أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بُكاء من فرط الضحك














المزيد.....

بُكاء من فرط الضحك


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 19:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بُكاء من فرط الضحك
كتب مروان صباح / المسألة أقرب إلى بُكاء من فرط الضحك ، حين تتوالى التصريحات ممن أطلقت ألسنتهم لتطرب مسامعنا من خلال قنوات الميديا التى أصبح لها شأن شبه مسيطر على المواطن العربي لتتحول المنبع الثقافي الوحيد للفرد لأن ثقافة المسموع والمرئي من حيث التكلفة وبذل الجهد تبقى في الدرجة الاولى الأسهل التى يعتمد عليها المشاهد في تلقي المعلومة والخبر ، كما تُسهل لمن يريد تمرير الأفكار المدلسة ويعتبرها القناة الأريح في تهيئة القاعدة العريضة لما يُرتب من مشاريع مستقبلية ، إلا أن ضخامة الحدث تعرقل من عمليات الميديا وتجد صعوبة في التلاعب كون اللون الأحمر الذي يسيل يجعل جميع الكلمات تتراجع أمام إصرار من كسر قيود الإستبداد وقرر إسترجاع حريته .
كيف لعاقل يستطيع أن يُجزىء الثورات العربية كونها مشروعة في مكان والآخر محرمة فيه ، تكون الحكاية أخذت نوع من الإستخفاف للعقول وتمادت في إستهبال الشعوب ، فعندما يطلق البعض على أماكن دون الأخرى بأنها تخوض معركة الصمود والتصدي لمخططات إستعمارية بشكل وأسلوب جديدان مرتكزتاً على إنتفاضة الشعوب التى بدورها تطيح بالأنظمة القمعية وهدفها تقسيم المنطقة على غرار التقسيم الأول لسايكس وبيكو ، الذي مهد له الغرب منذ سنوات سابقة بتعطيل معظم المنظمات المسؤولة عن الجرائم الإنسانية التى تغاضت عن القيام بدورها والتى أعطت للأنظمة القمعية مساحة أكبر من التفلت والتحرك بحرية أوسع في طمس المجتمعات ، مما أنتج حرمان مزمن عند الشعوب وأشعل فتيل النار التى أدت إلى أنتشارها بصورة كبيرة وإدامتها .
لا بد من الكف عن الإرتكاز الشبه دائم في معالجتنا للقضايا وخاصةً التى تتعلق بالمواطن وحقوقه المسلوبة والتى حُرِمَ منها على مدار الفترة السابقة ، فإلى متى يمكن للعربي أن يظل هارباً أو متماوتاً ينافس بذلك من في القبور في صمتهم أو يبقى غامد لسانه عن حقوقه المشروعة مقابل أن يظل من في سدة الحكم متفرداً في الثروات ومحتكراً للهواء مما يعطي لنفسه الحق بتوزيع ذلك كما يشاء وعلى من يشاء ضمن معادلات قاصرة ومكبوته كبتاً .
لقد إختار صاحب الربيع العربي بوعزيزي الخيار الأصعب في التعبير عن فائض الكبت مما جعله أن يحلق على إرتفاعات عالية كي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية ويجعل الأنظار تتسلط على واقع أشبه بالموت الكلينيكي .
تنبهت الشعوب منذ الصرخة الأولى إلى ظاهرة خطيرة قد تلاعب على حبالها الكثير في الماضي والحاضر وهي قضية المقاومة بحيث مارسوا الإستبداد الذي فرخَ فقر وتخلف وتجهيل ناهيك عن ممارسات التنكيل والإعتقال والقتل وسلب المال العام بأسمها ، بحيث إتكأ مع مرور الوقت على مواقف حضرت في الماضي بقوة ولم يبقى منها إلا الخطاب والغنائم التى ينعمون بها وأدواتهم التى تذوب من التصفيق لهم على خيبتهم ، فالأشراف والأحرار سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس لا يرضون بأن الأخلاق تتجزأ ومن يتحلى بها ينئى عن ممارسات الظلم أو التحالف معه حتى لو جاءت ضد العدو ، فالإختلاف والصراع لهما أحكام وقوانين لا بد ِلأبن البلد أن يحظى بالقدر الأكبر منهما إلا أنه قد تحمل ما تحمل من أعوام عجاف ، مما وضعه في دائرة الإتهام بأنه ينفذ مشروع إستعماري بقيادة أوباما وساركوزي وصولاً إلى شرق أوسط جديد يهدف إلى حماية إسرائيل من تعاظم مربع الممانعة .
