أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل مهنانة - الهجنة، إندثار الهوية والأصل وغجرية الأزمنة القادمة...














المزيد.....

الهجنة، إندثار الهوية والأصل وغجرية الأزمنة القادمة...


إسماعيل مهنانة

الحوار المتمدن-العدد: 3553 - 2011 / 11 / 21 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
يرى الكثير من مفكّري ما بعد الحداثة، أن مقاومة المسخ الكوني الذي تمارسه العولمة على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية، لا تكون بالتأكيد على عنصر الهوية، والتعصب لها، لأن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التعصّب المضاد؛ وإنما بانفتاح الهوية على بقية الهويات، وفتح مسارات الهجنة الثقافية على مصراعيها، وفي الاتجاه نفسه، يجب ممارسة النقد على الهويات الماهوية؛ والتي تزعم أنها تتأسس على جوهر ميتافيزيقي متعالي على التجربة التاريخية، وهو أدى دوما إلى السقوط في خطاب العنصرية، والصفاء العرقي.
ينبغي على الفكر الحرّ في عصرنا متابعة، كل تناقضات خطاب الهوية المتعالية، مزاعمه، وأبعاده السياسية والثقافية والفلسفية، كما يجب الدفع بإشكاليات نظريات الحداثة البعدية في تفكيك ميتافيزيقا الهوية نطرح نظرية "الهجنة" والتوليد Hybridityالتي ابتكرها المفكر الأمريكي/الفلسطيني إدوارد سعيد، ولم يسعى إلى تطوريها، ومفادها أن الهوية ليست معطى طبيعي أو متعالي يتقوم بوحدة الأصل أو الأب، بل تكونت على مرّ العصور من مشارب كثيرة ومتعددة، مجهولة في أغلبها، وكل معطيات الانثروبولوجيا والإثنولوجيا تثبت ذلك، كما أن قصة الأب المشترك هي أسطورة توراتية كررتها أغلب الشعوب فيما بعد، وهي سردية عنصرية تقوم على احتقار الآخر.
وللذهاب بعيدا في هذا الطرح نناقش هنا المسألة على عدة مستويات، فمن الزاوية الدينية/النصية نكشف كيف تنبني فصة الأصل والأب المشترك في النص الديني بحيث تدور على حبكة واحدة هي إقصاء الآخر وتحقيره للرفع من شأن الذات، كما نفكك فلسفيا مفهوم الهوية بوصفه مفهوما ميتافيزيقيا، وعلى المستوى السياسي سنرى أن العنصر السياسي/السلطوي يتورط بعمق في بنية أية هوية، وهو ما أسميناه سياسات الهوية، والتي نجد أن عالمنا المعاصر يشهد أكبر حملات تسييس الهويات وتوجيهها حسب معطيات السياسة والإيديولوجيا، كما نضع فرضية الهجنة على محك المعطيات الديموغراية والاثنوغرافية التي تبين أن شعوب العالم تتجه دوما إلى المزيد من التهجّن والتوليد.
يأتي فكر الهجنة إذن كتجاوز/كسر لهذه الحلقة الخطابية المغلقة التي يدور في فلكها الفكر الهووي، إنها قفزة خلف تخوم الصمت، نحو أفق الاختلاف حيث يغدو الإنسان مواطنا عالميا دون أن يفقد شيئا من فرديته واستقلاله، بل هي انتصار للمجتمع المفتوح على أعداءه /كارل بوبر/، وحده فكر الهجنة ـ حسب سعيدـ يمكن إنسان العولمة، هذا الإنسان الأخير، من تجاوز تلك البقايا الامبريالية التي لا تفتا تعود تحت أقنعة كثيرة: حوار الحضارات، صدامها، نهاية التاريخ ...فهي أشبه بمسودات كانت خفية لمستندات المشروع الامبريالي، أعيد سحبها وتجريبها بعد افتضاح المدونة الأصلية، أو ما يسميه فرويد ببقايا حلم (امبريالي) يعيد بناء ذاته في شكل عودة اضطرارية للمكبوت.

لم يكن للهوية أي دلالة إيديولوجية قبل عصر أفلاطون الذي يمثل لحظة الأفول في الحضارة اليونانية، فقد بدأت الهوية كخاصية للكائن الإنساني محايثة لمفهوم الروح كما ظهر لأول مرّة مع أفلاطون؛ في محاورة ألسيبياد Alcibiade باعتباره المبدأ الذي يؤسس مفهوم الإنسان، ولقد تطوّر مفهوم الروح، إلى (الشخص) مع أوغسطين، والوعي عند ديكارت، و(الأنا) حسب مع ما أعطاها روسو من دلالة، ومفهوم(الذات) الذي أبرزه كانط، ثم اكتمال ميتافيزيقا الهوية في (الروح المطلق) الهيجلي؛ أي أن تضخم مبدأ الهوية في كل هذه التشكّلات الميتافيزيقية؛ كان مصاحبا لصعود الدولة القومية الحديثة في أوروبا. والروح كوعي للأنا بذاته أي بهويته، أي الروح كشخصية، يتحدد ككلام متكلم ومصغٍ لكلامه في الوقت نفسه، إنه لغة متكلمة من خلال الإنسان، ومونولوغ داخلي، يبني هويته من خلال خطابه إلى ذاته.



#إسماعيل_مهنانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل... صيرورات لامتناهية للرغبة..
- من الأمة إلى الدولة الافتراضية، تفكيكات على وتر الهوية...
- رهانات الفكر السؤول، ما معنى أن نفكر في هذا العصر؟
- أسئلة أركون ونبوءاته...
- قصيدة: أثر اليقين


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل مهنانة - الهجنة، إندثار الهوية والأصل وغجرية الأزمنة القادمة...