أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم















المزيد.....


حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار جريدة "الشيوعية العمالية" مع سامان كريم
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعية العمالية العراقي

الشيوعية العمالية: عقد الاجتماع الموسع للجنة المركزية (البلنيوم) الخامس والعشرين للحزب الشيوعي العمالي العراقي خلال يومي 2- 3 من الشهر الجاري، ما هي المواضيع والفقرات الاساسية التي تم النقاش حولها؟ وهل هناك قرارات ومقررات بشائها؟.
سامان كريم: قبل عقد الاجتماع الموسع عقد المكتب السياسي اجتماعه الاعتيادي لتدارس المواضيع والقضايا التي تشغل مساحة كبيرة من تفكير المجتمع، حيث توصل الى عدد من المقررات والقررات السياسية، واقترح للبت فيها والاقرار عليها في الاجتماع الموسع. إذا نطرح فقرة التقرير والانتخابات من المواضيع والفقرات التي اقرها الاجتماع الموسع، ان كل المواضيع الرئيسة التي طرحها المكتب السياسي. وافق عليها الاجتماع الموسع وتم مناقشتها بصورة مسهبة ودقيقة. والمواضيع الرئيسة هي كالتالي:
- الوضع السياسي في العراق (المشهد الاخير لعلمية السياسية الراهنة)
- الحركة العمالية و سياسة الحزب
- من أجل تقوية احتجاجات الجماهيرية في العراق

الشيوعية العمالية: في البلنوم الرابع والعشرين الذي انعقد في شهر اذار من العام الحالي، تم التاكيد من قبل ذلك البلنيوم على ان الاوضاع السياسية في العراق تتصف بكونها اوضاع ثورية نتيجة لعوامل عدة منها تاثير استمرار الثورات والاوضاع الثورية في المنطقة ونتيجة لمبادرة الجماهير في 25 من شباط وتصديها للسلطات في شكل المظاهرات والاحتجاجات في اكثر من مدينة في العراق. هل يوجد تراجع في الاوضاع الثورية في العراق الان؟ ما هي برايك اسباب عدم استمرار الاحتجاجات بالزخم الذي انطلقت به في البداية؟
سامان كريم: نعم تماماً كما جاء في سؤالكم. نحن في الاجتماع السابق الـ 24 للجنة المركزية للحزب، اكدنا على ان الوضع السياسي في العراق، هو وضع ثوري، وحددنا بدقة ملامح ومميزات تلك المرحلة، التي بدات في 25من الشباط الماضي، على اثر الثورات في البلدان العربية وبالتحديد تاثير ثورتي تونس ومصر من جانب، وتفشي الفقر والمجاعة والتعطش للحرية لدى الاكثرية الساحقة وخصوصا لفئة الشباب في العراق من جانب اخر. هكذا كان تحليلنا في تلك الحقبة.
