أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سميرة المانع - أجوبة أسئلة تخطر بالبال















المزيد.....

أجوبة أسئلة تخطر بالبال


سميرة المانع

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 19:09
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


أجوبة أسئلة تخطر بالبال

ج1: ليت لي موهبة الصحفيين أو السياسيين القادرين على التقاط الاشياء كي أجيب عن سؤالك.
لكن، لو سمحت لي، سأكون صريحة لأذكر أن ما جرى في هذه الثورات كان انفجارا تجمع لقرون عند جميع فئات الشعب ومن ضمنهم القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية ، كما ذكرت،
وكأنهم كانوا ينتظرون عود ثقاب صغير ليشعل الضيم الذي قاسوه لعهود فهبوا جميعا كفرد واحد، ولا أقول كرجل واحد ، إذ أن للمرأة مكانها المرموق كما رأينا. لقد تفاعل الجميع بالدفاع عن حقوقهم بصدق وعفوية والبعض تأثر بالآخر.

2 :ج

كان القمع موجها بالتأكيد ضد المفكرين الذين حاولوا القيام بفضح الحكام الدكتاتوريين الفاسدين، معرقلين مشاريعهم الانانية المدمرة لمصالح الشعب ويقظته ككل ليتطور البلد للاحسن بصورة طبيعية كي يتمكن الشعب من حكم نفسه بالطريقة العصرية الملائمة له. وكما نعرف، نستطيع أن نسمي هؤلاء المفكرين ما شئنا، سواء أكانوا من اليساريين الشيوعيين أو الديمقراطيين أو الاسلاميين المتنورين أوالادباء المستقلين الحريصين على نزاهة الكلمة والبعيدين عن النرجسية. كل هؤلاء حاربتهم آلة القمع ، آنذاك، ارادت اخراسهم بشتى الطرق من أجل وأد افكارهم إما بالقتل أوالتهديد أو بمنع توزيع كتبهم بكلمة ( المنع ) التي كثيراً ما استعملتها مديرية الرقابة العامة على كتبهم، ولو كانوا بالمنفى، برسائل رسمية لا زالت محفوظة عند بعضهم للتأريخ، وهي واقفة بالمرصاد لشطبهم والتشويش على افكارهم .
على العموم. نتيجة ذلك انعدمت الصلة بين الشعب واصحاب الفكر والنظر للامور بشكل خلاق سواء من السياسيين المصلحين أو الادباء الحريصين على طهارة الكلمة وتجنب التملق والغش فسبّب هذا الفراق ضياع البوصلة التي توصل المجتمع إلى برّ الامان حين تحين الفرصة لحكمٍ مبنيّ على اسس واضحة الرؤية مبتعدة عن مطبات الجهل والعودة للوراء بينما العالم الحديث لا ينتظر الواقفين في العتمة محتارين في أمرهم.
ج3:
الانتفاضات التي حصلتْ، شملت الجميع، بما في ذلك العاطلون عن العمل والدليل على ذلك ان الذي بدأها كان انسانا عاطلا محتجا مستاء." الدروس التي اعطيت للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها" كثيرة وقد سبق أن مرتْ بها من قبل، ولا ننسى ما حصل في الصين الشعبية في السنوات الأخيرة. لقد تعلمت من تجربتها مع رئيسها ماوتسي تونك ، ذاك الذي كتب عنه ابناء جلدته بعد وفاته كتبا تثير الخجل وتقلق المرء من تردي الطبيعة البشرية إذا ما امتلكت السلطة المفرطة لتخويف الشعب. بدأوا بعده بالتفكير العقلاني بكلمات بسيطة وواقعية ليحتلوا المكانة المرموقة في العالم اليوم بعد المجاعات والاعدامات في عهده ، بعد القتل المجاني بما يُسمى بالزحف الجماهيري والثورات الموهومة بالشعارات البراقة. فهموا اليوم أن الطموح غير المشروع، والانانية من اجل الانفراد بالسلطة للسياسيين، ليصبحوا مجانين بالعظمة، سيؤدي بهم للتهلكة، وقد قال أحد حكمائنا القدامى " نعوذ بالله من مجنون قادر مطاع، كما نعوذ من عاقل ضعيف معصي".

