أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5















المزيد.....

نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 07:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت الهجرة الى يثرب مرحلة مفصلية غيرت مسار الدعوة والتاريخ الاسلامى من بعدها . وقبل ان ننتقل الى مايهم دراستنا خلال تلك المرحلة ، علينا اولا ان نتساءل :
- لماذا استجابت يثرب الى دعوة النبى دونا عن القبائل والحواضر الاخرى فى الجزيرة التى سبق للنبى ان عرض عليها اما اتباع دعوته واما حمايته فيما يعرف فى النظام البدوى بـ "حق الاجاره " ؟
- هل اعطت الخزرج هذا الحق للنبى ( ان تجيره وتحميه ) ام نها اتبعت ديانته وسيدته عليها ؟ وهذا يجرنا بالتالى الى وثيقة المدينه بين النبى واليهود ، هل كانت بعد الهجرة مباشرة ام بعد انتصار المسلمين فى بدر ؟
** نعلم من التاريخ الاسلامى ان بيعة العقبة الثانية كان معظمها من الخزرج وقلة من الاوس ، مع وجود كتابات اخرى تتحدث عن الخزرج وحدهم ، فلماذا يثرب ؟ ولماذا الخزرج ..؟
كان الوجود الكثيف لليهود فى يثرب والمتمثل فى قبيلتى بنى قريظة وبنى النضير ، واشاعتهم قرب ظهور النبى المنتظر ، واستعلائهم على العرب ووصفهم بالاميين وبأنهم اهل الكتاب( التوراه ) ، ثم ان الحرب التى اشتعلت بين الاوس والخزرج والتى بدات قبل الهجرة باكثر من مائه عام ( حرب سمير ) وانتهت قبل الهجرة بعدة اعوام ( يوم بعاث ) والذى تحالفت فيه الاوس مع يهود بنى النضير ضد الخزرح – وهى حروب قبلية تنشأ دائما بين القبائل فى الجزيرة من اجل امرأة او بثر ماء أو دية قتيل او هجاء شاعر ، ونتيجة للحروب بينهم استبعدتهم قريش من مداخيل رحلتى الشتاء والصيف بالايلاف الذى كانت تدفعه قريش للقبائل التى تمر بها تجارتهم ، رغم انها تمر ضمن حمى هاتين القبيلتين ، ناهيك عن خئولة الخزرج للنبى ، فالسيدة آمنه تنتمى الى بنى النجار احدد بطون قبيلة الخزرج .
لكل ماسبق نعرف لماذا سارع الخزرج ( والخزرج بالذات ) الى بيعة العقبة الصغرى ثم الكبرى ، وربما رأت الاوس فيما بعد انه رغم حروبهم ضد الخزرج فانهم يعانون مثلهم من استعلاء اليهود وانتظارهم لنبيهم الذى اطل زمانه ، ويشاركونهم ايضا فى استبعاد قريش لهم من الايلاف ، ولهذا وجدوا فى محمد النبى المتظر الذى يبشر به اليهود فسارعوا باتباعه قبلهم ، ووجدوا الفرصة مناسبة لقطع طريق التجارة فى رحلتى الشتاء والصيف على القرشيين ، متوحدين تحت نبى له كتاب مثل اليهود ولدية الرغبة فى الثأر من قريش توافق رغبتهم .
وكانت الهجرة ، ولكنها لم تكن كما يصورها لنا فيلم هجرة الرسول من استقبال حافل بالفرحة والاناشيد والتهليل والابتهاج . " فطلع البدر علينا " نشيد لم تتعوده قبائل الجزيرة فى اشعارها المعروفة ، ولكنه احد اناشيد الزراعة ولايمت لاشعار البادية بأى صلة ، ثم ان " جئت شرفت المدينه " يدل انه من اختراع متاخر فـ "يثرب " لم يتغير اسمها الى " المدينه " الا بعد الهجرة عندما حرم النبى على اهلها النطق بالاسم القديم وكان يعاقب على من ينطق به ، وذلك ضمن القطيعة المعرفية عن الماضى التى ارادها للمؤمنين به .
