أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال البنا - ثورات منتصف الطريق















المزيد.....



ثورات منتصف الطريق


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ـــ 1 ـــ
قال كاتب «إن الفضل في ثورة 25 يناير يعود إلى الله وحده ..» ، ودلل على ذلك بأن السعودية تجند كل ما لديها من مال وعتاد وأجهزة لاستقبال مليونين أو ثلاثة من الحجاج يقضون فيها أسبوعين ويعودون .. فبأي قوة استطاع شبان 25 يناير أن يحشدوا مليونين أو ثلاثة في ميـدان التحرير ، وأن يكفلوا لهذا الحشد الإتساق والإنفاق ، وأن يخدم القبطي المسلم ، وأن يرفع المسلم الصليب ، ولم يحدث حادثة واحدة عن «تحرش جنسي» ، وكان شعارها يعلو «سلمية .. سلمية» .
لا شك أن يد الله كانت وراء توفيق هؤلاء الشباب ، ويمكن أن يقال عنهم والقياس مع الفارق «وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى» .
وكان قبولي لهذا التكييف «أنها من الله» هو أنها ثمرة تزاوج العلم السليم للعصر مع الإرادة الطيبة الخالصة ، وعندما يقترن هذان فلا شك أن الله يباركها .
ومع هذا فإن الثورة بعد أن صعدت بسرعة الصاروخ ونالت انتصارها الأعظم يوم 11 فبراير عندما تنازل عميد طغاة العرب مبارك ، فإن سياقها بدأ يفقد سرعته شيئاً فشيئاً .
وهذا على ما يبدو فيه من غرابة أمر طبيعي ، فنيلُ الآمال هو في الوقت نفسه القضاء على الآمال .. كآمال ، إن هذه الآمال البعيدة المشوقة ، إذا تحققت أصبحت واقعًا يُسَّـر له الإنسان ، ولكن دون حماسة ، وقد يصبح عبئاً يثقل عليه .
وبقدر ما كانت التلقائية .. الجماعية ، افتقاد الخندقة الفكرية حسنات في البداية بقدر ما بدأ يُظهر الوجه الآخر لها .
وهذا كله ما يجعلنا نقول إن ثورتي تونس ومصر جاءت بإضافة في عالم الثوريات ، وإنها أيضًا تتعرض لما تتعرض له الثورات من مخاطر لعل أكبرها هو أن «تقف في منتصف الطريق» .
ـــ 2 ـــ
كان الدأب المقرر للثورات هو أن الثورة لا تحدث إلا عندما يظهر مفكر عظيم يقدم نظرية أو عقيدة جديدة ، وهذه النظرية تدعو إلى تغيير شامل ، كما يفترض أن تشترك فيها جماهير ، وهكذا أصبح من الضروري لكل ثورة أن يكون لها قائد ، وأن يمثل نظرية تستهدف تغييرًا شاملاً ، وكان يضرب المثل للثورات بثورة لينين في روسيا سنة 1917م ، وثورة الخميني في إيران سنة 1979م .
كان الصوت الوحيد الذي شذ عن هذا السياق هو صوت روزا لوكسمبورج المفكرة الماركسية الألمانية التي رأت أن من الممكن أن تقوم الثورة بصفة تلقائية ، وأن الشعب ليس في حاجة إلى معلم ، وأن الجماهير يمكن أن تصل بوعيها إلى ما يمكن أن يصل إليه القائد ، ولقد كان في ذهنها سبارتاكوس زعيم المجالدين الذي هزم الإمبراطورية الرومانية قبل أن تهزمه والذي أعطت اسمه للحزب الذي أقامته .
اعتبر هذا الصوت نشازًا بين الأصوات المقررة لا يمكن تطبيقه حتى جاءت ثورتا تونس ومصر مصداقاً له ، فلم يكن لأي من الثورتين نظرية معينة ، ولا قائد مصمم ، وإن كانتا قد استهدفتا تغييرًا شاملاً استهدف «إسقاط النظام» .
