أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق















المزيد.....

دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


الدكتور عبد الرزاق العيسى . . الملحقية الثقافية العراقية بلندن بيت لكل العراقيين
المؤسسات الدبلوماسية العراقية في الخارج لم تعد أوكاراً أمنية أو مؤسسات استخباراتية

نظّمت الملحقية الثقافية بلندن ندوة حوارية بعنوان (مساهمة كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق) شارك فيها الملحق الثقافي العراقي الجديد الأستاذ الدكتور عبدالرزاق عبد الجليل العيسى والدكتور عبد الهادي الحكيم، نائب رئيس لجنة التعليم العالي في البرلمان العراقي، فيما أدار الندوة الأستاذ كرم الخزرجي الذي قال في معرض تقديمه المُقتضب (بأن العالم قد مرَّ بعدد من التحولات الاقتصادية حيث كان يعتمد على الاقتصاد الجمعي، ثم الريعي، ومنه انتقل إلى الاقتصاد الزراعي، ثم الصناعي، أما في عالم اليوم فالجميع يتسابقون بغية تحقيق الاقتصاد المعرفي). ونظراً لطول الندوة الحوارية فسوف نغطي منها الجزء الأول الذي تحدث فيه المستشار الثقافي للملحقية العراقية بلندن آملين تغطية الجزء الثاني في مناسبة أخرى.
قسّم الدكتور عبد الرزاق العيسى محاضرته إلى ست نقاط رئيسة تلامس طبيعة الموضوع الذي تحدث فيه عن الكفاءات العراقية في المهجر ودورها المُتوقع في تطوير التعليم العالي في العراق. وقد توقف في مستهل حديثه عند (السبل الكفيلة للنهوض بمؤسسات التعليم العالي في العراق) والتي خضعت، كما يعرف الجميع، إلى الأدلجة البعثية المقيتة التي كانت تُزَّج في كل مراحل التعليم، بدءاً من المرحلة الابتدائية، مروراً بالمتوسطة والثانوية، وانتهاء بالمرحلة الجامعية وما يليها في حقل التعليم العالي خلال مرحلتي الماجستير والدكتوراه. أشار الدكتور العيسى إلى أن العراق لا يمكن أن يطوّر مراحل التعليم العالي بمعزل عن العالم، فالتلاقح مع الخبرات والثقافات العالمية أمر لابد منه، هذا إضافة إلى التلاقح بين خبرات الكفاءات العراقية في بلدان المهجر مع خبرات الأكاديميين العراقيين في الداخل. لذلك تعهّد العيسى على ضرورة (تعزيز طرق التواصل بين الكفاءات العراقية في الداخل والخارج)، إذ حُرم الأكاديميون العراقيون في الداخل من المعلومات والمناهج والآليات الحديثة للبحث العملي، كما بقيت الطرق التعليمية على ماكانت عليه في السابق ولم يُجرَ عليها أية عمليات تحديث تتناسب مع روح العصر، فلا غرابة أن تتخلّف عن ركب البلدان المتطورة التي قطعت أشواطاً متقدمة تكشف عن الفرق الشاسع بين مستوى الأكاديميين العراقيين في الداخل وبين أقرانهم من الأكاديميين العراقيين في الخارج، ولا نريد أن نقارنهم بالأكاديميين الأجانب والبريطانيين منهم على وجه التحديد. شدّد العيسى على أهمية الربط بين الخبرات العراقية في الداخل والخارج، فمن دون هذه الآصرة المهمة سيظل الإرباك ساري المفعول، ولابد من عملية التوأمة بين الطرفين لأن أصحاب الخبرات المتقدمة يجب أن يغذّوا الطرف الآخر الذي كان مُحاصراً ويفتقر إلى معظم الخبرات العلمية الحديثة. أشاد العيسى بدور الكفاءات الوطنية العراقية، سواء في الداخل أم في الخارج، التي كانت تحضر المؤتمرات، وتقدّم المحاضرات، وتنشّط الندوات العلمية والفكرية والثقافية هنا وهناك، لكنه شعرَ بالأسف الكبير لأن كوادر الجامعات العراقية بمجملها قد غُذيّت بمبادئ النظام السابق، وأغرقته بخطابها الفكري الطنان الذي ينطوي في غالبيته على شعارات فارغة لا معنى لها استنفدت الكثير من وقت طلابنا وأكاديميينا وموظفينا، ولايزال بعض هذه الكوادر البعثية لا يريدون للعهد الجديد أن ينهض، ولا يتمنون لعراق ما بعد 2003 أن يقف على قدميه ويحثُّ الخطى إلى أمام. وقد وصف العيسى هذا الطريق الذي يجب أن يقطعه الأكاديميون بأنه (طويل وشائك) وينطوي على كثير من المشقة، ولكنه وضع ثقته المطلقة بالكفاءات العراقية الموجودة في المملكة المتحدة وبقية