** ونتسائل : وماذا كان موقف يهود المدينة من بنى قريظة وبنى النضير من قدوم النبى ؟
ونرى ان الايات التى سبقته اليهم والتى ذكرناها فى الحلقة السابقة والتى تحمل التوقير لنبيهم ودينهم ( قبل ان يتبدل الحال ) ، وان كانت ترى ان نبيهم المنتظر سيكون من فرع اسحاق ويعقوب وليس من فرع اسماعيل ، وان الربط بينهم وبين العرب فى نسب اسطورى لجدهم المشترك " ابراهيم " هى بضاعتهم ردت اليهم .
ولكن امام حق الاجاره البدوى المعروف ، ومع حرية العقيدة التى كانت مكفولة ايامها لم يرى اليهود غضاضه فى استقبال الاوس والحزج لنبى قريش والايمان به واجارته . اما صحيفة المدينه فأرى انها كانت بعد انتصار المسلمين فى بدر ـ بعد ان تغيرت موازين القوه ـ وليس قبلها ، حيث لم يكن هناك اى داع لهذه الوثيقة فالامور تسير مسارها الطبيعى . وتطمينا لليهود يقرأ عليهم النبى ( إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ، فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ( البقرة 62) ، ثم يصوم صومهم " صوم الغفران " ويستمر فى اتخاذ بيت المقدس قبلته فى الصلاة ، ويستبدل التحية القرشية ( حياك الله ) بالتحية العبرية ( السلام عليكم ) . ونستطيع ان نقول ان هذه الآية ، وهذا الصيام والاتجاه الى بيت المقدس كانت هى وثيقة المدينة بين النبى واليهود . ولكن فى الوقت الذى يحرص فيه الرسول على استمالتهم للايمان بدعوته ، كانوا يؤمنون ان نبيهم المنتظر لابد وان يكون من بنى يهود وليس من بنى يعرب .
** وبدأت اول حكومة فى الجزيرة العربية مقرها المسجد ورئيسها محمد بن عبدالله ووزيراه ابوبكر وعمر ، وفى المسجد يتكون اول جيش منظم فى الجزيرة يجتمع وينفض كل يوم خمس مرات ويصطفون صفوفا متساوية يتقدمهم قائدهم ونبيهم ( صاحب اللواء ) لاداء الصلاة ليجعلهم فى حالة استنفار دائم كما تفعل الجيوش الحديثه هذه الايام ، وبين المغرب والعشاء يجلس بينهم يحل مشاكلهم ويآخى بينهم فى معيشتهم وينظم امور حياتهم . ويقرأ عليهم ويعبئهم التعبئة العسكرية فيما يعرف الان فى الجيوش الحديث ايضا بدروس ( التوجيه المعنوى ) . ونعرف من كتب السيرة صورة مختلفة عن صورة مكة ( فقد هيأ النبى له درعا واشحذ له سيفا ونراه قائدا يتجمع من حوله رجال ينظمهم الى صفوف وينظم صفوفهم الى اقسام ويجعل لكل قسم الوية ورايات ويزودهم بملابس حربية كانت تغطى الجسم كله ماعدا الاقدام ، والخوذة تمتد الى العنق ولاتترك من الرأس شيئا ظاهرا الا العيون ) ولاتفيدنا المصادر الاسلامية عن تدريبات للقتال خلال السبعة شهور الاولى قبل بدء الغزوات ، ولكن الآية 16 من سورة الانفال تقول انه كان هناك اعداد للقتال خلال تلك الفترة خصوصا ان سورة الانفال ثانى السور التى نزلت بالمدينة حيث تقول ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) وواضح ان الآية عندما تتحدث عن عدو الله وعدوكم تتحدث عن قريش والكفار ، ولكن الجزء الثانى منه يفضح المسكوت عنه والمضمر فى ( وآخرين من دونهم ...... ) وهم بالطبع اليهود .