على أننا لو درسنا تاريخ البشرية دراسة دقيقة لوجدنا العديد من الثورات التلقائية ، وها هو ذا الدكتور الشافعي بشير يحدثنا عن ثورة سودانية «في عام 1964م بدأت انتفاضة شباب الجامعة في عام 1963م حيث كنا مدعوين في حفل تخرج لطلاب جامعة الخرطوم بحضور ممثل الحكومة العسكرية التي استولت على الحكم بانقلاب سنة 1958م ، وتلقى هتافات الطلاب بسقوط الحكم العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود ، ويخرج الهتاف من أسوار الجامعة إلى الشارع الذي تلتحم كل فئاته بالشباب في مظاهرات حاشدة تتحدى إجراءات القمع البوليسي ، فتدفع الحكومة بالجيش إلى الميادين والشوارع لردع المتظاهرين الذين استقبلوا الدبابات بالهتاف للضباط والجنود ، وصعد المتظاهرون فوق الدبابات(1) يصافحون رجال الجيش الذي لم يطلق رصاصة واحدة على الشعب الذي استمر في ثورته ومسيرته الحاشدة بقيادة القضاة الذين أعلنوا العصيان المدني للشعب حتى يسقط حكم العسكر ، ونفذ الشعب نداء العصيان المدني بما يشبه الإجماع ، فترك الموظفون مكاتبهم حتى انقطعت صلة السودان بالخارج لتوقف المواصلات السلكية واللاسلكية وتكونت قيادة للثورة الشعبية في 21 أكتوبر باسم الجبهة القومية الموجودة التي اضطرت الحكومة العسكرية للتفاوض معها حتى 30 أكتوبر بقبول العسكرية التخلي عن السلطة وتسليمها لحكومة مدنية تتولى قيادة البلاد لحين إجراء انتخابات ديمقراطية وتشكيل جمعية تأسيس لوضع دستور دائم للبلاد ، وجرت بالفعل الانتخابات الحرة النزيهة ، وأسفرت عن جمعية تأسيسية تضم نوابًا عن كل الأحزاب التي شاركت في الثورة ن فرأينا في الجمعية التأسيسية نوابًا عن حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي والحزب الشيوعي الذي كانت له أقدام راسخة بين الشباب خاصة طلاب الجامعات ، وقد توجس الشيوعيون خيفة من الحزبين الكبيرين حزب الأمة بقيادة المهدية والحزب الوطني الاتحادي بقيادة الزعيم التاريخي إسماعيل الأزهري ، وتوقع الشيوعيون أن يغدر بهم الحزبان الكبيران في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور الدائم ، وكان الميثاق الوطني الذي وقعت عليه الحكومة العسكرية المقالة والجبهة القومية الموحدة ينص على مبادئ أساسية لابد من الالتزام بها في مشروع الدستور الدائم»(2) .
وعدم انتشار معرفة هذه الثورة يدل على تفريط الجماهير والجماعات في حق نفسها ، وأنها لم ترزق المؤرخ الذي ينهض بها ، ولأن الثورات التلقائية ، بقدر ما أنها لا تعترف بزعيم ولا تقوم على أساس «نظرية» بقدر ما أغفلها القادة وأنصار النظريات ، ولعل من أكبر الأدلة أن الثورة التي اندلعت في مصر تلقائيًا سنة 1919م والتي كانت السبب في إنهاء الاحتلال وبداية الحقبة الليبرالية في مصر لم تظفر بالعناية التي ظفرت بها ثورة لينين وثورة الخميني ، لأن كل واحدة من هذين اعترفت بها دولة كبيرة وخصصت إمكاناتها الضخمة لإذاعة ونشر الثورة .
ويكفي في مزايا تلقائية ثورة 25 يناير أنها رفعت عاليًا نداء «الشعب يريد» ، فما أعذبه من شعار ، وما أنبل وأكبر ما يعنيه وما يستهدفه ، وما أحبه إلى نفس الشعب المقهور الذي لم يستطع أن ينبت ببنت شفه طوال عقود من السنين .
على أن التلقائية وإن كان لها مزايا ، فإنها بالطبع لم تخلص من القصور ، فإذا كان من محاسنها أنها تحرر الثورة من إرادة القائد الذي في كثير من الحالات يفرض فكره عليها ، كما هو واضح تمامًا في ثورة لينين والخميني ، فإن تلقائيتها قد لا تستمر طويلاً ، وثورة 1919م أكبر دليل على هذا ، فهذه الثورة التي قام بها شعب مصر من فلاحين وعمال وطلبة بصفة تلقائية طالبين «الاستقلال التام أو الموت الزؤام» قد أنجبت سعد زغلول الذي خطفها وسار بها في مسار المفاوضات مع المحتل ، بل وأصبح اسمه مشهورًا أكثر من الثورة نفسها وشهدائها المجاهيل .
والثورات التلقائية لا تحدث إلا عندما يتفاقم الفساد حتى يعم ويطم ، ويرفض الحاكم أي إصلاح ، في هذه يقوم الشعب بثورته التلقائية التي تستهدف القضاء على هذا العهد ، ولم يكن عبثاً أن شعار ثورة تونس ومصر كان واحدًا «إسقاط النظام» ، وعادة ما تنجح هذه الثورات في هذا ، لأن العمل التلقائي يكفي لهدم نظام فاسد ، ويُعد هذا انتصار للثورة ، فقد أرادت إسقاط النظام .