ولكن هذه المرحلة وهذه الاوضاع تراجعت الى درجة كبيرة، نتجية لسياسات واعمال وممارسات مختلفة. ان الثورات التي انبثقت في صلب المجتمع ضد الاستغلال والفقر والمجاعة والبطالة وفي سبيل توفير الحريات ومنها الحريات السياسية، كانت بمثابة طوفان في رحم المجتمع الذي عانى كثيرا خلال العقود الاربعة الماضية تحت نير الحكم الديكتاتور الفردي الطبقي، وبهذا المعنى هي ثورات عامة شاركت فيها الطبقة البرجوازية عبر ممثليها في المعارضة البرجوازية والطبقة العاملة وكل فئة من فئات المجتمع، وخصوصا فئة الشباب، هذا من جانب، ومن جانب اخر ان هذه الثورات تمر في خضم الصراع الضاري بين القوى الامبريالية الكبرى عالميا حول تقسيم العالم مجددا، حيث تحاول كل دول منها تسخير هذه الثورات لصالح اجندتها الخاصة. امريكا تحاول تسخير هذه الثورات لتعددية السياسية، واقتصاد السوق عبر دعم وتأييد تلك الحركات البرجوازية التي تنسجم مصالحها، خلال ما اطلقت عليها "الثورات الناعمة" او الربيع العربي"، انها إستمرار لسياسة الحرب والاحتلال ولكن تم تبديلها بفعل عوامل الضعف السياسية والاقتصادية المهمة التي تتميز بها امريكا وموقعها العالمي في المرحلة الراهنة. ومن جانب ثالث نرى ايضا دور البلدان العالمية الكبرى مثل الصين وروسيا، لمنافسة امريكا والغرب عموماً، حيث نرى النموذج لتلك السياسات في سوريا، عبر اشهار الفيتو بوجه السياسية الامريكية. عليه وفي اتون هذه التحولات العالمية الكبرى، التي تتميز ايضا بالازمة الاقتصادية الخانقة، ارى ان السبب الرئيس في خضم الاوضاع الانفة الذكر: هو عدم وجود صف طبقي ماركسي مستقل، الصف الذي يحاول تمييز صفوفها وحركتها عن باقي الحركات والاحزاب البرجوازية، الصف الذي يحاول تسخير هذه الثورات لصالح حركتها الطبقية والفوز بالسلطة السياسية. انعدام التحزب الطبقي ورؤية سياسية وتنظيمية واضحة، سبب رئيس لتراجع الثورات وأجهاضها في العالم العربي، وهذا ينطبق على العراق ايضا.
في العراق نرى ايضا تأثير تراجع الثورات او اجهاضها، على الوضع الثوري في العراق. نرى تاثير اجهاض الثورة منذ بدايتها في ليبيا التي انتهت بجعل الثورة كاريكتورا ونرى تاثيرا مجيء الاسلاميين عبر الانتخابات في تونس، ونرى ايضا تأثيرات الثورة السورية التي اجهضت ايضا على الحركة الاحتجاجية في العراق... هذا ناهيك عن الموقع والدور الامريكي والأيراني المميز في العراق عبر تواجدهم المباشر وتاثيرهما المباشر على القرار السياسي في العراق. ولكن في المحصلة النهائية، ان الجزء الطليعي للطبقة العاملة في العراق وخصوصا في القطاع النفطي حيث الاهم، لم توصل لحد الان الى تنظيم نفسها في اطار التحزب الطبقي، ولم يتسنى لها لحد الان ان تعلب دوراً سياسا فاعلا على الساحة السياسية.
هذا ناهيك عن ضعف التجارب الثورية والاحتجاجية في العراق، وضعف الاداة التنظمية نتيجة لتراكم الاستبداد والحروب المتتالية والحصار الاقتصادي. واخيرا أرى اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي. لم يتسنى لنا ان نلعب دورا محوريا في توسيع رقعة الاحتجاجات الى الاحياء السكنية والشركات والمصانع ومؤسسات الدولة، كما اكدنا عليه في إستراتيجية الحزب التي اقرت عليها الاجتماع اللجنة المركزية الـ 24.
في النهاية حصلت الجماهير في العالم العربي بدل الخبز والحرية التي ناضلت في سبيلها وانطلق الثورات لتحقيقها، على تغير شكل الدولة، حصلت على التعددية البرجوازية بدل الحزب الواحد، وحصلت على الديكتاتورية الطبقية بدل ديكتاتور طبقي عبر فرد واحد. وبهذا استدل الستار على المشهد الاول لهذه الثورات، ولو ان الوضع في مصر له مميزاته بفعل قوة الطبقة العاملة وتجاربها التنظيمية والنضالية لحد الان، ولكن الوضع المصري ايضا يشارك الحالة العامة في العالم العربي ايضا.