وتحمل لنا سورة الانفال ( الغنائم ) كيفية تقسيم الغنائم بين المحاربين وان للرسول خمس هذه الغنائم علاوة على مايختاره قبل التقسيم او الذى لايقبل التقسيم فهو سهم ( الصفى ) وكان خاصا بالنبى . ويقول النبى فى حديث معروف ‏ ‏(‏أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي‏)‏ و‏ ‏(‏أحلت لي الغنائم‏)‏ متفق عليه وقال سعيد‏:‏ حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح، عن أبى هريرة قال‏:‏ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ ‏(‏لم تحل الغنائم لقوم سود الرءوس غيركم كانت تنزل نار من السماء تأكلها‏)‏ ‏ويتلوا عليهم الآية‏ ‏( ‏فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا‏) ‏ فأحلها لهم‏. ‏
، اما من قتل فلن ينتظر حتى تقوم الساعة وينفخ فى النفير ولكنه سينتقل مباشرة الى الجنة وما فيها من ملذات مابين سندس واستبرق وارائك متكئين عليها وبنات حور وخمر وولدان مخلدون .... الخ (ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 169 – 170 آل عمران . اذن لم يصبح مقابل الايمان بالرسول وعدا مؤجلا بالجنة بعد الموت كما كان فى مكه ، ولكنها الآن اصبحت غنائم حروب للاحياء وانتقال مباشر للجنة للشهداء .
** سبعة شهور تمر تستتب فيها الامور ،وتتم الاستعدادات للغزوات ، ويبدأ تفعيل العبارة التى تمت تحت لوائها بيعة العقبة ( الدم الدم ، الهدم الهدم ) وتم الأمر الذى كان مؤجلا فى قولة العباس بن عباده بن نضله يوم البيعة للنبى ( ان شئت لنميلن على اهل منى غدا بسيوفنا ) فكا جواب النبى ( لم نؤمر بعد ) . ولكن سرعان مايأتى الامر : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) 12 سورة الحج ، وعندما يتهيب الناس قتال قريش يقرأ عليهم : ( ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ) 246 البقره
وتبدأ الغزوات والتى يسجلها لنا ابن سعد فى كتابه : غزوات الرسول وسراياه ، ويسجلها لنا الواقدى فى كتاب : المغازى ، هذه بخلاف كتب السيره والتى تقول جميعها : انها غزوات .... غزوات ...!! ونردد معهم فى فخر حديث الغزوات ، رغم ان حديث الغزوات هذا كان بداية تساؤلاتى منذ وعيت واستمعت الى هذه الاحاديث وتساءلت مع نفسى : كيف لنبى ان يقتل آخرين ...؟؟ واذا كانت الغزوات لنشر الاسلام كما يدعى الشيوخ فهل من المستساغ عقلا ان ينتشر اى دين بقوة السلاح ..!! ( ماعلينا .. !! )
** منذ بداية الغزوة الاولى المتمثلة فى سرية عبيدة بن الحارث لمهاجمة قافلة تجارية لقريش ، ثم الغزوة الثانية ( غزوة ودان ) التى قادها النبى بنفسه يريد ايضا قافلة لقريش ......الخ وانتهاءا بغزوة بدر ، يتلاحظ ان كل هذه الغزوات كانت تقصد قطع الطريق على قوافل تجارية لقريش طلبا للغنيمة ، وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين ، وهنا بدأت مرحلة الاستقواء وتبدلت المواقف وتغيرت التحالفات ، ولكن خلال تلك الغزوات لنا ملاحظتان تبين ايضا وبجلاء ( بخلاف ماسبق ذكره من مرحلة الاستعداد وكيف ساندتها الآيات ) كيف ارتبط النص القرآنى بالواقع الارضى :
الاولى : من المعروف ان عرب الجزيرة توافقوا على اربعة ثلاثة شهور فى العام يحرم فيها القتال بين القبائل لالتقاط الانفاس اولا ، والحج الى مكه التى احتشدت بها كل آلهة قبائل الجزيرة وليشهدوا ايضا منافع لهم فى التبادلات التجارية ، ولكن فى اليوم الثانى من رجب وفى السنة الثانية للهجرة كانت سريه عبدالله بن جحش ضد احدى قوافل قريش فغنمها وقتل احدهم واقتاد الباقين اسرى الى الرسول ، فثارت قريش على انتهاك عرف قبلى يحرم القتال فى الاشهر الحرم ولكن النبى يقرأ عليهم ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ) 217 سورة البقرة .