ولكن فات الثورة التلقائية أن إسقاط النظام يستتبع إقامة نظام يحل محله ، لأنه لا يتصور أن تسير أمور المجتمع دون نظام ، هنا يظهر عجز التلقائية .. فهدم نظام يمكن أن يتم بعمل تلقائي ، ولكن إقامة نظام يتطلب خبرات ومهارات فنية ، ولو فرضنا مثلاً أن النظام الذي أسقطناه هو نظام الظلم ، وهذه العملية لا تتطلب مهارات لأن الظلم نفسه لابد وأن ينتهي في النهاية ، ولكننا لو أردنا أن نقيم نظام العدل لاختلف الأمر ، ولو قلنا كيف نقيم نظام العدل ؟ فقد يقول واحد : نقيم نظام العدل بالاشتراكية ، ويقول آخر : نقيم نظام العدل بالشريعة ، ويقول ثالث : إن حرية العمل تكفل نظام العدل في النهاية ، وليست هذه إلا قضية واحدة من قضايا المجتمع .
يكون علينا إذن أن نفرق بين ثورات تستهدف إسقاط النظام وثورات تستهدف إقامة النظام ، في الحالة الأولى الثورة التلقائية تكفي وتنجح ، ولكن في الحالة الثانية الثورة التلقائية تعجز وقد انتقدنا مسلك شباب ثورة 25 أبريل لأنهم لم يسيروا إلى النهاية ، ولكننا في الحقيقة كنا ظالمين لهم ، لأنه لا يدخل في دورهم بالذات إقامة نظام العدل .
وتمام التوفيق كان يوجب على شباب الثورة أن يبحثوا عن نظام العدل فيقفوا في جانبه ويكون دورهم هو الحيلولة دون أن تتحرك بقايا النظام القديم لتقوض أو تفشل النظام الجديد والاشتراك مع أحرار الفكر في إقامة النظام الجديد .
إن عملية الهدم والبناء متكاملتان ، ولكن الذي يقوم بالبناء غير الذي يقوم بالهدم ، كل فريق له دوره ، فلابد من الهدم أولاً حتى يفسح النظام السيئ المجال الذي سيقوم عليه النظام الجديد ، والذي لا يمكن أن يقوم ما ظل النظام القديم قائمًا يشغله .
وهذا ما يوضح أن التعريف التقليدي للثورة عن وجود زعيم ، ووجود نظرية ومشاركة جماهيرية في تحقيـق العملية الثورية هدمًا وبناءً هو التعريف السليم الشـامل ، أما التعريف الذي يتقبل «التلقائية» ، فمن المؤكد أنه يعجز عن القيام ببناء النظام الجديد .
وتلك هي مأساة ثورتي تونس ومصر .
* * *
رغم هذا فإن ثورة مصر في 25 يناير رزقت ظروفاً مواتية جعلتها تكسب إعجاب العالم ، فتحدث عنها الرئيس أوباما حديثاً يندر أن يقال مثله عن دولة عربية .. مسلمة ، وانطلقت عدواها إلى ولاية ويسكنسن في الولايات المتحدة ، وصورته كاتبة هي الأستاذة هبة عبد الستار : ارفع رأسك أنت مصري .. استنساخ الثورة المصرية في ويسكنسن الأمريكية ، وأصبحت تمثل نموذجًا ملهمًا تسعى شعوب العالم لاستنساخه عندما تطالب بحقوقها في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية إيماناً بأن القضية واحدة في كل مكان في العالم ، وهذا ما أثبتته ولاية ويسكنسن الأمريكية التي سعت لتطبيق الكتالوج المصري بطريقة لفتت انتباه العالم والشعب الأمريكي لمدى قوة تأثير الثورة المصرية.
فبعد إعلان الرئيس السابق مبارك عن تنحيه بيومين وتحديدًا في الثالث عشر من فبراير الماضي خرجت مظاهرات عمالية حاشدة ضد حاكم الولاية الجمهوري سكوت ووكر، الذي وضع مشروع قانون من شأنه تخفيض دعم المخصصات المالية لموازنات الخدمات العامة الأساسية مثل التعليم والصحة والمواصلات العامة ، وسرعان ما انتقلت المظاهرات من ويسكنسن إلى كافة الولايات الأمريكية الأخرى تضامنًا معها .
