جهة على تحميل الآخر مسؤولية عجز الواقع وقد يعاتب الولد والده ليس بالضرورة جهراً حتى في الصمت لحياة أصبح يموتها أكثر من أن يعيشها بينما يمضي بلا آفق ومستقبل بلا جذور وحاضر أشبه بالسيرك والحفلات التنكرية ليكتشف أنه في منتصف العمر مصاب بمحنة البحث عن الحاضر وعن الهوية ومبتلى بمراجعة مزمنة محاولا العودة مجدداً لإصلاح وترميم ما حُمل من الصغر لتربويات ناقصة عرجاء خالية من القيم الإنسانية الكبرى مما يدفعه لمواجهة التحدي بأثر رجعي وقد لا ينجوا بإستثناء القليل الذين يرفضون الواقع المتدني التى وصلوا إليه وأخذوا على عاتقهم بإعادة هيكلة الذات على اسس لا تعارض المنطق ، فثمة من لا يطيقون سماع أصوات التغيير أو التشخيص الذي يؤدي إلى علاج الظواهر المزمنة بل قد إستمرؤوا التخلف وباتوا يعيشون على مبررات شمّعات آبائهم قد صنعوها بأنفسهم ليحملوها مسببات الكسل والخنوع والتخاذل على الذات وفقدان الأمل ليتحولوا إلى جثث هامدةً لا حول ولا قوة لهم إلا العجز المصحوب بأنين لإنتظار الأجل .
العربي يعاني من جراح عميقة في التربويات ولا بد أن تتقدم تلك الإعترافات التى نحاول مواراتها تحت التراب كي تنضج ونتجرأ على الإفصاح بها حتى لا تتضاعف في المستقبل وبالتالي يكون الثمن غالي وأعقد مما هي عليه بهذا نكون قد رحمنا من سيأتي لاحقاً من أصلابنا وننجيهم من أحمال ثقلية من الديون المفجعة .
والسلام
كاتب عربي

عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الديون المفجعة