ج4:
الظاهر على السطح أن هذه الثورات التي ظهرت في العالم العربي كانت عفوية لا تدخل في أية خانة حزبية. لكن حينما ُتقرأ، بتأمل أكثر، نجد بالاضافة إلى تأثر الناس، والشباب منهم بالذات، بالثورة التكنلوجية الحديثة اليوم، إلا أن مفعول الاحزاب وزخمها المترسب والمتراكم في الذاكرة الجمعية، ساعد في تهيئة الانتفاضات بعد طول يأس. لذا ستجد هذه الاحزاب نفسها تدريجيا متجانسة مع المنتفضين ، متأثرة بهم بدورها مبتعدة عن الشعارات والكليشهات القديمة. خصوصا نستطيع اليوم ان نرى العالم قرية واحدة صغيرة، لدرجة، يؤمل ويُعتقد، بعد خمسين سنة لن نسمع بدولة دينية أو قومية والكل يسعى للمساواة بين الناس كبشر فحسب، بغض النظر عن الجنس أو الدين أو القومية والطائفة . كما نلمسه في معظم الدول الاوربية الديمقراطية حاليا. إنها تؤكد على حقوق الانسان والعدالة في المجتمع للجميع، ليقتصرالاهتمام بالكفاءة والنزاهة في التعامل بعيدا عن التكتلات الضيقة.


ج5:
أحاول أن أظهرانطباعي عن العراق لمعرفتي الاكثر عنه. لقد ظهرتْ، مؤخرا، الاحزاب فئوية غالبا، للاسف. تقتصر وتتجمع على عنصر معين أو طائفة. استقطبت الناس بزرع الخوف من الآخرين، و البعض انتمى إليها من أجل توزيع العطايا والانتفاع من الكعكة بالتعيينات الوظيفية وما شاكل. لهذا استبعدت الحركات والقوى التي لا تملك سلطة وما يتبعها من ثروة. وحتى تكون القوى التي ذكرتها حركة جماعية وطنية للعراق كله فلابد من اتباع سياسة بعيدة المدى معبرة عن مطامح البلد والشعب ككل. يتحقق هذا، بتصوري، عن طريق ايجاد هدف مشترك بينها أهمها ، مثلا، الترويج للتعليم ومحو الامية والحث على الاكثار من البعثات للخارج. بالاضافة إلى إعادة التركيز على الافكار التي تُعنى بالمواطنة الحقيقية والتبشير بالقيم الاخلاقية الحضارية من خلال برامج تلفزيونية ثقافية علمية تشمل حتى برامج مشاهد العالم الطبيعي حولنا للتوعية بأن الانسان ليس وحده في الكون فعليه الاّ يطغى ، بل يتواضع ليعتني بالكل. كذلك خلال الصحيفة الهادفة ببرنامج نهضوي عصري، وليس ماديا تجاريا كسلع السوق، لكن همها أن يتعرف الناس على الاراء الحديثة والشخصيات المؤهلة والكفوءة والنظيفة اليد لقيادة المجتمع، لتكون مثلا يقتدى في الموضوعية والطروحات العلمية مبتعدة عن الغوغائية والدهماء.

ج6:

لحسن الحظ لم تعد المرأة محجوزة في قصور سلاطين بني عثمان وغيرهم الآن، والاهم من هذا ان الرجل لم يعد يأبه لكي تكون له 300 جارية يرميها ( العبد) ملفوفة من شبابيك القصر في مضيق البسفور باسطنبول، عندما يمل سيده منها ! كذلك فإنّ العالم اليوم مفتوح النوافذ على جميع الاصعدة، بفضل عصر التكنولوجيا والاتصالات العالمية، مما يوفر حماية للضعيف وللمرأة المظلومة، فاضحا ممارسات الرجال الاستبدادية المتشبثين بها، حتى اللحظة، والتي سبق أن تعوّد عليها الرجل الجاهل الاناني. أما سؤالك : "هل تستطيع الاحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية .. الخ" فهذا يعود للمرأة وقناعتها أولا، ولا مفرّ اليوم من أخذ رأيها بالفكرة المطروحة عليها وإخبارها بالقضية بشكل يرضيها. ستكون ، لو ارادتْ، وسمح لها تعليمها الجيد وتربيتها في مجتمعها، أن لا تكون إمعة ، بل كالمستشارة الالمانية اليوم (انجيلا ميركل) قدوة للنساء الالمانيات وهي تقود شعبها الواعي، نساء ورجالا، أو كوزيرة الدفاع الاسبانية ( كارميه ساكون) تسير بين صفوف الجيش الاسباني المصطف ، والاغرب من هذا، كانت حاملا قبل سنتين ومارست عملها المتقن فلم تجد تعليقا من الشعب الاسباني المؤدب هازئاً بها ، أو تسمع كلمة شائنة من افواه رجال الجيش المهذبين الشجعان .

ج7: سبقت الاجابة عن هذا السؤال في رقم 6.