وما لفت الانتباه في تلك المظاهرات هو استلهامها لشعارات الثورة المصرية ولافتات التظاهر الخاصة بها وحتى أيضا طريقة ومكان التظاهر والاعتصام ، حيث سعى سكان الولاية لخلق «ميدان التحرير» الخاص بهم والذي تمثل في مبنى الكابيتول الحكومي بالعاصمة ماديسون الذي اتخذوه مقرا للاعتصام رافعين لافتات كتب عليها «هذه هي القاهرة الجديدة» ، وبرز العلم المصري بجوار العلم الأمريكي في بعض الأحيان ، كما رددوا هتافات وشعارات شبيهة بما ردده المصريون والتونسيون مثل عبارة «ارحل يا ووكر» التي كتبت على لافتات باللغة الإنجليزية ولافتات أخرى كتبت عليها بالعربية أيضًا ! بالإضافة إلى لافتات كتبوا عليها «المصريون علمونا» ، و«مصر ساعدتنا» ، و«مصر ألهمتنا.. ويسكنسن تحب مصر.. عالم واحد .. شعب واحد» ، «سر كما يسير المصري » ، «قاتل كما يقاتل المصري» ، ورفع أحد المتظاهرين لافتة حملت تساؤله حول المستقبل كتب عليها «مصر= 18 يوم .. ويسكنسن = ؟؟؟» ، في إشارة لنجاح الثورة المصرية في إسقاط النظام في فترة استغرقت 18 يومًا ، بينما ويسكنسن قد أوشكت على أسبوعها الرابع ولم تحرز تقدمًا ، كما حملوا لافتات أخرى عليها حدود خريطة الولاية وكتب عليها «مصر الصغيرة» بينما تم تحديد مكان العاصمة ماديسون ليكتب مكانها «القاهرة الجديدة» .
الطريف في الأمر أنه كما استنسخ شعب ويسكنسن أداء الشعب المصري في الثورة المصرية استنسخ أيضًا حاكم الولاية ووكر أساليب النظام السابق في مواجهة الثورة بداية من تنظيم مظاهرات لمؤيديه والتفكير في زرع عناصر من البلطجية أيضًا وسط المتظاهرين لتشويه صورتهم وإضعافهم ،مما أدى إلى بروز لافتات تطلق على حاكم الولاية سكوت ووكر أسماء «حسني ووكر» ، «سكوت مبارك» ، «ووكر هو مبارك الغرب الأوسط» ، كما تم تصميم لافتات و بوسترات حملت صورة مبارك بجوار ووكر وصف بعضها ووكر بأنه «مبارك الصغير» ، وكتب على بعضها «الديكتاتوريون .. سقط واحد والآخر سيسقط» ، «مصر حصلت على الديمقراطية وويسكنسن حصلت على ديكتاتور» .
وفى المقابل دعم بعض المصريين ويسكنسن في مليونية التحرير بالقاهرة ، حيث رفع أحد الشباب لافتة كتب عليها «مصر تدعم ويسكنسن .. عالم واحد .. ألم واحد» ، الأمر الذي أسعد مواطني ويسكنسن وتناقلته وكالات الأنباء العالمية وأصبحت تلك الصورة عاملاً مشتركاً في كثير من المواقع التي تتابع الأحداث هناك حيث ربطت بين الثورة المصرية ومظاهرات الغضب في ويسكنسن التي لم تحسم قضيتها بعد»(1) .
وأصبح «ميدان التحرير» علمًا على ثورات تتخذ مقارها الميادين العامة ، والحقيقة أن اختيار ميدان التحرير كان توفيقاً فهو من أكبر الميادين ويشرف على أهم موقع في القاهرة ، والجديد في الأمر أن تتخذه الثورة مركزها ومنطلقها ، وأن يكون يوم الجمعة ــ وهو يوم الإجازة الأسبوعية ــ وفيه الصلاة الجامعة في منتصف النهار ــ هو ميعاد انطلاق المسيرات المليونية ، بحيث أصبح يوم الجمعة والمظاهرة التي تعقب الصلاة هو رعب رجال الأمن والنظام وحماة الحكومة ، وكان من الوقائع التي تستحق التقدير على مدار الشهر الأول وجمعاته الأربعة ، أن الميدان لم يخل من مليون ، وفي بعض الحالات وصل العدد إلى مليونين ، وهذا الاحتشاد الذي لا يتصور لم يحدث فيه حادثة نشل أو تحرش جنسي أو ما يدعو إلى المؤاخذة ، كما أن شباب الثورة وفتياتها قاموا بتنظيف المكان من آثار هذا العدد ، خاصة بعد أن أصبح مقر الثورة الدائم والمتواصل ، وأن التجمعات لم تكن تنصرف بعد انتهاء يوم الجمعة بل كانت تواصل البقاء ، وأدى هذا إلى بناء دورات مياه عديدة ووجدت أكشاك لبيع المأكولات والمشروبات ، وقد كتبت في إحدى مقالات «المصري اليوم» أن على شباب الثورة أن يضعوا أيديهم على قسم من الميدان لا يعطل المرور أو يسئ إلى الميدان ، وأن يعدوا هذا المكان ملكاً للثورة لا يمكن أي أحد أن يجليها عنه ، لأنه لابد للثورة من مقر رئيسي وليس هناك ما هو أفضل من ميدان التحرير .
