أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - رستمنا يعود لحضن أمه كردستان















المزيد.....

رستمنا يعود لحضن أمه كردستان


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 09:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



كان لوداع رستم جودي قبل ان يوارى مثواه الاخير طقس خاص. لقد فكر رستم بان يودع شعبه في جميع مناطقه: مدنه، قراه، احياءه، بان يسير بينهم مرفوعاً على الايادي وهو ضمن سريره المقدس الابدي ينظر ويحدق الى شعبه بعيون تشع منها شعاع النور متأملاً فيهم، ومحدقا في هذا الوداع التاريخي .
قابل الشعب ابنه البار بموكب مهيب محولا الوداع الى انتفاضة جماهيرية عمت مظاهرها جميع انحاء جنوبي غربي كردستان بدءاً من "ديريكا حمكو" مرورا ب"تربه سبي" الى "قامشلو" حيث اقاموا له المراسيم الدينية في مسجد "قاسمو" ومن ثم توجهوا بالنعش الى "عامودة" و"الدرباسية" و"سري كاني" واخيرا الى مثواه الاخير في مقبرة الشهداء في "بركفري"، حيث توافدت الحشود الجماهيرية من حلب وكوباني وعفرين والشام رافعين صور رستم عالية، وهم يهتفون بشعارات تشق عنان السماء "رستم خالد الى الابد" "رستم لن يموت". بهذه الهتافات والشعارات قالوا كلمتهم للتاريخ "كلنا رستم"؟. كردستان ولاّدة: لقد ولدت حتى الآن المئات من "رستم". رستم لم يمت بل تجلى في نسغ حياة جديدة وتضاعف وتضاعف...
فها هي الامهات تزغردن والشباب يهتفون بالشعارات وهم ملتفين حول تابوته المزين باالاخضر والاحمر والاصفر؟ فقد حولوا هذا العرس الى يوم انتفاضة تاريخية.
كنت ترى الجماهير يتسائلون فيما بينهم: هل هذا هو رستم طفلنا البريء، شابنا اليافع الجميل، سياسينا المخضرم، رجلنا المثقف من الطراز الأول. ثورينا الشجاع؟. الكل في دهشة من امرهم كيف سندفن هذا الانسان العظيم وسيكون هذه نظرتنا الاخيرة له. وبعضهم يسالون ذهب رستم ونحن باقون ماهو السر الكامن في بقائنا وذهابه؟. والاخرون: كيف استشهد ولماذا واين وفي اية ظروف؟ ماذا كانت كلمته الاخيرة قبل استشهاده؟ عجباً هل سمع احد انين صوته عندما قصفوه بالطائرات؟ هل سمعوا كلماته الاخيرة قبل ان يفارق الحياة؟. الا يحق له العيش بيننا ولماذا ضحى بحقه في الحياة ومن اجل من؟. أمن اجلنا، أم من اجل اطفال يتامى حرموا من البسمة والسعادة؟ ام من اجل الشباب المتطلعين الى المستقبل ام من اجل المراة التي تعشق الحرية ام من اجل الكهلة والمسنين الذين حلموا بالخلاص، ام من اجل مجتمع محروم من حقوقه الطبيعية منذ الاف السنين؟.
عندما كنت اتمعن في صورة رستم جودي وكانه يقول للجماهير المحتشدة ويرد عليها: انتم على حق في كل اسئلتكم ولكن دعوني ولا تشغلوا البال علي فانا الان بينكم وسأبقى بينكم في "بركفري" قريبا منكم . لكن لتعرفوا هناك الكثير من الرفاق الذين لامقابر لهم ولا نعرف مكانهم! ربما ذات يوم سيكتشفون رفاتهم في حفرة او بين شقوق صخرة او تحت شجرة او في كهف فلا تنسوهم؟ فانا الان بينكم ومعكم في مسيرتكم هذه، ولكن رفاقي ينظرون اليكم من ذرى جبال كردستان؟ نعم الكثير من رفاقنا احترقوا بالنابالم ولم يبقى لهم أي اثر، وآخرون استشهدوا بالغازات الكيماوية وحتى لم نسمع منهم صوتاً، او نداءاً او كلمة يودعونكم بها. شموا رائحة التراب الممزوجة برائحة الشهداء، تقربكم لمعنى الحياة اكثر وتجعلكم تقدسونها وتحمونها من الايادي القذرة التي تحاول تلطيخها. وتعرفكم على معركة الحياة وبانها ليست سهلة وطريقها مليئة بالاشواك وتتطلب التضحية بالغالي من اجل الحرية.