الثانى : في آيتين متتاليتين من سورة الأنفال نجد العلاقة الجدلية واضحة بجلاء جاءت في خبر موقعة بدر الكبري : ( يا أيها النبي حرض المؤمنين علي القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ) 65 / الأنفال . وفي الآية التالية مباشرة نقرأ : ( الآن خفف الله عنكم وعلم إن فيكم ضعفا فإن يكن معكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ، والله مع الصابرين ) 66الانفال . ما الفرق بين الآيتين .. ولماذا نسخت الآية 66 الآية 65 وما الذي حدث حتى يتم النسخ ، وكيف علم الله إن بهم ضعفا في الآية / 66 ولم يعرف هذا الضعف في الآية / 65 .
( تتناسب الآية الأولى مع خبر أول بعدد أفراد قريش ، وهو ما كان يعادل عشرة إلي واحد بالنسبة إلي عدد المسلمين ، بينما تتناسب الآية الثانية مع الخبر التالي الذي جاء يحمل نسبة أخرى هي اثنين إلي واحد ، وهو ما يطابق العدد المقبول لقريش بالنسبة لعدد المسلمين ، بعد انخزال بنو زهرةعنها بثلث الناس، وكذب سراقة بني مالك أو إبليس بشأن مجئي كنانه مع قريش ، فكانت الآية الثانية تعبيرا عن هذا الحدث واخبارا حقيقيا بعدد مقاتلى قريش )
** قلنا انه بعد انتصار بدر تغيرت الظروف وتغير الوحى طبقا لهذه الظروف على الارض ، فاليهود مازالوا منكرا حيا لنبوة محمد ، بل اصبحوا يتسائلون عن تغيير مواقف الآيات بما يتناسب مع الظرف الارضى : محمد يقول اليوم قولا ثم يعود عنه غدا ، ويسألونه عن الروح فيجيب : امرها عند ربى ، وعن ذو القرنين فتأتى الآيات التى لاتفيد خبرا واضحا عنه ، كل هذا يتم ومحمد يزداد بالرجال الذين وجدوا المقابل الملموس لايمانهم بهذا النبى والمتمثل فى غنائم الغزوات ، ويقول المفسرون ان تغيير القبلة تم قبل انتصار بدر ، وان كنت اعتقد ان تغيير القبلة فى الصلاة من بيت المقدس الى مكة ، والغاء الصوم اليهودى واستبداله بصوم رمضان كانوا بعد هذا الانتصار ، فاليهود كانوا دائما بالمرصاد لتغيير الآيات حسب الظرف الموضوعى على الارض ، ولن نسترسل فى هذا الموضوع طويلا لانه اكبر من حصره فى دراسة مختصرة كتلك التى اكتبها ، ولكنى سأضرب مثالين :
الاول : كما يخبرنا الشيخ على عبد الرازق فى كتابه الذى صدر عام 1926 بعنوان ( الاسلام واصول الحكم ) يقول فى مضمونه: ان محمدا كان فى مكة هاديا ومبشرا ونذيرا ، وكان فى المدينة ملكا . وهذه الحقيقة نتلمسها فى العديد من الآيات ، والتى كان منها طقس تقديم الهدايا عند الوقوف بين يدى الملوك ، فيقرأ النبى على اتباعه : تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة " 12 سورة المجادلة ( قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : نهوا عن مناجاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتصدقوا ، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب ، قدم دينارا صدقة تصدق به ، ثم ناجى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن عشر خصال ) تفسير بن كثير
انصرف عن مجلسه الاتباع ، فأين لهم من صدقة كلما جالسوه ، فعاد يقرأ عليهم : ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون ) 13 المجادلة .
ولكن جاءت آيات اخرى تكرس للنبى السيادة والطاعة بما يتناسب مع الوضع الجديد : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ، ِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ، إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ، وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 1 – 5 سورة الحجرات ، ومن المعروف ان الايتين الرابعه والخامسة قيلت فى وفد تميم الذين جاءوا ينادون النبى : يامحمد .. اخرج الينا ..!!
وآيات اخرى : ( ما ارسلنا من رسول الا ليطاع ) 63 سورة النساء ، ( من يطع الرسول فقد اطاع الله ) 80 سورة النساء ، ( اطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 56 سورة النور ، ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ) 56 سورة النور .