ومما تتميز به ثورتا تونس ومصر أنهما قاما على الشباب ن وبالذات الشباب الذي له ثقافة بعالم الاتصالات التي تولدت من الكمبيوتر والنت ، وكان يظن أن جماهير الثورة قد يكونون من العمال ضد الرأسمالية ، أو من المؤمنين ضد الكفار ، وكان للشباب دور في العمل العام يمكن أن يصل إلى حد الثورة ، كما حدث في ستينات القرن الماضي عندما ثار الطلبة في فرنسا ، ولكن في حالتنا فإن كل الذين قاموا بعملية الحشد وهي أهم جزء من العمل الثوري قد استخدموا الــ «فيس بوك» أو «التويتر» أو غيره من الوسائل التي اقترنت بعالم العصر .
ولعل المقدرة على الحشد هي أقوى وأهم وأجدى عنصر جاءت به ثورة 25 يناير ، ذلك لأن حشد الجماهير ليس سهلاً ، والاحتفاظ بهذا الحشد أصعب بمراحل من التوصل إليه لأول مرة ، وكنت أقول إن الإخوان المسلمين وحدهم هم الذين يستطيعون القيام بالثورة ــ لأنهم يستطيعون بحكم تنظيمهم الإداري الدقيق ــ أن يحشدوا في مكان واحد عشرة آلاف في حين لا يستطيع أي حزب من الأحزاب الورقية التي كونتها في حقبة مبارك أن يحرك أكثر من 500 شخص ، وأهمية الحشد هي أنه يوقع الحاكم في مأزق ، فإذا ضرب البوليس فستكون مجزرة تؤذن بنهاية النظام ، وإذا رفض الجنود ضرب المتظاهرين ، فسيكون في هذا أيضًا بداية الاستسلام ، ولكن الإخوان لم يكن لديهم السرعة أو الإقدام ليقوموا بها ، وادخر الله تعالى شرف ذلك لهؤلاء الشباب
ـــ 3 ـــ
مع إن ثورتي تونس ومصر نجحتا في إسقاط النظام فإنهما لم يحاولا العمل على إسقاط النظام نفسه ، أي الأجهزة والآليات والمجموعات التي كانت تبقي على النظام القديم ، ولعل أقرب تفسير لهذا هو أن الاحتفال بسقوط رأس النظام كان مدويًا وكأن سقوط أكبر طغاة هؤلاء في مصر ــ الرئيس مبارك ــ الذي سبقه سقوط طاغية تونس أنسى دعاة الثورة بقية الواجب عليهما ليخلص حتى النصف الأول من مسيرة الثورة من أعدائها .
وكانت نتيجة ذلك كارثية ، فقد أسرعت بقايا النظام في تقلد زمام الأمور ، واستطاعت أن تغرق الثورة في مستنقع الروتين والبيروقراطية ، وشيئاً فشيئاً بدأت تتخبط وتنحرف وتفقد نفسها وتذوب حماستها .
فهل يمكن أن هاتين الثورتين ، رمز تقدم العرب وتخلصهم من أغلال الماضي تتعرضان لهذه النهاية وتعود مرة أخرى قوة الرجعية وهي لابسة لبوس الثورة ، متحدثة بصفتها ولكن لهدم الثورة نفسها .
لا .. إن هذا يجب أن لا يسمح بأن يمضي إلى النهاية ولابد أن يتحرك أحرار العرب ليستنقذوا الثورة وليصححوا المسار ، وأقدم كمثال مقالاتنا في جريدة «المصري اليوم» منذ أن أعلنا نهاية الجمهوية الأولى (1952 ــ 2011م) وبداية جمهورية مصر الثانية سنة 2011م بما في ذلك المقالات الأربع الأخيرة عن «استنقاذ الثورة» التي أرجو أن تثير الأحرار في مصر وغيرها لاستنقاذ أعز ثورتين في الفترة المعاصرة ، اللتان أثارتا إعجاب العالم وألهمتا الشعوب في ليبيا واليمن وسورية أن تقوم بثوراتها .
