أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قراءة في -فنجان بشار-!














المزيد.....

قراءة في -فنجان بشار-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في "فنجان بشار"!

جواد البشيتي

وجاء الشتاء بَعْد الخريف والصيف، فإذا بـ "الربيع العربي" يُسْتأنَف ويتجدَّد، لا بل يستمر وينمو ويَعْظُم، وفي مصر وسورية واليمن على وجه الخصوص؛ فالثورة الناقصة، غير المكتملة، المتوقِّفة في منتصف الطريق، أو على بُعْد شبرٍ، أو أشبار، من هدفها النهائي، إنَّما هي ثورة حَكَمت على نفسها بالموت، وارتضت أنْ تموت أسوأ ميتة.

والشتاء في سورية، والذي هو "ربيعها الشتوي"، ليس كمثله شتاء؛ ولسوف يَكْتُب التاريخ أنَّ هذا الشتاء السوري زلزل الأرض، وجَعَلَت ريحه أسيادها كعَصْفٍ مأكول.

وفي هذا الشتاء سنرى بشار، الذي لن يتنحَّى عن الحكم، ولن يُسْمَح له بالتنحي عنه إذا ما أراد، يَلْعَب آخر وأهم أوراقه، في لعبة "ورقٌ يَكْشِف وَرَقاً".

وإنِّي لأرى الأهوال وأنا أقرأ "فنجان بشار" في هذا الشتاء السوري؛ فهذا الحاكم الشاب، الذي طالما "اتُّهِم" بأنَّه مُحِبٌّ لـ "الإصلاح"، منتويه لا منتوٍ عنه، سنراه عمَّا قريب "أمير حربٍ"، يقود سورية إلى "حرب أهلية" قَذِرة بحسب معايير "الربيع العربي"، أو يقود فيها "الطرف الآخر" في هذه "الحرب الأهلية" القَذِرة، التي سعى إليها، وهيَّأ لها وأعدَّ، متوقِعاً، أيْ متوهِّماً، أنْ يَصِل من طريقها إلى ضالته المنشودة، والتي هي "النار الإبراهيمية"، فتَنْزِل عليه نار الثورة بَرْداً وسلاماً؛ لكنَّ العواقب ستذهب بما توقَّع، وسيكتشف بعد فوت الأوان أنَّه لم يَخْتَرْ (إذا ما كان الأمر اختياراً) إلاَّ السَّيْر في أقصر الطُّرق إلى جهنَّم.

"حُماة الدِّيار" سنراهم "يتقدَّمون" إلى الخَلْف، تُفْرَغ منهم "جبهات القتال" في الجولان وعلى الحدود مع العدوِّ الإسرائيلي، لتمتلئ بهم جبهات الحرب الأهلية القَذِرة، فـ "الأمن القومي" يُضحَّى به في سبيل درء المخاطر عن أمن الحاكم والحُكم الدكتاتوري العائلي الفئوي الذي تضيق فئويته مع اتِّساع القاعدة الشعبية للثورة السورية.

حرب البقاء، أو حرب الإبقاء على بشار، ستُخاض بـ "جيش جديد"، قوامه "الفرقة الرابعة"، وأشباهها، ومقاتلين من ذوي الدوافع الطائفية الدينية الكريهة، يتدفَّقون من منابعهم في لبنان والعراق وإيران؛ فنظام حكم بشار سيتوفَّر على تصوير ثورة شعبه عليه على أنَّها حربٌ يخوضها السنَّة في سورية، وفي محيطها، ضدَّ العلويين والشِّيعة؛ فهذا هو دَيْدَن كل نظام حكم عربي دكتاتوري، مُغْتَصِب للسلطة اغتصاباً، عندما تُحْدِق به المخاطر، ويصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وكأنَّ بقاء الوطن من بقائه، وموت الوطن في موته!

لا تتوهَّموا أنَّ حرباً ما، يخوضها، أو يشارك "حزب الله" وإيران في خوضها، ضدَّ إسرائيل ستكون هي خياره، أو "الورقة" التي يلعبها، لعلَّه يربح؛ فهذا أمْرٌ لا محلَّ له في تفكيره، ويخشى إذا ما أقْدَم عليه أنْ تكون العاقبة النَّيْل من قوَّته في هذا الصراع المصيري الذي يخوضه ضدَّ شعبه.

سيقود سورية إلى "حرب أهلية" قَذِرة، وسيقود هذه الحرب، وهو مُرْتَدٍ الرداء نفسه، أيْ رداء رئيس الجمهورية السورية الذي يذود عن الوطن والشعب والدولة، ويُصارِع بكل ما أُوتي من قوَّة ضدَّ "المؤامرات" و"الفِتَن" التي تتعرَّض لها البلاد؛ فكلَّما بشع الوجه اشتدت الحاجة إلى الأجمل من الأقنعة!

وهذا "الحريق النِّيروني" قد يمتد إلى لبنان والعراق، وإلى غيرهما من دول المحيط الإقليمي؛ فالحاكم الذي يتوهَّم أنَّ في مقدوره فعل كل ما يريد بالحراب، وبالحراب وحدها، هو نفسه الذي يجِد نفسه، في آخر المطاف، جالساً على الحراب نفسها.

ولن يطول الزمن ببشار حتى يرى الليرة (السورية) في الحضيض من قيمتها، والاقتصاد يتهاوى، وأزمة الوقود تتفاقم، والعزلة العربية والدولية لنظام حكمه تتسع وتزداد، و"الحواضِن الأمنية" تَكْثُر وتتكاثر، فيَشْهَد الجيش مزيداً من الانشقاق، وتَخْرُج دمشق وحلب (وغيرهما) عن صمتهما؛ فالنهاية ستكون مُرْعِبة؛ لكن لا رعب بلا نهاية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في -الإصلاح- في الأردن.. هكذا يُفَكِّر الملك!
- وللجيوش العربية نصيبها من -الربيع العربي-!
- عرب 1916 وعرب 2011
- بديل بشَّار.. نصفه فولتير ونصفه بيسمارك!
- إيران.. هل أزِفَت ساعة ضربها؟
- كيف تفهم الولايات المتحدة -الربيع العربي-؟
- اكتشفوا أنَّ -الربيع العربي- ليس -ثورة-!
- أردوغان التونسي!
- -البحرين- بميزان -الربيع العربي-!
- -الحركة الطبيعية- و-الثلاثية الهيجلية-!
- رسالتان متزامنتان!
- هذا هو جسر الانتقال إلى الديمقراطية!
- وفي القصاص حياة!
- في الأردن.. إصلاحٌ يحتاج إلى إصلاح الحراك!
- -الوسطية- في مناخ -الربيع العربي-
- أوباما الذي -تَغَيَّر- ولم -يُغَيِّر-!
- شعوب الغرب.. إلى اليسار دُرْ!
- د. زغلول النجار يكتشف إشارة قرآنية إلى -النسبية-!
- -11 أيلول ثانٍ- ضدَّ إيران!
- حتى يُزْهِر الربيع العربي الدولة المدنية!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قراءة في -فنجان بشار-!