بلدان العالم وتمنّى على الحاضرين في الندوة الحوارية أن يزوّدوه بأية معلومة أو إشارة قابلة للتطبيق في هذا المجال، وركزّ كثيراً على المعلومات الحديثة التي لم تصل إلى طلابنا وأكاديميينا في الداخل، كما لفت عناية الحاضرين إلى ضرورة نقل التقنيات المعاصرة المتطورة التي لم تصل مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا العراقية العديدة التي كانت تعاني من حصار ظالم ترك أثره السلبي الكبير على ذهنية الطلاب والاساتذة في آنٍ معاً. ثمة مشكلات كثيرة تعاني منها الكفاءات العراقية في المهجر، فبعض الأساتذة والأكاديميين العراقيين في الخارج يتوقون لتقديم خدماتهم للطلبة العراقيين في الداخل، ولكن هناك عشرات المعوّقات التي تمنعهم من الذهاب إلى وطنهم من بينها عدم توفر الجوانب الأمنية بشكل مُحكم، والنقص المروّع في خدمات الماء والكهرباء والصرف الصحي وما إلى ذلك. ومن بين المشكلات العلمية التي يعاني منها الأكاديميون العراقيون في الخارج هو الفارق الكبير بين ما يُدرّس هنا وما يُدرّس هناك، فالهوّة بين الطرفين كبيرة ويجب أن تُردم بأقصر مدة زمنية. قبل أن ينتقل الدكتور العيسى إلى النقطة الرابعة في خطته المُوجزة توقف قليلاً عند تجربته الشخصية حينما عمل في جامعة الكوفة، والشيء اللافت للانتباه أن الدكتور العيسى يتحدث بلغة الجمع دائماً، ولا يتسيّد عنده الجانب الأنوي، ويبدو أنه يفضل العمل بروح الفريق الذي يؤازر بعضه بعضا. من هنا فقد انصبَّ اهتمامه على ضرورة (توفير معايير الجودة التي يمكن تطبيقها في الجامعات العراقية) ولاغرابة أن يستعين بخبرات الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة وآيرلندا الشمالية، بل وطالبهم بمحبة كبيرة أن يحيطوه علماً إذا كانت خطته محكمة وقابلة للتطبيق، وأكثر من ذلك فقد طلب منهم أن يخبروه من دون أي شعور بالحرج إذا كانت خطته فاشلة أو تنطوي على بعض الأخطاء، وهذا هو دأب العلماء وشأن الأكاديميين الكبار الذين يفكرون بوطنهم وجامعاتهم العديدة التي يجب أن تمشي في الطريق العلمي الصحيح. لا تخلو جعبة الأكاديميين العراق في المملكة المتحدة من مشكلات وهموم فهم يعانون من مسألة (الإشراف المشترك بين الأكاديميين في المهجر وداخل العراق) في إشارة واضحة إلى الفرق الكبير في طبيعة الأبحاث التي تقدّم للجامعات البريطانية المتقدمة جداً، إذا لا يقبل الأستاذ العراقي المشرف على أبحاث الطلبة العراقيين ما لم تكن مستوفية لشروطها العلمية الدقيقة. أما النقطة السادسة والأخيرة من الخطة الموجزة التي عرضها الدكتور عبد الرزاق العيسى فتتمحور على ضرورة (اعتماد البحوث العلمية لأكاديميي المهجر على حلّ المشاكل العلمية التي يعاني منها العراق)، فهناك عشرات المشاكل والمعضلات العلمية التي يعاني منها العراق ولابد من إيجاد الحلول السريعة والناجعة لها، فمن غير المعقول أن تتكرر البعثات في اختصاصات محددة، بينما تهمل بقية الاختصاصات الضرورية التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها، كما يجب تشجيع الأبحاث الأكاديمية التي تبتكر حلاً لمشكلة علمية ما في داخل العراق.
لابد من الإشارة إلى أن الأكاديميين العراقيين وأصحاب الكفاءات الذين يتمركزون في المملكة المتحدة وآيرلندا الشمالية توّاقون لمثل هذه اللقاءات الحميمة والحلقات النقاشية المفيدة فبعضهم يريد العودة إلى العراق، ولكنهم حينما يذهبون إلى هناك يفاجاؤون بالنَفَس البيروقراطي والروتين القاتل الذين يُشعرهم باليأس ويضطرهم للعودة السريعة إلى منفاهم اللندني الذي يتوفر على كل ما يحتاجه الإنسان في دولة الرفاه الاجتماعي. حاول الدكتور العيسى أن يزيل من ذاكرة المهاجرين العراقيين، وخصوصاً المثقفين وحملة الشهادات منهم، فكرة أن المؤسسات الدبلوماسية العراقية في الخارج هي في مجملها أوكار أمنية أو مؤسسات استخباراتية، وتمنى على الحاضرين أن يتخلصوا من هذا التصوّر المشوّه ويمسحوه من ذاكرتهم نهائياً. ووصف العيسى الملحقية الثقافية العراقية بأنها (بيت الجميع) والخيمة التي تجمع كل العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم وأطيافهم وأن اللاجئين والمهاجرين والمقيمين العراقيين يجب أن يتشرفوا بالانتماء لهذا البيت العراقي الكبير الذي يحنو على أبنائه ومواطنيه.