هذا المخطط قائم لا يمكن لعاقل أن ينكره على الاطلاق وفي ذات الوقت لم يجدوا من هو ممكن أن يعانق ما سيأتي من الغرب ، وإذا كان هناك فهم قلة خجولة لا تجرؤ على إظهار تعاونها ، علينا أن لا ننسى بأن الأنظمة الحالية هي نتيجة تقسيم غربي قد إنطوى تحتها تعقيدات جعلت من البعض الذهاب بأوهام أن الخلاف القائم يدور حول تحرير فلسطين مما أتاحَ للحكومات أن تستنفر ضد الشعوب التى تحاول وضع الهروات في دواليب مسيرة التحرير وإجهاض ما بُنيى طيلة العقود المنصرمة الذي جعلهم ببساطة أن يضربون بعرض الحائط لما قام من أجله المواطن العربي بعد صبر تحول إلى إستغلال من قبل الأنظمة التى أكدت بأنها لا تأبى لقيمة الفرد وحولته تدريجياً إلى إستعباد إنتشر أفقياً وأصبح ثقافة موروثة سائدة بين الناس ، معادلتها الترهيب والتنكيل وتساوى لديهم الكائنات بحيث لم يعد هناك فارق بين الحيوان والإنسان ، فقد قلصوا أهمية الإنسان العربي لدرجة بات يخجل من الإنتساب للهوية .
لا نضرب بالرمل ولسنا من قراء الغيب والحمدلله ولكننا نستطيع أن نستنتج من خلال التناقضات التى تطرح من بعض الجهات والتى تجعلنا ان نثبت حيث وقفنا لنتعرف على الجميع من على المسافة الواحدة للمسموح والغير مسموح ، فثمه من تتفوق لديه البلاغ على القدوة لأنه يعتقد بأن المساواة شعاراً فارغاً حينها تكون المسألة قد تجاوزت الخط الأحمر ودخلت في التعقيد المبطن ، بينما لا حياة دون مساواة بين المواطنين وهي القاعدة التى يبنى عليها الخطاب الذي إذا لم ينعكس على صاحبه في السلوك يبقى مشكك به ، وهنا نريد أن نسأل عن شعب إستقوت عليه الآلة القمعية كيف يمكنه أن يُفرش السجاد الأحمر كي يحرر المقدسات أو يستطيع التصدي للخطاب الطائفي ويقوى عليهما .
لا يوجد حد فاصل بين كرامة الفرد وكرامة الوطن فهذا التلاعب مشين ومعيب ويتطلب تراجع فوري من أهل العلم الذين أنعم الله عليهم بعلمه وحببهم في خلقه ، لأن الأمانة تقتضي علينا أن نكون أصحاب وعي كي لا تسقط رقابنا التى هي حاملة الأمانة في تضليل بعض الكلمات التى تصدر من هذا أو ذاك بحيث هؤلاء الأشخاص لديهم مكانة خاصة في قلوب الجماهير لدرجة باتوا مصدقون عندها والتى تؤدي بهم من حيث لا يدرون أن يكونوا ضحاياهم رغم توقعهم بأنهم في السفية الصحيحة والقبطان الأصح .
والسلام
كاتب عربي
عضواللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده
- التحالف بلغ ذروته بين الشقاء والشعور بحرقة القلب
- خطاب أسمع من في القبور
- هويات متناحرة
- لا الطفولة ولا الشيخوخة محصنة
- حنيناً إلى الحرية
- ذوي القربى أشد جوعاً
- أقذام إحتلوا حياتنا
- الديمقراطية الناقصة
- التلفح في الماضي
- أنت في عداد الهالكين
- موجات تتسابق نحو الشاطىء ... لا تمكث
- عصيّ على الخداع
- لا قوة كقوة الضمير
- ويمكرونَ ويمكرُاللهُ واللهُ خيرُ الماكِرِينَ


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بُكاء من فرط الضحك