اراد رستم بهذه الجولة الاخيرة ان يراقب المجريات. ان يرى المجتمع الذي ناضل من اجله ربع قرن، وان يقول لهم لا تخافوا انظروا كيف نقاوم الاعداء وجعلناهم يخافون منا، لا تبخلوا بالتضحية المادية والمعنوية في سبيل الوطن فها نحن نضحي بارواحنا لان ثمن الحرية تتطلب الفداء. توحدوا فقد جعلنا من عظامنا جسراً لكي تعبروا عليها. نعم اراد ان يقول للشبيبة للمرأة للرجال للنساء لجميع الشرفاء اصحاب الضمائر الحية: اسلمكم سلاحي امانة لديكم. امانة الوطن والتاريخ، بقينا صادقين معه حتى آخر رمقٍ فينا. احملوا الامانة بصدق وسنراقبكم من مقبرة الشهداء...
قافلة رستم تسير ويستمر الخطاب متوجهاً نحو الاطفال الذين كان قدرهم البكاء والعذاب والجوع واصبحوا اليوم اطفال الحجارة والثورة. قال لهم رستم جودي: لا تبكوا بعد الان فالمستقبل لكم. كونوا جديرين بالمستقبل، وعيشوا مرفوعي الراس وليكن البسمة على شفاهكم .ويجاوبوه الاطفال من خلال شعاراتهم التي تشق عنان السماء ورفعهم للاعلام والصور التي ترفرف فوق رؤوسهم: نعم ياقائدنا ضحيت من اجلنا من اجل كل الاطفال المعذبين في العالم. لن ننساك ايها القائد، وسنصبح كلنا رستم كما اصبحنا عكيد ومظلوم وزيلان وبيريتان وشيلان، وسنبقى صادقين معك كصدق طفولتنا حتى بعد ان نكبر. صدقنا ياقائدنا، يا معلمنا، ستكون نحن اطفال الكرد اخوانك عند حسن ظنك. سنحمل عنك الراية فنم مطمئن البال.
ينظر رستم الى شباب الكرد فيرى في عيونهم الغضب والوعيد بالانتقام، وكانها تقول له: كن مرتاح البال ايها القائد، فنحن شباب كردستان تعلمنا منك العلم والمعرفة، وقسما بكل غال ومقدس لننتقمن من الاعداء ونحول كردستان الى مقبرة للظالمين. وستقول لهم: ان شبابنا كانوا على عهدهم وهذا عهدنا بهم. سيصّعدون النضال حتى تحرير الانسان والتراب.
الشباب سيأتون الى "بركفري" ويقول لك ياقائد الشباب ها نحن حررنا الوطن واصبحنا احرارا بفضل القوة والمعنويات والعلم والمعرفة التي استلهمناها منك ومن رفاقك.
ينظر الى النساء المزغردات وكانهن في يوم عرس ابنهم. تقول له نساء وطنه: المراة الكردية عانت الكثير من الالام والظلم والعنف ولكن لتعرف ايها الرفيق، رفيق المرأة ومعلمها، سنكون عند حسن ظنك في نضالنا. كنت تقول: ان مقياس تحرر المجتمع هو في تحرر المراة فمن خلال المرأة يمكنك التعرف على المجتمع ووضعه لانها مقياس الحرية والانسانية.
ينظر الى الامهات والآباء وهم يتنفسون الصعداء وكانهم يذكرون الحكم التاريخية في حقيقة رستم ويقولون من زرع حصد ومن صار على الدرب وصل فحقا، فها هو رستمنا يحصد اليوم مازرعه ويصل الى قمة هدفه. الكل يتفوهون باسم "رستم" والذي اصبح بسملة وعنوان الحياة والنضال والمعرفة والاخلاق لدى أبناء الكرد في غرب كردستان.
ينظر الى المثقفين وكانهم يقولون نعم لقد غادرتنا يارستم المثقف الحقيقي استلهمنا منك حقيقة المثقف والمتنور والمصلح، وعرفنا كم كنا نخدع انفسنا عندما كنا ندعّي "التثاقف" ونتفلسف لكي نهرب من العاصفة ونبتعد عن الواجب. ونعاهدك على ان نصبح مثقفين حقيقين يسيرون على منهجيتك وعلمك ومعرفتك واسلوبك وطرازك، ونتخذ من مدرستك كنزاً لنا لنصبح جديرين بشعبنا وانسانيتنا، ولن ندع اهل الظلام يخيمون بظلمهم على نورنا.
نعم استطاع رستم من خلال انتفاضته الاخيرة ان يوصل رسالته الى المجتمع، الى الاعداء قبل الاصدقاء قائلاً لهم: ربما تستطيعون ان تقتلوننا باسلحتكم الفتاكة والمحرمة دولياً كونكم فقدتم الاخلاق والاعراف والمبادئ، ولكن لا تستطيعون ان تقتلوا فينا حبنا لوطننا ولشعبنا. لا تستطيعوا ان تقتلوا وحدتنا وارادتنا وعزيمتنا وامالنا وطموحاتنا واهدافنا في الحرية والمساواة والعدالة. فها نحن نسير بارادة اقوى واصلب وبوحدة متينة راسخة. فقد اصبح يوم استشهاد رستم جودي يوما مشهودا لتصعيد النضال. يوما لمحاكمة الاعداء. يوم الانطلاق من جديد نحو النصر الأكيد. نعم لقد خدم رستم ربع قرن شعبه وضحى من اجله واستطاع ان يترك ملحمة تاريخية تصلح منهاجا نضاليا لكل ثائر وطالب حق ومظلوم على وجه هذه البسيطة.
زوهات كوباني