أشار الدكتور العيسى بأن الجامعات العراقية ووزارة التعليم العالي قد خَطَتا خطواتٍ جديةً ليس في إرسال الطلبة للدراسات العليا في الخارج، وإنما هناك برنامج لإرسال طلبة الدراسات العليا في الداخل من مرحلتي الماجستير والدكتوراه لقضاء جزء من فترة البحث في مختبرات خارج العراق على أن تتحمل الدولة تكاليف السفر والدراسة وما إلى ذلك. وتمنى العيسى أن تكون بريطانيا هي البلد الملائم لمثل هذه البعثات الطويلة والقصيرة الأمد في آنٍ معاً. لا تقتصر البعثات على الفئات التي ورد ذكرها آنفاً، وإنما تشمل الأساتذة والأكاديميين الذين أمضوا مدة طويلة في التدريس الجامعي الذين هم في أمسّ الحاجة إلى أن يتعرفوا على طرق التدريس المعاصرة والآليات الحديثة للبحث العلمي. كما يحق لكل أستاذ أو أستاذ مساعد في كل خمس سنين أن يخرج لمدة سنة للشروع ببحث معين شرط أن يقدّم خطة محكمة توافق عليها الوزارة. ومن جانب آخر تستطيع كل الجامعات العراقية أن تستضيف أي أستاذ أو أكاديمي عراقي في المهجر لمدة شهر لكي يحدث هذا التلاقح المفيد بين الكفاءات العراقية في الخارج وأقرانهم في الداخل ناهيك عن الفائدة الكبيرة التي سوف يلقاها الطالب العراقي في الداخل من هذه الكفاءات المُوفدة لمدة قصيرة علماً بأن تذاكر السفر وتكاليف الإقامة مدفوعة من قبل الجامعات العراقية. وقد اعتبر العيسى هذه المبادرات اشراقات جديدة سوف تلقي بظلالها الوارفة على حقل التعليم العالي في العراق.
وفي الختام لابد من تقديم نبذة مختصرة للسيرة الذاتية والإبداعية للأستاذ الدكتور عبدالرزاق عبد الجليل العيسى، فهو خرّيج كلية العلوم، قسم الكيمياء، جامعة البصرة عام 1971، كما تخرّج في قسم الكيمياء الصناعية في جامعة ليفربول عام 1979. درّس في كلية طب الكوفة عام 1980، ورأسَ قسم الكيمياء الحياتية في كلية طب الكوفة منذ عام 1980 إلى عام 1986. عمل استشارياً وممثلاً للتدريسيين في مجلس جامعة الكوفة منذ عام 1987 إلى عام 2006. رأسَ جامعة الكوفة منذ عام 2006 إلى عام 2011. أشرف الدكتور العيسى على (12) طالب ماجستير. حصل على لقب رئيس الجامعة المتميز على الجامعات العراقية لعام 2010. ومن أبرز أبحاثه التطبيقية المنشورة هو (تقييم وتعيين الصفات الكيميائية والفيزيائية لمياه الشرب في محافظات بابل كربلاء النجف والقادسية). ويشغل حالياً منصب المستشار الثقافي للملحقية الثقافية العراقية بلندن.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية تطوّر العملية السياسية وتأخّر الإعمار في العراق(ج1)
- مهرجان ريندانس السينمائي الدولي يحتفي بالفكر الأميركي الثوري ...
- أدب السجون في العراق: جدار بين ظلمتين مثالاً
- تريّيف المدينة العراقية
- الدكتور حميد الهاشمي يتحدث عن -عجلة المدنية وعصا العشائرية-
- المبالغة والغرور
- تحيّة لدار الشؤون الثقافية العامة
- الروائي زهير الجزائري في أمسية ثقافية بلندن (3)
- إلى السيد نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء المحترم
- شركة الناصر للطيران
- الأحزاب الدينية والسينما العراقية
- الشخصية المنشطرة وتعزيز الأمكنة الافتراضية
- الحقوق المائية
- رواتب البرلمانيين العراقيين
- القرصنة والابتزاز
- مُحفِّزات أعمال الشغب والعنف في بريطانيا
- الجادرجي في أمسية ثقافية بلندن يتحدث عن تأثير ثورة 14 تموز ع ...
- صلاح نيازي يرصد التغييرات التي طرأت على الأدب والفن بعد ثورة ...
- عبد المنعم الأعسم يتحدث عن ثقافة التسامح
- تحديات الإعلام العراقي في الداخل والخارج


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - دور كفاءآت المهجر في تطوير التعليم العالي في العراق