الشيوعية العمالية: سينتهي الاحتلال الامريكي للعراق وسيتم سحب قواته بنهاية هذه السنة، يقال بان الانسحاب سينهي "العملية السياسية" في العراق ايضا لان "العملية السياسية" كانت مرتبطة بالاحتلال بالاساس. ما هو تعليقك على هذا القول؟ هل تستطيع القوى البرجوازية الاسلامية والقومية في العراق الاستمرار بالنمط المحاصصاتي الحالي لتوزيع السلطة والثروات فيما بعد الاحتلال ام ان المحاصصة باتت امرا متعلق بالماضي؟ ما هو تقيم ورؤية البلنيوم الخامس والعشرين للاوضاع السياسية في العراق واحتمالات تطور مسارها لما بعد الاحتلال؟
سامان كريم: العملية السياسية الراهنة في العراق، هي نتيجة التقاء سياستين برجوازيتين. امريكا من جانب والتي حاولت بناء نظامها العالمي الجديد في تلك الحقبة التي بدات فيها العملية السياسية في العراق، ووفق هذه الاستراتيجية، لديها حلقة تكتيكية ما تسمى بالدول المارقة او "محور الشر" على اثر الهجمة الارهابية في 11 سبتمبر في سنة 2001، وكان العراق بقيادة صدام حسين ضمن هذه الدول... ان الضربة الاستباقية على اثر هذه الاستراتيجية او لتحقيقها، كان هدفاً لامريكا ومن جانب اخر، المعارضة البرجوازية العراقية الغارقة في الرجعية، عديمة القوة والقاعدة لسقوط نظام البعث، على اثرها تعانق اهدافها اهداف امريكا فيما يخص سقوط النظام في العراق. بهذا توحدت البرجوازية القومية الكردية واحزابها والبرجوازية الاسلامية الشيعية واحزابها وتياراتها مع عدد من منظمات المعارضة القومية العربية الضعيفة، في مؤتمر لندن 2002 قبل سقوط نضام البعث بشهور وتحت إشراف ورعاية امريكية تامة.
العملية السياسية بدأت قبل سقوط البعث، وتم ترجمة الاستراتيجية الامريكية في العراق عبر تلك الاحزاب البرجوازية المشاركة في مؤتمر لندن، حيث محاصصة راس المال كان لب هذه الاستراتيجية. ان الهدف المشترك هو اسقاط وهذا تم في الشهر الرابع من عام 2003، ولكن تم ايضا الاتفاق على بناء الدولة على اساس المحاصصة، والتي سميت بتعددية، ديمقراطية، فيدرالية، وهكذا كتبوا دستورهم. ان سياسة المحاصصة، التي تبنتها الحركات البرجوازية المشاركة في الحكم وبدعم امريكي مباشر، كاهدفها ادارة الدولة عبر تمثيل البرجوازية على اساس القومية والطائفة والدين، على اثرها تم تقسيم راس المال وفق هذا الاساس، اي وفق القومية والدين والطائفة. وبما ان الفروع الرئيسة لراس المال تتزاحم وتنافس فيما بنيها، مثل القطاع البنكي والتجاري والصناعي والمالي... سنعكس هذا التنافس والمزاحمة على قطاعات القومية والدينية والطائفية لراس المال. حيث نرى الصراع الشديد بين الاحزاب والحركات المشاركة في الحكم على موزانة الدولة وحصص الاقاليم والمحافظات، نرى الصراع على الثورات النفطية والطبيعية، وكل مدينة في العراق تحاول ان تجعل من وجود هذه الثورات في محافظتها، عكازة تستند اليها لتقوية موقع محافظتها اي موقع الحركة او الحزب الذي سيطر على هذه المحافظة او تلك...
ان هذه العملية لبناء العراق عبر تقسيم راس المال الى القوميات والطوائف والاديان فشلت. اي ان بناء دولة الطبقية وفق محاصصة راس المال فشلت في العراق. على اثره نرى اليوم وخصوصا بعد عدم بقاء مظلة التوحيد على رؤسهم، اي بعد خروج القوات الامريكية، سوف لن تبقى مظلة مشتركة للقوى المشاركة في الحكم، نرى عملية تفتيت الدولة عبر اعلان الفدراليات المختلفة في المحافظات العراقية، وسببه وفق قولهم هو"حالة التهميش والاهم" الذي يعاني منها المحافظة! وترجمة الاقتصادية لهذه الكلمات هي قلة حصة الموازنة، او حتى الخصومات التي تقطعها الحكومة المركزية من تلك المحافظات التي لاترى انها تابعة لطائفتها او قوميتها!