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة حزب العمال الكردستاني في مواجهة الاعداء
- الكرد وضرورة وضع إستراتيجية قومية موحدة.
- المثقف الكردي المهووس بالنقد العدمي
- حذار للكرد الوقوع في فخ الاعداء
- روح المقاومة في قامشلوا وكوباني والمواقف الخجولة
- حزب الاتحاد الديمقراطي من التاسيس الى الذكرى الرابعة: محطات ...
- نظرة مقارنة في سورية الوطن: من الأسد الاب الى بشار الابن!
- مهرجان الدولي الثقافي الكردي قبلة للاكراد ونداء للوحدة
- بشار الاسد واليمين الدستوري والقضايا المنتظرة حلها
- مغامرة تركيا في جنوب كردستان والنتائج المتوقعة
- ستراسبورغ المقاومة !
- الانتخابات في سورية بين المقاطعة والمشاركة
- قراءة في اضراب ستراسبورغ
- صورة نوروز 2007 تعبر عن رسالتها
- ما الهدف من تسميم القائد الكردي عبدالله أوجلان؟
- الاسد : إنصاف الاخوة الاكراد،لان لهم ما لنا وعليهم ماعلينا
- وتظل مجزرة الموصل في الذاكرة
- سوريا نحو بناء وطن ديمقراطي معاصر : أسئلةٌ وتفكير من نمط اخر
- الرفيق عاكف رمز الثوري الواعي لمهام شعبه ووطنه
- مشروع -الحل الكونفدرالي الديمقراطي- وصفة خلاص النظام السوري ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - زوهات كوباني - رستمنا يعود لحضن أمه كردستان