إن انتكاس هاتين الثورتين سيؤدي إلى انتكاس الثورات في بقية دول النجتمع العربي .
ولكي يكون الحديث كاملاً ، فإن مما ورثته الثورتان من نظام عاتٍ .. فاسد .. مستبد ، ومن أجهزته وآلياته فإن الثورتين ستجدان أنفسهما أمام مشكلة «حضارية» هي تحديد الموقف من القوى الإسلامية التي تحررت من إسار النظام وظهرت في أقوى صورة ، وكأنما تريد أن تعوض احتباسها في سجون عبد الناصر ومبارك .
وهي مشكلة حضارية .. فالدين هو أبرز مقومات هذه المنطقة وقد لعب على مدار التاريخ ــ ومنذ تاريخ مصر القديم ــ حتى الفترة المعاصرة دورًا بارزًا في حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى أصبح «نبض الشعب» ، وكان من أكبر نقص المرحلة الليبرالية في مصر (1919 ــ 1952م) أنها لم تعطه حقه ، ولتعويض ذلك ظهر الإخوان المسلمون .
ولم يقتصر الأمر على الإخوان ، بل جمع كل أطياف الإسلام ، فدخل السلفيون ، والجماعة الإسلامية ، والصوفية ، كلٍ منهم يريد تكوين حزب وتقديم مرشحيهم .
والنقص في هؤلاء السادة بما فيهم الإخوان المسلمين أنهم يفهمون الإسلام فهمًا سلفيًا ، فهم يعودون إلى الأئمة وليس إلى القرآن ويقتدون بالأسلاف وليس بالرسول ، ويريدون أن نعيد «دولة الخلفاء الراشدين» وعالم الأسلاف ، وهذا كله يعيدنا إلى الماضي ولا يمكن للماضي أن يعيش الحاضر وقضية الدولة قد اصبحت من التعقيد إلى درجة لا تصلح فيها المثل القديمة ، وقد كان الإسلام قوة تحرر وتقدم لأنه قام على القرآن وقاده الرسول ، أما أن يعود الفكر الإسلامي اليوم إلى الأسلاف والأئمة فهي نكسة تؤخرنا ولا تقدمنا ولو عاد الفكر الإسلامي إلى القرآن وضرب عرض الحائط بما تركه الأسلاف .. ولو أنه «ثـَوَّر القرآن» بدلاً من أنه فسر القرآن ، لأحدث القرآن في العصر الحديث ثورة كالتي أحدثها في العصر القديم .
مع هذا فنحن الذين نؤمن بحرية الفكر والعقيدة إلى النهاية لا يمكن أن نمس هؤلاء جميعًا ولا أن نحرمهم حقاً ، ولا يكون تعاملنا معهم إلا بالحجة والبرهان وإرشادهم إلى أن الله تعالى وهبهم وميزهم عن الحيوان بالعقل ، وأن عليهم أن يستخدموه في فهم القرآن ، وعند اتخاذ القرارات والأحكام .
ومع هذا فإني أعتقد أن ظهور هذا المعسكر سيكون عاملاً من عوامل تخلف مسيرة الثورة أو عرقلتها ، وأنه في ثورة 25 يناير يمكن أن يقوم بالدور الذي قام به في الحقبة الناصرية ، وكان هو الذي أفسد على الناصرية أمرها وعكر صفوها وأفقدها القاعدة الشعبية الرصينة وأدى بها إلى التعذيب الخسيس .. إلخ ، وكل سوءات العهد .
قلت «يمكن أن يقوم» ولم اقل إنه سيقوم لأنه لابد أن نستفيد من التجارب .
إنني أنادي أحرار الفكر أن يتحدوا جميعًا لاستنقاذ الثورة ولاستكمال المسيرة حتى نقيم دولة العدل بعد أن هدمت الثورتان دولة الظلم .

ـــ 4 ـــ
شاهد على ثورتين
(وا حسرتاه)
أراد الله تعالى أن أشهد ثورتين : ثورة 23 يوليو سنة 1952م (رغم أنها لم تكن ثورة ولكنها بالشهرة نالت ما لم تنلها ثورات أخرى) ، وثورة 25 يناير سنة 2011م ، كنت في الأولى في الثلاثين من العمر ، وكنت في الثانية في التسعين ، وقدمت لكل واحدة رؤية في كتاب ، ولما كانت هذه قطعة خافية لا يلم بها الكثيرون ، فأظن أن إعلانها يمكن أن يقدم إضافة لهذا البحث ، وسأتحدث عنها باختصار كبير لأن المجال لا يسمح بغير ذلك .