ان البرجوازية العراقية مشتتة الى اقصى درجة من التشتت. ولكن علينا ان ندرك ان البرجوازية على الصعيد العالمي والمحلي لديها تجارب متراكمة لادارة الدولة وفق صيغ مختلفة لادارة ازمتها في اصعب الظروف ايضا. اذن ان العملية السياسية الراهنة او القديمة بمعنى اخر، باتت من الماضي كما طرحته من سؤالك.
البرجوازية العراقية بكل اطيافها ومشاربها المختلفة، من الحركة القومية الكردية واحزابها، والحركة القومية العربية بمختلف اجنحتها واحزابها المشاركة في الحكم والمعارضة، والاسلام السياسي الشيعي بمختلف مشاربه فاقدة لرؤية بناء الدولة فاقدة لرؤية سياسية تمكنها من البقاء تحت مظلة العملية السياسية الموجودة حتى الان او بالاخرى التي بدأت تشتت عبر عملية نخرها من الداخل. عليه تحاول ان تجد طرقاً او مظلة ما، او بديل ما لادارة ازمتها. براي ليس هناك اي بديل واقعي للبرجوازية فيما يخص بناء الدولة مستقرة بامكانها العبور من مرحلة الانتقالية اي مرحلة تكوين الدولة ووصولها الى دولة اعتيادية. وفق هذا المنظور ان بديلهم المطروح هو فدرلة العراق على اساس الاقاليم والمحافظات وبالتحليل الاخير نحن امام مشهد فدراليات "سنية وشيعية وكردية والتي هي موجودة اصلا". هذه العملية بدات منذ فترة، وستستمر عبر مخاضات سياسية وربما عسكرية لتجعل من هذه السياسة سياسة سائدة. وهذه السياسة تساعد الحركة القومية الكردية لبناء دولتها، وهي ترى ان فدرلة العراق هي خطوة باتجاه بناء دولة قومية كردية، والتي برز صداها داخل اروقة قيادة الاحزاب القومية الحاكمة في كردستان العراق، ناهيك عن الحركات الجماهيرية التي تطالب بإنفصال وتشكيل الدولة.
مسارات هذه التحولات ليس مفروشة بالورود بل انها صعبة جداً. ان كل طرف من اطراف هذه العملية بدأ بخطوات استباقية في سبيل زيادة حصصته من الدولة الموجودة، من النفوذ والثروة. وهناك قضايا عالقة صعبة بين تلك الاطراف.. مجلس السياسات الاستراتيجية، الوزارات الامنية، المادة 140، تعديل بنود الدستور، قانون النفط والغاز.... واخيرا وافق الاجتماع الموسع على مقرر حول هذه القضية، سنعلنه بعد اجراء التعديلات والاضافات التي تمت في الاجتماع.

الشيوعية العمالية: النضال الاقتصادي والسياسي للطبقة العاملة في العراق يتميز بخصائص معينة تعكس الواقع النضالي للعمال في العراق وواقع توازن القوى ونفوذ التيارات الاجتماعية والسياسية داخل صفوف الطبقة العاملة. هناك جملة من المطالب التي يدور حولها النضال الجاري للعمال من اجل تحسين معيشتها وظروف عملها ونضالها، ما هي برايك اليات تطوير نضال العمال هذا، وما هي سياسات الحزب على هذا الصعيد؟ كيف ترى دور النقابات والاتحادات العمالية الحالية في العراق على هذا النضال؟
سامان كريم: هناك مقرر حول الحركة العمالية وسياسة الحزب. محتوى هذا المقرر يدلنا على أن الحركة العمالية ليست بامكانها ان تبقى اسيراً للنضال الاقتصادي، بل عليها ان تحول ذاتها الى قوة سياسية مقتدرة تمكنها من تغير موازين القوى لصالحها. براي ان مهمة الشيوعيين اينما كانوا هي هذه القضية اي قيادة وتوجيه وتنظيم الطبقة سياساً نحو الثورة العمالية. هذا محتوى مقررنا.
