اكرم البرغوثي
الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 13:36
المحور:
الادب والفن
هل مات تماماً؟
... لكن يده ما زالت تحك قدمه المقطوعة
لا تشير عيناه لشيئ
ولم يكن ممدداً
تجاه القبلّة.
حينها؛
نسيت ظلي معك قال :
وعدت وحيداً أبحث عن رفيقة أخرى
وعن خطوي حين زل عن الطريق...
...القادمون من الحرب لم يعودوا
...الذاهبون إلى الحرب
سرقوا معالم تشبه وجوه الأمهات
حين يفقدن ما اقتطعن من العمر
ليبرين ذاكرة منذ الأزل من تراب.
تسلقوا الخرافة جبلاً
لم يعد منهم سوى راياتهم
بيضاء مثل الملح والصحراء
بيضاء مثل سواد الفكرة
ومعالم عجوز قد ملت الدنيا
2
كل الظل اذاً سقط في الحذاء
لا أعني ان أسقط هناك طيفك
أو ظلي
إنما هو حلم أسود
في ليل قاتم
راود نومي المميت
وأقللت من الحيث
لا شيء محبذ من التفصيل
كانت خسارة درب النور
أطول من يقيني
في المنام رأيت وجهك
وما كان حنطياً
في الواقع كان ينأى
وبقيت وحيد اغتراب في عالم
يقطنه الجنون
3
لا تكترثي لشيء
لا شيء يهم إن يوماً حضنتك
وواريت شفتاك بشفتي
ما يعادل قوة الريح قلبي
حلمت بيديك تدثر يدي
وبشفتيك تبوح عطراً
فينفتح قلبي على بلاد لم أعرفها
وعلى طريق يكون لي
4
العصافير حين تشدو،
هل حين أموت أذهب
بحبل من مسدٍ للنار؟
أو يرقى بي للجنة؟
هل أعود أو أذهب من عدم
إلى عدم.
5
النساء اللواتي أبكاهن الدهر
جف نهر المسيح
فتعمدن بالدمع
كحكايات الأساطير؛
لا يحلمن بأفق يضيئ
ولا يحلمن بتكديس الرماد
وجثث الماضي...
6
صور القراصنة تملأ
وجه العملات الصعبة
القبطان لم يسأل؛
حين أكتب التاريخ،
هل ستلفظني الكتب
والأوراق الصفراء
7
حين تلى التوراة
أحرق كل الكتب
وغطى منبع النهر بالرماد
كيف لعيسى بن مريم الجديد
أن يعمد قدميه في النهر ؟
فنمضى في الفلاة أطفالاً بلا دموع
8
أيحق لي أن أشق الغمام ببسمة
وأقول لظلي ارحل إليها
أقول لقلبي ارحل إليها
وأقرأ الخرائط كي أعرف المسرب لظل عينيك
وكي أمضي في الطريق
ماذا لو قلت أحبك؟
هل أهتدي لصباحك عطراً؟
ءأستطيع العودة عندما يأذن قلبك
؟أتودعني رياحك بالرايات البيض
وتستقبلني
#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