فما أن قامت قومة الضباط الأحرار ، ونجحوا في عزل الملك حتى تحمس لها كل الشعب ، بما فيهم كاتب السطور ، ورأيت من واجبي أن أكتب إليهم برأيي في كتاب باسم «ترشيد النهضة» ، وكنت وقتئذ أكتب بيسر وسرعة لأن الموضوع واضح تمامًا في ذهني وبدأت أرسل للمطبعة ما أكتبه أولاً بأول ، وكان الفصل الأول عن «تقييم ما حدث في 23 يوليو» وهل هو انقلاب أو ثورة وانتهيت إلى أنه بلا شك انقلاب لأن مقومات الثورة لم تتوفر له ، فإنه لم يستهدف التغيير الشامل ، وإنما ادعى إصلاح الجيش ولأن الضباط الأحرار مجموعة صغيرة من الضباط تعمل في سرية بالغة ، من هنا لم يكن لها جمهور ولا لها نظرية ، بعد أسبوعين من الكتابة وصلت فيها إلى صفحة 80 ، ما أن دخلت المطبعة حتى وجدت ضابطاً وعددًا من الجنود و«بوكس» وأخبرني الضابط أن كتابي مصادر ، وأمر جنوده فجمعوا «الملازم» ووضعوها في أجولة وأودعوها البوكس ، وحاولت أن أستفسر منه دون جدوى ولكنهم قالوا اذهب إلى كبير الرقباء البكباشي أنور السادات .
ذهبت إلى البكباشي أنور السادات الذي قال لي إن أربعة من الضباط قرأوا الكتاب ــ كل واحد منهم مستقلاً ــ وقرروا أنه يجب أن يصادر ولا يُنشر بأي طريقة .
شاءت الظروف بعد ذلك بأسبوع تقريبًا أن تزور الأسرة اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر ، ذلك أن قادة الحركة قاموا بمجرد تقلدهم السلطة بإلقاء القبض على قتلة الإمام الشهيد حسن البنا ، وكانوا معروفين لأن النظام السابق كان يتستر عليهم ، ووجد الوالد ــ رحمه الله ــ أن علينا أن نشكر لهم هذه المبادرة فجمع أفراد الأسرة وذهبنا ، فقابلنا اللواء محمد نجيب ــ الرجل الذي أحبه شعب مصر من النظرة الأولى ــ رجل صريح .. طيب .. واضح .. مهذب .. يكاد يكون المصري النموذجي ، بعده ذهبنا للبكباشي جمال عبد الناصر ، شخص مختلف تمامًا ، لا يتكلم ولكن يسمع ويأخذ ولا يعطي ، واضح أن له طبيعة خاصة ، وعندما قدمني الوالد إليه سألني بحدة «أنت شيوعي» ؟ فدهشت وقلت له كلا ، بل إن لي كتابًا بعنوان «نقد النظرية الماركسية»، فقال لي فما الذي كتبته إذن ، تذكرت إني في الفصل الأول من كتاب «ترشـيد النهضة» استشهدت بكلمة لماركس عن أن الحروب هي قاطرة التاريخ ، وعلمت أنه اطلع على الكتاب ، فما أن قرأ الفصل الأول حتى غضب غضبًا شديد وأمر بمصادرته فورًا .
هذه صفحة من التاريخ المجهول لا تعرفها الأجيال ، ولا مؤرخو الثورة ، ولا حتى الأستاذ هيكل الذي لم يكن بعد قد أحكم علاقته بها .
كان كتاب «ترشيد النهضة» يقوم على فكرة أن ظروف البلاد اقتضت أن يأخذ العمل شكل الانقلاب العسكري ، وأن يقوم بهذه الحركة ضباط لأن قضية مصر العظمى هي الاستقلال ، ولعدم وجود أحزاب قوية ، ولأن عبد الناصر كان أسبق من الإخوان ــ وهم الهيئة الجماهيرية التي تمثل الشعب ــ ولم يكن الإخوان قد لمـوا شملهم بعد الاعتقالات إثر الحل الأول ، وعلى كل حال فإن عبد الناصر كان قد اتفق معهم قبل أن يقوم بحركته ــ وكان هو نفسه ــ معدودًا من الإخوان .
وهذه العوامل هي ما اقتضت أن يأخذ عمل الضباط الأحرار شكل الانقلاب العسكري ، وكانت المشكلة هي هل يمكن أن يتحول الانقلاب إلى ثورة ؟ أصوليًا هذا مما لا يستقيم ولكن علينا أن نحاول ، وكانت أول خطوة هي البحث عن نظرية ، والخطوة الثانية تنظيم حزب من نوع جديد يكون على الضباط بسرعة أن يؤسسوه والحركة في مستهلها والشعب كله يؤيدها ، مما يعني أن هذا الحزب سيكسب الأغلبية ، وبهذا يمكن أن يتحول الانقلاب إلى ثورة ويمكن لهم أن يحققوا التجديد الثوري باعتباره إرادة الشعب دون حاجة إلى عنف ودماء .