اما فيما يخض النضال الاقتصادي او الجاري للطبقة العاملة في العراق، لها خصائصها. مثلا البنية الصناعية في العراق والتي يكاد أن يتم تدميرها بالكامل، وهذا القطاع معرض للخصصة، عليه تم اهماله وتهميشه من الميدان الاقتصادي لحد الان، عبر سياسية مدروسة والتي بدأ بها بول بريمر، حتى التيار الكهربائي ينقطع عنهم في سبيل وقف انتاج هذه الشركة او تلك من القطاع الصناعي التابع لوزارة الصناعة، وان جزئها الاكبر معطل او يعمل بربع او بنصف طاقاتها نتيجة للاهمال هذا. وهذا الاهمال هو اهمال سياسي مدروس من قبل الحكومة الحالية والقوى المشاركة فيها حيث كلها متفقة ومنسجمة حول اقتصاد السوق وفق وصفات صندوق النقد والبنك الدوليين ونادي باريس، هذا ناهيك عن وسائل الانتاج القديمة التي ليس بامكانها موازاة المرحلة الراهنة وليس بامكانها المنافسة. وفق هذه السياسية طرح قانون التمويل الذاتي قبل اكثر من ثلاثة سنوات...هذا القانون دمر التنظيم العمالي في هذا القطاع ودمر تطلعات وامال العمال وتوقعاتهم، حيث ان سيف الطرد عبر هذا القانون سواء عبر غلق المعمل او عبر دمجه مع قطاعات صناعية مشابهة او عبر القانون نفسه، خلق في صفوف العمال في هذا القطاع المهم حالة الانتظار وفقدان البديل الواقعي لدى الجزء الطليعي منهم ناهيك عن اجزائها الاخرى. من هنا ان الاتحادات والنقابات العمالية واكثريتها لديها نشاط بهذه الدرجة او تلك في هذا القطاع، مشلولة، ليست بامكانها تنظيم قواها، وإعادة تنظيم نفسها، من هنا نرى ان تلك الاتحادات والنقابات فاقدة لقاعدة عمالية لا اقول واسعة بل فاقدة لقاعدة عمالية منظمة ولو بسيطة. عليه لا نرى نشاطات سياسية ولا تنظيمية لهذه الاتحادات والنقابات إلا بين حين واخر وفق وجود التظاهرات العمالية او اضراب عمالي في شركة او مصنع ما. هذه هي البنية الموضوعية لعدم قدرة تلك الاتحادات على إيجاد موطئ قدم مناسب لهم. ناهيك عن التصورات السياسية السائدة واساليب العمل اللاعمالية التي سادت على تلك الاتحادات.
ان المجاميع العمالية المختلفة او القادة العماليين في هذا القطاع وصلوا الى القناعة هذه، اي عدم قدرة تلك الاتحادات على اداء دور نضالي مناسب، مثلا ان الاضرابات والتظاهرات العمالية في القطاع النفطي في شهر ايار وايلول في البصرة قادتها المجاميع العمالية وليس الاتحادات العمالية، اي تم قيادتها خارج اطر الاتحادات الموجودة، وهكذا نرى النشاطات في القطاع الصناعي حيث نرى القادة العماليين منهمكين في النضال وتوحيد صفوف العمال ضد قانون التمويل الذاتي عبر المجاميع والقادة العماليين المتواجدين في هذا القطاع او ذاك... هذا هو واقع حال حركتنا العمالية ومنظماتها المختلفة.
عليه ارى ان الية تطوير النضال الجاري للطبقة العاملة في العراق الى درجة كبيرة مرهون بامرين او محوريين اساسيين: الاول: هو قيادة القطاع النفطي والجزء الطليعي منها لهذا النضال وفق لائحة سياسية واقتصادية واضحة للمطالب العمالية الراهنة، من زيادة الاجور ومشتقاتها (زيادة مخصصات الاكل والنقل وتوزيع الأرباح السنوية، واعادة الخصومات والخطورة)، الغاء قانون التمويل الذاتي، توفير ضمان البطالة (براي هذا اهم مطلب من مطالب العمالية في هذه المرحلة)، حرية الاضراب والتنظيم... والثاني: "اتحاد عمالي ضد البطالة" لتوفير ضمان البطالة ومنع طرد عمال لاي سبب كان: وهذا يعني توحيد صفوف قادة العماليين في قطاعات مختلفة مع قادة العاطلين عن العمل وتشكل منظمة كهذا... لان نصف الطبقة العاملة في العراق (التابع للدولة) من ناحية العددية، معرضة للطرد، عليه بدون وجود اتحاد والمشاركة الفعالة في قطاع النفطي من هذا الاتحاد ليس بامكان الطبقة العاملة ان تنجح في مساعها وتحقيق الحد الادنى من مطالبها في نضالها الجاري.