ج8:
ندهش اثناء العودة للتراث حين نقرأ شيئا ينطبق على وضعنا الحالي. يقول ( ابو حيان التوحيدي) واصفا جماعة ( اخوان الصفا) الفكرية الفلسفية، فيقول حول تجمعهم آنذاك بالبصرة في نهاية القرن الثالث الهجري العاشر الميلادي، وعن الباعث الذي دعاهم إلى التآلف والتصافي آنذاك هو : " إن الشريعة قد ُدنست بالجهالات واختلطت بالضلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة وذلك لانها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية، وزعموا إنه متى ما انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حلّ الكمال".
هكذا عولجتْ، على ما يبدو، قضايانا في فترة إزدهارالحضارة العباسية. كانت الثقافة والفكر ركنيْن مهمين لعلاج الامراض بالمجتمع فما احوجنا لهما، قبل أن يتغلب التخلف والدجل والشعوذة من قبل مجرمين جهلاء فجرى ما جرى للمجتمعات العربية حتى الوقت الحالي .

ج9:

بسبب معرفتي الشخصية فيما حصل بالعراق سيقتصر ردي على ما جرى فيه فقط. في نهاية عقود القرن العشرين كانت الخطيئة الكبرى للنظام ، بالاضافة إلى الخطايا الاخرى المعروفة التي اضرتْ بالشعب العراقي كثيرا، هو سجنه وحرمانه من حرية الاتصال بالعالم الخارجي اثناء حكم صدام حسين. لقد قُيد بالحبس الطويل بحجة ( منع السفر). بقي محجوراً لعدة عقود بينما العالم الخارجي يتطور ويغلي بالاكتشافات والوسائل العلمية الالكترونية ، فضلا عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وما شاكل.. كانت كلها ستساعد على تفتح العقول وتقبل العصر الحديث بشكل مفهوم ومقبول لدى الشعب.
شمل هوس خوف السلطة من خطورة اتصال الشعب بالعالم الخارجي بحيث جعلها تمنع حتى استعمال الفضائيات الهوائية التلفزيونية. كان ُيسجن، آنذاك، من يستخدمها بالحبس خمس سنوات أو ُيغرم بسسبب الجريمة. هكذا ُمنع مواطنونا من تلك الاعجوبة التي تستطيع أن تنقل العالم للمتفرج وهو جالس في غرفة الجلوس، فيرى التطور بعينه أمامه. امتدت اذرع المنع إلى استعمال الكومبيوتر ومعه الانترنيت بالطبع ، ما عدا للمقربين من السلطة. تمادوا بالمنع لدرجة مُنعت حتى آلة الطابعة من البيوت لئلا تستعمل في طبع مناشير مندّدة بالحكم. كانوا أدرى بالفساد الذي هم فيه خائفين من الفضح. تجربة قاسية مدمّرة، كارهة للشعب ككل. جرّتْ علينا هذه الغيمة السوداء انواع التخلف المخيف التي فؤجئنا بظهوره بيننا بعد سقوط النظام. صار الابتعاد عن حبّ العيش بالوطن- المعروف به دوما العراقي والحريص على العيش فيه بالازمنة الغابرة التي مرتْ عليه - بسبب القمع والاضطهاد السابقين وما يجري فيه الآن من جهل وتخلف كبيرين قد غيرا طبعه، كما نسمع . صارت المصلحة الشخصية والانانية المقيتة متفوقة على المصلحة الوطنية أوالاعتناء بالمجتمع الذي يحيط به لينمو معه ولا يمكن ان ينمو الفرد وحده بصحة عقلية جيدة في مجتمع فاسد. المهم، يجب ألّا ننسى ما جرى لنا ونحرص اليوم على عدم السماح بتكراره، ليتطورّ المجتمع بحيوية منظمة وفق معايير مدروسة و " وفق التطور العلمي والمعرفي الكبير" لجميع الاحزاب ومن ضمنها بالطبع الاحزاب اليسارية.

ج10:
أرجو ألا الجأ إلى الاطراء والمديح. عملكم المثابر المخلص يغنيني عن الكلام مع تمنياتي لكم بالاستمرار.



#سميرة_المانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن دفع للمزمرين
- خصائص رواية منفى
- هي بقيت علي ، يعني!
- التوحّش
- احتضان غير مرئي
- الطريق إلى دهوك
- هزّة ارضية
- إفرحْ يا قلبي
- درب الصدّ ما ردّ
- والنتيجة ؟!
- ربحتْ الجائزة
- وزّة في الخليج *
- القارات المنسية
- واخزياه


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - سميرة المانع - أجوبة أسئلة تخطر بالبال