لا أريد أن أطيل لأن كتاب «ترشيد النهضة» كان يرسم الخطوات الأولى مما قد لا يُعد ضروريًا بعد أن أوضحنا الفكرة الرئيسية التي لو أخذوا بها لما تورطوا فيما تورطوا فيه من مغامرات وحكم واستبداد ومعتقلات وتزوير .. إلخ ، لأنهم لم ينتبهوا إلى فكرة إقامة حزب إلا أيام السادات ، ولكن تأسيس حزب يصدر عن الحاكم لا يمكن أن يضم مكافحين ومؤمنين ولكن تجارًا ومرتزقة وباحثين عن المصالح .. إلخ ، فعندما تكوَّن الحزب لم ينجح لأنه جاء بعد عشرين سنة من قيام الحركة .
وكان إهداء كتاب «ترشيد النهضة» :
إلى الأبطال
محمد نجيب وزملاءه
لكي يظلوا أبطالاً
وحتى لا يكون الفجر الكذاب(1)
أما ثورة 25 يناير فإن أحوال الحقبة المباركية السيئة جعلتني في عدد كبير من مقالاتي في جريدة «المصري اليوم» التي كانت تظهر في صدر صفحة «مساحة رأي» يوم الأربعاء من كل أسبوع وكان هناك مقالات لها طابع النبوءة من التغيير المطلوب .. وكيف يمكن أن يحدث .. إلخ .
ولا أخالف الحقيقة إذا قلت أن هذه المقالات كانت «تعبئة فكرية للثورة» ، ولما قامت بالفعل أصدرت كتيبًا عنها باسم «نصر من الله وفتح قريب» ، ثم أعقبته بجمع بعض المقالات التي تعد تعبئة فكرية لها ، والمقالات التي ظهرت بعد الثورة .. في كتاب باسم «التعبئة الفكرية للثورة .. وما بعد الثورة» في كتاب من 284 صفحة وكررت الإهداء القديم :
إلى أبطال ثورة 25 يناير سنة 2011م
لكي يظلوا أبطالاً
وحتى لا يكون الفجر الكاذب
واحسرتاه إن كل ثورة من الثورتين لم يعملا بما تضمنه الكتابان «ترشيد النهضة» و «التعبئة الفكرية للثورة .. وما بعد الثورة» من توجهات ، وكان التوجيه الأهم في الكتاب الأول أن يؤسس شباب 23 يوليو حزبًا في الأيام الأولى للثورة ، وأن يجروا انتخابات ستأتيهم بأغلبية مريحة تمكنهم من تحقيق الإصلاحات الشاملة دون حاجة إلى صراع دموي مع الفئات المنتفعة ، وبهذا يكون تجديدها ديمقراطيًا .
أما في الكتاب الثاني فإن التجديد كان في أن يقوم شباب الثورة بالاشتراك الفعال والمنهجي في إدارة البلاد ، وأن تحل الثورة كل ما يمت إلى العهد القديم (مجلس الشعب ومجلس الشورى والحزب الحاكم) وأن يتحفظ على أموال ثلاثة آلاف شخص من المنتفعين ، وأن يصدر دستورًا جديدًا .. إلخ .



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الكونفدرالى هو الحل
- سيناريو الثورة المضادة
- المتهم مُدان حتى تثبت براءته
- استنقاذ الثورة.. بدايات غير موفقة (١ - ٤)
- فى انتظار الثورة الإسلامية.. ثارت الشعوب على حكامها فهل يثور ...
- استنقاذ الثورة
- الإخوان والسياسة
- التحقيق مع ضباط التعذيب له أصول أخرى
- حديث «مُقرف» عن التعذيب 1 & 2
- مهمة عاجلة تنتظر وزير القوى العاملة
- قضية العمل والعمال بعد ثورة ٢٥ يناير ٢ ...
- من هو جمال البنا ؟وما هي دعوة الإحياءالإسلامي ؟
- نقد النظرية الماركسية
- ترشيد النهضة
- الحركة الميثاقية
- الثورة تجابه منعطفاً خطيرًا
- نزولاً على إرادة الشعب
- اقتراح
- جمال البنا في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنوير وا ...
- المسألة الشعبية بين جورج صاند وجوستاف فولبير


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال البنا - ثورات منتصف الطريق