من الطبيعي ان هذين الوظيفتين تتطلبان منا اعمالا وممارسة وسياسات معينة ودقيقة، بدأ من توضيح الرؤية السياسية للطبقة العاملة، وجعل هذه الرؤية رؤية للجزء الطليعي والمجاميع العمالية للطبقة العاملة، وتوضيح رؤية النضال الجاري بكل تفاصيله التنظيمية واسلوب العمل وجعل التجمعات العامة للعمال اسلوب وسنة للنضال التنظيمي للطبقة العاملة، هذا ناهيك عن تطوير الشبكات العمالية الحزبية (اساس اللجان الشيوعية) واللاحزبية اي حلقات ومجاميع القادة العماليين، بمختلف رؤاهم الفكرية والسياسية للنضال العمالي...
تبقى القضية الاكبر كما ذكرت في بداية الامر، وهي كيفية او نوعية تحويل النضال العمالي الى نضال سياسي مقتدر. هذا الامر مرهون بحضورنا وانخرطنا المباشر مع طليعي الطبقة العاملة ومجاميعها المختلفة في بداية الامر وتوحيدهم وفق رؤية الشيوعية العمالية للثورة الاشتراكية عبر خلق انسجام فكري وسياسي و تنظيمي واضحة المعالم. هذا براي اهم وظيفة من وظائف الحزب وقيادته.

الشيوعية العمالية: ان توحيد نضال الاقتصادي والسياسي للعمال في صراع طبقي عمالي موحد يشكل احد مهام التيار الشيوعي العمالي وحزبه داخل صفوف ونضال العمال، ما هي محاور سياسة الحزب للتطوير الحركة العمالية الى حركة اجتماعية وسياسية قوية ومقتدرة تطبع مسار الحياة السياسية والاجتماعية في العراق بطابع صراعها؟
سامان كريم: في البداية انوي ان انفصل بنفسي عن بعض التصورات الرائجة تاريخيا حول النضال الاقتصادي "تحويل النضال الاقتصادي الى نضال السياسي" او"نعول عليها ليكون جسرا للنضال السياسي". ان النضال الجاري للعمال سواء كان في العراق او اي بلد اخر، هو نضال طبقي يجري بصورة مستمرة في كلة لحظة من لحظات حياة الطبقة العاملة، في مكان عملها او معيشتها، ان هذا النضال هو حتمي كما نراه دائما في العراق واوربا واسيا وافريقا وامريكا. ان النضال هذا هو مقاومة الطبقة العاملة للهجمة التي تواجهها من قبل راس المال اينما كان. من الطبيعي ان تنظميه و افقه وانماط عمله، وجعل التنظيم ونمط العمل وافقه افقا شيوعيا عماليا هو في صلب وظائفنا. ولكن هذا النضال يجري على قدم وساق معنا او بدوننا. لكن حركة سياسية عمالية مستقلة الصف عن باقى الحركات البرجوازية، تناضل في سبيل فوز الطبقة بالسلطة السياسية هو ليس امر حتمي بل يتطلب عملا نضاليا شيوعيا مقتدرا في اية مرحلة من مراحل التاريخ وفي اي بلد كان. المهمة الرئيسة للأحزاب الماركسية والشيوعية في التحليل الاخير هو هذا الأمر، اي امر قيادة الثورة العمالية وبناء الاشتراكية.