الثانى : حتى التدرج في التشريع الذي يقول به الشيوخ بأنه أحد أسباب النسخ (كما جاء في الخمر مثلا) هو وليد موقف أنتجة ، ليس تدرجا حتى لا يشق علي الناس. فهذا القول فيه الكثير من التدليس ، ولكن مراحل التحريم كانت لظرغ موضوعى انتقلت من تشريع الى تشريع ىخر مضاد حدث في ظرف آخر...... ولنري !!!!
ضمن كل الآيات التي تتحدث عن النعم التي خلقها الله للإنسان وخلق السماوات والأرض .. وخلق الظل – وعسل النحل للشفاء ، ومن الشجر الأخضر نارا .. جاءت الآية ضمن نفس السياق . ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) ( النحل 67) اذن هنا الاعناب رزقا من الله تتخذون منه سكرا ( خمرا ) ضمن الرزق الحسن .
و لكن جماعة من الصحابة أتوا النبى فقالوا : افتِنا في الخمر والمسير فإنّها مذهبة للعقل ومسلبة للمال ، فنزَلت الآية. : (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة : 219). وفى الجزء الاخير منن الآية ردا على سؤال البعض : ماذا ينفقون اذا تم تحريم تجارة الخمر وبيعها للشاربين فقال : العفو
ولكن حدث أنه أثناء الصلاة كان الناس يسكرون ثم يذهبون للصلاة ويخلطون في آيات القرآن فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتى تعلموا ما تقولون ) ( النساء 43 ) . حتى إن الجزء الأخير من الآية يقول إن سبب المنع أثناء الصلاة هو أنهم لا يعلمون ما يقولون .. إذن السبب واضح وتقول به الآية
أما المنع النهائي فبين قولين : أحدهم إن العباس عم الرسول اشتد به السكر ليلا في حانة بالمدينة حتى أنه اساء للرسول وقذف فى حقه ، وأخرى تقول أنه في اعقاب الانتصار في غزوة بني المصطلق أفرط المسلمين في الشراب وعند توزيع المغانم حدث اشتباك بالأيدي بين الأنصار والمهاجرين مما كان سيؤدي إلي كارثة بين جناحي الجماعة الإسلامية وقتها فكان ( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) 90 سورة المائدة ، فأصبح تحريما نهائيا.
اذن ، وبعد انتصار بدر الذى انتج حقائق جديدة على الارض ، ومع العناد اليهودى وانكارهم لنبوة محمد وهم اهل الكتاب الاول الذى طالما كان المرجعية الدينية الوحيدة لاهل جزيرة العرب ، كانت الآيات تتبدل وتتغير لتتلائم مع الظرف الموضوعى على الارض . وهذا ماسوف نستكمله فى الحلقة القادمة .



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الفكر الدينى (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 3/5
- السعودية : الشقيقة الكبرى لمصر ....!!
- احداث ماسبيرو .. وتحديد الولاءات
- من البكباشى عبدالناصر الى اللواء الفنجرى - ياقلب ماتحزن - .. ...
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 2/5
- الى المجلس العسكرى : دستور ياسيادنا ..!!
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 1/5
- الى المجلس العسكرى : سقوط هيبة الدولة والقانون باعلان امارة ...
- سيادة المشير طنطاوى : السلفيين يختطفون ثورة مصر
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 4/4
- حبس الرئيس مبارك بالقانون الذى رفضه ..!!
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 3/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 2/4
- نقد الفكر الدينى : (4) اشكاليات قرآنية 1/4
- بعد التعديلات الدستورية : الثورة المصرية الى اين ..؟؟
- ثورة اهل الذمة وانتهاء الحلم الاخوانى
- الشباب يصنع الثورة والشيوخ يسرقونها : القرضاوى نموذجا
- عفوا استاذى سيد القمنى : ماالفرق بين المفكرين والعوام ..؟
- الشكر والحمد للشباب.. والشعب أكبر
- نائب الرئيس يلوح بالعصا الغليظة


المزيد.....




- وفاة قيادي بارز في الحركة الإسلامية بالمغرب.. من هو؟!
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5