بهذا المعنى ليس شرطاً بل ليس ضرورياً الانتظار لتقوية النضال الجاري او الاقتصادي ومن ثم البدء بالنضال السياسي. هذا الامر مرهون بفعلنا ونشاطنا وممارستنا وفق اسلوب عمل شيوعي على كافة الاصعدة التنظيمية والتحريضية والدعائية، والسياسية، والتكتيكية. في التحليل الاخير هذا يعني خلق انسجام فكري وسياسي داخل الجزء الطليعي للطبقة العاملة، حول رؤيتنا، الرؤية السياسية للتغير، لاسقاط الرأسمالية وبناء الاشتراكية، الغاء العمل الماجور. بقدر تطور وتوسيع هذه الحالة، اي خلق انسجام فكري سياسي وتنظمي في صفوف طليعي الطبقة العاملة، حول القضايا الاجتماعية والسياسية المطروحة بهذا القدر نحن نقترب من اخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة تؤثر على توازن القوى لصالحها.
من زاوية اخرى ان تطور النضال الاقتصادي واتساع رقعته، لا يؤدي مباشرة الى تحويل نضاله الى نضال سياسي، وهذا ما اكدته كل التجارب التاريخية للحركة العمالية. حيث نرى تظاهرات واضرابات مليونية ضخمة في اليونان وفرنسا وبلدان اوروبية اخرى، خلال الثلاثة سنوات المنصرمة، دون ان يؤدي هذا النضال الكبير والجبار الى اي فعل سياسي. اذن بغض النظر عن توحيد النضال الاقتصادي بالسياسي، ان مهمتنا سياسية. بدون ادعاء طبقي- سياسي للطبقة العاملة بوجه الراسمالية كطبقة، ان التحزب العمالي يبقى ناقصا، ويبقى تحرير الطبقة العاملة والمجتمع برمته، بعيد المنال.
من هنا نفهم ان نقصنا الكبير وغير الاعتيادي هو العامل الذاتي لهذا الجزء من الطبقة العاملة، انها غير مسحلة برؤية سياسية وافق سياسي ماركسي. انها تشارك وتناقش وتقود النضال الجاري دون ان يكون لديها ادنى حضور سياسي على الصعيد الاجتماعي، على القضايا الاجتماعية المهمة التي طرحت. ليست دخيلة ولا تبالي باية اهمية مثلا لفدرلة العراق، ولا لدستور العراق، ولا للأحتجاجات الجماهيرية، ولا لحريات وحقوق المراة والشباب، ولا للنظام التعليمي ولا للاحتلال وخروجه ولا لمصير المجتمع في العراق.... هذه هو عائقنا الاكبر، وتجاوز هذه العوائق هو مهمتنا الرئيسة واولية من اولوياتنا.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- النضال ضد البطالة
- مصير - الربيع العربي- مرهون بحضور الطبقة العاملة كقوة مقتدرة
- رسالة الى الرفيق/ حول التنظيم 2
- رسالة الى الرفيق: حول التنظيم
- ما صورته -الثورة- الليبية لنفسها، بأنه اكثر الاحداث ثورية، ا ...
- أسس الشيوعية العمالية لتنظيم الطبقة العاملة في العراق
- سياسة اوباما و الصدر، وجهان لعملة واحدة
- إخراج الطبقة العاملة كقوة سياسية مقتدرة بوجه الرأسمال و سلطت ...
- الوضع السياسي في العراق واجتماع قادة الكتل السياسية يوم 2 من ...
- (حوار مع سامان كريم حول الفيدرالية
- العملية السياسية الراهنة، والحركات البرجوازية في العراق!
- الدولة في العراق الراهن و التكتيك الشيوعي العمالي!حول تصورات ...
- انتخابات مبكرة، وأغلبية نيابية-سياسية- سياستان، وجهان لعملة ...
- حوار حول رؤية الحزب للتنظيم الحزبي و الجماهيري في الاوضاع ال ...
- حوار مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب حول بلاتفورم ...
- مقابلة مع سامان كريم سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا / الجزء الثاني
- -النظام السياسي في العراق ينتج القمع والبؤس والمجاعة!
- الى الامام حتى تحقيق مطالبنا !


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - حوار جريدة -الشيوعية العمالية- مع سامان كريم